بسم الله الرحمن الرحيم
مقدمــــة
الحمد لله القائل:{يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ}[1] والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعلمين، قال تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ}[2] وعلى آله وصحبه وسلّم تسليماً كثيراً.
أمّا بعد؛
فإنّ من مظاهر الوُحدة والتنمية بين الأمة العربية والإفريقية استمرار التواصل بينهما في جميع مجالات الحياة المختلفة؛ لحاجة كلٍّ منهما إلى التعاون والتلاحم من أجل النهوض والتقدم والازدهار؛ إذ إنّ الشعوب العربية والإفريقية تربطهما روابط تاريخية مشتركة، وحضارة أزلية قديمة، ولمّا كان الامر كذلك، أحببت أن أضع خطوطاً عريضة للصلات العربية الإفريقية، فجاء هذا الكتيّب الصغير؛ ليعبّر عن تلك الروابط الأزليّة، وهو في الأصل عبارة عن بحثٍ تمّ تقديمه في الندوة العلمية الدولية التي أقامتها جامعة الملك فيصل بالتعاون مع رابطة الجامعات الإسلامية في الفترة ما بين 26-30 نوفمبر 2004م بأنجمينا-تشاد-مع الحذف والزيادة والتعديل في بعض الفقرات- وكان الغرض من الكِتابة في هذا الموضوع هو وضع لمسات بارزة في مجال العلاقات العربية الإفريقية؛ وربط الماضي بالحاضر، امتداداً لتأريخ الصلات المشتركة، وتطلّعاً إلى المستقبل المنشود؛ لأنّ الإلمام بهذا الجانب وسبر أغواره يساهم مساهمةً فعّالة في النهوض بالعلاقات العربية الإفريقية، وحلّ كثير من القضايا العالقة بين الأمّة العربية والإفريقية، وهذا لا يأتي من فراغ بل لا بدّ من بذل جهود صادقة من قبل العلماء والمختصّين بشأن الأمة العربية والإفريقية تحقيقاً للمصالح المشتركة والتنمية المستدامة في أرض الواقع؛ وذلك من أجلأن تنعم الشعوب العربية والإفريقية بنتاج أبنائها على مرّ الدهور والأزمان، وقد بذلت قصارى جهدي في سبيل لمّ شتات هذا الموضوع تحقيقاً للمقصود واستنارة للطريق استناداً إلى المصادر والمراجع، فجاءت خطّة البحث على النحو التالي:
الفصل الأول: مفهوم التواصل العربي الإفريقي وعناصر التواصل،
وتحته مبحثان:
البحث الأول: مفهوم التواصل، وتحته مطلبان:
المطلب الأول: التواصل في اللغة
المطلب الثاني: المقصود بالتواصل العربي الإفريقي
المبحث الثاني: عناصر التواصل العربي الإفريقي،
وتحته ستة مطالب:
المطلب الأول: التواصل البشري
المطلب الثاني: التواصل الاجتماعي
المطلب الثالث: التواصل الاقتصادي
المطلب الرابع: التواصل السياسي والنضال المشترك
المطلب الخامس: التواصل الحضاري والثقافي
المطلب السادس: التواصل الديني (دين الإسلام)
الفصل الثاني: وسائل تقوية وتطوير التواصل العربي الإفريقي،
وتحته مبحثان:
المبحث الأول: وسائل تقوية وتطوير التواصل الحضاري والثقافي والاجتماعي، وتحته مطلبان:
المطلب الأول: أهم الوسائل في الجانب الثقافي والاجتماعي
المطلب الثاني: أهم الوسائل في الجانب التعليمي والتربوي
المبحث الثاني: وسائل تقوية وتطوير التواصل السياسي والاقتصادي، وتحته مطلبان:
المطلب الأول: أهم الوسائل في الجانب الاقتصادي
المطلب الثاني: أهم الوسائل في الجانب السياسي
الخاتمة
الملاحق:
ملحق رقم1
ملحق رقم2
ملحق رقم3
ملحق رقم4
ثبت المصادر والمراجع
ثبت المحتويات
هذا، ونسأل الله ـ تعالى ـ العون والسداد؛ إنّه ولي ذلك والقادر عليه.
الفصل الأول
مفهوم التواصل العربي الإفريقي وعناصر التواصل
المبحث الأول: مفهوم التواصل
المطلب الأول: التواصل في اللغة: يُقال تواصل يتواصل تواصلاً، والتواصل ضد التصارم[3]، والتصارم: التقاطع[4]، يقال: تواصل القوم إذا اجتمعوا واتفقوا، وتواصلت الأشياء إذا تتابعت ولم تنقطع، ومنه تواصلت الدروس في الجامعة[5].
المطلب الثاني: المقصود بالتواصل العربي الإفريقي:
المقصود بالتواصل العربي الإفريقي هو استمرارية الصلات والروابط الحضارية والثقافية والتجارية والاجتماعية ونحوها بين الأمة العربية والشعوب الإفريقية، وذلك من أجل التعاون والتناصر، وتبادل الخبرات والمصالح، وبالتالي تحقيق التقدم والتطور والنماء.
المبحث الثاني: عناصر التواصل العربي الإفريقي
المطلب الأول: التواصل البشري
تختلف المصادر التاريخية حول التحديد الدقيق للهجرات العربية إلى أرض القارة الإفريقية إلّا أنّ المتفق عليه هو أنّ الصلات العربية الإفريقية قديمة للغاية[6] قدم المنابت العربية في الجزيرة بل قدم القارة الإفريقية نفسها[7] وتشير المصادر التاريخية إلى أنّ هذه الصلات تعود إلى ما قبل التاريخ المدوّن، حيث شاءت إرادة الله ـ تعالى ـ أن يتواصل القحط في شبه الجزيرة العربية لقرون متتالية، فنتج عن ذلك وعن غيره من الأسباب كثرة النّزوح والهجرات المتتالية من شمال جزيرة العرب إلى الجنوب حيث اليمن بجبالها وأنهارها وأراضيها الخصبة، وإلى الشرق حيث بلاد الرافدين، وإلى الغرب حيث مصر ووادي النيل، ثمّ تتابعت الهجرات من اليمن؛ لتعمّ نصف القارة الإفريقية المجاورة عبر الحبشة والصومال، وقد امتدّت عناصر منها إلى شرق القارة الإفريقية فأقامت الممالك والدول وامتزجت بالسابقين لها في الهجرة، لا يُعلم ـ سوى الله تعالى ـ الطريق الذي سلكته أو الزمن الذي تمت فيه تلك الهجرات[8]، وقد عُثر على نقوشٍ سومريّة بابلية في ساحل شرق إفريقيا تؤكد وصول أهالي الرافدين إلى تلك البقاع[9].
فالقبائل العربية تنتشر على امتداد الصحراء الكبرى طولاً وعرضاً، فهم سكانها وحُماتها وحافروا آبارها ورعاة أعشابها، وشاقّوا طرقها، وعلى أفيائها تنتصب خيامهم، وتلوح ديارهم كباقي الوشم في ظاهر اليد[10]؛ لذا أصبحت إفريقيا وطناً تاريخياً للكثرة الكاثرة من شعوب الأمة العربية، ويناهز السكان العرب في إفريقيا ثلث سكان القارة[11]، وأنّ العرب في هذه البلاد بحكم جوارهم ولسانهم العربي وثقافتهم الإسلامية وامتزاجهم وتصاهرهم مع إخوانهم الأفارقة كان لهم الأثر البارز في تمتين أواصر الصداقة والتعاون بين الشعوب العربية والإفريقية[12].
فالعرب هم أوّل أمم الأرض اتصالاً بالشعوب الإفريقية، فكانوا بذلك أوّل من تعامل معها، ثم استقر بعضهم بالقارة الإفريقية منذ عصور موغلة في القدم[13].
جاء في كتاب تاريخ العرب العام ما نصّه: ((كان العرب في زمن الجاهلية ـ والجاهلية، ما يسمون به أزمنة تاريخهم الأولى ـ منتشرين خارج جزيرتهم ـ أيضاًـ فأقاموا ممالك صغيرة في العراق وسورية، وكان بعض قبائلهم يقيم بمصر، وكان الأحباش منحدرين من عرقهم، فكانت صحاري إفريقية تلوح أنّها ميراث لهم))[14].
وقال ابن خلدون في تاريخه: ((الطبقة الأولى من العرب، وهم العرب العاربة وذِكْر نسبهم والإلمام بملكهم ودولهم في الجملة، هذه الأمة أقدم الأمم من بعد قوم نوح وأعظمهم قدرة وأشدهم قوّة وآثاراً في الأرض، وأوّل أجيال العرب من الخليقة فيما سمعناه. . . ثم إنّ هذه الأمم على ما نقل كان لهم ملوك ودول، فملوك جزيرة العرب… امتدّ ملكهم فيها إلى الشام ومصر… ويقال: إنّهم انتقلوا إلى جزيرة العرب من بابل لمّا زاحمهم فيها بنو حام، فسكنوا جزيرة العرب… إلى أن غلب عليهم بنو يعرب بن القحطان))[15].
أما في عصر الإسلام فكانت الهجرة الأولى إلى الحبشة حيث أمر النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أصحابه بالهجرة إلى الحبشة فراراً بدينهم لمّا اشتدّ عليهم أذى كفّار قريش، ثم خرجت قريش في آثار الأوّلين منهم فلم يُدركوهم[16].
ثم تلت تلك الهجرة العديد من الهجرات، كهجرة أهل الردّة في زمن الخليفة أبي بكر الصديق ـ رضي الله عنه ـ وهجرة الخوارج في زمن الخليفة علي بن أبي طالب ـ رضي الله عنه ـ وهذه الهجرات المتعددة ما هي إلّا دليل قاطع على عمق الصلات العربية الإفريقية[17].
ولا يفوتني في هذا المقام أن أنوّه بذكر هجرات أبناء القارة السمراء إلى دول الخليج نتيجةً لارتفاع البترول في أواخر السبعينات[18]، فالصلات العربية الإفريقية ليست وليدة اليوم أو الأمس بل هي صلات قديمة قائمة على أساس الترابط الجغرافي والتاريخي والاقتصادي والديني والحضاري والثنائي؛ فمنذ القدم ارتبط العالم العربي بالقارة الإفريقية؛ ولعلّ العامل الجغرافي والبشري والحدودي والطبائع والعادات المتشابهة والمصالح المشتركة هي الأسباب الأساسية في التواصل العربي الإفريقي قبل أيّ شعب آخر[19].
المطلب الثاني: التواصل الاجتماعي
أدّت الهجرات العربية إلى امتزاج الدم العربي بالدم الإفريقي، حيث اختلطت قبائل العرب بالأفارقة فتزاوجت معهم أخذاً وعطاءً مما نتج عن ذلك ظهور جيل عربي الأصل إفريقي الدم، واصل امتداده في أعماق إفريقيا الشرقية، حيث منطقة البحيرات العظمى، كما أنّ هناك هجرات معاكسة إلى سواحل بلاد العرب الجنوبية، انطلقت من شرق إفريقيا فكانت سبباً في المزيد من الامتزاج؛ ونتيجةً لهذا الاختلاط ظهر في تلك المنطقة جيل جديد من العرب يحمل دم الأجداد ولون أبناء القارة السمراء[20] بل إنّ الامتزاج بين المجموعات العربية والإفريقية بلغ إلى حدّ الانصهار الكلي لبعض القبائل كما هو الشأن في العنصر الصَّنْهاجي الذي تنتمي إليه مجموعات كبيرة في إفريقيا الغربية، فتكونت بذلك أنماط من العادات والتقاليد والأعراف المشتركة؛ فنتج عن ذلك ثقافة واحدة تستمد جذورها من التاريخ المشترك والعلاقات المتميزة[21].
المطلب الثالث: التواصل الاقتصادي
ويتمثل في صورتين:
أ ــ التواصل التجاريõ: كانت التجارة هي الحرفة الرئيسة للعرب قبل الإسلام إلى جانب اشتغالهم بالزراعة والصناعة، فقد كانوا يعملون في التجارة يتنقلون بين الهند وبلاد العراق ومصر، فعن طريقهم يصل العاج الإفريقي والذهب الأثيوبي إلى مصر والشام والعراق، وكان تجار قريش ينظمون عيرهم في الشتاء إلى اليمن حيث يشترون سلع الهند والحبشة فيحملونها إلى الحجاز، وعيراً في الصيف إلى الشام يفرغونها في أسواق غزّة وبُصرى وغيرهما[22].
وقد ازدهرت التجارة في مكة أثناء العهد القرشي؛ إذ أصبحت مكة تحتكر التجارة العربية بحكم موقعها الروحي لدى القبائل العربية، كما أنها ـ أيضاًـ محطّة للتجارة الآتية من اليمن والهند والحبشة، وقد كانت الحقبة الأولى من العصر الجاهلي حقبةً ذهبية لتجارة مكة بسبب ما كان بين الروم والفرس من صراع فكانت مركزاً للقوافل التجارية، وكانت قوافلها تذهب إلى غزّة ومنها إلى مصر، فأقاموا بذلك صلات تجارية واسعة عبر البحار والمحيطات التي عرفوها مع البلدان الإفريقية المجاورة لهم ومع غيرها من البلدان[23] فشكّلت التجارة حجر الأساس في إقامة الصلات العربية الإفريقية الأولى قبل ظهور الإسلام، ومثّلت الجسر الذي وصلت من خلاله الحضارة الإسلامية والعربية إلى القارة الإفريقية، فكان التّجار هم النّخبة التي كانت على صلة دائمة بالبلدان المجاورة لشبه الجزيرة العربية وبمعرفة مجتمعات تلك المناطق إضافةً إلى مهمتهم التجارية المتمثلة في تبادل السلع مع التجار الأفارقة وغيرهم، وكانت السلع التجارية آن ذاك تتمثل في العاج والبخور والجلود والذهب ونحوها[24]، فكان التجار العرب ينزلون في المراكز التجارية فيحتكون بأهلها من الأفارقة وغيرهم، فيؤثرون ويتأثرون، وغالباً ما تنتهي هذه العلاقة بدخول أهل هذه المناطق في الإسلام[25] وقد قوي التواصل التجاري بين العرب والأفارقة حتى عُرف بعض أهل هذه البلاد بالثراء الواسع بسبب تجارتهم النشطة مع اليمن حيث كانوا يتبادلون العاج والذهب والعنبر والأعشاب والعسل الإفريقي بالسلع القادمة من اليمن كالبخور والملح والتمور وغيرها من السلع التي كان اليمنيّون يجلبونها من الهند وبلاد فارس[26].
أمّا في إطار التواصل التجاري بين إفريقيا شمال الصحراء الكبرى وجنوبها فإنّ هذه المناطق قد شهدت تطوّراً ملحوظاً، فمنذ الألف الثالث ق.م كانت الحركة التجارية نشطة بين مصر والسودان ووادي النّيل حيث شكّلت منطقة النوبة وبحر الغزال المعابر الرئيسة لتلك التجارة، كما قامت علاقات تجارية قوية بين مصر والحبشة منذ زمن بعيد؛ إذ كانت مصر تستورد من الحبشة بعض السلع اللازمة لها كالبخور والأبنوس والجلود والعاج والأخشاب[27]، ولم تكن الصحراء الكبرى التي تفصل شمال إفريقيا عن وسطها لتمنع التواصل بين الأقطار الإفريقية؛ إذ كانت التجارة ـ قبل الإسلام ـ مزدهرة بين هذه الأقطار عن طريق نقاط العبور لهذه التجارة، وكانت القبائل التي تسكن هذه الواحات وفي أقطار المغرب العربي تُعتبر الراعية لهذا التواصل وهذا النشاط الاقتصادي الذي يربط بين الأقطار الواقعة شمال الصحراء الكبرى وجنوبها، وقد ازدهرت هذه التجارة بصورة واضحة في بداية القرن الثالث الهجري وكذا في خلال القرن الرابع، وكان التجار إلى جانب أعمالهم التجارية يقومون بالدعوة إلى الله ـ تعالى ـ فتداخل العمل التجاري مع العمل الدعوي، فاجتمع في كثير منهم صفة التجارة والدعوة[28].
ب ــ التواصل الإنمائي: رغم حصول غالبية الدول العربية والإفريقية على الاستقلال السياسي في بداية عقد الستينات إلّا أنّ العلاقات العربية الإفريقية سجّلت ضعفاً طيلة أعوام ذلك العقد باستثناء مصر التي سعت إلى تنمية قدراتها الاقتصادية مما مكّنها من تنمية علاقاتها مع الدول الإفريقية حيث قامت بفتح ثلاثة فروع لشركة النّصر في كلٍّ من غانا وغينيا ونيجريا بهدف التنمية والاستثمار في تلك المناطق ثمّ تغيّر الوضع عندما ظهرت الدول المصدّرة للنّفط كقوّة مؤثرة في النّظام الاقتصادي العالمي، وقد شهد عقد السبعينات أزمةً اقتصادية إفريقية فكان من الطبيعي أن تستعين الدول الإفريقية بالدول العربية للخروج من تلك الأزمة، فجاءت الاستجابة من الدول العربية بالموافقة على اللجنة السباعية ـ التي تكوّنت من السودان وتنزانيا وزائير ومالي وغانا وبستوانة والكمرون ـ التي وافق مجلس وزراء منظمة الوحدة الإفريقية في أديس أبابا في21 نوفمبر 1973م على تشكيلها؛ لتقوم بمهمّة الاتصال مع البلدان العربية؛ لإقامة تعاون اقتصادي ـ بين منظمة الوحدة الإفريقية وجامعة الدول العربيةـ يَكْفل توفير إمدادات نفطٍ منتظمةٍ إلى الدول الإفريقية بأسعار أقلّ من أسعار السوق العالمي،[29]ثمّ توالت خطوات المساندات الاقتصادية العربية للدول الإفريقية، ومن تلك المساندات ما نصّت عليه قرارات مؤتمر القمة العربية بالجزائر في 28 نوفمبر 1973م على دعم وتوسيع التعاون الاقتصادي والمالي مع البلدان الإفريقية، وذلك على المستوى الثنائي ومستوى المؤسسات الإقليمية العربية والإفريقية بالإضافة إلى إنشاء مصرف عربي للتنمية الصناعية والزراعية في إفريقيا، وتطبيقاً لهذا الاتجاه بادرت الدول العربية بتقديم المساعدات المالية والقروض للدول الإفريقية من أجل تقوية الصلات الاقتصادية بين العرب والأفارقة،[30] ونظراً لأهمية هذا النوع من التعاون، وافق مؤتمر القمة العربية السابعة بالرباط في عام 1974م على إنشاء الصندوق العربي للمعونة الفنية للدول الإفريقية والعربية[31]، وتتويجاً لهذا النوع من التعاون العربي الإفريقي تمّ عقد مؤتمر القمة العربي الإفريقي الأوّل الذي عقد بالقاهرة في الفترة ما بين 7ـ 9 مارس 1977م بحضور رؤساء وممثلي ستين دولة إفريقية وعربية حيث إنّها أحست بأهمية أنّ قضية التحرير والتنمية الإفريقية العربية قضية واحدة لا تتجزأ؛ لذا جاء إعلان التعاون الاقتصادي والمالي والتجاري متضمّناً للأسس التالية[32]:
1ـ تشجيع الاستثمارات العربية، والعمل على وضع نظام لضمان الاستثمارات في الدول الإفريقية.
2ـ تدعيم العلاقات التجارية بين الدول الإفريقية والعربية.
3ـ تشجيع توظيف رؤوس الأموال العربية في الدول الإفريقية.
4ـ المساهمة في تدعيم الموارد المالية لمصرف التنمية الإفريقي، وزيادة موارد المصرف العربي للتنمية الاقتصادية في إفريقيا.
5ـ تشجيع التعاون الفني بين الدول العربية والإفريقية.
6ـ زيادة المساعدات الثنائية المقدّمة للدول الإفريقية عن طريق الصناديق الوطنية.
المطلب الرابع: التواصل السياسي والنّضالي المشترك
لقد تعرّضت إفريقيا لنفس الظروف التي تعرّضت لها المناطق العربية من استغلال واضطهاد، نتيجة موقعهما معاً في براثن الاستعمار الأوربي ( الاستغلال الأوربي)الذي سعى إلى سيطرة البلاد ونهب خيراتها في كلًّ من المناطق العربية والإفريقية، ونظراً لسيطرة الاستعمار سياسياً واقتصادياً واجتماعياً بالإضافة إلى اتّباعه سياسة التمييز العنصري، قام الإفريقيون ومن تعايش معهم وخالطهم في بيئاتهم من إخوانهم العرب إلى مجابهة هذه السيطرة الاستعمارية، ومن خلال تلك المعارك ضدّ المستعمرين نما لديهم الوعي السياسي والشعور بالتضامن الإفريقي العربي، وقد تمثل ذلك في الجهاد الإسلامي وظهور حركات التجديد والإصلاح والتيّارات الأخرى[33]كحركة الإصلاح والتجديد في الدولة العثمانية، والحركة السلفية في (نجد) وحركة الشيخ/ عثمان بن فوديو (بسكتو) وحركة الشيخ/محمد الأمين الكانمي في (برنو) وحركة محمد أحمد المهدي بالسودان[34]،وقد أدّى هذا الارتباط النّضالي المشترك إلى تطوّر العلاقات العربية الإفريقية ودخولها مرحلة الحوار العربي الإفريقي الرّسمي، وذلك بانعقاد قمّة مارس العربية الإفريقية بالقاهرة في عام 1977م، وقد استند مضمون الحوار فيها إلى حاجة العالم العربي للدعم الساسي في مواجهة إسرائيل خلال مراحل الصراع العربي الإسرائيلي، وقطع العلاقات مع إسرائيل، وتأييد المواقف العربية ضدّ إسرائيل في مختلف المنظّمات والمؤتمرات والمحافل الدولية، وفي مقابل هذا الدّعم السياسي الإفريقي يقوم الجانب العربي بتقديم المساندة السياسية والاقتصادية لصالح الدول الإفريقية مثل مناهضة العنصرية في جنوب إفريقيا، وتقديم المساعدات الاقتصادية والفنّية، وتشجيع الاستثمارات العربية[35] ومن جانب آخر فإنّ الدول الإفريقية قد قامت بمساندة الموقف الليبي في الأزمة الليبية الغربية وتحدّت محاولات عزل ليبيا عن محيطها الإفريقي، كما أنّها وقفت مع الشعب العراقي في كارثته، ورفضت استخدام القوة ضدّ بلاده[36]،فهذا كلّه ما هو إلّا تعبير واضح عن التضامن بين العربي الإفريقي في القضايا الاستراتيجية والسياسية، وليس هذا فحسب بل امتدّ التضامن بين قوى التحرر العربية والإفريقية في إطار المنظمات الإقليمية والدولية وكذا في النّطاق الثنائي، وهو تعاون ينمو يوماً بعد يوم[37] ومع ذلك فإنّه قد اعترى الجانب السياسي بعض الركود من بعض الدول خاصة في قضية فلسطين؛ وذلك بسبب الخلافات العربية العربية ولغيرها من الأسباب إلّا أنّ المساندة لهذا الجانب قائمة في الجملة، والواقع خير شاهد على ذلك، ولكن المطلوب هو تطوير التواصل في الجانب السياسي خاصةً وإن كان موجوداً في الأصل بحكم التبادل الدبلوماسي بين الدول العربية والإفريقية إلّا أنّه يحتاج إلى دعم رأسي وأفقي من أجل ترسيخ قواعده وتحسين أدائه؛ لأنّنا في عصرٍ لا قيمة فيه للأمم الضعيفة، إذ هو عصر القوّة والتكتّلات الدولية القويّة ومن ثَمّ كان لزاماً على الأمّة العربية والإفريقية أن تتعاون تعاوناً حقيقيّاً من أجل تحقيق الرّفاهية والأمن والاستقرار لشعوبها وبالتالي تحقيق التكامل بين شعوب الأمة العربية والإفريقية وبين مؤسساتها.
المطلب الخامس: التواصل الحضاري والثقافي
إنّ تاريخ التواصل الحضاري والثقافي بين الأقطار الإفريقية على جانبي الصحراء الكبرى يعود إلى قرون عديدة قبل ظهور الإسلام، وكانت الصلات ضعيفة بيد أنّها تكاثرت مع دخول الجمل في الصحراء[38]، وقد نقل العرب معهم في هجراتهم إلى القارة الإفريقية صوراً عن الحضارة العربية مثل فنّ العمارة وصناعة الأسلحة وأعمال الخُشُب وتربية الإبل وغيرها من معارف زراعيّة مختلفة كزراعة القرنفل في زنجبار، إضافةً إلى محاصيل زراعية أخرى آسيوية كالأرز والقطن وقصب السكّر[39]،أمّا بعد دخول الإسلام في القارة الإفريقية وانتشاره فيها فقد أصبحت إفريقيا مركزاً هاماً من مراكز الحضارة الإسلامية، وأصبحت اللغة العربية لغة الفكر والثقافة في إفريقيا، ولهذا الاتصال الفكري والثقافي والروحي بين العرب والأفارقة أبعاد بعيدة واسعة، حيث أصبح للعرب وجود كبير في القارة الإفريقية فأثروا بذلك في مختلف جوانب الحياة الإفريقية التي أصبحت بمرور الزمن صورةً من الحياة العربية سياسياً ودينيّاً واجتماعياً وثقافياً[40]،فأقام العرب والأفارقة وُحدة تاريخية قُوامها العقيدة الإسلامية، تمثّلت في نُظم الحكم والإدارة والاقتصاد والعمارة والإنتاج الفكري والمؤسسات العلمية والثقافية كالجامعات العربية الإفريقية في البلاد الإفريقية؛ لذا، فإنّ النّشاط العربي في مجال الثقافة في إفريقيا لا يبدأ من فراغ بل هناك قاعدة صلبة في وُجدان الأفارقة تمثّلت في مراكز تحفيظ القرآن الكريم المُنتشرة في القُرى والمُدن، يَفِد إليها الأطفال لتعلّم القرآن والخطّ العربي بالإضافة إلى التراث الفكري العريق[41]،ومن المؤكّد أنّ الممالك الإسلامية التي ظهرت في غرب إفريقيا ووسطها لم تصل إلى ما وصلت إليه من العظمة إلّا بتمسّكها بمبادئ الإسلام ونظامه، فكان أثر الإسلام فيها واضحاً في نظام الحكم والإدارة والقضاء[42]،جاء في أعمال ندوة التواصل الثقافي والاجتماعي بين الأقطار الإفريقية على جانبي الصحراء ما نصّه: (( لعبت* القبائل العربية في تشاد وعموم إفريقيا دوراً ثقافيّاً هامّاً بفضل اللغة العربية وتعاليم الإسلام السمحة، وتعتبر اللغة العربية اللغة الوحيدة المكتوبة في تشاد حتى في* الاستعمار، وقد ساعد في انتشارها العلاقات الاقتصادية والاجتماعية بين العرب وبقيّة السكان))[43].وجاء فيه أيضاً: ((إنّ بين الأفارقة والعرب وشائج قربى واتصالات قديمة وتأثيرات متبادلة في ميادين الاجتماع والثقافة والتجارة، ثمّ إنّ التقاء الثقافتين: الإسلامية والإفريقية في الكثير من القيم والمعايير يسّر التفاهم بينهما، وشجّع الأفارقة على اعتناق الإسلام والوفاء له، وفي أحضان الإسلام قامت إمبراطوريّات سادتها مبادئ الأخوّة والإنسانية))[44].
وظلّت الصلة حميمة ومستمرّة بين المؤسسات العلميّة في أقصى القارة الإفريقية والمؤسسات العلميّة في المغرب ومصر والحجاز، فكانوا يتبادلون الرسائل والفتاوى والزيارات مع كثير من علمائها[45].
وبقدر ما نمت فكرة التعاون العربي الإفريقي، بدأ الاتجاه نحو الاهتمام بالقضايا الثقافية بين الدول العربية والإفريقية، فقرر مؤتمر القمة العربي السادس بالجزائر عام 1973م دعم وتوسيع التعاون الثقافي مع الدول الإفريقية، كما جاء إعلان الخرطوم- حول التعاون العربي الإفريقي- مؤكّداً لهذا الجانب، وكذا إعلان الندوة العربية الإفريقية التي عقدت في الشارقة في ديسمبر 1976م جاء تأكيداً لهذا الامر، حيث إنّه أيّد الجهود التي تهدف إلى تعليم وتدريس اللغات والثقافات الإفريقية في الجامعات والمعاهد العربية، وتعليم وتدريس اللغة والثقافة العربية في الجامعات والمعاهد بالدول الإفريقية[46].
ونظراً لأهمية تعزيز الصلات الثقافية والاجتماعية والعلميّة والإعلامية بين العرب والأفارقة، نصّت وثائق إعلان برنامج العمل للتعاون العربي الإفريقي-الذي صادق عليه مؤتمر القمة العربي الإفريقي الأوّل بالقاهرة لعام 1977م-على تكثيف العلاقات الثقافيّة بين الشعوب العربية والإفريقية، وذلك بعقد اتّفاقات تشمل الآتي[47]:
- البعثات الثقافية والمهرجانات
- المنح الدراسية وبرامج التدريب
- التعاون في ميدان الوسائل الإعلامية
- تنسيق أنشطة البحث وتبادل المعلومات والدراسات العلمية والتقنية، وتوسيع نطاق التعاون الفنّي
- تشجيع وتيسير السياحة ودعمها؛ لما تقوم به من دور إنساني وثقافي.
ولا يفوتني في هذا المقام أن أشير إلى صورة مثاليّة وواقعية من صور التواصل الثقافي والحضاري متمثّلة في رحلة ابن بطوطة المغربي الإفريقي، حيث إنّه قام بزيارة مصر والشام والحجاز والعراق وتركيا والهند والصين وباكستان وشمال إفريقيا وشرقها، كما قام بزيارة مالي ومدينة تُمْبُكْتُو وغيرها من البُلْدان والمدن فاتصل خلال هذه الرحلة بكثير من الملوك والأمراء فأفاد واستفاد ومن ثَمّ ألّف لنا كتاباً سمّاه: تحفة النّظّار في غرائب الأمصار وعجائب الأسفار، يُعتبر هذا الكتاب من أهمّ المصادر التاريخيّة والجغرافيّة والسياسيّة والاجتماعيّة لأكثر الشعوب، فقدّم من خلال هذه الرحلة كثيراً من المعلومات التاريخيّة عن مناطق معروفة وأخرى في بعض مجاهل إفريقيا لم تكن معرفتها واسعة الانتشار إن لم تكن معدومة[48]، فأثرى بذلك الساحة الثقافيّة والعلميّة.
المطلب السادس: التواصل الدّيني (دين الإسلام)
لقد كان لظهور الإسلام وانتشاره الفضل الكبير في تطوّر الصلات العربية الإفريقية، حيث شمل هذا النوع من التواصل ثلثي شعوب القارة الإفريقية تقريباً، فقامت ممالك إسلامية في القارة السمراء، ساهمت في نقل الحضارة والفكر الإسلامي إلى تلك المناطق، كما ساعدت في نشر التراث الإسلامي، بالإضافة إلى الدور الذي قامت به في تلك المناطق اقتصادياً وسياسياً واجتماعياً[49]، فكان للإسلام دور حضاري واجتماعي واضح في القارة، علماً بأنّ نجاح انتشار الدعوة الإسلامية في إفريقيا يعود إلى كون الإسلام دين سماويّ، نادى بالحرية والمساواة والعدالة والإخاء والتسامح وحسن الجوار والاهتمام بشؤون الأخرين، وغيرها من القيم والمبادئ، فسرعان ما وجدت تلك المبادئ قبولاً كبيراً في وسط القبائل الإفريقية التي تعيش على الفطرة، فكان بذلك عاملاً أساسياً من عوامل الترابط والتراحم بين الأمّة العربية والإفريقية[50].
ومن تلك الصلات التي تركت بصمات واضحة في استمرار العلاقات بين العرب والأفارقة فريضة الحج، فقد أصبح الحج وسيلة من وسائل التواصل الحضاري بين العرب والأفارقة وغيرهم، حيث إنّ سلاطين الممالك الإسلامية في إفريقيا وغيرها قد وجدوا الفرصة بالاحتكاك مع رؤساء وولاة الدول الإسلامية المختلفة التي عاصرتهم، وخاصةً الرؤساء والولاة الذين مرّ الملوك الأفارقة عبر أراضيهم ومن ثمّ تبادلوا الهدايا معهم، واقتبسوا نُظم الحكم والإدارة منهم[51]، فالحج بالنسبة للإفريقيين لم يكن أداء فريضة فحسب بل هو مناسبة للاتصال بمنابع الحضارة العربية الإسلامية، والوقوف على مدى ما تحققه هذه العبادة من سلوك متمثّلة في الإحساس بالأخوّة والمساواة، والسموّ الروحي وحسن الخلق، والصبر والتحمّل إلى غير ذلك من الخصال الحميدة، فالرحلة إلى الحج تتيح للمسلم المرور بالعديد من البلدان والأماكن الإسلامية، وخلال هذه الرحلة يجد الحاج الإفريقي أنّه ينتقل بين أرجاء وطن إسلامي كبير لا تفصله حواجز ولا توقفه حدود بل هو فرصة للاتصال بالمراكز الحضارية المتطوّرة، وهكذا يكون الحج أحد المناسبات التي تزيد الترابط بين الشعوب الإفريقية والعربية[52].
ومن هنا يُعلم أنّ الصلة بين العرب والأفارقة نمت وتحرّكت في شبكة واسعة من المسالك على أساس الاحترام المتبادل إلى أن جاءت حركة الكشوف الجغرافيّة والاستعمار الأوربي (أعني: التخريب الأوربي) فأضعف هذه العلاقة، مستهدفاً بذلك خَلْقَ إنسانٍ إفريقي جديد يرتبط بالحضارة الأوربية فكراً وسلوكاً ومنهجاً؛ وذلك من أجل الضمان للوجود الاستعماري، والاستمرار في الاستنزاف والتسلّط والتشويه للإنسان الإفريقي والعلاقات العربية الإفريقية، كما عمل في الوقت نفسه إلى إضعاف الوعي الوطني ومسخ الشخصيّة القوميّة الإفريقية وتأجيج روح العصبية والقبليّة، وقطع الصلات بين شمال إفريقيا وجنوبها بابتداع ما أسماه بإفريقيا البيضاء وإفريقيا السوداء[53].
الفصل الثاني
وسائل تقوية وتطوير التواصل العربي الإفريقي
المبحث الأوّل: وسائل تقوية وتطوير التواصل الحضاري والثقافي والاجتماعي
المطلب الأوّل: أهمّ الوسائل في الجانب الثقافي والاجتماعي:
يمكن عرض أهمّ تلك الوسائل في النّقاط التالية:[54]
- العمل على تقوية المراكز الثقافيّة الإسلاميّة وفق خطّة مدروسة هادفة.
- الإكثار من النّدوات والملتقيات والمؤتمرات الفكريّة المحلّية والدوليّة حول المواضيع المتعلّقة بالتواصل العربي الإفريقي.
- العناية الكبيرة بالرّوايات الشفويّة التي تتناقلها الأجيال في المناطق الإفريقية، والتي تعتبر مصدراً ذاخراً بالمعلومات الثمينة عن تاريخ تلك المناطق وشعوبها وملوكها وأنساب القبائل فيها وتاريخ تنقّلاتها وأصولها البشريّة، وتاريخ العلاقات بين مختلف تلك البلدان.
- إقامة الاتحادات الثقافية المشتركة، كاتحاد الجامعات العربية الإفريقية، واتحاد الشباب العربي الإفريقي، والاتحاد العربي الإفريقي للكتّاب والصحفيين، والاتحاد العربي الإفريقي للنساء.
- على المهتمّين بموضوع التواصل العربي الإفريقي أن يكونوا على إلمام بمعرفة كبريات اللغات الإفريقية التي يتكلّم بها عشرات الملايين اليوم في إفريقيا، كاللغة السواحليّة والهوساويّة، والفلّانيّة والصوماليّة؛ إذ إنّ معرفة تلك اللغات تُمكّن الباحث من الاتصال المباشر بالسكّان والحصول على معلومات كثيرة عن طريق الرّوايات الشفويّة.
- دعوة القيادات العليا صاحبة القرار إلى تشجيع التواصل العربي الإفريقي في الميادين الثقافية والاقتصاديّة والسياسية وغيرها.
- إصدار موسوعة عربية إفريقية مشتركة تتضمّن الدراسات الاجتماعيّة والاقتصاديّة والحضاريّة للشعبين العربي والإفريقي بهدف إنماء الوعي بين الشباب[55].
- توحيد الزّي المدرسي بين طلّاب وطالبات الدول العربية والإفريقية.
- العمل على محو المفاهيم الاجتماعيّة المزيّفة التي عمل الاستعمار على غرسها بقصد إيقاع الفتنة بين العرب والأفارقة.
- العناية بالدّراسات وبتبادل الخبرات حول قضايا المرأة في الإقليمين.
المطلب الثاني: أهم الوسائل في الجانب التعليمي والتربوي
تتمثل تلك الوسائل في الأمور التالية[56]:
- إنشاء جامعة عربية إفريقية كبرى على غرار جامعة الأمم المتحدة ب(طوكيو) تعتني بمسائل التنمية وتتصدّى للقضايا التي تواجه العالم العربي والإفريقي.
- العمل على إيجاد أسلوب موحّد للتقريب بين الدّرجات والشهادات والإجازات العلمية في مختلف المستويات بهدف تبادل الخبرات في الإقليمين.
- التوسّع في المنح الدراسيّة لطلّاب الدراسات العليا.
- وضع مشروع مشترك بين اتحاد الجامعات الإفريقية واتحاد الجامعات العربية حول التاريخ النّضالي المشترك بين العرب والأفارقة، على أن يُسمح بتداوله بين الطلّاب في الإقليمين.
- إدخال مادة تاريخ الأمّة العربية والإفريقية في مناهج التعليم العربي والإفريقي؛ إذ إنّ التاريخ هو روح الشعوب ومُحرّكها نحو بناء الحاضر، والتخطيط القوي للمستقبل.
- إصدار مجلّة جامعة باللغات الثلاثة: العربية والفرنسية والإنجليزيّة، يُجنّد لها أصحاب الكفاءات من المفكّرين؛ لإبراز الصلات الحضاريّة والتاريخيّة بين الأفارقة والعرب، وكشف التحدّيات المشتركة التي تواجههم في بناء المستقبل.
- تأسيس مركز للبحوث المشتركة حول الصّلات العربية الإفريقية، بالإضافة إلى وضع جوائز عالمية في مجال الدراسات العربية الإفريقية.
- إنشاء مراكز للمخطوطات والآثار الإفريقية، وامدادها بالمعدّات والأجهزة الفنّية مع الدعم والتطوير للقائم منها علماً بأنّ معظم هذه المخطوطات ما تزال في أيد الأفراد والأسر.
المبحث الثاني: وسائل تقوية وتطوير التواصل السياسي والاقتصادي
المطلب الأوّل: أهم الوسائل في الجانب الاقتصادي:
يمكن عرض هذه الوسائل على النحو التالي:
- إقامة سواق عربية إفريقية مشتركة خالية عن القيود والضرائب والرسوم.
- تأبيد الطرق ومدّ الجسور بين الدول العربية الإفريقية من جانب، والإفريقية الإفريقية من جانب آخر.
- إقامة المعارض التجاريّة والمنتديات الاقتصاديّة المشتركة بين الدول العربية والإفريقية.
- إنشاء مراكز للأبحاث الاقتصادية والسياسية؛ لدراسة القضايا ذات الاهتمام المشترك، يقوم بتمويلها كلّ من الاتحاد الإفريقي وجامعة الدول العربية.
- تشجيع الاستثمار في كلّ من الدول العربية والإفريقية وتسهيل الإجراءات الإداريّة.
المطلب الثاني: أهم الوسائل في الجانب السياسي
تنحصر هذه الوسائل في الآتي:
- رفع الحدود الوهميّة وتوحيد بطاقة السفر بين الدول العربية والإفريقية، بالإضافة إلى توحيد الجوازات بينها.
- تكوين مجلس الأمّة الإفريقية العربية، يناقش ويُدْرس فيه جميع القضايا العربية الإفريقية المستعصية مع محاولة إيجاد حلول مناسبة لها.
- توسيع نطاق التبادل الدبلوماسي العربي الإفريقي، وإقامة المؤتمرات السياسية المتبادلة حول القضايا ذات الاهتمام المشترك.
- تشجيع الزيارات واللقاءات المتكررة لأعضاء السلطة التشريعية والقضائية والتنفيذيّة بهدف الاستفادة من خبرات الآخرين وتجاربهم، خاصةً في المجال السياسي والفنّي والتّقني.
- إنشاء آلية عربية إفريقية مشتركة تقوم بتقريب وجهات النّظر بين البرلمانات العربية الإفريقية؛ وذلك لما لهذه الشعوب من ثقافات متقاربة مشتركة.
وعليه؛ فإنّه لم يبق سوى تنزيل هذه الأمور في أرض الواقع من أجل أن تنعم الشعوب الإفريقية والعربية بالخيرات وبالتالي المساهمة في البناء والتعمير وإلّا فإنّ الأمر لا يتعدى أن يكون حبراً على ورق، ولن يتحقق المنشود إلّا إذا كانت هناك نيّة صادقة مصحوبة
بعمل جادّ منظّم يهدف إلى تحقيق هدف واضح، قال تعالى:( إنّ الله لا يغير ما بقوم حتى يغيّروا ما بأنفسهم)[57]
الخاتمــــــة
لقد استعرضت في هذا البحث أ همّ عناصر التواصل العربي الإفريقي، وبيّنت أنّها تتمثل في التواصل البشري والاجتماعي والحضاري والثقافي والسياسي والنّضالي المشترك بين الأمّة العربية والإفريقية، عقّبت ذلك بذكر أثر ذاك التواصل في واقع الحياة الفرديّة والجماعيّة، كما أشرت إلى ما بين هذه الأمّة العربية والإفريقية من تاريخ أصيل مشترك، ضاربٍ بجذوره في عمق التاريخ مَثَّل بظلاله وُحدة حضاريّة وثقافيّة متماسكة على مرّ العصور والأزمان، وقد ساهم الإسلام في تطويرها مساهمةً فاعلة؛ وذلك بما أرسى من مبادئ وتشريعات كانت مناطاً حقيقيّاً للترابط والتلاحم بين العرب والأفارقة، ونظراً لأهمية الجانب الثقافي والاقتصادي والسياسي والأمني في العصر الحاضر وضّحت أنّ الاهتمام بهذا الجانب أمر لابدّ منه؛ إذ إنّ استقرار الأمّة العربية وتقدّمها مرهون باستقرار الشعوب الإفريقية وتقدّمها، والعكس بالعكس، فكان لزاماً على الأمّة العربية أن تُولي مزيداً من الاهتمام في تنمية إفريقيا، وخاصة التنمية الثقافية؛ تحقيقاً لمصالح الأمّة الإفريقية وتجسيداً لروابط الأخوة والصداقة، كما أن الجانب الإفريقي أن يُولي مزيداً من الاهتمام في الجانب السياسي والأمني، وخاصةً قضية فلسطين والعراق بالإضافة إلى القضايا الأخرى ذات الاهتمام المشترك التي تحتاج إلى دعم إقليمي أو دولي، ومع ذلك فإنّ التكامل الحقيقي المستدام بين العرب والأفارقة متوقف على تنزيل ما تضمنته تلك الوسائل في أرض الواقع بالإضافة إلى حسن النيّة والشعور بالمسؤولية مع مراعات مصالح الدول المؤثرة في المنطقة، فبذلك يكون الانسجام والنّهوض بالأمّة العربية الإفريقية، ومن هنا فإنّني أودّ أن أتحدث لا حقاً-إن كان في العمر بقية- عن آليّات التواصل العربي الإفريقي وعن مؤسساته؛ إذ بهما تكتمل المسيرة العلمية في هذا المجال وبالتالي يتحقق المطلوب، هذا، ونسأل الله جلّت قدرته أن يوفقنا لما يحبه ويرضاه، وأن يجعل عملنا خالصاً لوجهه، إنّه وليّ ذلك والقادر عليه، وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين.
ثبت المصادر والمراجع
الرقم المؤلف الكتاب
- القرآن الكريم
- إبراهيم أنيس، وآخرون: المعجم الوسيط، ط: الثانية، المكتبة الإسلامية، إسطنبول، تركيا، 1972م
- أحمد العايد، وآخرون: المعجم العربي الأساسي، المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، 1988م
- جامعة الدول العربية: الصندوق العربي للمعونة الفنّية للدول الإفريقية، المعادي، مصر، 2001م
- جمعية الدعوة الإسلاميّة العالمية: ندوة العلاقات العربية الإفريقية، طرابلس، ليبيا، 1998م
- د. هاشم نعمة فياض: إفريقيا دراسة في حركات الهجرة السكانية، مركز البحوث والدراسات الإفريقية، سبها، ليبيا، 1992م
- د. حسن أحمد محمود: الإسلام والثقافة العربية في إفريقيا، دار الفكر العربي، القاهرة، مصر، 1999م
- د. حميد دولاب ضيدان: الجذور التاريخية للصلات العربية الإفريقية، ط: الأولى، مركز البحوث والدراسات الإفريقية، سبها، ليبيا،1993م
- كلية الدعوة الإسلامية: أعمال ندوة التواصل الثقافي والاجتماعي بين الأقطار الإفريقية على جانبي الصحراء، ط: الأولى، طرابلس، ليبيا، 1999م
- محمد بن مكرم ابن منظور: لسان العرب، ط: الأولى، دار صادر، بيروت، لبنان.
- محمد بن عبد الله اللواتي الطنجي المغربي: رحلة ابن بطوطة، ط: الأولى، بيروت، لبنان، 1978م
- محمد سليمان الطيب: موسوعة القبائل العربية، ط: الثانية، دار الفكر العربي، القاهرة، مصر، 1997م
- محمد المبروك يونس: تاريخ التطور السياسي للعلاقات العربية الإفريقية (1952-1977م) ط: الأولى، طرابلس، ليبيا، 1986م
- د. محمد المبروك يونس: دور ليبيا في مسار العلاقات العربية الإفريقية (1969-1977م) ط: الأولى، مطابع الوحدة العربية، ليبيا، 1994م
- محيي الدين صابر: العرب وإفريقيا، ط: الأولى، المكتبة العصرية، صيدا، بيروت،1987م
- سيدو: تاريخ العرب العام، ط: الثانية، عيسى البابي الحلبي وشركاه، 1969م
- د. السيد عبد العزيز سالم: التاريخ السياسي والحضاري للدولة العربية، مؤسسة شباب الجامعة، الإسكندرية، مصر.
- عبد الرحمن بن محمد بن خلدون: تاريخ ابن خلدون، مؤسسة الأعلمي للمطبوعات، بيروت، لبنان،1971م
- عبد الرحمن الماحي: الدعوة الإسلامية في إفريقيا الواقع والمستقبل، كلية الدعوة الإسلامية، طرابلس، ليبيا،1999م
- علي محمد عبد اللطيف: إفريقيا العربية، ط: الأولى، مكتبة الأعلام والبحوث والنشر، ليبيا.
ثبت المحتويات
الموضوع الصفحة
مقدمة………………………………………………………………………… 1
مفهوم التواصل……………………………………………………………….3
عناصر التواصل العربي الإفريقي: …………………………………………….3
- التواصل البشري …………………………………………………………..3
- التواصل الاجتماعي ……………………………………………………….5
- التواصل الاقتصادي ……………………………………………………….5
- التواصل السياسي والنّضالي المشترك ………………………………………8
- التواصل الحضاري والثقافي ……………………………………………….9
- التواصل الدّيني (دين الإسلام) ……………………………………………11
وسائل تقوية وتطوير التواصل الحضاري والثقافي والاجتماعي ………………..13
وسائل تقوية وتطوير التواصل السياسي والاقتصادي ………………………….15
الخاتمة ……………………………………………………………………….17
ثبت المصادر والمراجع ………………………………………………………18
[1]الحجرات، الآية: 13
[2]الأنبياء، الآية: 107
[3]ابن منظور، لسان العرب، ط الأولى، دار صادر، بيروت ـ لبنان: باب اللام فصل الواو.
[4]د. إبراهيم أنيس، وآخرون، المعجم الوسيط، ط الثانية، المكتبة الإسلامية، إستانبول، تركيا 1972م: حرف الصاد مع الراء.
[5]أحمد العايد، وآخرون، المعجم العربي الأساسي، المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، 1988م: حرف الواو مع الصاد.
[6]د. حميد دولاب ضيدان، الجذور التاريخية للصلات العربية الإفريقية، ط: الأولى، مركز البحوث والدراسات الإفريقية، سبها، ليبيا، 1993م: ص 37، 39.
[7]محيي الدين صابر، العرب وأفريقيا، ط: الأولى، المكتبة العصرية، صيدا، بيروت ـ 1987م: ص 39.
[8]علي محمد عبد اللطيف، إفريقيا العربية، ط: الأولى، مكتبة الإعلام للبحوث والنشر، ليبيا: ص 39 ـ 40
[9]د.حميد دولاب ضيدان، الجذور التاريخية للصلات العربية الإفريقية: ص 39 ـ 40
[10]محمد سليمان الطيب، موسوعة القبائل العربية، ط: الثانية، دار الفكر العربي، القاهرة: 2/ 77
[11]محيي الدين صابر، العرب وأفريقيا: ص 14
[12]د. حميد دولاب ضيدان، الجذور التاريخية للصلات العربية الإفريقية: ص 107
[13]المصدر نفسه: ص 42
[14]سيدو، تاريخ العرب العام، ط: الثانية، عيسى البابي الحلبي وشركاه، 1969م: ص ب، 28
[15]ابن خلدون، تاريخ ابن خلدون، مؤسسة الأعلمي للمطبوعات، بيروت، لبنان، 1971م: 2/ 18ـ 19
[16]المصدر نفسه: 2/ 8
[17]د. حميد دولاب ضيدان، الجذور التاريخية للصلات العربية الإفريقية: ص 45،42
[18]د. هاشم نعمة فياض، إفريقيا دراسة في حركات الهجرة السكانية، مركز البحوث والدراسات الإفريقية، سبها 1992م: ص 109
[19]المصدر السابق: ص 7، 10
[20]علي محمد عبد اللطيف، إفريقيا العربية: ص 63، 65
[21]أعمال ندوة التواصل الثقافي والاجتماعي بين الأقطار الإفريقية على جانبي الصحراء، كلية الدعوة الإسلامية، ط: الأولى، طرابلس، ليبيا،1999م: ص 19
õهذا المطلب وكذا المطلب الرابع والخامس قد انتحله الدكتور/ إبراهيم محمد أحمد بلوله، أستاذ مساعد بجامعة إفريقيا العالميّة بالسودان، حيث إنه قام باقتباس صفحات تلك المواضيع نصّاً ونسبها لنفسه ثمّ نشرها في أوراق المؤتمر العلمي لملتقى الجامعات الإفريقيّة تحت عنوان: التداخل والتواصل في إفريقيا: الكتاب الثاني-الخرطوم-يناير 2006م جامعة أفريقيا العالميّة- السودان، و العجب في ذلك هو أنّه لم يُشر إلى صاحب الأصل، وهذا الأمر مخالف لقواعد البحث العلمي المبنيّة على الأمانة العلميّة، علماً بأنه قد شارك معنا في الندوة العلمية الدولية التي أقامتها جامعة الملك فيصل بالتعاون مع رابطة الجامعات الإسلامية في الفترة ما بين 26-30 نوفمبر 2004م بأنجمينا-تشاد؛ وكان بحثه بعنوان: الهجرات والقوافل التجاريّة عبر الصحراء الكبرى وأثرها في نشر الإسلام والحضارة الإسلاميّة، بعد هذا، أرجو من القارئ أن يُقارن بين ما أشرت إليه والملاحق المرفقة مع هذا البحث؛ ليصل بنفسه إلى البيّنة( وليعلم الذين ظلموا أيّ منقلب ينقلبون) هدانا الله وإيّاهم إلى سواء السبيل.
[22]د. السيد عبد العزيز سالم، التاريخ السياسي والحضاري للدول العربية، مؤسسة شباب الجامعة، الإسكندرية، مصر: ص 5، 18
[23]د. حميد دولاب ضيدان، الجذور التاريخية للصلات العربية الإفريقية: ص 49 ـ 51
[24]المصدر نفسه: ص 49
[25]د. حسن أحمد محمود، الإسلام والثقافة العربية في إفريقيا، دار الفكر العربي، القاهرة، مصر،1999م: ص 48
[26]علي محمد عبد اللطيف، إفريقيا العربية: ص 67
[27]د. حميد دولاب ضيدان، الجذور التاريخية للصلات العربية الإفريقية: ص 50 ـ 52
[28] أعمال ندوة التواصل الثقافي والاجتماعي بين الأقطار الإفريقية على جانبي الصحراء: ص 607، 609
[29]د. محمد المبروك يونس، دور ليبيا في مسار العلاقات العربية الإفريقية (1969 ـ 1977م) ط: الأولى، مطابع الوحدة العربية، ليبيا، 1994م: ص 195
[30]المصدر نفسه: ص 195ـ 196
[31]المصدر نفسه: ص 196؛ جامعة الدول العربية، الأمانة العامة، الصندوق العربي للمعونة الفنية للدول الإفريقية، مصر، 2001م: ص 1ـ 4
[32]المصدر نفسه: ص 202؛ جمعية الدعوة الإسلامية العالمية، ندوة العلاقات العربية الإفريقية، طرابلس، ليبيا، 1998م: ص405ـ 407
[33]د. حميد دولاب ضيدان، الجذور التاريخية للصلات العربية الإفريقية: ص107
[34]د. عبد الرحمن الماحي، الدعوة الإسلامية في إفريقيا الواقع والمستقبل، كلية الدعوة الإسلامية، طرابلس، ليبيا 1999م: ص122-169
[35]ندوة العلاقات العربية الإفريقية: ص395-397
[36]المصدر نفسه: ص401
[37]محيي الدين صابر، العرب وإفريقيا: ص41
[38]أعمال ندوة التواصل الثقافي والاجتماعي بين الأقطار الإفريقية على جانبي الصحراء: ص175
[39]د. حميد دولاب ضيدان، الجذور التاريخية للصلات العربية الإفريقية: ص43-44
[40]المصدر نفسه: ص110
[41]محيي الدين صابر، العرب وإفريقيا: ص77، 110
[42]د. محمد المبروك يونس، تاريخ التطور السياسي للعلاقات العربية الإفريقية(1952-1977م) ط: الأولى، طرابلس، ليبيا،1986م: ص17
*الأولى أن يُقال: قامت القبائل بكذا؛ لأنّ لفظت لعب لا تُناسب المقام العلمي.
*الصحيح أن يُقال: حتّى مجيء الاستعمار.
[43] أعمال ندوة التواصل الثقافي والاجتماعي بين الأقطار الإفريقية على جانبي الصحراء: ص378
[44]المصدر نفسه: ص380
[45]محيي الدين صابر، العرب وإفريقيا: ص12
[46]د. محمد المبروك يونس، دور ليبيا في مسار العلاقات العربية الإفريقية(1969-1977م): ص227
[47]المصدر نفسه: ص228
[48]ابن بطوطة، رحلة ابن بطوطة، ط: الأولى، بيروت، لبنان، 1987م: ص7-8، 22
[49]د. حميد دولاب ضيدان، الجذور التاريخية للصلات العربية الإفريقية: ص96
[50]المصدر نفسه: ص100-101
[51]أعمال ندوة التواصل الثقافي والاجتماعي بين الأقطار الإفريقية على جانبي الصحراء: ص87-88
[52]المصدر نفسه: ص84-86
[53] د. حميد دولاب ضيدان، الجذور التاريخية للصلات العربية الإفريقية: ص116
[54]أعمال ندوة التواصل الثقافي والاجتماعي بين الأقطار الإفريقية على جانبي الصحراء: ص172-174
[55]محيي الدين صابر، العرب وإفريقيا: ص146
[56]المصدر نفسه: ص121، 104، 146-150
[57]الرعد، الآية: 11
لتحميل الكتاب اضعط على الرابط ?
التواصل العربي الإفريقي
أضف تعليقاً