مشروع خطب الجمعة في إفريقيا
رقم عنوان الخطبة معد الخطبة التاريخ المقترح لإلقاء الخطبة المراجعة والنشر
50

خطبة عيد الفطر لعام 1443هـ

الدكتور عثمان صالح تروري – عضو الاتحاد 01/10/1443هـ  الموافق 01/05/2022م الأمانة العامة

 

الموضوع:خطبة عيد الفطر لعام 1443هــ

الحمد لله الذي جعل الحمد مفتاحا لذكره، وسببا للمزيد من فضله، جعل لكل شيء قدرا، ولكل قدر أجلا، ولكل أجل كتابا. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، شهادة تزيد في اليقين، وتثقل الموازين، وأشهد أن سيدنا محمدا عبده ورسوله، وصفيه وخليله، أمين وحيه، وخاتم رسله، وبشير رحمته، ونذير نقمته، بعثه بالنور المضي، والبرهان الجلي، فأظهر به الشرائع المجهولة، وقمع به البدع المدخولة، وبين به الأحكام المفصولة. صلى الله عليه وعلى آله مصابيح الدجى، وأصحابه ينابيع الهدى، وسلم تسليما كثيرا.

 

الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر. الله أكبر ولله الحمد، الله أكبر كبيرا والحمد لله كثيرا، وسبحان الله بكرة وأصيلا، ولا إله إلا الله، والله أكبر، الله أكبر ما صام الصائمون، الله أكبر ما أفطر الصائمون، الله أكبر ما احتفل المسلمون بعيد الفطر.

 

أيها المؤمنون: في أيام قلائل مضت كنتم تترقبون قدوم شهر رمضان المبارك، وها أنتم اليوم قد ودعتموه، وتركتموه وراءكم ظهريا، وإنكم عند وداع هذا الشهر المبارك لفريقان، فريق كان قد أحسن استقبال الشهر، و أتقن استغلال أيامه ولحظاته، فقام وصام واعتكف أو اعتمر وبذل فيه من المعروف ما في وسعه، ثم ودعه وداعا حسنا، فهنيئا لمن كان من هذا الفريق، وهنيئا له من قول النبي ﷺ: (صَامَ رمضانَ إيماناً واحتساباً، غُفِرَ له ما تقدَّم من ذنبه، ومن قام رمضان إيماناً واحتساباً، غُفِرَ له ما تقدم من ذنبه، ومَنْ قَام لَيلةَ القدرِ إيماناً واحتساباً، غُفِرَ له ما تقدَّم من ذنبه) ثم هنيئا له أيضا من قول النبي صلى ﷺ:

(للهِ عُتَقَاءُ من النارِ وذلك كلَّ ليلةٍ) ثم هنيئا له بباب الريان من الجنة. نسأل الله تعالى أن يجعلنا منهم.

 

وفريق آخر -رحمهم الله- أساء استقبال شهر رمضان، وأفرط في أوقاته، ثم ودعه وداعا سيئا، فيا حسرة لمن كان من هذا الفريق، ثم يا حسرة له من تأمين النبي ﷺ على دعاء جبريل عليه السلام (رغم أنف رجل دخل عليه رمضان ثم انسلخ قبل أن يغفر له من أدرك شهر رمضان ولم يغفر له فأدخله الله النار فأُدخل النار فأبعده الله قال جبريل لمحمد: قل آمين، قال محمد : آمين)

 

أيها المؤمنون: إن التوفيق للعمل الصالح نعمة عظيمة، والأعظم منها قبول العمل، وإن بذل الطاعة لمهم والأهم منه الاحتفاظ بأجره إلى يوم اللقاء برب العزة والجبروت، وإن الاستقامة لمطلب جليل والأجل منه الثبات على الصراط المستقيم، لذا وذاك فكونونا بين الخوف والرجاء من قبول عملكم، وليكن همكم بقبول العمل أكبر من همكم بالعمل نفسه، وذلكم من سمات المؤمنين: ﴿وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ﴾ المؤمنون 23، ولا تتركوا فرصة للشيطان فينهم بعملكم، ﴿إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ﴾ فاطر 35، واحرصوا على الثبات على الصراط المستقيم ما عشتم ﴿وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ﴾ الحجر 99.

 

أسعدكم الله بطاعته، وتقبل منكم صالح الأعمال بنعمته، ونمى لكم الحسنات بإحسانه، وغفر لكم السيئات بكرمه، وجعل قلوبكم عامرة بمحبته، ورزقكم أعالي الفردوس بفضله. قلت ما قلت وأعتقد، وأسأل الله المولى أن يوفق ويسدد، إنه ولي ذلك والقادر عليه وهو أحد صمد.

 

 

الخطبة الثانية:

الحمد لله مستحقِ الحمد بلا انقطاع، ومستوجبِ الشكر بأقصى ما يستطاع، الوهابُ المنان، الرحيم الرحمن، المدعو بكل لسان، المرجو للعفو والإحسان، الذي لا خير إلا منه، ولا فضل إلا من لدنه. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، الجميل العوائد، الجزيل الفوائد، أكرم مسؤول، وأعظم مأمول، عالم الغيوب مفرّج الكروب، مجيب دعوة المضطر المكروب، وأشهد أن سيدنا محمداً عبده ورسوله، وحبيبه وخليله، الوافي عهده، الصادق وعده، ذو الأخلاق الطاهرة، المؤيّد بالمعجزات الظاهرة، والبراهين الباهرة. صلى الله عليه، وعلى آله وأصحابه وتابعيه وأحزابه، صلاة تشرق إشراق البدور.

أيها المؤمنون: إن يومكم هذا ليوم عظيم، يوم يحتفل فيه المسلمون في جميع أصقاع المعمورة بتوفيق الله لهم لإتمام شهر الصيام والقيام، ويمثل ذلك وحدة الأمة، فالأمة واحدة، ورب الأمة واحد أحد صمد: ﴿إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ﴾ الأنبياء 92

أيها المسلمون: إ ن يوم العيد يوم فرح وسرور، يوم عفو ومسامحة، يوم أخوة ووحدة، يوم محبة ومودة، يوم توطيد للصلات التي أمر ربنا أن توصل، وزد على ذلك كله أنه يوم طاعة وبر، ويوم ذكر وشكر، ﴿وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ﴾ البقرة 185

عباد الله: تدبروا في ارتحال شهر رمضان بارتحالكم من هذه الدنيا الفانية، وتأملوا في انصرام أيامه بانصرام أعماركم، فإن المرء أيام إن ذهب يوم ذهب بعضه، وتدبروا كذلكم في جمعكم هذا بيوم الجمع الأكبر ﴿يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لَا تَخْفَى مِنْكُمْ خَافِيَةٌ﴾ الحاقة 18، ﴿يَوْمَ يَجْمَعُكُمْ لِيَوْمِ الْجَمْعِ ذَلِكَ يَوْمُ التَّغَابُنِ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ وَيَعْمَلْ صَالِحًا يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ﴾ التغابن 9.

 

وأحسنوا وداع شهر رمضان بصيام ستة من شوال، فذلك من سنة نبيكم، وخالفوا الطريق عند عودتكم من المصلى، وأكثروا من الصلاة والسلام على النبي وعلى آله وأزواجه وأصحابه أجمعين. اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد

اللهم تقبل صيامنا، وقيامنا، وركوعنا، واعتكافنا، وسائر طاعاتنا يا رب العالمين، اللهم أصلح لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا، وأصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا، وأصلح لنا أخرتنا التي إليها معادنا. اللهم لا تجعل الدنيا أكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا تجعل مصيبتنا في ديننا، اللهم ارزقنا خشيتك في الغيب والشهادة. اللهم اقسم لنا من خشيتك ما تحول به بيننا وبين معاصيك، ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك، ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا.

اللهم إنا نسألك الجنة وما قرب إليها من قول أو فعل أو عمل ونعوذ بك من النار، اللهم إنا نسألك الفردوس الأعلى ونعوذ بك من النار، اللهم إنا نعوذ بك أن نشرك بك شيئاً نعلمه ونستغفرك لما لا نعلمه. اللهم هيئ لنا من أمرنا رشداً واجعلنا هداة مهتدين، اللهم اختم بالصالحات أعمالنا واجعل خير أيامنا يوم لقائك، اللهم صل وسلم وبارك على عبدك ورسولك محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين، وكل العام وأنتم بخير.

 

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *