تقرير عن الوضع في إفريقيا الوسطى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم،،، وبعد
أولا: لمحة تاريخية
إفريقيا الوسطى دولة حبيسة، تقع في قلب القارة الإفريقية، تحدّها تشاد شمالاً، والسودان شرقاً، والكونغو والكونغو كينشاسا في الجنوب، والكاميرون في الغرب.
تترواح نسبة المسلمين فيها ما بين 17 – 20% من إجمالي عدد السكان البالغ عددهم (4.400.000)، ويتوزع المسلمون في عدد من المدن والمحافظات الرئيسة، أهمها العاصمة بانجي، ومدينة بيربرتي، ومدينة إنديلي في الشمال واغلبهم يمارسون التجارة والزراعة والرعي.
ثانيا: تطور الأحداث
ان من اسباب التمرد على الرئيس بوزيزي هو شخصنة الدولة(هو وافراد اسرته) في كل المجالات الاقتصادية والادارية والعسكرية
بوساطة من اطراف تم التوقيع على عدة اتفاقات بين نظام بوزيزي والحركات المتمردة اخرها ماعرف باتفاق(ليبرفيل- غابون) بتاريخ 11/1/2013م الا ان بوزيزي لم يلتزم بتطبيق الاتفاق
واخيرا دخل المتمردون العاصمة في 23 مارس 2013م وهرب بوزيزي
بعد ذلك قام بعض عناصر سليكا بعمليات نهب وسلب في اوساط غير المسلمين مما اضطر السكان الى تكوين مليشيات مناوئة تدعى(انتي بلاكا) وغالبيتهم يتكونون من جيش بوزيزي السابق وبعض الشباب المسيحيين الذين اعتبروا النظام الجديد اسلاميا … الاخطر في الامر ان عناصر الانتي بلكا انحرفوا عن هدفهم مقاومة سليكا وبدءوا يهاجمون كل مسلم باعتباره مؤيدا لعناصر سليكا المسلمين وبذلك خرجت الامور عن السيطرة وصارت طائفية
والجدير بالذكر ان النظام المسيحي في بانقي اعتاد على نهب ثروات المسلمين الذين غالبهم من التجار عبر فرض الرسوم والضرائب والجبايات العشوائية فالجيش والاداريون كانو يعتمدون على هذه الاتوات بصورة كبيرة
ولكن بعد وصول سليكا الى الحكم منع الاداريون والعسكريون من هذه الممارسات وغالبيتهم من المسيحيين فاصبحوا لا يستطيعون العيش بدون هذه الاتوات والضرائب فتذمروا من ذلك وكانوا سببا في اشعال الفتنة
ومما ساهم في ضعف نظام الرئيس جوتوديا هو مرور تحالفه بحالة من التصدع أصابت مختلف مكوناته، فبرزت شكوى بعض الفصائل من تهميشه لها بعدما تمكن من السيطرة على الأمور في العاصمة بانغي
كما أن هناك عاملا آخر هو عجز الحكومة الجديدة عن بسط سيطرتها التامة على البلاد بسبب انفراط عقد الأمن ونشاط المجموعات المسلحة في مختلف أنحاء البلاد، مما خلق حالة من الفوضى وعدم الاستقرار
ثالثا: الأسباب المباشرة
الأصل في المشكلة حكم المسلمين لان النصارى من سكان البلاد والمستعمرين لا يريدون ذلك واستغلوا قيام مجموعة من المسلمين القاطنين هناك بعد دخول سليكا بفوضى حيث اخذوا السلاح واعتدوا على المواطنين غير المسلمين بالقتل وسلب اموالهم وهذا التصرف اعطى الفرنسيين ذريعة لتنفيذ مرادهم وبدؤا في عدة ترتيبات منها:-
1- الفرنسيون خططوا للانقلاب على سليكا بالاتفاق مع القوات المسلحة لدول وسط افريقيا(ميسكا) فهجموا على ضباط سليكا في منازلهم عند الساعة الرابعة صباحا ولكنهم قاوموهم وقتلوا منهم ما يقارب الألف ففشلت الخطة
2- ايضا جهزوا سلاحا وخزنوه في احياء العاصمة وسلحوا به مليشيات النصارى
3- جعلوا ملاجئ لغير المسلمين في المطار والكنائس وهذا تم من قبل القوات الفرنسية بالتنسيق مع القساوسة وبعد ذلك يخرجون من الملاجئ ويقتلون المسلمين ويعودون واذا ارادت قوات سليكا التدخل فان القوات الفرنسية تمنعهم من التحرك وحاصروا قوات سليكا في الثكنات العسكرية
4- جيش سليكا انسحبوا واستقروا في منطقة(سبيت) شمال العاصمة على بعد 250كم
5- أي مسلم يقتل من افريقيا الوسطى او غيرها وقد رجع كثير من المسلمين الاجانب الى بلادهم ولكن مسلمي افريقيا الوسطى هم الذين تضرروا كثيرا
6- يقول شهود عيان ان احد افراد الجيش الفرنسيين من المسلمين قال لاحد من المسلمين بان لا يرضوا بتفتش منازلهم واخذ سلاحهم من قبل الفرنسيين وليظاهروا ضد هذه الخطة ولا يعتدوا على القوات الفرنسية فعملوا بهذه الخطة اهالي حارة 5كيلو ومسكين وهم الآن اكثر امانا من غيرهم مما يكشف خطة القوات الفرنسية التي تريد تنفيذها في الميدان وهو التطهير على أساس الدين
الخاتمة
على حسب ما جاء في روايات مجموعة من شهود عيان فان الوضع قد ازداد سوءا بعد دخول القوات الفرنسية وتحول الى ابادة جماعية والمسلمون الان يعيشون ماساة حقيقية وعليه نقترح الاتي:-
1- اصدار بيان لاطلاع الراي العام المحلي والاقليمي والدولي بحقيقة الاحداث
2- الاستجابة لما راه ائمة المساجد والدعاة في افريقيا الوسطى بدعوة الجهات الخيرية للقيام بالعمل الاغاثي الانساني
3- نترك العلماء والدعاة في الداخل باتخاذ التدابير المناسبة لحماية المسلمين من هذه الإبادة
4- التشاور مع العلماء والدعاة في الداخل لتقديم مبادرة تسهم في حل الأزمة
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حرره د/ يحيى عبد الله
رئيس لجنة التخطيط والمراقبة
في اتحاد علماء إفريقيا
29/01/2014م
أضف تعليقاً