الدكتور حسين محمد بواالدكتور حسين محمد بوا

أوغندا

مشروع خطب الجمعة في إفريقيا
رقم عنوان الخطبة معد الخطبة التاريخ المقترح لإلقاء الخطبة المراجعة والنشر
234 صلاة المسافر مكتب الأمانة العامة/ قسم المشاريع 28 /02/1447هـ  الموافق 22/08/2025م الأمانة العامة

 

الموضوع: ” صلاة المسافر

إن الحمد لله؛ نحمده ونستعينه ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فهو المهتد، ومن يضلل فلن تجد له وليًّا مرشدًا، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبدُ الله ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين وتابعيهم وسلم تسليمًا كثيرًا.

 أما بعد:

﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ﴾ آل عمران:102، ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا﴾ النساء:1، ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا﴾ الأحزاب:70-71.

عباد الله: فإنَّ خير الحديث كتابُ الله، وخير الهدي هديُ محمد ، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.

 أيها الناس: جعل الله -تعالى- السَيْرَ في الأرض، ومشاهدة ما فيها من عجائب الخلق، والوقوف على أطلال السابقين، وآثار الغابرين؛ تذكرة للقلوب، وموعظة للنفوس، وعبرة بما مضى من القرون ﴿قُلْ سِيرُوا فِي الأَرْضِ ثُمَّ انْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ المُكَذِّبِينَ﴾ الأنعام:11

وفيما يتعلق بعجائب المخلوقات في الأرض يقول الله –تعالى: ﴿قُلْ سِيرُوا فِي الأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الخَلْقَ﴾ العنكبوت:20.

وللناس في أسفارهم أغراض متنوعة؛ فمنها أغراض مشروعة ومنها أغراض غير مشروعة، ومنها ما يكون حتماً لا بدَّ للإنسان منه، ومنها أسفار للنزهة والترويح عن النفس، والمؤمن يعبد الله -تعالى- في حله وترحاله، ولا ينفك عن عبوديته لخالقه -سبحانه- بحال.

ولذا فإن الشارع الحكيم خص السفر بأحكام تناسب حال المسافر، فقابل مشقة السفر وعنته وغربة المسافر وشغله بالتخفيف عنه، فخفف عنه في فرائض العبادات.. في عددها وصفتها، ووضع عنه بعض النوافل، وكتب له أجرها مع أنه لم يعملها؛ لأن السفر قد منعه منها فعومل فيها كأنه قد عملها؛ تخفيفاً من الله -تعالى- على عباده، ومراعاة لأحوالهم؛ ولئلا يكون انقطاعهم عن النوافل سبباً لعزوف بعضهم عن السفر مع حاجتهم إليه؛ روى أبو موسى -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله ﷺ  “إذا مرض العبد أو سافر كُتب له مثلُ ما كان يعمل مقيما صحيحا“(رواه البخاري.

إن الصلاة أمرها عظيم، وشأنها كبير.. تلازم المؤمن ما لازمه عقله، فلم توضع عنه في سفر ولا مرض ولا خوف ولا غير ذلك، بل يؤديها على كل حال، إلا أن الله -تعالى- قد خفف عن العبد فشرع له التيمم إذا كان الماء يضره، كما أباح له الجمع في مرض إذا شق عليه أن يأتيَ بالصلاة في وقتها، وخفف عنه في حضور الجماعة، وخفف عن المسافر فزاد مدة المسح على الخفين إلى ثلاثة أيام بلياليها؛ لما يلحق المسافر من مشقة في كثرة نزع جواربه وخفافه، روى علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- قال: جعل النبي ﷺ ثلاثة أيام ولياليهن للمسافر، ويوماً وليلة للمقيم، يعني في المسح على الخفين؛ رواه مسلم.

ويبدأ المسافر حساب المدة من أول مرة مسح على جواربه، وليس من مجرد اللبس ولا من أول حدث.. إلا إذا أصابته الجنابة أو حاضت المرأة، فيلزم الغسل ولا مسح حينئذ.

وخُفف عن المسافر في الصلاة المفروضة فشُرع له قصر الرباعية إلى ركعتين، وأصل ذلك قول الله –تعالى: ﴿وَإِذَا ضَرَبْتُمْ فِي الأَرْضِ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَقْصُرُوا مِنَ الصَّلاةِ﴾ النساء:101 وجاء في حديث عائشة -رضي الله عنها- أنها قالت: (فُرضت الصلاة ركعتين ركعتين في الحضر والسفر فأقرت صلاة السفر وزيد في صلاة الحضر) رواه الشيخان.

ولو أتم المسافر صحت صلاته لكنه خالف السنة، وقد نهى ابن عمر -رضي الله عنهما- عن ذلك نهياً شديداً، وقيل للإمام أحمد -رحمه الله تعالى-: للرجل أن يصلي في السفر أربعاً؟ قال: “لا، ما يعجبني ذلك، السنة ركعتان“.

ولا يقصر الصلاة في بيته ثم يسافر؛ لأن النبي ﷺ لم يقصر إلا لما باشر السفر؛ ولأنه قد يعرض له ما يمنعه من السفر، ولو باشر السفر وقصر ثم عرض له ما يقتضي رجوعه فإنه لا يعيد صلاته ولو رجع من أول الطريق، أو فاتته الطائرة؛ لأنه أدى الصلاة كما أمر الله -تعالى- ولا يضره ما عرض له فأرجعه، ومن لم يتأكد حجزه فلا يقصر ولا يجمع؛ لاحتمال أن لا يسافر.

وإذا دخل عليه الوقت وهو مقيم ثم سافر فصلى الصلاة في السفر فيقصرها، قال ابن المنذر -رحمه الله تعالى-: “أجمع كل من نحفظ عنه من أهل العلم أن له قصرها”.

وإذا صلّى المسافر خلف المقيم فإنه يصلي أربعاً مطلقاً حتى ولو لم يدرك معه إلا التشهد؛ لأنه مأمور أن يأتم بإمامه، سئل ابن عباس -رضي الله عنهما-: ما بال الرجل المسافر يصلي ركعتين ومع الإمام أربعا؟ فقال: “تلك هي السنة” رواه مسلم.  وإذا صلّى المسافر بمقيمين فإنه يقصر وهم يتمون بعد سلامه.

 

وإذا دخل المسافر مع إمام لا يدري هل يتم أم يقصر فينوي نية الإمام، إن قصر قصر معه، وإن أتم أتم معه.

ولما كان السفر محل تخفيف على المصلي فإن من السنة تقصير القراءة في صلاة السفر وعدم إطالتها، وقد ثبت عن عدد من الصحابة -رضي الله عنهم- أنهم كانوا يخففون القراءة في أسفارهم فيقرءون في صلاة الفجر بقصار المفصل، ويتأكد التخفيف في المطارات وصالات القطارات، وموانئ السفن؛ لئلا تفوت الرحلة على المسافرين.

ومن التخفيف في السفر مشروعية الجمع فيه؛ لحديث ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: “كان رسول الله ﷺ يجمع بين صلاة الظهر والعصر إذا كان على ظهر سَيْرٍ ويجمع بين المغرب والعشاء” رواه الشيخان.

ويشرع الأذان للمسافر ولو كان وحده، وإذا جمع فيؤذن أذاناً واحداً ويقيم لكل صلاة، والأذكار التي بعد الصلاة الأُولى عند الجمع تسقط، وتبقى أذكار الثانية، لكن إذا كان الذكر بعد الأُولى أكثر من الذكر بعد الثانية فيأتي به كما لو جمع بين المغرب والعشاء فيأتي بأذكار المغرب بعد صلاة العشاء.

وإذا جمع المسافر بين المغرب والعشاء فله أن يوتر ولا يحتاج إلى الانتظار حتى يدخل وقت صلاة العشاء.

ولا يشترط في الجمع نية فلو صلى الظهر ثم بدا له أن يجمع معها العصر جاز له ذلك، لكن إن أراد جمع تأخير فينوي ذلك من وقت الأولى؛ لأنه لا يجوز له أن يؤخر الصلاة عن وقتها بلا عذر.

وإذا جمع في السفر ثم عاد إلى بلده ولم يدخل وقت الصلاة أو لم يصلوا بعد فلا يلزمه إعادة الصلاة، فإن أراد الصلاة معهم كانت الثانية له نافلة.

ومن صلى المغرب في المطار بعد دخول وقتها ثم أقلعت به الطائرة فرأى الشمس فصلاته صحيحة ولا يعيد.

وعلى المسافر أن يجتهد في تحرِّي القبلة بسؤال أهل البلد أو تعيينها بالأجهزة الحديثة أو بالنجوم لمن يعرف ذلك، فإن أخطأ مع تحريه وحرصه فلا شيء عليه وصلاته صحيحة، ولو اجتهد اثنان في تحديد القبلة مع معرفتهما، ويقين كل واحد منهما أن الصواب معه فيصلي كل واحد للجهة التي يتيقنها، ولا يجوز لأحدهما أن يتبع الآخر مع يقينه بخطئه.

ومن عجز عن تحديد القبلة أو عجز عن الصلاة إليها كما لو كان في الطائرة وهي في حالة إقلاع أو هبوط ووقت الصلاة سيخرج صلى إلى غير القبلة، فإن استطاع القيام صلى قائما في مقعده ويومئ للركوع والسجود، فإن منع من القيام صلى جالساً.

أسأل الله -تعالى- أن يرزقنا الفقه في الدين، وأن يعلمنا ما ينفعنا، وأن يوفقنا للعمل بما علمنا؛ إنه سميع مجيب.

أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم من كل ذنب فاستغفروه؛ إنه هو الغفور الرحيم.

 

 

الخطبة الثانية:

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله؛ وبعد:

أيها المسلمون: من رحمة الله -تعالى- بعباده المؤمنين أنه -سبحانه- أباح لهم السفر؛ لما فيه من تحصيل مصالحهم، ثم خفف عنهم فيه لمظنة ما يلحقهم في أسفارهم من مشقة، وقد قال -سبحانه وتعالى: ﴿يُرِيدُ اللهُ بِكُمُ اليُسْرَ وَلا يُرِيدُ بِكُمُ العُسْرَ﴾ البقرة:185.

 

وواجب على العباد أن يشكروا الله -تعالى- على هذه النعمة العظيمة، وأن يقوموا بدينه في إقامتهم وفي أسفارهم، وأن يراقبوه -سبحانه- أينما كانوا؛ فإن أعين الناس إن غابت عنهم فعين الله -تعالى- ترقبهم، وهو يعلم سرهم وعلانيتهم: ﴿إِنْ تُبْدُوا شَيْئًا أَوْ تُخْفُوهُ فَإِنَّ اللهَ كَانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا﴾ الأحزاب:54.

 

إن من الناس من لا يستشعرون ذلك فإذا حطوا رحالهم في غير بلادهم أضاعوا الفرائض، وارتكبوا المحرمات، فطرحت نساؤهم وبناتهم حجابهن أو تخففن منه كأنهن لا يحتجبن تعبداً لله -تعالى-، وإنما لأجل الناس، ولا ينكر عليهن أولياؤهن ذلك، وهم مسئولون عنهم أمام الله -تعالى-، فكلكم راع ومسئول عن رعيته.

ومن الناس من يتهاونون بالصلاة في أسفارهم فيؤخرونها عن وقتها، ومنهم من يترك بعض فروضها فيصلي تارة ويترك تارة، والتهاون بالصلاة فيه وعيد شديد ﴿فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا﴾ مريم:59.

 

ويدخل في هذا الوعيد الشديد من يؤخرون الصلاة عن وقتها، ولا عذر لأحد في ذلك، ولا يصح أن يُحتج على تأخير الصلاة بالسفر ومشقته والاشتغال به؛ لأن الله -تعالى- قد خفف عن المسافر فشرع له القصر والجمع بحسب مصلحته، كما شرع له تخفيف الصلاة، وأجاز له أن يصلي على حاله إن خشي فوات الوقت ولو اختلت بعض شروط الصلاة وأركانها؛ فما عذر المكلف أمام الله -تعالى- إن ضيع فريضته بحجة السفر وقد خفف الله -تعالى- عنه؟!

 

ألا فاتقوا الله ربكم في إقامتكم وسفركم، وأقيموا له دينكم، وحافظوا على فرائضكم، وانتهوا عما حرم عليكم؛ فإنكم محاسبون على أعمالكم:

﴿يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لَا تَخْفَى مِنْكُمْ خَافِيَةٌ﴾ الحاقَّة:18.

 

الَّلهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ الهُدَىَ وَالتُّقَىَ وَالعَفافَ وَالرَّشادَ وَالغِنَىَ، خُذْ بِنواصيِنا إِلَىَ مَا تُحِبُّ وَتَرْضَىَ، وَاصْرِفْ عَنَّا وَعَنّ جَمِيع الْمُسْلِمِين السُّوُءَ وَالفَحْشاءَ، الَّلهُمَّ انْشُرِ الخَيْرَ فِي بِلادِنا وَبِلادِ المسْلِميِنَ، الَّلهُمَّ عُمَّنا باِلفَضْلِ يَا ذَا الجَلالِ وَالإِكِرامِ، وَاصْرِفْ عَنَّا السُّوُءَ وَالفَحْشاءَ يَا حَيُّ يَا قَيُّوُمُ،

اللَّهُمَّ أَعِنَّا عَلَى ذِكْرِكَ وَشُكْرِكَ وَحُسْنِ عِبَادَتِكَ، اللَّهُمَّ حَبِّبْ إِلَيْنا الْإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِنا وَكَرِّهْ إِلَيْنا الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ وَاجْعَلْنَا مَن الرَّاشِدين، رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّار.

اللَّهُمَّ آمِنَّا فِي أَوْطَانِنَا وَأَصْلِحْ أَئِمَّتَنَا وَوُلاَةَ أُمُورِنَا، وَاجْعَلْ وِلاَيَتَنَا فِيمَنْ خَافَكَ وَاتَّقَاكَ وَاتَّبَعَ رِضَاكَ بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِين.

اللَّهُمَّ أَعِزَّ الْإِسْلَامَ وَالْمُسْلِمِيْنَ، وَأَذِلَّ الشِّرْكَ وَالْمُشْرِكِيْنَ، وَانْصُرْ عِبَادَكَ الْمُوَحِّدِيْنَ،

اللَّهُمَّ اُنْصُرْ إِخْوَانَنَا المُسْتَضْعَفِينَ فِي كُلِ مَكَانٍ، اللَّهُمَّ اُنْصُر أَهْل السُّنَةَ فِي كُلِ مَكَانٍ يَا قَويٌ يَا عَزِيزُ.

وَصَلِّ اللَّهُمَّ وَسَلِّمْ عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ.

 

الحفل الختامي لمسابقة الملك عبدالعزيز الدولية لحفظ القرآن الكريم في دورتها الـ 45الحفل الختامي لمسابقة الملك عبدالعزيز الدولية لحفظ القرآن الكريم في دورتها الـ 45
أقيمت مساء أمس الأربعاء 26 صفر 1447هـ الموافق 20 أوت 2025م الحفل الختامي لمسابقة الملك عبدالعزيز الدولية لحفظ القرآن الكريم وتلاوته وتفسيره في دورتها الخامسة والأربعين، الذي نظمته وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد في رحاب المسجد الحرام المزيد…

الحفل الختامي لمسابقة الملك عبدالعزيز الدولية لحفظ القرآن الكريم في دورتها الـ 45
أقيمت مساء أمس الأربعاء 26 صفر 1447هـ الموافق 20 أوت 2025م الحفل الختامي لمسابقة الملك عبدالعزيز الدولية لحفظ القرآن الكريم وتلاوته وتفسيره في دورتها الخامسة والأربعين، الذي نظمته وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد في رحاب المسجد الحرام من 15 – 26 صفر 1447هـ، الذي يوافق 09 – 20 أغسطس 2025م، وذلك برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله.

 

وقد حضر صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن مشعل بن عبدالعزيز نائب أمير منطقة مكة المكرمة إلى جانب عدد من أصحاب المعالي والفضيلة، وسفراء الدول العربية والإسلامية، ومسؤولي الأجهزة الحكومية والقيادات الأمنية، وجمع من العلماء والدعاة وخطباء الجوامع.

 

وشهد الحفل تكريم الفائزين في فروع المسابقة الخمسة، حيث بلغت قيمة الجوائز (4.000.000) أربعة ملايين ريال، إضافة إلى مكافآت لجميع المشاركين بلغت (1.000.000) مليون ريال، وذلك في ختام منافسات شارك فيها (179) متسابقًا يمثلون (128) دولة، في أكبر مشاركة دولية منذ انطلاقة المسابقة، بما يعكس مكانة المملكة الريادية في خدمة القرآن الكريم ورعاية حفظته من مختلف قارات العالم.

 

وقد حظي بالفوز في الفروع المختلفة لهذه المسابقة الكبرى بعض المشاركين من دولٍ إفريقية في جنوب الصحراء، وهم كالتالي:
فاز بالمركز الأول في الفرع الأول المتسابق محمد آدم محمد من تشاد
وفاز بالمركز الثالث في الفرع الأول المتسابق سنوسي بخاري إدريس من نيجيريا
وفاز بالمركز الثالث في الفرع  الثاني المتاسبق إبراهيم خير الدين محمد من إثيوبيا
وفاز بالمركز الثاني في الفرع  الثالث المتاسبق محمد محمد كوسي من تشاد
وفاز بالمركز الثالث في الفرع  الثالث المتاسبق بدر جانج من السنغال
وفاز بالمركز الرابع في الفرع  الرابع المتاسبق يوسف حسن عثمان من الصومال
وفاز بالمركز الخامس في الفرع  الرابع المتاسبق بوبكر ديكو من مالي

 

فهنيئا لهؤلاء الأبطال على هذا الإنجاز الكبير والعمل المتميز، وندعو الله تعالى أن يجعل التوفيق والفوز حليفهم في الدارين وأن ينفع بهم أمة القرآن الكريم، إنه ولي ذلك والقادر عليه.

 

وإليكم بعض اللقطات من الفعالية مع خالص الشكر والتقدير وتحيات مكتب الأمانة العامة قسم الإعلام والمعلوماتية.

إعلام
سافر الأمين العام الدكتور سعيد محمدبابا سيلا صباح اليوم الأربعاء 20 أوت 2025م إلى الصين ضمن رحلة علمية بتنظيم المجلس العالمي للمجتمعات المسلمة في الإمارات، للقاء بعض الجهات العلمية والدينية والثقافية في الصين .
دعواتكم له بالتوفيق والنجاح الدائم.

مشروع خطب الجمعة في إفريقيا
رقم عنوان الخطبة معد الخطبة التاريخ المقترح لإلقاء الخطبة المراجعة والنشر
233 سجود السهو مكتب الأمانة العامة/ قسم المشاريع 21 /02/1447هـ  الموافق 14/08/2025م الأمانة العامة

 

الموضوع: ” سجود السهو

الحمد لله نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونتوب إليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه والتابعين لهم بإحسان، وسلم تسليما.

 أما بعد:

أيها الناس: اتقوا الله -تعالى-، وتفقهوا في دينكم، واعرفوا حدود ما أنزل الله على رسوله، فإنه من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين.

واعلموا: أن من أهم ما يجب عليكم معرفته أحكام الصلاة التي هي الركن الثاني من أركان الإسلام وعمود الدين. عباد الله:

ومن أكثر ما يقع الخلل فيه سجود السهو في الصلاة حيث كان يجهله كثير من المصلين.

فسجود السهو له أحكام ومواضع وأسباب: ينبغي لكل مسلم معرفتها، حتى يكون على بصيرة من أمره إذا وقع له ذلك.

 

أولا: حكم سجود السهو: واجب عند الحنابلة والحنفية وقول عند المالكية لحديث ابن مسعود t: “(صلى النبي ﷺ الظهر خمسا، فقيل له: أزيد في الصلاة؟ قال: وما ذلك؟ قالوا: صليت خمسا، فسجد سجدتين بعدما سلم) “البخاري(392) مسلم (572) وفي  رواية عند مسلم: (إذا نسي أحدكم فليسجد سجدتين).

 

ثانيا: مواضع: عندنا في المذهب “المالكي” ننظر إلى السبب ليتم تحديد موضع السجود؛ إن كان نقصا السجود يكون قبلي وإن كان زيادة كان السجود بعد السلام وإن كان هما معا كان قبليا، وأما الشك، فإذا شك المصلي كم صلى ثلاثا أم أربعا، ولم يترجح عنده شيء، فليطرح الشك، وليبن على ما استيقن، وهو الأقل، فليتم ما عليه، ثم يسجد سجدتين بعد السلام في المشهور.
تنبيه: السجود عند الشافعية قبل مطلقا، وعند الحنيفة بعد مطلقا، وعند أحمد: حيث ورد الحديث.

 

ثالثا: الأسباب: فأسباب سجود السهو إجمالا ثلاثة: الزيادة، والنقص، والشك.

وهناك السنن الثماني التي يسجد لها، يجمعها:   سينان شينان جيمان  #  كذا تاءان عد السنن الثماني.

سينان: ( السر والسورة)

شينان: ( تشهد الأول والتشهد الأخير )

جيمان: ( الجهر، والجلوس)

التاءان: ( التحميدتان  والتكبيرتان )

حكم، من سها عن السجود السهو عن ثلاث سنن وفات التدارك بطلت الصلاة، على المشهور وقيل إن كان قبليا، أما من نسي البعدي سجده متى ذكره ولو بعد شهر.

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم  ﴿اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ﴾

بارك الله لي ولكم في القرآن الكريم ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم.

 

الخطبة الثانية:

الحمد ولي الصالحين، والصلاة والسلام على أفضل المصلين…

أيها الناس: إن كثيرا من المصلين ينكرون سجود السهو بعد السلام، ويستغربونه، وذلك لأنهم يجهلون هذا الحكم الشرعي الذي يرى بعض العلماء أن ما كان من سجود السهو قبل السلام فهو واجب قبل السلام، وما كان بعده فواجب أن يكون بعده، وسبب جهلهم عدم تعلمهم لذلك، وعدم العمل به من أئمة المساجد وأئمة المساجد منهم من لا يدري بذلك، ويحسب أن سجود السهو قبل السلام في كل حال، ومنهم من يدري، ولكن لا يعمل يقول أخشى من التشويش، وهذا ليس بعذر في ترك ما أمر به النبي صلى الله عليه وسلم، بل الحق الذي يكون به براءة الذمة ونشر السنة أن يسجد بعد السلام إذا كان موضع السجود بعد السلام حتى يعرف الناس ذلك، ويفهموه، ويعملوا به، ويزول عنهم التشويش، ويكون لفاعله أجر من أحيا سنة.

 

هذا وصلُّوا وسلِّموا على خير البرية، وأزكى البشرية: محمد بن عبد الله

اللهم صلِّ وسلِّم وبارِك على عبدك ورسولك محمد، وعلى آله الطيبين الطاهرين، وصحابته الغُرِّ الميامين

وارضَ اللهم عن الأئمة المهديين، ومن سار على نهجهم واتبع سنتهم يا رب العالمين

رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ

ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم، وتُب علينا إنك أنت التواب الرحيم.

سبحان ربك رب العزة عما يصفون، وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله رب العالمين.

 

001من مؤلفات ومنشورات الأعضاء
موقف الأئمة الأربعة و أعلام مذاهبهم من الرافضة
و موقف الرافضة منهم
تأليف: أ.د. عبدالرزاق عبدالمجيد ألارو
رئيس لجنة البحوث والدراسات والترجمة في اتحاد علماء إفريقيا
كتاب قيم نفع الله به وكتب الأجر لمؤلفه

001 004 002 003من مؤلفات ومنشورات الأعضاء
مؤلفات البروفيسور الخضر عبد الباقي في مجال التصوف ورجالاته: المزيد…

من مؤلفات ومنشورات الأعضاء
مؤلفات البروفيسور الخضر عبد الباقي في مجال التصوف ورجالاته:

1. الرهانات المستقبلية للمرجعيات الصوفية في صناعة الاستقرار المجتمعي في أفريقيا: مقاربة نقدية

2. القضايا المجتمعية ومسارات البرهنة في المقالات الصحفية للعلامة الشيخ أحمد القطعاني

3. تفاعل القيادات الصوفية مع فكرة مقاومة الاستعمار الأجنبي: الدوافع والمحددات

4. نحو مراجعة علمية ناقدة للممارسة المعاصرة للتصوف: تصور مقترح للمرجعيات وقيادات الطرق الصوفية

ونسأل الله تعالى أن يجعلها نافعا للأمة الإسلامية في كل بقاع الأرض وأن يجعل ما قام بها من جهود في ميزان حسناته، إنه ولي ذلك والقادر عليه.

001 002 003 004

مشروع خطب الجمعة في إفريقيا
رقم عنوان الخطبة معد الخطبة التاريخ المقترح لإلقاء الخطبة المراجعة والنشر
232 صفة صلاة النبي ﷺ الجزء الثاني د. عثمان صالح تروري ـــ عضو الاتحاد في مالي 14 /02/1447هـ  الموافق 08/08/2025م الأمانة العامة

 

الموضوع: ” صفة صلاة النبي ﷺ”

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له وأشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمد عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين

أما بعد:

فأوصيكم أيها المؤمنون بتقوى الله وطاعته، فلا سعادة إلا لمن اتقى، ولا شقاوة إلا لمن عصى ]يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ [

 

أيها المؤمنون: إذا أكمل المصلي جميع الشروط فليتجنب دخول الصلاة عند مدافعة أحد الأخبثين أو عند حضور الطعام  وهو جائع لما ورد في ذلك من النهي عن النبي صلى الله عليه وسلم، ويستقبل بقلبه إلى الله موقنا أنه يناجيه، ثم يكبر تكبيرة الإحرام قائلاً: الله أكبر، غير ممدودة عن المد المعلوم ولا مططة، ناظرًا ببصره إلى محل السجود، رافعًا كفيه عند التكبير حذو منكبيه أو إلى حيال أذنيه، تكون الأصابع مبسوطة غير متفرقة عن بعضها، مستقبلاً براحة الكفين القبلة، وهكذا في كل رفع لليدين. ثم يضع يديه على صدره، اليمنى على كفه اليسرى والرسغ والساعد، أو يقبض بيمينه على شماله  لثبوت ذلك في السنة عن النبي ﷺ، ومن السنة أن يقرأ دعاء الاستفتاح وهو: (اللَّهُمَّ بَاعِدْ بَيْنِي وَبَيْنَ خَطَايَايَ كَمَا بَاعَدْتَ بَيْنَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ، اللَّهُمَّ نَقِّنِي مِنَ الْخَطَايَا كَمَا يُنَقَّى الثَّوْبُ الْأَبْيَضُ مِنَ الدَّنَسِ، اللَّهُمَّ اغْسِلْنِي مِنْ خَطَايَايَ بِالثَّلْجِ وَالْمَاءِ وَالْبَرَدِ). وإن شاء قال بدلاً من ذلك: (سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ، وَتَبَارَكَ اسْمُكَ، وَتَعَالَى جَدُّكَ، وَلَا إِلَهَ غَيْرُكَ). وإن أتى بغيرهما من الاستفتاحات الثابتة عن النبي فلا بأس، والأفضل أن يفعل هذا تارة وهذا تارة؛ لأن ذلك أكمل في الاتباع. ثم يقول: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم، ويقرأ سورة الفاتحة لقوله : (لَا صَلَاةَ لِمَنْ لَمْ يَقْرَأْ بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ إِمَامٍ وَغَيْرِ إِمَامٍ)، ويقول بعدها: آمين، جهرًا في الصلاة الجهرية، وسرًّا في الصلاة السرية، ثم يقرأ ما تيسر له من القرآن، (وإن كان لا يعرف الفاتحة قال : سُبْحَانَ اللَّهِ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ، وَلَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَاللَّهُ أَكْبَرُ).

 

ثم يركع مكبرًا رافعًا يديه إلى حذو منكبيه أو أذنيه، جاعلاً رأسه حيال ظهره، واضعًا يديه على ركبتيه، مفرِّقًا أصابعه، ويطمئن في ركوعه ويقول: (سبحان ربي العظيم)، والأفضل أن يكررها ثلاثًا أو أكثر، ويستحب أن يقول مع ذلك: (سبحانك اللهم ربنا وبحمدك، اللهم اغفر لي).

 

ثم يرفع رأسه من الركوع رافعًا يديه إلى حذو منكبيه أو أذنيه قائلاً: (سمع الله لمن حمده) إن كان إمامًا أو منفردًا، ويقول حال قيامه: (ربنا ولك الحمد حمدًا كثيرًا طيبًا مباركًا فيه، ملء السماوات وملء الأرض وملء ما بينهما وملء ما شئت من شيء بعد). أما إن كان مأمومًا فإنه يقول عند الرفع: (ربنا ولك الحمد…) إلى آخر ما تقدم، وإن زاد كل واحد منهم ـ أي: الإمام والمأموم والمنفرد ـ على ذلك: (أهل الثناء والمجد، أحق ما قال العبد، وكلنا لك عبد، اللهم لا مانع لما أعطيت، ولا معطي لما منعت، ولا ينفع ذا الجد منك الجد) فهو حسنٌ لثبوت ذلك عن النبي ﷺ وإن شاء اعتدل بيديه وإن شاء وضع يديه على صدره لخلاف فيه بين العلماء، وأيهما فعل فذلك سنة النبي صلى الله عليه وسلم.

 

ثم يسجد مكبّرًا واضعًا ركبتيه قبل يديه إذا تيسّر له ذلك، فإن شقّ عليه قدّم يديه قبل ركبتيه، مستقبلاً بأصابع يديه ورجليه القبلة، ضامًّا أصابع يديه مادًّا لها، ويكون على أعضائه السبعة: الجبهة مع الأنف واليدين والركبتين وبطون أصابع الرجلين، ويجافي عضديه عن جنبيه، وبطنه عن فخذيه، وفخذيه عن ساقيه، ويرفع ذراعيه عن الأرض لقول النبي ﷺ: (اعتدلوا في السجود، ولا يبسط أحدكم ذراعيه انبساط الكلب)، ويقول في السجود: (سبحان ربي الأعلى)، ويُسنّ أن يقول ذلك ثلاثًا أو أكثر، ويستحبّ أن يقول مع ذلك: (سبحانك اللهم ربنا وبحمدك، اللهم اغفر لي)، ويكثر من الدعاء لقول النبي ﷺ: (أما الركوع فعظّموا فيه الرب، وأما السجود فاجتهدوا في الدعاء، فَقَمِنٌ أن يستجاب لكم)، ويسأل الله من خير الدنيا والآخرة، سواء كانت الصلاة فرضًا أو نفلاً.

 

ثم يرفع رأسه مكبرًا، ويفرش قدمه اليسرى ويجلس عليها، وينصب رجله اليمنى، ويضع يديه على فخذيه وركبتيه، ويقول: (ربي اغفر لي وارحمني واهدني وارزقني وعافني واجبرني). ويطمئن في هذا الجلوس، ثم يسجد السجدة الثانية مكبرًا، ويفعل فيها كما فعل في السجدة الأولى.

 

ثم يرفع رأسه مكبرًا، ويجلس جلسة خفيفة وتسمى جلسة الاستراحة وهي مستحبة، وإن تركها فلا حرج عليه إن شاء الله، وليس فيها ذكر ولا دعاء، ثم ينهض قائمًا إلى الركعة الثانية معتمدًا على ركبتيه إن تيسر له ذلك، وإن شقّ عليه اعتمد على الأرض بوضع يديه عليها، وبهذا يكون قد أتم ركعة واحدة.

 

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ]قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ @ الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ[ بارك الله لي ولكم في القرآن الكريم ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم.

 

 

الخطبة الثانية:

الحمد ولي الصالحين، والصلاة والسلام على أفضل المصلين…

إذا قام إلى الركعة الثانية يقرأ الفاتحة وما تيسّر له من القرآن بعد الفاتحة، ثم يفعل كما فعل في الركعة الأولى.

و إذا كانت الصلاة ثنائية ـ أي: ركعتين ـ كصلاة الفجر والجمعة والعيد جلس بعد رفعه من السجدة الثانية ناصبًا رجله اليمني مفترشًا رجله اليسرى، واضعًا يده اليمنى على فخذه اليمنى، قابضًا أصابعه كلها إلا السبابة فيشير بها إلى التوحيد، وإن قبض الخنصر والبنصر من يده وحلّق إبهامها مع الوسطى وأشار بالسبابة فحسنٌ، لثبوت الصفتين عن النبي، والأفضل أن يفعل هذا تارة وهذا تارة، ويضع يده اليسرى على فخذه اليسرى وركبته، ثم يقرأ التشهد في هذا الجلوس وهو: (التَّحِيَّاتُ لِلَّهِ، وَالصَّلَوَاتُ وَالطَّيِّبَاتُ، السَّلَامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا النَّبِيُّ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ، السَّلَامُ عَلَيْنَا وَعَلَى عِبَادِ اللَّهِ الصَّالِحِينَ، أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ)، ثم يقول: (اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كمَا صَلَّيْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَآلِ إِبْرَاهِيمَ؛ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، وَبَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا بَارَكْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَآلِ إِبْرَاهِيمَ؛ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ)، ويستعيذ بالله من أربع فيقول: (اللَّهُمَّ إِنى أَعوذُ بكَ مِن عَذابِ جَهَنَّمَ، ومِن عَذابِ القَبرِ، ومِن فِتنَةِ المَحيا والمَماتِ، ومِن فِتنَةِ المَسيحِ الدَّجّالِ)، ثم يدعو بما شاء من خير الدنيا والآخرة، فإذا دعا لوالديه أو غيرهما من المسلمين فلا بأس، سواء كانت الصلاة فريضة أو نافلة لعموم قول النبي في حديث ابن مسعود لما علّمه التشهد: (ثم ليتخير من الدعاء أعجبه إليه فيدعو) ، وفي لفظ آخر: (ثم ليختر من المسألة ما شاء). وهذا يعمّ جميع ما ينفع العبد في الدنيا والآخرة.

 

ثم يسلم، وورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أربعة وجوه للسلام هي: الأول: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته عن يمينه. السلام عليكم ورحمة الله عن يساره الثاني: مثله دون قوله (وبركاته)   الثالث: السلام عليكم ورحمة الله عن يمينه. السلام عليكم عن يساره  الرابع: يسلم تسليمة واحدة تلقاء وجهه يميل به إلى يمينه قليلا

عن يمينه وشماله قائلاً: (السلام عليكم ورحمة الله، السلام عيكم ورحمة الله)، وإن زاد كلمة: (وبركاته) فلا بأس، لورود ذلك عن النبي ﷺ.

 

وإن كانت الصلاة ثلاثية كالمغرب أو رباعية كالظهر والعصر والعشاء يقرأ التشهد المذكور آنفًا مع الصلاة على النبي ﷺ من غير الدعاء الأخير، ثم ينهض قائمًا معتمدًا على ركبتيه، رافعًا يديه إلى حذو منكبيه أو أذنيه قائلاً: الله أكبر، ويضعهما ـ أي: يديه ـ على صدره كما تقدم، ويقرأ الفاتحة فقط، وإن قرأ في الثالثة والرابعة من الظهر زيادة عن الفاتحة في بعض الأحيان فلا بأس، لثبوت ما يدلّ على ذلك عن النبي ﷺ من حديث أبي سعيد.

 

ففي الجلوس بعد الثالثة من المغرب وبعد الرابعة من الظهر والعصر والعشاء يجلس كجلسته في الثانية من حيث الصفة، وأحيانًا يتورّك أي: يعتمد على ورْكِه أي: فخذه الأيسر، مخرجًا قدمه اليسرى من تحت قدمه اليمنى وجهة القدم، يتشهد كما تقدم في الصلاة الثنائية، يقرأ التشهد مع الصلاة على النبي ﷺ، ثم يسلّم عن يمينه وعن شماله.  وبهذا يكون قد أتم الصلاة كما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم.

 

اللهم تقبل منا صلاتنا، واجعلنا من الذين يؤدونها على أكمل وجهها، وأورثنا الفردوس بها يا رب العالمين … وصلى الله على نبينا محمد وسلم، والحمد لله رب العالمين.