بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين ؛ والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين ؛ وعلى آله وصحبه وأتباعهم بإحسان إلى يوم الدين.

اتحاد علماء أفريقيا

الديباجة:

فكرة تكوين اتحاد لأفريقيا جنوب الصحراء طالما تم تداولها في أروقة الملتقيات والمؤتمرات التي يشارك فيها علماء من أفريقيا؛ سواء تلك التي تعقد داخل القارة أو خارجها ؛ بل إن الفكرة أضحت محل مناقشات ومحاورات بين علماء القارة من خلال مراسلاتهم واتصالاتهم ؛ وقد آن الأوان أن تخرج القضية من دائرة الفكرة إلى طور المشروع ؛ لعوامل كثيرة ومستجدات متسارعة في هذا العالم اليوم؛ عالم التكتلات والتحالفات.
وهذا عرض موجز عن الاتحاد عبر مراحله المختلفة.

الفكرة:

تكوين اتحاد لعلماء أفريقيا جنوب الصحراء، ليكون مرجعية علمية فاعلة في المجتمعات الأفريقية ، تعزز دور العلماء والدعاة في قيادة المجتمع بشرائحه وطبقاته؛ وتضبط الفتوى، وتتفاعل مع القضايا والأحداث العامة في القارة، وتعبر عن مسلمي إفريقيا في المحافل المحلية والإقليمية والدولية.

الرؤية:

مرجعية علمية شرعية للنهوض بالأمة الإسلامية في إفريقيا

الرسالة:

تعزيز جهود العلماء في أفريقيا وتوحيد صفوفهم لقيادة الأمة وفق المنهج الإسلامي الصحيح.

دواعي إنشاء الاتحاد:
1. افتقاد المرجعية العلمية للمسلمين في إفريقيا.
2. افتقاد الصوت المعبر عن المسلمين في القضايا العامة والمشكلة.
3. الصراعات والمشكلات التي يكون المسلمون طرفًا فيها.
4. تشتت جهود الدعاة وضعف التنسيق بينهم .
5. ضعف التأصيل العلمي للفتوى.

السياسات العامة:

1) مرجعية الكتاب والسنة على فهم أئمة الهدى القائم على الوسطية.
2) ترسيخ البعد المحلي الإفريقي للاتحاد من حيث التأسيس والتسيير مع إيجاد التمثيل الحقيقي لأطراف القارة.
3) الاستقلالية والبعد عن الوصاية من الدول أو الهيئات.
4) الارتباط الوثيق بالمجتمع من خلال تعزيز مكانة الأعضاء في التجمعات المحلية ذات التوجهات المشابهة.
5) اعتماد الآلية العلمية والمهنية في اتخاذ القرارات، وإبراز المواقف والرؤى.
6) اعتماد إستراتيجية عملية في التعامل مع الهيئات والمؤسسات الرسمية وكذا الاتجاهات المخالفة.
7) اعتماد سياسة إعلامية تعزز رسالة الاتحاد في توجيه القارة.
8) يفتح الاتحاد أبوابه للرجل والمرأة للعمل وفق الضوابط الشرعية.

الأهداف:

1) إيجاد مرجعية علمية دعوية لتوجيه وتنسيق الجهود العلمية والدعوية في إفريقيا.
2) إيجاد مرجعية إسلامية تعبر عن المسلمين في القارة أمام المؤسسات والهيئات العلمية والأكاديمية والرسمية والدولية.
3) تعزيز جهود العلماء في توجيه وقيادة المجتمعات الإفريقية.
4) ضبط الفتوى في القضايا العامة في إفريقيا.
5) تعزيز التعايش السلمي بين أطياف المجتمعات الإفريقية
6) فتح قنوات اتصال وتفاعل مع التجمعات الإسلامية الأخرى لخدمة قضايا المسلمين العامة.

الوسائل:

1) تنسيق الجهود العلمية والدعوية والتربوية في القارة.
2) إقامة المشروعات العلمية والدعوية والتربوية ورعايتها.
3) تطوير ودعم الهيئات الإسلامية المحلية والإقليمية
4) إصدار البيانات حول القضايا العامة ونشرها عبر وسائل الإعلام.
5) تقديم النصح والتوجيهات والاستشارات للجهات المحتاجة إليها.
6) القيام بجهد مؤثر في فض النزاعات التي يكون فيها طرف مسلم.
7) إصدار الفتاوى في الشأن العام والنوازل.
8) تفعيل رسالة المسجد وتأهيل القائمين عليه
9) عقد اللقاءات والمؤتمرات العلمية والدعوية وتنظيم الندوات والمحاضرات العامة
10) إقامة الدورات التدريبية لتطوير القدرات وتنمية المواهب
11) إيجاد قاعدة بيانات عن الإسلام في إفريقيا بما يسهل القيام بالدراسات اللازمة.
12) إعداد البحوث والدراسات ونشرها
13) إنتاج البرامج السمعية والمرئية باللغات الرسمية والشعبية في القارة.
14) إنشاء واستخدام وسائل الإعلام بكافة أنواعها.
مواصفات المرشح لعضوية الاتحاد :
‌أ) أن يكون عالمًا بالشرع عارفا بواقعه مقدرا للظروف والأحوال
‌ب) أن يكون ذا شخصية مؤثرة في محيطه
‌ج) ألا يكون من المعروفين بالانحراف

برامج لتعزيز جهود أعضاء الاتحاد :

من أجل تعزيز جهود الأعضاء في مجتمعاتهم يسعى الاتحاد إلى تنفيذ البرامج والخدمات الآتية لهم إن لم تكن موجودة وفق خطة متدرجة في إطار برامج شراكة مع الجهات المهتمة بالعمل الإسلامي في القارة:
1) مواقع إلكترونية تسهل نشر علومهم وفتاواهم.
2) تهيئة المساجد وبناء المراكز وإنشاء المكتبات العلمية.
3) دور نشر وتسجيلات لإخراج نتاجهم العلمي والدعوي وتقريبه للعامة وطلاب العلم.
4) برامج تدريبية تطويرية في القيادة والتأثير والمهارات المساعدة لهم.

الهيكل العام للاتحاد :

أ‌) الهيئات العليا :

1- الجمعية العامة
2- المؤتمر العام
3- مجلس الأمناء

ب‌) الأجهزة التنفيذية .

1- الرئاسة .
2- الأمانة العامة ( الجهاز التنفيذي)
3- اللجان الفنية والفرعية الدائمة

معايير اختيار مقر الاتحاد:

1) العمق الإسلامي.
2) العمق السني.
3) الاستقرار السياسي
4) مرونة القوانين إزاء تسجيل وعمل الاتحادات والهيئات
5) البنية التحتية الجيدة لاسيما في جانب الاتصالات .
6) توفر الكفاءات الإسلامية الإدارية.

مراحل تكوين الاتحاد

أولا: مرحلة الفكرة:

فكرة إيجاد مرجعية إسلامية في إفريقيا قاسم مشترك بين علماء القارة والمهتمين بالعمل الإسلامي فيها؛ وبقية الفكرة محل مداولات ومناقشات في أروقة الملتقيات والاتصالات الفردية ؛ بل جرت محاولات للانتقال إلى مرحلة المبادرة؛ لكن تلك المحاولات افتقدت إلى المتابعة الضرورية والإعداد اللازم .

ثانيا: مرحلة المبادرة:

على ضوء مشاورات وتبادل أفكار تم الانتقال إلى هذه المرحلة بمشاورات متواصلة بين كل من:
الدكتور/ محمد أحمد لوح ، من السنغال والدكتور/ سعيد محمد بابا سيلا، من مالي والدكتور / محمد ثاني عمر ، من نيجيريا؛ وتم إعداد التصور العام للفكرة في طور تحويلها إلى مشروع قائم؛ وهذا العرض نابع من ذلك التصور.

ثالثا: مرحلة التحضير والإعلان:

كانت هذه المرحلة محورية في تكوين الاتحاد؛ فقد انتهت لجنة المبادرة من إعداد التصور الأولي الذي اشتمل على ترشيح نخبة من علماء القارة لتكوين اللجنة التحضيرية وهم:
1) الدكتور/محمد أحمد لوح- السنغال
2) الدكتور/سعيد محمد بابا سيلا- مالي.
3) الدكتور/محمد الثاني عمر- نيجيريا.
4) الدكتور/ بشير آدم – غانا.
5) الدكتور/سعيد برهان- جزر القمر.
6) الدكتور/موسى فاديغا- ساحل العاج.
7) الدكتور/يحيى عبدالله أحمد- تشاد.
8) الشيخ/ خلفان خميس – كينيا.
9) الشيخ/ غاهوتو عبدالكريم- رواندا.
10) الشيخ/ محمد زين زهر الدين- أثيوبيا.
11) الشيخ/ سالم بارهيان- تنزاينا.
12) الشيخ/ بلال إسماعيل – جنوب أفريقيا.
وشرعت هذه اللجنة في عملها من خلال الرسائل الإلكترونية والاتصالات الهاتفية؛ وانتهى الأمر إلى اللقاء في مكة المكرمة أثناء أداء العمرة لوضع اللمسات الأخيرة لإعلان الاتحاد من حيث انبثق نور الإسلام؛ وذلك في الفترة 4-7 ربيع الثاني 1432هـ الموافق 9-12 مارس 2011م ؛ وحضر اللقاء ثمانية من أعضاء اللجنة؛ ونتج عنه المخرجات الآتية:
1) إقرار مشروع النظام الأساسي للاتحاد
2) إعداد خطة عقد المؤتمر التأسيسي وتعيين مكانه ؛ والذي تقرر أن يكون في باماكو عاصمة جمهورية مالي في الفترة 7-9 رجب 1432 الموافق 8-10/7/2011م ؛ ثم تم تأجيله إلى 9-11 شعبان 1432هـ الموافق 8-10 يوليو 2011م
3) إعداد قائمة المرشحين للعضوية التأسيسية حسب المعلومات المتوفرة لديهم؛ وترك الباب مفتوحا للزيادة حسب المواصفات السابقة؛ وقد كانت صعوبة على العناوين عائقا كبيرا للوصول بعض من كان ينبغي انضمامهم في تلك المرحلة؛ لكن العزم انعقد على تدارك ذلك بعد المؤتمر بالسعي الحثيث إلى تعذر الحصول على عنوانه قبل المؤتمر ليشارك الجميع في مرحلة البناء وهي الأهم.
4) تكوين الأمانة المؤقتة في مالي والتي تتولى التنظيم والإعداد للمؤتمر التأسيسي.
5) وضع جدول الإجراءات اللازمة لإقامة المؤتمر التأسيسي.
6) وضع ملامح الخطة الخمسية للاتحاد.
7) الاتصال بالجهات الخيرية العاملة في إفريقيا لطلب الدعم لعقد المؤتمر .

المؤتمر :

بحمد الله تعالى انعقد المؤتمر التأسيسي في موعده في مدينة باماكو عاصمة جمهورية مالي بحضور الوفود من داخل القارة وخارجها ؛ وأعلن من هناك عن تأسيس اتحاد علماء إفريقيا لتبدأ بعد ذلك مرحلة البناء والعمل المشترك .

الشراكات :

يبحث الاتحاد منذ انطلاقته عن الشراكات مع الجهات المهتمة بقضايا الإسلام في القارة؛ بناء على دراسات وأطر تحدد أنماط ومجالات الشراكة ؛ وهذه الشراكات يمكن أن تتجاوز حدود القارة؛ وتشمل الجوانب الفنية والمالية وتبادل الخبرات والتنسيق في المواقف والقضايا.

الختام:

خير ما نضعه نصب أعيننا في هذا المقام قوله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم الذي هو أسوتنا وقدوتنا {وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ } والله الموفق؛ وهو حسبنا ونعم الوكيل.