مشروع خطب الجمعة في إفريقيا | ||||
رقم الخطبة | عنوان الخطبة | معد الخطبة | التاريخ المقترح لإلقاء الخطبة | المراجعة والنشر |
10 | موقف المسلم من الفتن | د. محمد أحمد لوح ـــ عضو الاتحاد في السنغال | 11 / 01 / 1443هـ الموافق 20/ 08 / 2021م | الأمانة العامة |
الموضوع: ” موقف المسلم من الفتن ”
إنّ الحمد لله نحمده و نستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ﴾ آ ل عمران:102.
﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا﴾ سورة النساء:1
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا ۞ يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا﴾ الأحزاب:70-71.
أمّا بعد: فإن أ صد ق الحديث كتاب الله عزّ وجلّ، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وعلى آ له وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة، و كل ضلالة في النار.
أيها الإخوة المؤمنون إن من الموضوعات التي ينبغي أن يعنى بها المؤمنون موضوع الفتن دراسة وتأصيلا بمعرفة أسبابها ومخاطرها وسبل النجاة منها.
فعن الزبير بن عدي قال أتينا أنس بن مالك فشكونا إليه ما نلقى من الحجاج فقال : (اصبروا فإنه لا يأتي عليكم زمان إلا والذي بعده شر منه حتى تلقوا ربكم سمعته من نبيكم صلى الله عليه وآله وسلم ) رواه البخاري في صحيحه.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (يَتَقَارَبُ الزَّمَانُ وَيَنْقُصُ الْعِلْمُ وَيُلْقَى الشُّحُّ وَتَظْهَرُ الْفِتَنُ وَيَكْثُرُ الْهَرْجُ)، قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا الْهَرْجُ قَالَ (الْقَتْلُ ) أخرجه البخاري ومسلم.
وتقع الفتنة بأسباب منها :
الشبهات والشهوات والأهواء: فكم فُتن كثير من الناس بشبهات لا تستند إلى أساس كما جرى لعدد من طوائف أهل البدع فتنوا بشبهات أضلتهم عن السبيل وخرجوا عن طريق أهل السنة والجماعة بأسبابها وصارت فتنة لهم ولغيرهم إلا من رحم الله، وفتن آخرون بفتنة المال أو النساء وغيرها من الشهوات: وعن أسامة بن زيد قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مَا أَدَعُ بَعْدِي فِتْنَةً أَضَرَّ عَلَى الرِّجَالِ مِنْ النِّسَاءِ) أخرجه البخاري ومسلم.
وعن كعب بن عياض قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: (إن لكل أمة فتنة وفتنة أمتي في المال) رواه الترمذي بإسناد صحيح.
وقتن آخرون بالتجرؤ على الأنفس وسفك الدماء بغير حق شرعي، ففي في صحيح مسلم رحمه الله تعالى من حديث أبي هريرة t قال: قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: (وَالَّذِى نَفْسِى بِيَدِهِ لَيَأْتِيَنَّ عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ لاَ يَدْرِى الْقَاتِلُ فِى أَىِّ شَىْءٍ قَتَلَ، وَلاَ يَدْرِى الْمَقْتُولُ عَلَى أَىِّ شَىْءٍ قُتِلَ).
ومنها:مخالفة هدى القرآن والسنة: قال تعالى: ﴿فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى* وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ القِيَامَةِ أَعْمَى﴾ طه: 123-124 قال ابن عباس رضي الله عنهما: (تكفل الله لمن قرأ القرآن وعمل بما فيه أن لا يضل في الدنيا، ولا يشقى في الآخرة) رواه ابن أبي شيبة في مصنفه (7 / 136) وابن جرير في تفسيره (16 / 225)
عن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: (لم تَظْهَرِ الفاحشةُ في قومٍ قَطُّ؛ حتى يُعْلِنُوا بها؛ إلا فَشَا فيهِمُ الطاعونُ والأوجاعُ التي لم تَكُنْ مَضَتْ في أسلافِهِم الذين مَضَوْا، ولم يَنْقُصُوا المِكْيالَ والميزانَ إِلَّا أُخِذُوا بالسِّنِينَ وشِدَّةِ المُؤْنَةِ، وجَوْرِ السلطانِ عليهم، ولم يَمْنَعُوا زكاةَ أموالِهم إلا مُنِعُوا القَطْرَ من السماءِ، ولولا البهائمُ لم يُمْطَرُوا، ولم يَنْقُضُوا عهدَ اللهِ وعهدَ رسولِه إلا سَلَّطَ اللهُ عليهم عَدُوَّهم من غيرِهم، فأَخَذوا بعضَ ما كان في أَيْدِيهِم، وما لم تَحْكُمْ أئمتُهم بكتابِ اللهِ عَزَّ وجَلَّ ويَتَخَيَّرُوا فيما أَنْزَلَ اللهُ إلا جعل اللهُ بأسَهم بينَهم) أخرجه ابن ماجه ، وصححه الألباني.
ومنها: ظهور الفساد والمعاصي وترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر: وذلك من أعظم أسباب الفتن التي ابتلي بها المسلمون في أكثر بلدانهم من فساد واضح في عقائدهم وعباداتهم وأخلاقهم ومعاملاتهم، حتى أصبح الشرك في بعض البلاد توحيدا، والبدعة سنة، والمنكر معروفا، ينشأ على ذلك الصغير، ويموت عليه الكبير، وذلك بلا شك من موجبات الفتن والعقوبات العاجلة، التي تقع في الأمة، والله سبحانه قد يمهل ولا يهمل، قال تعالى: ﴿فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ﴾ الأنعام:44
فهؤلاء بسبب إعراضهم عن منهج الله الذي ذُكّروا به من جهة أنبيائهم وتركهم إياه وراء ظهورهم وقع عليهم من الفتن ما وقع
وعن عبد الله بن عمرو بن العاص عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: (إِذَا فُتِحَتْ عَلَيْكُمْ فَارِسُ وَالرُّومُ أَىُّ قَوْمٍ أَنْتُمْ) قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ نَقُولُ كَمَا أَمَرَنَا اللَّهُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم (أَوْ غَيْرَ ذَلِكَ تَتَنَافَسُونَ ثُمَّ تَتَحَاسَدُونَ ثُمَّ تَتَدَابَرُونَ ثُمَّ تَتَبَاغَضُونَ أَوْ نَحْوَ ذَلِكَ ثُمَّ تَنْطَلِقُونَ فِى مَسَاكِينِ الْمُهَاجِرِينَ فَتَجْعَلُونَ بَعْضَهُمْ عَلَى رِقَابِ بَعْضٍ) رواه مسلم.
بل إن تلك الفتن ستشتد آخر الزمان شدة عظيمة تخرج عن نطاق التحمل، لدرجة أن الإنسان يذهب إلى المقبرة ويتمنى أن لو كان أحد أمواتها قبل حدوث هذه الفتن، ففي حديث أبي هريرة t أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: (لاَ تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَمُرَّ الرَّجُلُ بِقَبْرِ الرَّجُلِ فَيَقُولُ: يَا لَيْتَنِي مَكَانَهُ) أخرجه البخاري برقم (7115) ومسلم برقم (157)
سبل النجاة من الفتن:
وطريق النجاة من صنوف الفتن هو التمسك بكتاب الله وبسنة رسوله عليه الصلاة والسلام، فالمقصود أن فتن الشهوات والشبهات والقتال وفتن البدع وكل أنواع الفتن – لا مخلص منها ولا منجاة منها إلا بالتفقه في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وآله وسلم ومعرفة منهج سلف الأمة من الصحابة رضي الله عنهم ومن سلك سبيلهم من أئمة الإسلام ودعاة الهدى .
وجميع ما يقوله الناس وما يتشبثون به وما يتعلقون به في سلمهم وحربهم وفي جميع أمورهم – يجب أن يعرض على كتاب الله وعلى سنة رسوله ﷺ قال جل وعلا في كتابه الكريم :﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا﴾ النساء 59، يعني أحسن عاقبة، هذا هو الطريق وهذا هو السبيل فالرد إلى كتاب الله هو الرد إلى القرآن الكريم والرد إلى الرسول هو الرد إليه في حياته عليه الصلاة والسلام وإلى سنته الصحيحة بعد وفاته .
ويقول جل وعلا : ﴿فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا﴾ النساء 65، وتحكيم الرسول هو تحكيم الكتاب والسنة قال تعالى: ﴿أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ﴾ المائدة 50، فالمخلص من الفتن والمنجي منها بتوفيق الله هو بتحكيم كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وآله وسلم على الفرد والبيت والمجتمع وذلك بالرجوع إلى أهل السنة وعلماء الأمة الذين حصل لهم الفقه بكتاب الله واعتنوا بسنة رسوله صلى الله عليه وآله وسلم فدرسوها غاية الدراسة وعرفوا أحكامها وساروا عليها .
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: ﴿ وَإِذَا جَاءهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُواْ بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُوْلِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلاَ فَضْلُ اللّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لاَتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلاَّ قَلِيلاً ﴾ النساء83
أقول ما تسمعون وأستغفر الله لي ولكم…
الخطبة الثانية:
الحمد لله وكفى والصلاة والسلام على النبي المصطفى…
عباد الله : وتنضبط سبل النجاة من الفتن بأمور:
أولاً : الحرص على العبادة : روى مسلم في صحيحه عن معقل بن يسار رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: (الْعِبَادَةُ فِي الْهَرْجِ– أي في الفتنة – كَهِجْرَةٍ إِلَيَّ) رواه مسلم.
ثانياً : الإلحاح على الله بالدعاء: قال صلى الله عليه وآله وسلم : (تَعَوَّذُوا بِاللَّهِ مِنْ الْفِتَنِ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ) رواه مسلم، وأن يحفظ الإنسان الأذكار المتعلقة بالفتن وينشرها كما في حديث : كان إذا خاف قوماً قال : (اللَّهُمَّ إِنَّا نَجْعَلُكَ فِى نُحُورِهِمْ، وَنَعُوذُ بِكَ مِنْ شُرُورِهِمْ) رواه أبو داود وصححه الألباني، وما جاء في المتفق عليه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان يقول في الكرب : (لاَ إِلهَ إِلاَّ اللهُ الْعَظِيمُ الْحَلِيمُ، لاَ إِلهَ إِلاَّ اللهُ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ، لاَ إِلهَ إِلاَّ اللهُ رَبُّ السَّموَاتِ وَرَبُّ الأَرْضِ وَرَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ).
ثالثاً : حسن التأمل للواقع والوعي بالحال: والبعد عن العاطفة الزائدة التي تؤدي إلى الغفلة والسذاجة .
رابعاً : الصبر وعدم الاستعجال يقول الله تعالى: ﴿فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِبْكَارِ﴾ غافر 55،
قال أبو العباس ابن تيمية رحمه الله فأمره بالصبر وأخبره أن وعد الله حق وأمره أن يستغفر لذنبه ولا تقع فتنة إلا من ترك ما أمر الله به ،.. فإذا لم يصبر فقد ترك المأمور).
خامساً : الحلم والأناة : لأن ذلك يجعل المسلم يبصر حقائق الأمور بحكمة، ويقف على خفاياها وأبعادها وعواقبها ومآلاتها، كما قال عمرو بن العاص في وصف الروم : (إنهم لأحلم الناس عند الفتنة).
سادساً : الرجوع إلى أهل العلم العاملين الصادقين، والدعاة المخلصين لمعرفة المواقف الشرعية.
سابعاً : عدم العجلة في تطبيق ما ورد في الفتن – من نصوص – على الواقع المعاصر .. لأن منهج أهل السنة والجماعة إبّان حلول الفتن هو عدم تنزيلها على واقع حاضر .. ما لم يكن من أهل العلم الراسخين في العلم، المعروفين بالتزام المنهج النبوي الحكيم.
ثامناً : بذل المجهود لخلاص الأمة من الفتن .. بدلاً من الاشتغال بفضول الكلام ، أو إثارة مزيد من الفتن.
تاسعاً : الحذر من السير في ركاب المنكر (لأن الكبار رضوا به) : روى مسلم في صحيحه عن أم سلمة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال : (سَتَكُونُ أُمَرَاءُ فَتَعْرِفُونَ وَتُنْكِرُونَ فَمَنْ عَرَفَ بَرِئَ وَمَنْ أَنْكَرَ سَلِمَ وَلَكِنْ مَنْ رَضِىَ وَتَابَعَ)، قَالُوا أَفَلاَ نُقَاتِلُهُمْ قَالَ (لاَ مَا صَلَّوْا) .. قال النووي : (قوله : “من عرف فقد برئ” معناه : من عرف المنكر ولم يشتبه عليه قد صارت له طريق إلى البراءة من إثمه وعقوبته بأن يغيره بيده أو لسانه، فإن عجز فليكرهه بقلبه .. وقوله : ولكن من رضي وتابع، ولكن العقوبة والإثم على من رضي وتابع ).
عاشراً : الوحدة والإتلاف وترك التنازع والاختلاف لقوله تعالى: ﴿وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا﴾ آل عمران 103
حادي عشر : أهمية التأصيل العلمي القائم على المنهج الشرعي، وهذا لابد منه وقت الفتن لأن كثيرين يخوضون بغير علم فيؤدي خوضهم إلى أنواع من البلاء والتفرق والتصرفات الطائشة .. وليحرص المسلم أن يتعلم المسائل العقدية المهمة والتي يخشى من الوقوع فيها بالخطأ مثل مسائل الولاء والبراء ونواقض الإسلام ونحوها من المسائل، وكذلك القضايا التي تلتبس فيها المسائل، ويبني الشيطان حولها المداخل.
ثاني عشر : الحذر من الشائعات والروايات الواهية ونقل الأخبار المكذوبة : يقول ابن عمر – كما رواه ابن حبان – (لم يكن يُقصّ في زمان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ولا أبي بكر ولا عمر ولا عثمان إنما كان القصص زمن الفتنة).
الثالث عشر : عدم الاعتماد على الرؤى في وقت الفتن لأنها في الغالب تكون أحاديث نفس، لا تعبير لها.
الرابع عشر: الفرار من الفتن قدر الإمكان .
يقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم : (سَتَكُونُ فِتَنٌ : الْقَاعِدُ فِيهَا خَيْرٌ مِنَ الْقَائِمِ، وَالْقَائِمُ فِيهَا خَيْرٌ مِنَ الْمَاشِي، وَالْمَاشِي فِيهَا خَيْرٌ مِنَ السَّاعِي، مَنْ تَشَرَّفَ لَهَا تَسْتَشْرِفْهُ، فَمَنْ وَجَدَ مَلْجَأً أَوْ مَعَاذًا، فَلْيَعُذْ بِهِ) متفق عليه.
ومن هذا الباب قوله صلى الله عليه وآله وسلم : (يُوشِكُ أَنْ يَكُونَ خَيْرَ مَالِ الْمَرْءِ الْمُسْلِمِ غَنَمٌ يَتْبَعُ بِهَا شَعَفَ الْجِبَالِ وَمَوَاقِعَ الْقَطْرِ يَفِرُّ بِدِينِهِ مِنَ الْفِتَنِ) أخرجه البخاري.
اللهم اقسم لنا من خشيتك ما تحول به بيننا وبين معاصيك ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا اللهم متعنا بأسماعنا وأبصارنا وقوتنا ما أحييتنا واجعله الوارث منا واجعل ثأرنا على من ظلمنا وانصرنا على من عادانا ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ولا تجعل الدنيا أكبر همنا ولا مبلغ عملنا ولا تسلط علينا بذنوبنا من لا يخافك فينا ولا يرحمنا . وصلى الله على نبينا محمد وآله وسلم.
أضف تعليقاً