الوسامأحد أعضاء المؤسسين للاتحاد عضو لجنة الإعلام والعلاقات العامة يكرم بوسام رئيس جمهورية مالي في العمل الإسلامي.

بحمد الله وتوفيقه؛ تم توسيم الإمام الدكتور عثمان تراوري أحد الأعضاء المؤسسين للاتحاد من جمهورية مالي (دولة المقر) وعضو لجنة الاعلام والعلاقات العامة وإمام مسجد آل الشيخ لمنظمة الفاروق المزيد…

أحد أعضاء المؤسسين للاتحاد عضو لجنة الإعلام والعلاقات العامة يكرم بوسام رئيس جمهورية مالي في العمل الإسلامي.

 

بحمد الله وتوفيقه؛ تم توسيم الإمام الدكتور عثمان تراوري أحد الأعضاء المؤسسين للاتحاد من جمهورية مالي (دولة المقر) وعضو لجنة الاعلام والعلاقات العامة وإمام مسجد آل الشيخ لمنظمة الفاروق وعميد كلية القرآن الكريم والعلوم التربوية والمسؤول عن البحوث والرسائل في الجامعة الساحل ورئيس اتحاد مدارس ومراكز تحفيظ القرآن الكريم بوسام ضابط النظام الوطني من قبل رئيس المرحلة الانتقالية الجنرال هاشمي غويتا يوم الجمعة 12 جمادى الأولى 1446هـ الموافق 15 نوفمبر 2024م.

 

نسأل الله أن يجعل هذا الوسام رفعة الإسلام والمسلمين. مع دعواتكم له بالتوفيق والنجاح.

 

مع خالص الشكر والتقدير وتحيات مكتب الأمانة العامة لاتحاد علماء إفريقيا قسم الإعلام والمعلوماتية.

مشروع خطب الجمعة في إفريقيا
رقم عنوان الخطبة معد الخطبة التاريخ المقترح لإلقاء الخطبة المراجعة والنشر
191

نصائح عند استئناف الدراسة

عثمان صالح تروري – عضو الاتحاد في مالي 13 /05 /1446هـ  الموافق 15 /11 /2024م الأمانة العامة

 

الموضوع: ” نصائح عند استئناف الدراسة ”

 

إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، من يطع الله ورسوله فقد رشد، ومن يعص الله ورسوله  فإنه لا يضر إلا نفسه ولن  يضر الله شيئا             أما بعد :

فوصية مني لكم ولنفسي يا لها من وصية , وهي تقوى الله تعالى في السر والعلن قال تعالى ( ولقد وصينا الذين أوتوا الكتاب من قبلكم وإياكم أن تقوا الله وإن تكفروا فإن لله ما في السموات وما في الأرض وكان الله غنيا حميدا )

 

أيها الأحبة في الله: إن طلب العلم من أشرف الأعمال وقد دل على ذلك نصوص الكتاب والسنة فعن قيس بن كثير قال: قدم رجل من المدينة على أبي الدرداء رضي الله عنه وهو بدمشق فقال ما أقدمك يا أخي ؟ فقال : حديث بلغني أنك تحدثه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: أما جئت لحاجة ؟! قال: لا، قال: أما قدمت لتجارة ؟! قال: لا
قال: ما جئت إلا في طلب هذا الحديث، قال: فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من سلك طريقا يبتغي فيه علما سلك الله به طريقا إلى الجنة، وإن الملائكة لتضع أجنحتها رضاء لطالب العلم، وإن العالم ليستغفر له من في السموات ومن في الأرض، حتى الحيتان في الماء، وفضل العالم على العابد كفضل القمر على سائر الكواكب، إن العلماء ورثة الأنبياء، إنَّ الأنبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما، إنما ورثوا العلم فمن أخذ به أخذ بحظ وافر “[أخرجه الترمذي (2682)] .

 

وقال الإمام الأوزاعي – رحمه الله-:(( الناس عندنا هم أهل العلم ومن سواهم فلا شيء)) وقال سفيان الثوري-رحمه الله-:(من أراد الدنيا فعليه بطلب العلم))
أيها المؤمنون: العلم بالتعلم والتعلم بالتعليم، والتعلم هو طلب العلم بسلوك طرق الحصول عليه، ومن أكبر وسائل الحصول على العلم إرسال الأولاد إلى المدارس، ولقد استأنفت المدارس دراستها في مستهل هذا الأسبوع فهنيئا للأولياء الذين أرسلوا أولادهم إلى المدارس، ومرحبا بالأولاد في مدارسهم، والله أسأل أن يعلمهم علما نافعا ويبارك فيهم وفي جهودهم.

 

عباد الله: إن العملية التعليمية تدور بين عدة أطراف أقواها المدرسون والتلاميذ، وإليهما أقدم النصائح التالية:

أولا: المدرسون

1/ كونوا مخلصين في أعمالكم، فإن الإخلاص سر نجاح العمل وسبب التوفيق في المهام، وبذل العلم النافع عبادة جليلة وهو من الصدقة الجارية التي ينتفع بها العبد بعد الممات، ومن شروط قبول العبادة إخلاص النية فيها، روى مسلم في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال(إذا مات الإنسان انقطع عنه عمله إلا من ثلاثة إلا من صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له) قال العلماء معنى الحديث أن عمل الميت ينقطع بموته وينقطع تجدد الثواب له إلا في هذه الأشياء الثلاثة لكونه كان سببها.

 

2/ عليكم أن تشعروا بثقل الأمانة وعظم المسئولية، إنها أمانةُ تربيّةِ النّشء ومسئولية بناء أجيال! هذا النشء الذين هم اليوم صغار وغَدًا سيكونون كبارا، وهم اليوم طلاَّب وغدًا معلِّمون وخبراء ومهندِسون وأطبّاء وأهل عِلمٍ وفضل، وهم الذين سَينزلون في ميادينِ العَمل وسيصيرون حكاما وقادة في المستقبل، روى مالك في الموطأ عن ابن عمر عن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته  فالأمير الذي على الناس راع عليهم وهو مسؤول عنهم والرجل راع على أهله وهو مسؤول عنهم وامرأة الرجل راعية على مال زوجها وهي مسؤولة عنه وعبد الرجل راع على مال سيده وهو مسؤول عنه فكلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته )).

 

3/ كونوا قدوة لمن يتعلمون منكم ومعلمين بأخلاقكم قبل معارفكم، فالمعلم مؤدب ومرب يستفيد الطلاب من لحظه قبل لفظه، لذا كان المعلم الأول للأمة قدوة لهم،قال تعالى:((لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر ..)

 

بارك الله لي ولكم في القرآن الكريم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.

 

الخطبة الثانية

الحمد لله الذي بالقلم علم الإنسان ما لم يعلم، والصلاة والسلام على أفضل من تعلم وعلم

ثانيا: أما التلاميذ فأوصيهم بما يلي:

1/ كونوا جادين واحرصوا على التفوق والإتقان من أول السنة إلى آخرها, فعن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه  ) الطبراني في الأوسط ( 897 ) وأبو يعلى في مسنده ( 4386 )

 

2/ احفظوا أوقاتكم وأحسنوا تنظيمها واستغلوها بما ينفعكم، فعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نِعْمَتَانِ مَغْبُونٌ فِيهِمَا كَثِيرٌ مِنْ النَّاسِ الصِّحَّةُ وَالْفَرَاغُ)) رواه البخاري.

 

3/ كونوا محبين للعلم واصبروا له، فإن حب العلم دافع للجد في طلبه وميسر لسبل تحصيله، قال تعالى:(( وقل رب زدني علما )) (( … يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات..))

اللهم اجعل هذا العام الدراسي عام علم ومعرفة، وتوفيق وتفوق، وازدهار وتفوق، وبركة ونجاح يا رب العالمين.

 

ألا وأكثروا من الصلاة والسلام على الرحمة المهداة , والنعمة المسداة , فإن من صل عليه مرة واحدة صل الله بها عشرا, اللهم صل وسلم وبارك على عبدك ورسوله محمد وعلى آله وأصحابه وسلم , اللهم أكفنا بحلالك عن حرامك , وبطاعتك عن معصيتك , وبحبك وحب رسولك عن حب من سواكما , وأذقنا حلاوة الإيمان بطاعتك وطاعة رسولك صلى الله عليه وسلم . اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه , وأرنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه , يارب العالمين , وصل الله وسلم على عبدك ورسولك محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين , والحمد لله رب العالمين .

 

Dar haditنعي و تعزية
إنا لله وإنا إليه راجعون.

بقلوب مؤمنة صابرة محتسبة، وبأفئدة راضية بقضاء الله وقدره مطمئنة، تلقينا خبر وفاة أحد رواد التعليم والدعوة في مالي الأستاذ الشيخ محمد بكاري جارا من الخريجين الأوائل من الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة و المزيد…

نعي و تعزية
إنا لله وإنا إليه راجعون.

 

بقلوب مؤمنة صابرة محتسبة، وبأفئدة راضية بقضاء الله وقدره مطمئنة، تلقينا خبر وفاة أحد رواد التعليم والدعوة في مالي الأستاذ الشيخ محمد بكاري جارا من الخريجين الأوائل من الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة و المؤسس لمدرسة دار الحديث في مالي التي أخرجت علماء وكوادر و كونت آلاف من الدعاة والأئمة في البلد.

 

وبهذا المصاب الجلل، تتقدم الأمانة العامة باسم رئيس اتحاد علماء إفريقيا وكافة أعضاءه بأحر التعازي وأصدق والمواساة إلى كافة أسرة الفقيد و إلى المؤسسات التعليمية والتربوية بصفة عامة و مدرسة دار الحديث في مالي بصفة خاصة سائلين الله تعالى له عظيم الرحمة، وواسع المغفرة، والفوز بالجنة ، وأن يلهمنا جميل الصبر والسلوان.

 

وإنا لله وإنا إليه راجعون.

 

والجنازة ستقام عصر اليوم الأربعاء 13 نوفمبر 2024م في مدرسة دار الحديث في باماكو مالي

 

مشروع خطب الجمعة في إفريقيا
رقم عنوان الخطبة معد الخطبة التاريخ المقترح لإلقاء الخطبة المراجعة والنشر
190

طلب العلم والحاجة إليه

عبد الرزاق بن عبد المحسن البدر 05 /05 /1446هـ  الموافق 08 /11 /2024م الأمانة العامة

 

الموضوع: ” طلب العلم والحاجة إليه ”

 

الحمد لله جعل العلم نورًا للعباد، ورفعةً لأهله وحملته في الحياة الدنيا وفي يوم المعاد، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له المنزَّهُ عن الشركاء والنظراء والأنداد، وأشهد أنَّ محمداً عبده ورسوله الداعي إلى الحق والهدى والسداد، الناهي عن الشر والضلال والفساد؛ r وعلى آله وصحبه الخيار الأمجاد.  أمَّا بعد:

 

أيها المؤمنون -عباد الله-: اتقوا الله -تعالى-؛ فإن تقوى الله -جل وعلا- خير زاد، قال الله -تبارك وتعالى-:  ﴿ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ ﴾ البقرة: 197

 

أيها المؤمنون: إن أشرف المطالب، وأعلى المواهب؛ طلب العلم الشرعي، والعناية بتحصيله، ومن وُفِّق لطلب العلم فقد وُفق للخير كله؛ كما قال نبينا -r -: “مَنْ يُرِدِ اللَّهُ بِهِ خَيْرًا يُفَقِّهْهُ فِي الدِّينِ”. ويقول عليه الصلاة والسلام: “خَيْرُكُمْ مَنْ تَعَلَّمَ القُرْآنَ وَعَلَّمَهُ”.

 

أيها المؤمنون: إن حاجة المسلم إلى طلب العلم الشرعي والعناية به من أشد الحاجات وأعظمها؛ لأن سعادته وفلاحه في دنياه وأخراه متوقفٌ على العلم، فلا سبيل إلى الجنة ولا وسيلة لتحصيل تمام المنة إلا بالعلم وتحصيله، قال r: “مَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ، وَإِنَّ الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا رِضًا لِطَالِبِ الْعِلْمِ، وَإِنَّ الْعَالِمَ لَيَسْتَغْفِرُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ حَتَّى الْحِيتَانِ فِي الْمَاءِ، وَإِنَّ فَضْلَ الْعَالِمِ عَلَى الْعَابِدِ كَفَضْلِ الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ عَلَى سَائِرِ الْكَوَاكِبِ، وَإِنَّ الْعُلَمَاءَ وَرَثَةُ الْأَنْبِيَاءِ، وَإِنَّ الْأَنْبِيَاءَ لَمْ يُوَرِّثُوا دِينَارًا وَلَا دِرْهَمًا إِنَّمَا وَرَّثُوا الْعِلْمَ، فَمَنْ أَخَذَهُ أَخَذَ بِحَظٍّ وَافِرٍ”.

 

أيها المؤمنون -عباد الله-: ويكفي أهل العلم شرفا وفضيلةً ونُبلا أنَّ الله -سبحانه وتعالى- قرَن شهادتهم بشهادته جل في علاه في أعظم مشهودٍ به؛ ألا وهو توحيده سبحانه؛ قال الله -تبارك وتعالى-: ﴿شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ﴾ آل عمران: 18

وقال الله -تعالى-:﴿أَفَمَنْ يَعْلَمُ أَنَّمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ الْحَقُّ كَمَنْ هُوَ أَعْمَى إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ﴾ الرعد: 19 والآيات -أيها المؤمنون- في هذا المعنى كثيرة.

 

عباد الله: ولهذا ينبغي للمسلم أن يجعل العلم الشرعي في أولويات مطالبه، وأهم مقاصده، في كل يوم من أيامه.  رواه أهل السنن والإمام أحمد في مسنده عن أم سلمة -رضي الله عنها- أن النبي -r- كان يقول بعد صلاة الصبح بعد أن يسلِّم: “اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ عِلْمًا نَافِعًا، وَرِزْقًا طَيِّبًا، وَعَمَلًا مُتَقَبَّلًا”.

وهذه الثلاث -أيها المؤمنون-: هي أهداف المسلم في يومه ليس له أهداف غيرها؛ علمٌ نافع، ورزقٌ طيب، وعملٌ متقبَّل، وأهم هذه الأهداف وأعظمها شأنا العلم النافع؛ لأنه به يميز المرء بين طيِّب الرزق وخبيثه، وصالح العمل وفاسده.

 

أيها المؤمنون -عباد الله-: ينبغي على المسلم إذا استشعر مكانة العلم، ومنزلته وفضيلته: أن يجعل لنفسه حظًا ونصيبًا منه، فلا يفوِّت يومًا من أيامه إلا ويتزود فيه شيئًا من العلم وإن قلّ لئلا يخسر يومه بضياعه دون ما يفيده في تقريبه من الله -جلَّ في علاه-.

 

أيها المؤمنون -عباد الله-: والعلم مراتب: أولها -كما قال أئمة السلف ومنهم عبد الله بن المبارك -رحمه الله تعالى-:

أولها: النية، ثم الاستماع، ثم الفهم، ثم الحفظ، ثم العمل، ثم النشر؛ ألا ما أعظمها من رُتبٍ في الفضيلة وعلوٍ ورفعة عندما يوفق المرء لتحقيقها والعمل على تحصيلها.

 

أيها المؤمنون -عباد الله-: ولابد في هذا المقام من استعانةٍ دائمةٍ بالله -جل وعلا- وطلبٍ للمدد والعون منه جل في علاه، قال الله -تعالى-: ﴿وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيمًا ﴾ النساء: 113

فسل الله وأقبِل عليه بصدقٍ جل في علاه أن يمنَّ عليك بالعلم النافع، وأن يشرح صدرك لتحصيله ونيله، وأن يجعلك من أهله، فإذا صدقتَ مع الله في سؤالك، وبذلتَ الأسباب النافعات، والوسائل المفيدات؛ أعطاك الله -تبارك وتعالى- من العلم حظًا ونصيبا، قال الله -تبارك وتعالى-: ﴿وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ ﴾ العنكبوت: 69

 

عباد الله: ومن أهم ما يكون في هذا المقام أن يتحلى المسلم بالأخلاق الفاضلات، والآداب الكاملات، التي هي عنوانٌ لفلاح صاحبها؛ قال عبد الله ابن المبارك -رحمه الله تعالى-: “كاد الأدب أن يكون ثلثي الدين”. و وسيلةً  وسببًا عظيما للتوفيق في تحصيل العلم ونيله، فما حُصِّلت المطالب العلية بمثله، وما حُرم المسلم من الخيرات والفضائل بمثل إضاعته.

نسأل الله -جل في علاه- بأسمائه الحسنى وصفاته العليا أن يشرح صدورنا أجمعين للخير بمنِّه وكرمه.

ونسأله -سبحانه- أن يرزقنا علمًا نافعا ورزقًا طيبا وعملًا متقبلا.

اللهم علِّمنا ما ينفعنا، وانفعنا بما علَّمتنا، وزدنا علما، ولا تكلنا إلى أنفسنا طرفة عين.

أقول هذا القول، وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب فاستغفروه يغفر لكم؛ إنه هو الغفور الرحيم.

 

الخطبة الثانية:

الحمد لله حمد الشاكرين، وأثني عليه ثناء الذاكرين، لا أحصي ثناءً عليه هو كما أثنى على نفسه، أحمده جل وعلا بمحامده التي هو لها أهل، أحمده -جل وعلا- على كل نعمة أنعم بها علينا في قديمٍ أو حديث أو سرٍّ أو علانية أو خاصة أو عامة، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أنَّ محمداً عبده ورسوله؛ صلى الله وسلَّم عليه وعلى آله وصحبه أجمعين. أما بعد:

عباد الله: ومما ينبغي أن يُعلم أن طلب العلم عبادة من العبادات وقربة من القرب، بل هو من أعظم ما يُتقرب به إلى الله -جل وعلا-؛ قال بعض السلف: “ما تُقرب إلى الله بشيء مثل طلب العلم”.

فطلب العلم عبادة، وكل عبادة لا يقبلها الله إلا إذا كانت خالصةً لوجهه جل في علاه، قال الله -تعالى-: ﴿ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ ﴾ البينة: 5

ولهذا عباد الله: من طلب العلم الشرعي لا يطلبه إلا رياءً أو سمعة، ولا يطلبه إلا لأجل الدنيا، ولا يطلبه إلا لأجل الشهرة، أو لمجاراة العلماء، أو مماراة السفهاء، أو صرف وجوه الناس إليه، أو غير ذلك من الأغراض فإنه لا يجد عليه يوم القيامة ثوابًا ولا أجرا؛ لأن الله -سبحانه وتعالى- لا يقبل من الأعمال ومنها طلب العلم إلا ما كان خالصًا لوجهه وابتغاء مرضاته جلَّ في علاه، وهو القائل سبحانه في الحديث القدسي: “أَنَا أَغْنَى الشُّرَكَاءِ عَنِ الشِّرْكِ، مَنْ عَمِلَ عَمَلًا أَشْرَكَ فِيهِ مَعِي غَيْرِي تَرَكْتُهُ وَشِرْكَهُ“.

 

اللهم اجعل أعمالنا كلها لك خالصة، ولسنة نبيك -صلى الله عليه وسلم- موافقة، ولا تجعل لأحدٍ فيها شيئا.

واعلموا -رعاكم الله- أن أصدق الحديث كلام الله، وخير الهدى هدى محمد -r-، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار، وعليكم بالجماعة فإن يد الله على الجماعة.

وصلُّوا وسلِّموا -رعاكم الله- على محمد ابن عبد الله كما أمركم الله بذلك في كتابه فقال: ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً ﴾ الأحزاب: 56.

وقال r: “مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلَاةً صَلَّى الله عَلَيْهِ بِهَا عَشْرًا”.

اللهم صلِّ على محمدٍ وعلى آل محمد كما صلَّيت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، وبارك على محمدٍ وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنَّك حميدٌ مجيد.   اللهم أعزَّ الإسلام والمسلمين، وأذلَّ الشرك والمشركين، ودمِّر اعداء الدين، واحم حوزة الدين يا رب العالمين. اللهم آمِنَّا في أوطاننا، وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا، واجعل ولايتنا فيمن خافك واتقاك واتبع رضاك يا رب العالمين.

 

مشروع خطب الجمعة في إفريقيا
رقم عنوان الخطبة معد الخطبة التاريخ المقترح لإلقاء الخطبة المراجعة والنشر
189 العام الدراسي الجديد 2024م مكتب الأمانة العامة / قسم المشاريع 29 /04 /1446هـ  الموافق 01 /11 /2024م الأمانة العامة

 

 

الموضوع: ” العام الدراسي الجديد

 

إِنَّ الْحَمْدَ للهِ، نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنا، وَسَيِّئاتِ أَعْمَالِنا، مَنْ يَهْدِهِ اللهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلا هادِيَ لَهُ. وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ.

أمَّا بَعْدُ عِبَادَ اللهِ أوصيكم ونفسي بتقوى الله تعالى وطاعته: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران: 102].

عِبَادَ اللهِ: هَا نَحْنُ بعد عِدَّةِ أَيَامٍ نَسْتَقْبِلُ عَامًا دِرَاسِيَّا جَدِيدًا، وَهَكَذَا تَمْضِي بِنَا الْحَيَاةُ بَيْنَ اسْتِقْبَالِ الزَّمَانِ وَوَدَاعِهِ، وَشُرُوقِهِ وَغُرُوبِهِ، وَبِدَايَتِهِ وَنِهَايَتِهِ.

أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ: إِنَّهُ عَامٌ دِرَاسِيٌّ جَدِيدٌ، فِيهِ تَتَأَدَّبُ النُّفُوسُ، وَتَزْكُو الْأَخْلاقُ، وَفِيهِ يُنْشَرُ الْعِلْمُ، الَّذِي رَفَعَ اللَّهُ بِهِ أَقْوَامًا وَوَضَعَ بِهِ آخَرِينَ، فَلَا يَسْتَوِي أَبَدًا عَالِمٌ وَجَاهِلٌ؛ ﴿ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ ﴾[الزمر:9]، وَقَالَ تَعَالَى: ﴿ يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ﴾ [المجادلة: 11]،

 

تِلْكَ هِيَ مَنْزِلَةُ أَهْلِ الْعِلْمِ عِنْدَ اللهِ تَعَالَى. وَالْعِلْمُ هُوَ أَيْسَرُ الطُّرُقِ وَأَحْسَنُهَا وَأوْضَحُهَا لِلْوُصُولِ إِلَى رِضْوانِ اللَّهِ وَجَنَّتِهِ؛ فَقَدْ رَوَى مُسْلِمٌ مِنْ حَديثِ أَبِي هُرَيْرَةَ t، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ r: «مَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا، سَهَّلَ اللهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ»، وَبيَّنَ النَّبِيُّ r فَضْلَ الْعِلْمِ وأَهْلِهِ؛ حَيثُ قَالَ r: «إِنَّ الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا رِضًا لِطَالِبِ الْعِلْمِ، وَإِنَّ الْعَالِمَ لَيَسْتَغْفِرُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ، وَمَنْ فِي الْأَرْضِ، وَالْحِيتَانُ فِي جَوْفِ الْمَاءِ، وَإِنَّ فَضْلَ الْعَالِمِ عَلَى الْعَابِدِ، كَفَضْلِ الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ عَلَى سَائِرِ الْكَوَاكِبِ، وَإِنَّ الْعُلَمَاءَ وَرَثَةُ الْأَنْبِيَاءِ، وَإِنَّ الْأَنْبِيَاءَ لَمْ يُوَرِّثُوا دِينَارًا، وَلَا دِرْهَمًا، وإِنَّمَا وَرَّثُوا الْعِلْمَ، فَمَنْ أَخَذَهُ أَخَذَ بِحَظٍّ وَافِرٍ» أَخْرَجَهُ أَبُو دَاودَ والتِّرْمِذِيُّ.  ثُمَّ إِنَّهُ لَمْ يَأْمُرْ رَبُّنَا جَلَّ وعَلا النَّبِيَّ r بِطَلَبِ التَّزَوُّدِ مِنْ شَيءْ إِلَّا مِنَ الْعِلْمِ؛ فَقَالَ لَهُ آمِرًا، ولِغَيْرِهِ مُرْشِدًا: ﴿ وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا ﴾[طه: 114].

 

عِبَادَ اللهِ: احْرِصُوا عَلَى تَعْلِيمِ أَوْلَادِكُمُ الْقُرْآنَ الْكَرِيمَ مَعَ الْعُلُومِ الْأُخْرَى، وَحِفْظِهِ وَالْعِنَايَةِ بِهِ، لَا سِيَّمَا وَالْفُرَصُ مُتَاحَةٌ بِفَضْلِ اللهِ وَمِنَّتِهِ، فَذَلِكَ الَّذِي يَعُودُ عَلَيكُمْ بِعَاقِبَةٍ حَمِيدَةٍ، وَعَائِدَةٍ سَعِيدَةٍ، قَالَ r:  «إِنَّ اللَّهَ يَرْفَعُ بِهَذَا الْكِتَابِ أَقْوَامًا وَيَضَعُ بِهِ آخَرِينَ» رواه مسلم.

 

وَاعْلَمُوا -حَفِظَكُمُ اللهُ- أَنَّ أَشْرَفَ الْعُلُومِ وَأَزْكَاهَا وَأَحَبَّهَا إِلَى اللهِ U عُلُومُ الدِّينِ، وَأَشْرَفُهَا عِلْمُ الْعَقِيدَةِ وَالْإِيمَانِ، ثُمَّ عِلْمُ الشَّرَائِعِ وَالْأَحْكَامِ، وَكَمَا نُرِيدُ مِنْ أَوْلَادِنَا ذُكُوْراً وَإِنَاثاً- أَنْ يَكُونَ مِنْهُمْ العَالِمُ بِالشَّرِيْعَةِ وَمَنْ يَقُومُ بشؤون الدِّينِ؛ فَإِنَّنَا كَذَلِكَ نُرِيدُ مَنْ يَقُومُ مِنْهُمْ بِسَدِّ شؤون الدُّنْيا، نَنْتَظِرُ مِنْهُمْ حَمْلَ الْعُلُومِ عَلَى اخْتِلاَفِهَا مَا لَمْ تُعَارِضْ شَرِيعَةَ رَبِّنَا، نَنْتَظِرُ مِنْهُمُ الطَّبِيبَ، والـمُمَرّضَ، والْمُهَنْدِسَ، وَالـمُعَلِّمَ، وَالبَاحِثَ، وَالـمُخْتَرِعَ، والتَّقَنِيَّ، ورجل الأمن وغيرها من التخصصات النافعة ، فَإِنَّ بِلادَهُمْ تَنْتَظِرُ مِنْهُمْ خَيْرًا كَثِيرًا، وَمَا ذَلِكَ عَلَى اللهِ بِعَزِيزٍ، ﴿ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ﴾ [المائدة: 54]. 

 

عَلِّمُوا أَبْنَاءَكُمْ أَنَّ الْغَايَاتِ وَالْأَهْدَافَ النَّبِيلَةَ لَا تُدْرَكُ بِالْمَنَامِ، وَلَا تُطْلَبُ فِي الْأحْلاَمِ، وَلَكِنْ تُرِيدُ الْجِدَّ وَالِاجْتِهَادَ، وَالْكِفَاحَ وَالصَّبْرَ، وَالصَّلاَحَ وَالْإِصْلاحَ، فَإِذَا أَخَذَ اللهُ بَيَدِ عَبْدِهِ وَفَّقَهُ وَفَتَحَ لَهُ أَبْوَابَ الْخَيْرِ وَيَسَّرَهَا لَهُ.

 

أقولُ قُولِيْ هَذا واستَغْفِرُ اللهَ لِي وَلَكُمْ مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ فاستغفِرُوهُ إنَّهُ هُوَ الغَفُورُ الرَّحِيْمُ.

 

 

 

الخُطْبَةُ الثَّانِيَةُ :

الحمدُ للهِ وَحْدَهُ، والصَّلاةُ والسَّلامُ عَلى مَنْ لا نَبِيَّ بَعْدَهُ،

وَبَعْدُ:

عبادَ اللهِ: العلم الشرعي هو زاد الداعية إلى الله، فمن دعا إلى الله بغير علم فقد ضل وأضل، قال تعالى: ﴿قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنْ اتَّبَعَنِي﴾.

أيها المسلمون: ومن أعظم الخصال التي شَرُفَ طالب العلم بها: انتفاء الجهل عن أهله، ولما سئل الإمام أحمد -رحمه الله-: لمَ يطلب الإنسان العلم؟! قال: “ليرفع عن نفسه الجهل”. فإن العابد إذا لم يكن ذا علم فلربما هدم عبادته بجهله، بل ربما أثم بذلك وهو يظن أنه على طاعة.

 

عباد الله: يجب علينا أن نذكر المعلمين والمعلمات بفضل طلب العلم، وأن نزرع فضل طلب العلم في قلوب الطلاب والطالبات، ويجب علينا أن نذكرهم بأن الذهاب للمدرسة أو الجامعة عبادة يؤجر عليها إذا نوى بذلك النية الصالحة معلما كان أو معلمة، طالباً كان أو طالبة.

وكم مضت من السنوات والأيام التي فات فيها على الطالب أو الطالبة استحضار النية الصالحة، فليتدارك الأب أو الأم ما بقي من سنوات دراسة أبناءه وبناته لتزداد حسناتهم.

 

عِبَادَ اللهِ: اِعْلَمُوا أَنَّ اللهَ أَمَرَكُمْ بِالصَّلاةِ وَالسَّلَامِ عَلَى نَبِيِّهِ الْأَمِينِ، فَقَالَ فِي مُحْكَمِ التَّنْزِيْلِ: ﴿إِنَّ اللهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الذِيْنَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيْمًا﴾. اللَّهُمَّ صَلِّ وسلِّمْ عَلَى نَبِيِّنا مُحَمَّدٍ، وَارْضَ عَنْ خُلَفَائِهِ الرَّاشِدِينَ الَّذِينَ قَضَوا بِالْحَقِّ، وَبِهِ كَانُوا يَعْدِلُونَ: أَبِي بَكْرٍ، وَعُمَرَ، وَعُثْمَانَ، وَعَلِيٍّ، وَعَنْ سَائِرِ الْآلِ وَالصَّحَابةِ أَجْمَعِينَ، وَعَنَّا مَعَهُم بِجُودِكَ وَكَرَمِكَ يَا أَكْرَمَ الْأَكْرَمِينَ. اللَّهُمَّ آمِنَّا فِي أَوْطَانِنَا، وَأَدِمْ الْأَمْنَ وَالِاسْتِقْرَارَ فِي بِلَادِنَا وَبِلَادِ الْـمُسْلِمِيْنَ، وَاصْرِفْ عَنَّا وَعَنْهُمْ كُلَّ شَرٍّ وَبَلَاءٍ، وَاكْفِنَا وَإِيَّاهُمْ سَائِرَ الْأَهْوَاءِ وَالْأَدْوَاءِ.

اللَّهُمَّ ارْحَمْ وَالِدِيْنا كَمَا رَبَّوْنا صِغارًا، وَأَعِنَّا عَلَى بِرِّهِمْ أَحْياءً وَأَمْواتًا. رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّار

﴿سُبحَـنَ رَبِّكَ رَبِّ ٱلعِزَّةِ عَمَّا يصِفُونَ ۝١٨٠ وَسَلَـمٌ عَلَى ٱلمُرسَلينَ ۝١٨١ وَٱلحَمدُ لِلَّهِ رَبِّ ٱلعَـلَمينَ ۝١٨٢﴾ [الصافات ١٨٠-١٨٢]

 

 

لقاء مع الاعضاءسيادة رئيس الاتحاد الدكتور سعيد برهان عبد الله ونائبه في شرق إفريقيا الشيخ الدكتور جيلان خضر غمدا وبعض الأعضاء من إثيوبيا على هامش الملتقى السابع لاقسام اللغة العربية في الجامعات الإثيوبية
بحمد الله إلتقى رئيس اتحاد علماء إفريقيا ببعض أعضائه في مكتب رئيس المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية المزيد…

سيادة رئيس الاتحاد الدكتور سعيد برهان عبد الله ونائبه في شرق إفريقيا الشيخ الدكتور جيلان خضر غمدا وبعض الأعضاء من إثيوبيا على هامش الملتقى السابع لاقسام اللغة العربية في الجامعات الإثيوبية
بحمد الله إلتقى رئيس اتحاد علماء إفريقيا ببعض أعضائه في مكتب رئيس المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية بحضور الشيخ الدكتور جيلان خضر غمدا نادئب الرئيس في شرق إفريقيا والدكتور عبد الله خضر عضو لجنة التخطيط والمراقبة في مكتب إدارة الاتحاد ، والشيخ الدكتور محمود عضو الاتحاد من إثيوبيا وآخرون وتناولوا حول التعاون بين الطرفين المجلس والاتحاد ودور إثيوبيا في ذلك، وذلك على هامش الملتقى السابع لاقسام اللغة العربية في الجامعات الإثيوبية.
وإليكم بعض اللقطات من اللقاء مع خالص الشكر والتقدير وتحيات مكتب الأمانة العامة لاتحاد علماء إفريقيا قسم الإعلام والمعلوماتية.

مشروع خطب الجمعة في إفريقيا
رقم عنوان الخطبة معد الخطبة التاريخ المقترح لإلقاء الخطبة المراجعة والنشر
188

بر الوالدين

مكتب الأمانة العامة / قسم المشاريع 23 /04 /1446هـ  الموافق 25 /10 /2024م الأمانة العامة

 

 

الموضوع: ” بِـرُّ الـوَالِــدَيْنِ وَالتَّحْـذِيْرُ مِـنَ العُـقُـوقِ

 

الْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، أَمَرَ بِالإِحْسَانِ إِلى الْوَالِدَينِ؛ وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إلَهَ إلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، إِلَهُ الأَوَّلِينَ وَالآخِرِينَ، وَقَيُّومُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرَضِينَ؛ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ الصَّادِقُ الأَمِينُ؛ صَلَّى اللهُ وَسَلَّمَ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ وَالتَّابِعِينَ لَهُمْ بِإحْسَانٍ إِلى يَوْمِ الدِّينِ.  أمَّا بَعْدُ. (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ).

 

أَيُّهَا المُسْلِمُونَ : جُبِلَتِ النُّفُوسُ عَلَى حُبِّ مَنْ أَحْسَنَ إِلَيْهَا، وَتَعَلَّقَتِ الْقَلُوبُ بِالْمُتَفَضِّلِ عَلَيْهَا؛ وَلَيْسَ أَعْظُمُ إِحْسَانًا – بَعْدَ فَضْلِ اللهِ تَعَالَى – مِنْ إحْسَانِ الْوَالِدِينَ، وَلِذَا قَرَنَهُ اللهُ تَعَالَى بِحَقِّهِ وَتَوْحِيْدِهِ ، فَقَالَ فِي كِتَابِهِ الْمُبِينِ:‏﴿وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا﴾. سورة النساء 36

فَاللهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى خَلَقَكَ مِنَ الْعَدَمِ، فَكَانَ حَقُّهُ عَلَيْكَ الْإِخْلَاَصَ لَهُ وَحْدَهُ دُونَ مَا سِوَاهُ، وَوَالِدَاكَ هُمَا السَّبَبُ فِي وُجُودِكَ، فَكَانَ حَقُّهُمَا عَلَيْكَ الْإحْسَانَ إِلَيْهِمَا كَمَا أَحْسَنَا إِلَيْكَ وَأَنْتَ حَمْلٌ فِي بَطْنِ أُمِّكَ، وَرَبَّيَاكَ صَغِيرَاً  فِي كُلِّ وُجُوهِ التَّرْبِيَةِ والْإِحْسَانِ مِنْ أَجْلِ رَاحَتِكَ: فَهُمَا يَسْهَرَانِ لِتَنَامَ، وَيَتْعَبَانِ لِتَسْتَرِيحَ، وَيَجُوْعَانِ لِتَشْبَعَ؛ قَالَ تَعَالَى:‌‏ ﴿وَوَصَّيْنَا الإنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْناً عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ﴾. لقمان 14

وِفِي الصَّحِيحَينِ : عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ : أَيُّ الْعَمَلِ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ؟ قَالَ: «الصَّلَاةُ عَلَى وَقْتِهَا» ، قُلْتُ: ثُمَّ أَيٌّ؟ قَالَ: «بِرُّ الْوَالِدَيْنِ»، قُلْتُ: ثُمَّ أَيٌّ؟ قَالَ: «الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ».

 

وَبِرُّ الْوَالِدَيْنِ وَالْإحْسَانُ إِلَيْهِمَا عَامٌ فِي كُلِّ وُجُوهِ الْبِرِّ، لِعُمُومِ قَوْلِهِ تَعَالَى:‏ ﴿وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا﴾، وَقَوْلِهِ تَعَالَى:‏ ﴿وَوَصَّيْنَا الإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْناً﴾ العنكبوت 8 ، فَاللهُ تَعَالَى أَطْلَقَ الْإحْسَانَ إِلَيْهِمَا دُونَ تَقْيِيدٍ؛ فَكُلُّ إحْسَانٍ قَوْلِيٍّ أَوْ فِعْلِيٍّ أَوْ مَالِيٍّ، فَإِنَّهُ دَاخِلٌ فِي الآيَةِ .

وَشُرُوطُ الْبِرِّ ثَلَاثَةٌ : (الْأَوَّلُ): أَنْ يُؤْثِرَ الْوَلَدُ رِضَا وَالِدَيْهِ عَلَى رِضَا نَفْسِهِ، وَزَوْجَتِهِ، وَأَوْلَادِهِ، وَغَيْرِهِمْ مِنَ النَّاسِ. (والثَّانِي): أَنْ يُطِيعَهُمَا فِي كُلِّ مَا يَأْمُرَانِ بِهِ، وَيَنْهَيَانِ عَنْهُ، سَوَاءٌ وَافَقَ رَغْبَتَهُ، أَمْ لَمْ يُوَافِقْهَا، مَا لَمْ يَأْمُرَاهُ بِمَعْصِيَةِ اللهِ تَعَالَى. (والثَّالِثُ): أَنْ يُقَدِّمَ لَهُمَا كُلَّ مَا يَلْحَظُ أَنَّهُمَا يَرْغَبَانِ فِيهِ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَطْلُبَاهُ مِنْهُ عَنْ طِيبِ نَفْسٍ، وَسُرُورٍ، مَعَ شُعُورِهِ بِتَقْصِيرِهِ فِي حَقِّهِمَا، وَلَوْ بَذَلَ لَهُمَا مَالَهُ كُلَّهُ.

 

عِبَادَ اللهِ : وَمِنْ أَعْظَمِ الْبِرِّ لِلوَالِدَيْنِ مَا يَكُونُ فِي حَالِ الْكِبَرِ، وَقَدْ بَيَّنَ اللهِ تَعَالَى قَاعِدَتَهُ وَأَسَاسَهُ بِقَوْلِهِ تَعَالَى:‏ ﴿وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا * وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا﴾ الإسراء 23.

وَكَمَا يَكُونُ بِرُّ الْوَالِدَيْنِ فِي الْحَيَاةِ، يَكُونُ أَيْضًا بَعْدَ الْمَمَاتِ: فَعَنْ أَبِي أُسَيْدٍ السَّاعِدِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، قَالَ: بَيْنَا نَحْنُ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ، إِذْ جَاءَهُ رَجُلٌ مِنْ بَنِي سَلَمَةَ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، هَلْ بَقِيَ مِنْ بِرِّ أَبَوَيَّ شَيْءٌ أَبَرُّهُمَا بِهِ بَعْدَ مَوْتِهِمَا؟ قَالَ: «نَعَمْ، الصَّلَاةُ عَلَيْهِمَا – أَيْ: الدُّعَاءُ لَهُمَا-، وَالِاسْتِغْفَارُ لَهُمَا، وَإِنْفَاذُ عَهْدِهِمَا مِنْ بَعْدِهِمَا -أَيْ: وَصِيَّتِهِمَا- ، وَصِلَةُ الرَّحِمِ الَّتِي لَا تُوصَلُ إِلَّا بِهِمَا، وَإِكْرَامُ صَدِيقِهِمَا» رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ.

وعَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا : أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ قَالَ:« إِنَّ مِنْ أَبَرِّ البِرِّ أنْ يَصِلَ الرَّجُلُ أَهْلَ وُدِّ أَبِيهِ بَعْدَ أَنْ يُوَلِّيَ» رَوَاهُ مُسْلِمٌ.

وَذَكَرَ النَّبِيُّ ﷺ غَايَةَ الْبِرِّ وَهُوَ رِضَا اللهِ تَعَالَى تَرْغِيبَاً وَتَذْكِيراً، وَنِهَايَةَ الْعُقُوقِ وَهُوَ سَخَطُ اللهِ تَعَالَى تَحْذِيرَاً وَتَنْفِيرَاً ، فَقَالَ ﷺ: «رِضَا اللَّهِ فِي رِضَا الْوَالِدَيْنِ، وَسَخَطُ اللَّهِ فِي سَخَطِ الْوَالِدَيْنِ» رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ.

 

وَمِنْ آثَارِ بِرِّ الْوَالِدَيْنِ : أَنَّ الْبَارَّ يُبْسَطُ لَهُ فِي رِزْقِهِ وَيُمَدُّ لَهُ فِي عُمُرِهِ، قَالَ ﷺ : «مَنْ أحَبَّ أنْ يُبْسَطَ لَهُ في رِزْقِهِ ، ويُنْسَأَ لَهُ في أثَرِهِ – أَيْ يُمَدُّ لَهُ فِي عُمُرِهِ – ، فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ» مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ. وَلا رَيْبَ أَنَّ بِرَّ الْوَالِدَيْنِ أَعَظْمُ صِلَةِ الرَّحِمِ، كَمَا أَنَّ العُقُوقَ مِنْ أَعْظَمِ الظُّلْمِ.

وَفَّقَنَا اللهُ جَمِيعًا لِبِرِّ أُمَّهَاتِنَا وَآبَائِنَا أَحْيَاءً وَأَمْوَاتَاً، وَرَزَقَنَا الْإِخْلَاَصَ وَحُسْنَ الْقَصْدِ وَالسَّدَادِ ، إِنَّهُ سَمِيعٌ مُجِيبُ الدُّعَاءِ.

بَارَكَ اللهُ لِي وَلَكُمْ بِالْقُرْآنِ الْعَظِيمِ، وَنَفَعَنِي وَإِيَّاكُمْ بِمَا فِيهِ مِنَ الآيَاتِ وَالذِّكْرِ الْحَكِيمِ، أَقُولُ قَوْلِي هَذَا، وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ لِي وَلَكُمْ مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ، فَإِنَّهُ هُوَ الْغَفُوْرِ الرَّحِيمِ.

 

الخُطْبَةُ الثَّانِيَةُ :

الحَمْدُ للهِ وكَفَى ، والصَّلاةُ والسَّلامُ عَلى رَسُولِهِ المُصْطَفَى ، وعَلى آلِهِ وصَحبِهِ ومَن سَارَ عَلى نَهْجِهِ واقْتَفَى . أمَّا بَعْدُ : فاتَّقُوا اللهَ – عِبَادَ اللهِ – حَقَّ التَّقْوَى .

أَيُّهَا المُسْلِمُونَ : عُقُوقُ الْوَالِدَيْنِ مِنْ أَعْظَمِ الذُّنُوبِ وَأَكْبَرِ الْكَبَائِرِ، وَقَدْ قَالَ ﷺ:«ألا أُنَبِّئُكُمْ بأكْبَرِ الكَبَائِرِ؟!» قُلْنَا : بَلَى، يَا رَسُولَ اللهِ! قَالَ : «الإِشْرَاكُ باللهِ ، وَعُقُوقُ الوَالِدَيْنِ»، وَكَانَ مُتَّكِئاً فَجَلَسَ، فَقَالَ : « أَلَا وَقَوْلُ الزُّورِ وَشَهَادَةُ الزُّورِ » فَمَا زَالَ يُكَرِّرُهَا حَتَّى قُلْنَا : لَيْتَهُ سَكَتَ. مُتَّفَقٌ عَلَيهِ.

 

عُقُوقُ الْوَالِدَيْنِ : يَكُونُ بِكُلِّ مَا يُؤْذِي أَوْ يُسْخِطُ مِنْ قَوْلٍ، أَوْ فِعْلٍ، أَوْ تَرْكٍ. وَمِنْ مَظَاهِرِهِ : عَدَمُ طَاعَتِهِمَا فِي الْمَعْرُوفِ مَعَ الْقُدْرَةِ عَلَى ذَلِكَ، أَوِ التَّثَاقُلُ مِنْ طَاعَتِهِمَا بِالتَّضَجُّرِ أَوِ التَّأَفُّفِ، أَوْ سَبُّهُمَا وَإِسَاءةُ الْقَوْلِ مَعَهُمَا، وَالْعُبُوسُ فِي وَجْهِهِمَا.

 

وَمِنْهَا : عَدَمُ الْاِحْتِرَامِ فِي مُعَامَلَتِهِمَا وَمُخَاطَبَتِهِمَا، أَوِ الْاِنْشِغَالُ حَالَ الْجُلُوسِ مَعَهُمَا بِجَوَّالٍ أَوْ تِلْفَازٍ وَنَحْوِهِمَا، وَعَدَمُ زَيَارَتِهِمَا، أَوِ الْغِيَابُ عَنْهُمَا دُونَ عُذْرٍ، أَوِ السَّفَرُ دُونَ إِذْنِهِمَا، وَعَدَمُ الْإِنْفَاقِ عَلَيْهِمَا، وَعَدَمُ الْاِسْتِغْفَارِ وَالدُّعَاءِ لَهُمَا فِي حَيَاتِهِمَا وَبَعْدَ مَمَاتِهِمَا.

 

فَاتَّقُوْا اللهَ – عِبَادَ اللهِ – وَاعْمَلُوا جَاهِدَيْنِ فِي الْإحْسَانِ وَرَدِّ الْجَمِيلِ لِلْوَالِدَيْنِ، فَإِنَّهُمَا وَصِيَّةُ اللهِ لِلْأَوَّلِينَ وَالآخِرِينَ، قَالَ تَعَالَى:﴿وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ لَا تَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا﴾.

فَمَنْ أَحْسَنَ لِلْوَالِدَيْنِ فَعَلَيْهِ بِمُتَابَعَةِ الْإحْسَانِ، وَمَنْ فَرَّطَ فِي حَقِّهِمَا فَعَلَيْهِ بِالتَّكْفِيرِ وَالْتِمَاسِ الْغُفْرَانِ قَبْلَ فَوَاتِ الآوَانِ .

 

عِبادَ اللهِ : قَالَ اللهُ جلَّ في عُلاه : ﴿ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا﴾   [الأحزاب: 56]. وَقَالَ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلاةً وَاحِدَةً صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ بِهَا عَشْرًا» رَوَاهُ مُسْلِم.

 

اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَى عَبْدِكَ وَنَبِيِّكَ مُحَمَّدٍ ، اللَّهُمَّ ارْضَ عَنِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ وَعُثْمَانَ وَعَلِيٍّ ، وَعَنِ الصَّحَابَةِ أَجْمَعِيْنَ، وَالتَابِعِيْنَ بِإحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ.

اللَّهُمَّ اخْتِمْ بِالصَّالِحَاتِ أَعْمَالَنَا، وَاقْرِنْ بِالسَّعَادَةِ غُدُوَّنَا وَآصَالَنَا، وَاجْعَلْ إِلَى جَنَّتِكَ مَصِيرَنَا وَمَآلَنَا يَا رَبَّ الْعَالَمِينَ.

اللَّهُمَّ أَعِزَّ الإِسْلاَمَ وَالْمُسْلِمِينَ، وَأَذِلَّ الشِّرْكَ وَالْمُشْرِكِينَ، وَانْصُرْ عِبَادَكَ الْمُؤْمِنِينَ وَجُنْدَكَ الْمُوَحِّدِينَ، اللَّهُمَّ مَنْ أَرَادَ الإِسْلَامَ وَالْمُسْلِمِينَ بِسُوءٍ فَأَشْغِلْهُ فِي نَفْسِهِ وَرُدَّ كَيْدَهُ إِلَى نَحْرِهِ، وَاجْعَلُهُ عِبْرَةً لِلْمُعْتَبِرِينَ يَا رَبَّ الْعَالَمِينَ. ، اللَّهُمَّ آمِنَّا فِي أَوْطَانِنَا وَأَصْلِحْ أَئِمَّتَنَا وَوُلاَةَ أُمُورِنَا، وَاجْعَلْ وِلاَيَتَنَا فِيمَنْ خَافَكَ وَاتَّقَاكَ وَاتَّبَعَ رِضَاكَ بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِين.

عِبَادَ اللهِ.. إِنَّ اللهَ يَأْمُرُ بِالعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي القُرْبَى، وَيَنْهَى عَنْ الفَحْشَاءِ وَالـمُنْكَرِ وَالبَغْيِ، يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ، فَاذْكُرُوا اللهَ العَظِيمَ الجَلِيلَ يَذْكُرْكُمْ، وَاشْكُرُوهُ عَلَى نِعَمِهِ يَزِدْكُمْ، وَلَذِكْرُ اللهِ أَكْبَرُ، وَاللهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ.

 

بارك الله لي ولكم في القرآن الكريم ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم.