مشروع خطب الجمعة في إفريقيا
رقم عنوان الخطبة معد الخطبة التاريخ المقترح لإلقاء الخطبة المراجعة والنشر
207 تحقيق التقوى في صيام رمضان الشيخ فهد بن عبد الرحمن العبيان – رياض 07 /09 /1446هـ  الموافق 07/03 /2025م الأمانة العامة

 

الموضوع: ” تحقيق التقوى في صيام رمضان ”

 

الحمد لله على قدوم رمضان حمدًا يوافي نعمه وعطاياه، وأشكره على ما أفاض من الخير وأسداه، وأشهد ألَّا إلهَ إلا اللهُ وحدَه لا شريكَ له ولا معبود بحق سواه، وأشهد أنَّ نبيَّنا وسيدَنا محمدًا عبدُه ورسولُه، ونبيُّه وصفيُّه ونجيُّه، ووليُّه ورضيُّه ومجتباه، صلى الله وسلم عليه وعلى آله وأصحابه، صلاةً دائمةً ما دام انفلاق الصبح وإشراق ضياه.

 

أما بعدُ:  فيا أيها المسلمون اتقوا الله بالسعي إلى مراضيه واجتناب معاصيه؛ ]يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ[ الْبَقَرَةِ 183.

أيها المؤمنون: قد أظلنا شهر الرحمات والبركات شهر الطاعات والصدقات، شهر يجازي فيه الله على القليل بالكثير، ويضاعف فيه الحسنات ] شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ [ البقرة 185

قال  ﷺ :  (أتاكم رمضان شهر مبارك فرض الله عليكم صيامه، تفتح فيه أبواب السماء وتغلق فيه أبواب الجحيم، وتغل فيه مردة الشياطين،لله فيه ليلة خير من ألف شهر، من حُرم خيرها فقد حرم) وقال ﷺ:  (الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة، يقول الصيام: أي رب منعته الطعام والشهوات بالنهار فشفعني فيه، ويقول القرآن: منعته النوم بالليل فشفعني فيه، قال: فيشفعان).  قال  ﷺ : (ما من عبد يصوم يوماً في سبيل الله إلا باعد الله بذلك اليوم وجهه عن النار سبعين خريفاً).

وقال  ﷺ : (قال الله عز وجل: كل عمل ابن آدم له إلا الصيام، فإنه لي وأنا أجزي به). أي أن أجره عظيم تكفل الله به لعباده الصائمين المخلصين.

 

عباد الله: شهر رمضان عند سلفنا الصالح ليس شهر النوم والبطالة والبدانة، إنه شهر عظيم عرفوا قدره ومكانته وعلموا أن من حرم الخير والرحمة فيه فهو المحروم حقاً.

شهر رمضان عندهم هو شهر الجد والنشاط والاستعداد للدار الآخرة، فشهر رمضان عندهم هو شهر جميع الطاعات، فهو شهر الصلاة والقيام حيث كانوا يحيون ليله كله قياماً وتهجداً، وهو شهر القرآن حيث كانوا يختمون في كل يوم مرة أو مرتين، فكان لبعضهم في رمضان ستون ختمة، وهو شهر الصدقات حيث كانوا يطعمون الطعام ويفطرون الصوام، ورمضان عندهم هو شهر الجهاد حيث وقعت فيه أعظم فتوحات الإسلام، فيه معركة الفرقان الكبرى معركة بدر التي فرق الله فيها بين التوحيد والشرك، وفي رمضان كذلك كان الفتح الأعظم فتح مكة الذي فيه أزهق الباطل وهدمت قلاعه ودخل الناس في دين الله أفواجاً.

إذاً شهر رمضان عند أسلافنا ليس شهر النوم والكسل والعبث بل شهر ملؤوا ساعاته ولياليه بالطاعات والعبرات والبكاء والانطراح بين يدي الله يرجون رحمته ومغفرته. إذا كان هذا حالهم في رمضان فما هي حالنا في رمضان كيف هو حال الأمة يدخل عليها هذا الشهر الكريم هل استعدت للقائه؟ هل عزمت على استثماره واغتنامه؟ هل أعطته حقه من التكريم والتعظيم؟ نعم قد استعد سفهاء هذه الأمة لهذا الشهر الكريم بقنواتهم الفضائية وبرامجهم التي يصدون بها عن دين الله عز وجل. نعم قد استعدت الأمة بأسواقها لتلقي أفواج الناس الذين تمتلئ بهم الأسواق أضعاف ما يكون في صلاة التراويح، قد استعدت الأمة لإعداد أصناف المأكولات بخاصة برمضان، بل إنك لتعجب أن يأخذ الطعام في رمضان من الهم والوقت والجهد أكثر مما تأخذه العبادة عند كثير من الناس، وبالأخص النساء.

إن حال الأمة في استقبالها لهذا الشهر حال يرثى له فصنف منها يستثقل هذا الشهر وقدومه لأنه سيفقد فيه ما اعتاده من الشهوات المباحة وغير المباحة في النهار، ولذا لو تسنى له السفر عن بلاد المسلمين لسافر وتخفف من هذا الشهر وتكاليفه، فتجده يقضي نهاره كله بالنوم وتضييع الصلوات، وليله بالسهر والعبث، وصنف آخر من هذه الأمة لا يستثقل هذا الشهر الكريم لكنه أيضاً لم يستعد له بالقيام وتلاوة القرآن وبذل المعروف، فمثل هذا قد استعد ببطنه وجسمه لا بروحه وقلبه.

وصنف آخر من هذه الأمة أولو بقية قد استقبلوا هذا الشهر الكريم بالفرح والاستبشار وحمد الله أن بلغهم رمضان، قد عقدوا العزم على اغتنام نهاره ولياليه بالطاعات والقربات والبعد عن المحرمات قد امتلأت بمثل هؤلاء المساجد وخلت منهم الأسواق، فهؤلاء هم صلة السلف الذين عرفوا لهذا الشهر قدره ومنزلته، فعمروه بطاعة الله وطلب رضوانه.

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: ﴿وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداعي إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون﴾.

بارك الله لي ولكم.

 

الخطبة الثانية:

الحمد لله، آوى مَنْ إلى لطفه أوَى، وأشهد ألَّا إلهَ إلا اللهُ وحدَه لا شريكَ له، داوى بإنعامِه مَنْ يئس من أسقامه الدوا، وأشهد أنَّ سيدَنا ونبيَّنا محمدًا عبدُه ورسولُه، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه، صلاةً تبقى وسلامًا يترى.

أما بعد فيا أيها المسلمون: اتقوا الله وراقِبوه وأطيعوه ولا تعصوه؛ ]يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ[ آلِ عِمْرَانَ 102.

أيها المؤمنون: هذه وقفتان نقفهما عند آية وحديث.

الوقفة الأولى: عند قوله تعالى: ]يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون[ فهذه الآية دلت على أن الغاية الكبرى من هذا الصيام هو حصول تقوى الله بفعل أوامره واجتناب نواهيه، فالصائم الذي لم يحقق تقوى الله في صيامه قد خسر الثمرة من هذا الصيام الذي لم يشرعه الله لمجرد الامتناع عن الطعام والشراب والشهوة قال ﷺ:  (من لم يدع قول الزور والعمل به والجهل فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه) والمعنى من لم يترك الكذب والميل عن الحق.

 

إذاً هل حقق التقوى من يدخل عليه الشهر الكريم ويخرج ولم يحرك فيه ساكناً، فصلاته مضيعة، ومنكراته مستمرة، فإن لم يزده رمضان بعداً عن الله فلم يزده قرباً. أم هل حقق التقوى ونال ثمرة الصيام من حافظ على الصلوات وتصدق وقرأ القرآن وتخفف من المنكرات لكنه ما إن يهلَّ شهر شوال حتى يعود كما كان في شعبان.

وهل حقق التقوى من يصوم ويصلي ويقرأ القرآن لكنه لا يتورع عن تضييع ليالي هذا الشهر الكريم في جلسات وسهرات منكرة قد امتلأت بالغيبة والمشاهد المحرمة.

 

الوقفة الثانية: عند قوله ﷺ: (من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه).

(من قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه)،  (من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه).

ومعنى قوله: (إيماناً واحتساباً) أي مصدقاً بوجوبه راغباً في ثوابه طيبة به نفسه غير مستثقل لصيامه ولا مستطيل لأيامه.

ولا نعجب أيها المؤمنون ممن يصوم ويصلي مع الناس ومع ذلك لا نجد أثراً للصيام في أعماله وتصرفاته بل يوم صومه وفطره سواء، وسر ذلك أن كثيراً من الناس يصومون ويصلون التراويح مع الناس، لكن فعلهم هذا قد غلبت فيه العادة نية العباد، ولذلك لا نجد للصيام والقيام أثراً في حياتهم قال جابر t: (إذا صمت فليصم سمعك وبصرك ولسانك عن الكذب والمآثم، ودع أذى الجار، وليكن عليكم وقار وسكينة يوم صومك، ولا تجعل يوم فطرك ويوم صومك سواء).

فإذاً قوله  في صيام رمضان وقيامه وقيام ليلة القدر إيماناً واحتساباً هو سبب حصول ثمرة الصيام، وهو غفران الذنوب وحصول الرضى من الله. وأما من صام لأن الناس يصومون وقام لأن الناس يقومون غافلاً عن إصلاح النية واحتساب الأجر على الله، فهذا قد خسر الخسران المبين.

 

أيها المؤمنون: هذا الشهر الكريم قد هل علينا وما أسرع ما تنقضي أيامه ولياليه، وصدق الله إذ يقول عن هذا الشهر ]أياماً معدودات[. فبادروا فيه بالأعمال الصالحة والتوبة إلى الله من جميع الذنوب والمعاصي، فهو فرصة للتوبة والدعاء والعتق من النيران، فمن لم يتب فيه فمتى يتوب؟ ومن لم يدع فيه المعصية ولم يستجب له فمتى يدع؟ ومن لم يعتق من فيه من النار فقد خسر أعظم الخسارة.

عباد الله: أبشروا بموعود الله، فربنا غفور رحيم يقبل التوبة من عباده ويغفر الذنب العظيم ويجازي على العمل اليسير بالأجر العظيم، قد أعد جنة عرضها السماوات والأرض، فتحت أبوابها في هذا الشهر الكريم وجرت أنهارها وتزينت حورها واكتمل نعيمها وأعدت للمتقين.

اللهم أعنا على صيام رمضان وقيامه وتقبله منا يا أرحم الراحمين.

عباد الله صلوا وسلموا على من أمركم الله بالصلاة والسلام عليه.

 

مشروع خطب الجمعة في إفريقيا
رقم عنوان الخطبة معد الخطبة التاريخ المقترح لإلقاء الخطبة المراجعة والنشر
206 دخول رمضان وأحكام الصوم قسم المشاريع مكتب الأمانة العامة  –  مالي 29 /08 /1446هـ  الموافق 28/02 /2025م الأمانة العامة

 

الموضوع: ” دخول رمضان وأحكام الصوم”    

الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونتوب إليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، وصفيه من خلقه  صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه والتابعين لهم بإحسان، وسلم.  أما بعد:

 

أيها الناس: اتقوا الله -تعالى-، وتفقهوا في دينكم، واعرفوا حدود ما أنزل الله على رسوله، فإنه من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين.

واعلموا: أن من أهم ما يجب عليكم معرفته أحكام الصيام رمضان الذي هو الركن الرابع من أركان الإسلام، وعليه يكون  محور الخطبة عن “دخول رمضان و شروطه وأركان وسنن … الصوم”

عباد الله:  صوم رمضان واجب على كل مسلم عاقل بالغ  صحيح مقيم  ويضاف في حق المرآة الطهر من الحيض أو النفاس.

لقوله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴾ البقرة   (183) ولقول النبي   عن َعبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ: أنه قال:  «بُنِيَ الْإِسْلَامُ عَلَى شَهَادَةِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، وَإِقَامِ الصَّلَاةِ، وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ، وَحَجِّ الْبَيْتِ، وَصِيَامِ رَمَضَانَ»

أما وقت الوجوب صوم رمضان مقيد بدخول الشهر، إذ فمتى يثبت دخول الشهر؟ ج.  ويثبت دخول شهر رمضان بإحدى الأمرين

 

أولاً:  برؤية الهلا ل بشهادة شاهد عدل، وقيل شاهدين، على الراجح في قول جمهور العلماء برؤية مسلم واحد عدل ذكر – وفي شهادة المرأة قولان- فعن عبد الله بن عمر رضي الله عنها قَالَ: تَرَاءَى النَّاسُ الْهِلَالَ فَأَخْبَرْتُ رَسُولَ اللَّهِ r أَنِّي رَأَيْتُهُ فَصَامَهُ وَأَمَرَ النَّاسَ بِصِيَامِهِ ) رواه أبوداد في باب شهادة الواحد على رؤية هلال رمضان، وصححه الألباني، وكذا الدار مي في سننه.

 

ثانياً: إكمال شهر شعبان ثلاثين  يوما لما رواه البخاري عن مُحَمَّدُ بْنُ زِيَادٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا      هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقُولُ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَوْ قالَ قَالَ أَبُو الْقَاسِمِ r  صُومُوا لِرُؤْيَتِهِ وَأَفْطِرُوا لِرُؤْيَتِهِ فَإِنْ غُبِّيَ عَلَيْكُمْ فَأَكْمِلُوا عِدَّةَ شَعْبَانَ ثَلَاثِينَ ) البخاري رقم ( 1786 )

والصوم: يجب على المسلم الذي توفر فيه الشّروط الآتي:

1ــ الإسلام؛ فلا يصحّ صيام الكافر.

2ــ البلوغ؛ فلا يجب الصيام على الصبي.

3ــ العقل؛ فلا يجب الصوم على المجنون ولا على المغمى عليه.

4ــ دخول شهر رمضان؛ فلا يجب صوم رمضان قبل ثبوت هلاله، بل ولا يصحّ.

5ــ القدرة على الصوم؛ فلا يجب الصيام على العاجز عنه.

6ــ أن يكون الزمان قابلاً للصوم فيه، فلا يصحّ الصوم يوم العيد.

7ــ نقاء المرأة من دم الحيض والنفاس؛ ولا يصحّ منها الصوم على إحدى حالتين.

أركان الصيام :  النية والإمساك عن المفطرات من طلوع الفجر إلى غروب الشمس.

أما المريض،  والمسافر والحامل والمرضع رخص لهم الإفطار مع القضاء  في أيام أخر.

و الحائض والنفساء تفطر وجوبا وتقضي.

والعاجز لمرض يفطر ويطعم لكل يوم مسكينا قدر مد . المدّ: ملء اليدين المتوسطتين.

اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وفقهنا في دينك يا ذا الجلال والإكرام.

 

الخطبة الثانية

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبة وسلم

وسنن الصوم  :

1- السحور       2- تعجيل الفطور      3- تأخير السحور 4        – الفطر على التمر إن تيسر

5- والدعاء عند الفطر  6-  وحفظ اللسان والجوارح 7- الاعتكاف في آخر رمضان… إلخ.

 

مفسدات الصوم:

  1. الأكل والشرب عمداً، أما إذا أكل أو شرب ناسياً، فلا يفسد صومه:  عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رضي الله عنه- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -r -: “(… فَإِنَّمَا أَطْعَمَهُ اللَّهُ وَسَقَاهُ” (رواه البخاري ومسلم.
  2. تعمد القيء ، وأما من ذرعه القيء وخرج من بغير إرادته فلا شيء عليه ، لحديث (مَنْ ذَرَعَهُ الْقَيْءُ فَلَيْسَ عَلَيْهِ قَضَاءٌ، وَمَنْ اسْتَقَاءَ فَلْيَقْضِ) صححه ابن حبان وابن خزيمة.
  3. الحيض والنفاس؛ لقوله -r – “أَلَيْسَ إِذَا حَاضَتْ لَمْ تُصَلِّ وَلَمْ تَصُمْ” (رواه البخاري.
  4. الحقن الغذائية التي يُقصد منها التغذية، وتقوم مقام الطعام والشراب، فهذا يفطر الصائم؛ لأنه إدخال إلى الجوف، وأما إذا كانت الحقن لا تصل إلى الأمعاء، وإنما إلى الدم فهي كذلك تفطر الصائم؛ لأنها تقوم مقام الطعام والشراب،

) وأما إذا كانت الحقن للعلاج فقط، ولا يُقصد منها التغذية أو لتحليل الدم، فهذه لا تفطر الصائم، ولكن لو أخَّرها إلى ما بعد الغروب لكان أولى وأكمل وأحوط لعبادته، وأما استعمال البخاخ بالنسبة للمصابين بمرض الربو فإنه لا يفطر.)

  1. خروج المني بشهوة يقظة بمباشرة أو استمناء أو تلذذ بنظر إلى امرأة فإنه يفطر الصائم. أما المحتلم في النهار الصوم فلا شيء عليه
  2. الجماع في نهار رمضان : يفسد الصوم ويوجب التوبة والقضاء والكفارة فيحرم فعله أثناء الصيام، ولا يجوز للمرأة أن تمكّنه من ذلك؛ لأنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق، وإن مكّنته برضاها لزمها ما يلزمه من الإثم والقضاء والكفارة. وكفارته عتق رقبة، فإن لم يجد فصيام شهرين متتابعين، فإن لم يستطع أطعم ستين مسكيناً.

بارك الله لي ولكم في القرآن الكريم و نفعني الله وإياكم  بما فيه من الذكير الحكيم – . اللهم صلِّ وسلِّم على عبدك ورسولك محمد، وارضَ اللهم عن الآل والأصحاب، وعنَّا معهم يا كريم يا وهَّاب ، رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ .  ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم، وتُب علينا إنك أنت التواب الرحيم.  – اللهم إنا  نسألك الأمن والاستقرار . اللهم بلغنا رمضان وتقبل منا صالح الاعمال

سبحان ربك رب العزة عما يصفون، وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله رب العالمين.

 

 

الرئيسانطلاق مؤتمر بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية بحفل الافتتاح بعد تراويح ليلة الجمعة 06 رمضان 1446هـ .
ويشارك في المؤتمر أيضا مع فضيلة
رئيس الاتحاد الدكتور سعيد برهان عبد الله وسعادة الأمين العام الدكتور سعيد محمدبابا سيلا أعضاء ؛ ممثلين لدولهم ، منهم الدكتور إبراهيم جالو من نيجيريا والدكتور إبراهيم عبد الله ثاني من نيجيريا أيضا المزيد…

انطلاق مؤتمر بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية بحفل الافتتاح بعد تراويح ليلة الجمعة 06 رمضان 1446هـ .

ويشارك في المؤتمر أيضا مع فضيلة
رئيس الاتحاد الدكتور سعيد برهان عبد الله وسعادة الأمين العام الدكتور سعيد محمدبابا سيلا أعضاء ؛ ممثلين لدولهم ، منهم الدكتور إبراهيم جالو من نيجيريا والدكتور إبراهيم عبد الله ثاني من نيجيريا أيضا والدكتور عبد الله سيد أحمد جمل الله من جزر القمر،  والدكتور محمد تاج  العروسي  من إثيوبيا وهو  مستشار برابطة العالم الإسلامي، والعضو فضيلة الشيخ رئيس المجلس الإسلامي الأعلى حجي إبراهيم توفا من إثيوبيا.

ووفود من دول أخرى من إفريقيا وغيرها.

مع خالص الشكر والتقدير وتحيات مكتب الأمانة العامة لاتحاد علماء إفريقيا قسم الإعلام والمعلوماتية.

https://t.me/africanulama

رمضان المبارك لعام 1446هـبمناسبـة حلول شهر رمضان المبارك لعام  1446هـ ، يتقدّم اتحاد علماء إفريقيا إليكم بأحر التهـاني، سائلين الله الكريم المنان أن يأتي علينا حلوله بالعفو والغفران، والرحمة من عنده، وأن يعود على الأمة الإسلامية وعلى العالم أجمع، بالعافية والأمن والاستقرار.

تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال.

من مؤلفات ومنشورات الأعضاء مؤلفات ومنشورات الأعضاءمن مؤلفات ومنشورات الأعضاء
نظم كتابين في مختصر الفقه المالكية، الأول: نظم متن المقدمة العشماوي، والثاني: نظم متن الأخضري لمؤلفهما الدكتور إبراهيم جالو محمد من نيجيريا
نفع الله بهما الأمة الإسلامية وجعلها في ميزان حسناته.

مشروع خطب الجمعة في إفريقيا
رقم عنوان الخطبة معد الخطبة التاريخ المقترح لإلقاء الخطبة المراجعة والنشر
205 كيف نستقبل رمضان؟ د. عثمان صالح تروري  ـــ عضو الاتحاد في مالي 22 /08 /1446هـ  الموافق 21/02 /2025م الأمانة العامة

 

الموضوع: ” كيف نستقبل رمضان؟”

 

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه، ونستغفره ونتوب إليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، امتنَّ على عباده المؤمنين فهداهم للإسلام، وأتاح لهم أوقات الفضائل ومواسم العبادة ليتزودوا من الأعمال الصالحة، ويتوبوا إلى ربهم من الأعمال السيئة، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله أفضل المخلوقات، صلاة ربي وسلامه الأتمان الأكملان عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم تطاير صحف المؤمنين بالحسنات .

أما بعد : فاتقوا الله -رحمكم الله- وبادروا آجالكم بأعمالكم، واستعدوا للرحيل فقد جد بكم، فربكم لم يخلقكم عبثاً، ولم يترككم سدىً، وتزودوا من دنياكم ما تحرزون به أنفسكم غداً، فرحم الله عبداً اتقى ربه، ونصح نفسه، وقدم توبته، وغلب شهوته، وباع دنياه لآخرته فربح بهما فإن لكم موعداً لن تُخلَفوه، وموقفاً بين يدي ربكم لا بد أن تقفوه، ولسوف تأتي كل نفس تجادل عن نفسها، ثم توفى كل نفس ما عملت وهم لا يظلمون   ]فَأَمَّا مَنْ طَغَى * وَآثَرَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا * فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوَى * وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى [  النازعات  37- 40

 

أيها المؤمنون: إنكم في الجمعة الأخيرة من شهر شعبان، ولنا اليوم سبع وقفات تتمة لوقفات استقبال شهر رمضان المبارك، وذلك كالآتية:

الوقفة الأولى/ التخطيط الجيد للاستفادة من رمضان، لأنه موسم الطاعات صياما وتفطيرا وقياما وصدقة واعتكافا وعمرة وذكرا وقراءة وبرا للوالدين وصلة للأرحام …موسم يتضاعف فيه الحسنات، فعلى العاقل أن يخطط لنفسه فيه حتى يغتنمه فإنه فرصة لا تتكرر في العام إلا مرة فاستغلوها بما يرضي الله عنكم قبل أن ترحل أو ترحلوا (وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السموات والأرض أعدت للمتقين ) آل عمران.

 

الوقفة الثانية/العزيمة الصادقة وتهيئة الوسائل اللازمة لتنفيذ الخطة، قال صلى الله عليه وسلم ( احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز) الحديث .البخاري، و عن أبي كبشة عمرو بن سعدٍ الأنماريّ رضي الله عنه قال: قال رسول الله :(( إنما الدّنيا لأربعة نفَر: عبدٍ رزقه الله مالاً وعلمًا، فهو يتّقي اللهَ ويصِل فيه رَحِمه ويَعلَم لله فيه حقًّا، فهذا بأفضل المنازل، وعبدٍ رَزَقه الله علمًا ولم يرزُقه مالاً، فهو صادِق النية يقول: لو أنَّ لي مالاً لعمِلتُ بعمَل فلان، فهو نيّته فأجرهما سواء، وعبدٍ رزَقَه الله مالا ولم يرزقه عِلمًا، فهو يخبِط في ماله بغيرِ عِلم، لا يتّقي فيه ربَّه ولا يصِل فيه رحِمه ولا يعلَم لله فيه حقًّا، فهذا بأخبَثِ المنازل، وعبد لم يرزقه الله مالاً ولا علمًا، فهو يقول: لو أنَّ لي مالاً لعمِلت فيه بعمل فلان، فهو نيّتُه فوِزرُهما سواء)) رواه الترمذي وقال: “حديث حسن صحيح وحسنه الألباني .

 

الوقفة الثالثة/ التفقه في أحكام الصيام، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ يُرِدْ اللَّهُ بِهِ خَيْرًا يُفَقِّهْهُ فِي الدِّينِ وَاللَّهُ الْمُعْطِي وَأَنَا الْقَاسِمُ وَلَا تَزَالُ هَذِهِ الْأُمَّةُ ظَاهِرِينَ عَلَى مَنْ خَالَفَهُمْ حَتَّى يَأْتِيَ أَمْرُ اللَّهِ وَهُمْ ظَاهِرُون)) رواه البخاري.

 

الوقفة الرابعة/ إخلاص النية وتجديدها وتجريدها من الشوائب قبل الإقبال على الطاعات، ]وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ  [ البينة 05.  وعن أَبِي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيِّ رضي الله قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ أَرَأَيْتَ رَجُلًا غَزَا يَلْتَمِسُ الْأَجْرَ وَالذِّكْرَ مَالَهُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا شَيْءَ لَهُ فَأَعَادَهَا ثَلَاثَ مَرَّاتٍ يَقُولُ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا شَيْءَ لَهُ ثُمَّ قَالَ إِنَّ اللَّهَ لَا يَقْبَلُ مِنْ الْعَمَلِ إِلَّا مَا كَانَ لَهُ خَالِصًا وَابْتُغِيَ بِهِ وَجْهُهُ) رواه النسائي، قال الألباني حسن صحيح. ويقول ابن المبارك: ((رب عمل صغير تعظمه النية، ورب عمل كبير تصغره النية))

 

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم (( لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرا))

أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولسائر المسلمين من كل ذنب فاستغفروه إنه الغفور الرحيم.

 

الخطة الثانية

الحمد لله على نعمائه، والشكر له على امتنانه، والصلاة والسلام على أفضل رسله

الوقفة الخامسة/الحرص على اتباع النبي صلى الله عليه وسلم في جميع الأعمال وهو أيضا شرط في قبول العمل، قال تعالى:  ]لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا [ الأحزاب 21

)) وقال صلى الله عليه وسلم:(( مَنْ عَمِلَ عَمَلًا لَيْسَ عَلَيْهِ أَمْرُنَا فَهُوَ رَدٌّ )) رواه البخاري

 

الوقفة السادسة/عدم تقديم رمضان  بصيام يوم أو يومين، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَا يَتَقَدَّمَنَّ أَحَدُكُمْ رَمَضَانَ بِصَوْمِ يَوْمٍ أَوْ يَوْمَيْنِ إِلَّا أَنْ يَكُونَ رَجُلٌ كَانَ يَصُومُ صَوْمَهُ فَلْيَصُمْ ذَلِكَ الْيَوْمَ ) البخاري رقم ( 1781 ).  وعَنْ صِلَةَ بن زفر قَالَ كُنَّا عِنْدَ عَمَّارٍ رضي الله عنه فَأُتِيَ بِشَاةٍ مَصْلِيَّةٍ فَقَالَ كُلُوا فَتَنَحَّى بَعْضُ الْقَوْمِ قَالَ إِنِّي صَائِمٌ فَقَالَ عَمَّارٌ مَنْ صَامَ الْيَوْمَ الَّذِي يُشَكُّ فِيهِ فَقَدْ عَصَى أَبَا الْقَاسِمِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ)). رواه النسائي.

 

الوقفة السابعة/بدء الصيام بثبوت الشهر بالرؤية أو بالإتمام لما رواه البخاري عن مُحَمَّدُ بْنُ زِيَادٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقُولُ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَوْ قَالَ قَالَ أَبُو الْقَاسِمِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صُومُوا لِرُؤْيَتِهِ وَأَفْطِرُوا لِرُؤْيَتِهِ فَإِنْ غُبِّيَ عَلَيْكُمْ فَأَكْمِلُوا عِدَّةَ شَعْبَانَ ثَلَاثِينَ ) البخاري رقم ( 1786 )

 

ويثبت الشهر على الراجح في قول جمهور العلماء برؤية مسلم واحد عدل ذكر -وفي شهادة المرأة قولان- فعن عبد الله بن عمر رضي الله عنها قَالَ: تَرَاءَى النَّاسُ الْهِلَالَ فَأَخْبَرْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنِّي رَأَيْتُهُ فَصَامَهُ وَأَمَرَ النَّاسَ بِصِيَامِهِ ) رواه أبوداد في باب شهادة الواحد على رؤية هلال رمضان، وصححه الألباني، وكذا الدار مي في سننه.

 

وأما اختلاف المطالع فهو ثابت حسا وعقلا، وقد بات موضع خلاف بين العلماء سلفا وخلفا ولكل أدلته، وقد عرضت هذه المسألة على اللجنة الدائمة للإفتاء في السعودية، فأفاد بثبوت الخلاف بين العلماء وأن هذا الأمر متروك لولاة الأمور فما اختاروه من المذهبين فعلى الرعية طاعتهم، لما في ذلك من حفاظ على وحدة الأمة في البلد وتجنب الفرقة في صفوف المسلمين.

 

فاتقوا الله عباد الله , وارغبوا إليه , وأحسنوا تضييف ضيفه الكريم إليكم , وجدوا في طلب مرضاته  , ولا يعترينكم فتور ولا ملل في سبيل ذلك , استفرغوا الوسع في طلب جناته والنجاة من عذابه , ووليكن همكم أن تسمعوا الخطاب الرباني :(اليوم أحل عليكم رضاي فلا اسخط عليكم أبداً). وصلوا وسلموا على النذير البشير , صاحب الوجه الأنور , والجبين الأزهر, وعلى زوجاته أمهات المؤمنين وصحابته.

اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين.

 

 

مشاركة بعض أعضاء اتحاد علماء إفريقيا دولة المقر في الجولة الدعوي العلمي التربوي الاجتماعي السنويمشاركة بعض أعضاء اتحاد علماء إفريقيا دولة المقر في الجولة الدعوي العلمي التربوي الاجتماعي السنوي السادس لرابطة الدعاة في مالي إلى منطقة ماندي في قرية جولافونو

شارك بعض أعضاء اتحاد علماء إفريقيا في الجولة الدعوية العلمية الاجتماعية المباركة التي قامت بها رابطة الدعاة في مالي إلى قرية جولافونو (منطقة ماندي) واستغرقت الجولة أربعة أيام المزيد…

مشاركة بعض أعضاء اتحاد علماء إفريقيا دولة المقر في الجولة الدعوي العلمي التربوي الاجتماعي السنوي السادس لرابطة الدعاة في مالي إلى منطقة ماندي في قرية جولافونو

 

شارك بعض أعضاء اتحاد علماء إفريقيا في الجولة الدعوية العلمية الاجتماعية المباركة التي قامت بها رابطة الدعاة في مالي إلى قرية جولافونو (منطقة ماندي) واستغرقت الجولة أربعة أيام، من يوم الخميس 15 إلى يوم الاثنين 18 شعبان 1446هـ الموافق من 14 إلى 17 فبراير 2025م.

 

وأبرز من شارك من أعضاء الاتحاد في بلد المقر:
1. الشيخ محمد تراوري رئيس رابطة الدعاة في مالي وعضو لجنة الإفتاء والإرشاد في اتحاد علماء إفريقيا
2. الدكتور إبراهيم جابي نائب الأمين العام لرابطة الدعاة في مالي وعضو الاتحاد

 

كما حظيت الجولة الدعوي حضور شخصيات علمية ودعوية واجتماعية ومحلية وجماهير حاشدة من أهالي المنطقة ومحيطها

قد شملت هذه الجولة سلسلة من البرامج تمثلت في الزيارات، خصوصا لبعض الشخصيات الرسمية والمهمة كعمدة القرية والمحافظ، والأئمة وغيرهم وكذلك الخواطر الدعوية، والمحاضرات العامة، والخطب المنبرية.

مع خالص الشكر والتقدير وتحيات مكتب الأمانة العامة/ قسم الإعلام والمعلوماتية.
https://t.me/africanulama

 

 

مشروع خطب الجمعة في إفريقيا
رقم عنوان الخطبة معد الخطبة التاريخ المقترح لإلقاء الخطبة المراجعة والنشر
204 حُسْنُ الظَّنِّ بِاللهِ قسم المشاريع 15 /08 /1446هـ  الموافق 14/02/2025م الأمانة العامة

الموضوع: ” حُسْنُ الظَّنِّ بِاللهِ

  

إِنَّ الْحَمْدَ للهِ، نَحْمَدُهُ، وَنَسْتَعِينُهُ، وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَسَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِ اللهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، تَعْظِيمًا لِشَأْنِهِ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ وَخَلِيلُهُ، صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ، وَمَنْ تَبِعَهُمْ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ، وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا كَثِيرًا.

﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا﴾،

﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا*يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا﴾.

 

أما بعد:

فَأُوْصِيْكُمْ وَنَفْسِي بِتَقْوَى اللهِ جَلَّ فِي عُلَاهُ، وَالتَّقْوَى أَنْ تَعْمَلَ بِطَاعَةِ اللهِ عَلَى نُوْرٍ مِن اللهِ، تَرْجُو ثَوَابَ اللهِ، وَأَنْ تَتْرُكَ مَعْصِيَةَ اللهِ عَلَى نُوْرٍ مِن اللهِ تَخَافُ عَذَابَ اللهِ، ﴿فَمَنِ ٱتَّقَىٰ وَأَصۡلَحَ فَلَا خَوۡفٌ عَلَيۡهِمۡ وَلَا هُمۡ يَحۡزَنُونَ﴾. [الأعراف: 35]، وَأُوصِيكُمْ بِحُسْنِ الظَّنِّ بِاللهِ؛ قَالَ النَّبِيُّ ﷺ: «يَقُوْلُ اللهُ تَعَالَى: أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِيْ بِيْ» [متفق عليه]. 

 

مَعَاشِرَ المؤْمِنينَ: إنَّ حُسْنَ الظَّنِّ بِاللهِ مِنَ الْعِباداتِ القَلْبِيَّةِ، وَلَهَا في الإِسْلَامِ مَنْزِلَةٌ عَلِيَّةٌ، فَهُوَ مِنْ مَقَامَاتِ الدِّيْنِ، وَوَاجِبَاتِ الإِيْمَانِ، وَمُعَزِّزَاتِ الْيَقِيْنِ. وحُسْنُ الظَّنِّ بِاللهِ طَرِيْقٌ مُوْصِلٌ إِلَى اللهِ وَإِلَى دَارِ كَرَامَتِهِ، وَهُوَ مِنَ الْإِحْسَانِ فِي عِبَادَةِ اللهِ، قَالَ تَعَالَى: ﴿وَأَحۡسِنُوٓاْۚ إِنَّ ٱللَّهَ يُحِبُّ ٱلۡمُحۡسِنِين﴾ [البقرة:195]، قَالَ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ -رَحِمَهُ اللهُ-:”أَيْ: أَحْسِنُوا بِاللهِ تَعَالَى الظَّنَّ”. وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «إِنَّ حُسْنَ الظَّنِّ باللهِ مِنْ حُسْنِ عِبَادَةِ اللهِ» [رواه أبو داود والترمذي وأحمد والحاكم، وصححه الحاكم وأقرّه الذهبي].

 

إِخْوَةَ الإِسْلامِ: وَحُسْنُ الظَّنِّ بِاللهِ يَنْبَغِيْ أَنْ يَكُونَ مُلَازِمًا لِلْمُسْلِمِ فِي كُلِّ وَقْتٍ مِنْ حَيَاتِهِ، وَلِذَلِكَ أَمَرَ بِهِ النَّبِيُّ ﷺ، فَعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْد اللَّهِ الأَنْصَارِيِّ t قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قَبْلَ مَوْتِهِ بِثَلاَثَةِ أَيَّامٍ يَقُولُ: «لاَ يَمُوتَنَّ أَحَدُكُمْ إِلاَّ وَهُوَ يُحْسِنُ الظَّنَّ بِاللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ» رواه مسلم.

 

قَالَ أَهْلُ الْعِلْمِ: هَذَا تَحْذِيرٌ مِن القُنُوْطِ، وَحَثٌّ عَلَى الرَّجَاءِ عِنْدَ الخَاتِمَةِ؛ دَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ عَلَى شَابٍّ، وَهُوَ فِي الْمَوْتِ، فَقَالَ: «كَيْفَ تَجِدُكَ؟» قَالَ: أَرْجُو اللَّهَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَإِنِّي أَخَافُ ذُنُوبِي، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «لَا يَجْتَمِعَانِ فِي قَلْبِ عَبْدٍ فِي مِثْلِ هَذَا الْمَوْطِنِ إِلا أَعْطَاهُ اللَّهُ مَا يَرْجُو، وَآمَنَهُ مِمَّا يَخَافُ» [رواه أحمد والترمذي وابن ماجه].

 

 

وَحُسْنُ الظَّنِّ بِاللهِ: هُوَ ظَنُّ مَا يَلِيْقُ بِاللهِ تَعَالَى، وَاعْتِقَادُ مَا تَقْتَضِيْهِ أَسْمَاؤُهُ الحُسْنَى وَصِفَاتُهُ الْعُلَى، مِمَّا يُؤثِّرُ فِي حَيَاةِ الـمُؤْمِنِ؛ فَعَلَى قَدْرِ حُسْنِ ظَنِّكَ بِرَبِّكَ يَكُونُ رَجَاؤُكَ لَهُ وَتَوَكُّلُكَ عَلَيْهِ، وَحُسْنُ الظَّنِّ بِاللهِ أَنْ يَظُنَّ العَبْدُ أَنَّ اللهَ تَعَالَى رَاحِمُهُ، وَفَارِجُ هَمِّهِ وَكَاشِفُ غَمِّهِ، وَذَلِكَ طَمَعًا فِي كَرَمِ اللهِ وَعَفْوِهِ، وَمَا وَعَدَ بِهِ أَهْلَ التَّوْحِيدِ، فَحُسْنُ الظَّنِّ تَرْجِيْحُ جَانِبِ الخَيْرِ عَلَى جَانِبِ الشَّرِّ. قَالَ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ رَحِمَهُ اللَّهُ: ‌‌”مَا أُحِبُّ أَنَّ حِسَابِيَ جُعِلَ إِلَى وَالِدَيَّ؛ رَبِّي خَيْرٌ لِي مِنْ وَالِدَيَّ” [حسن الظن بالله لابن أبي الدنيا: ص45]، وَقَالَ بَعْضُ الصَّالحِينَ: “اسْتَعْمِلْ فِي كُلِّ بَلِيَّةٍ تَطْرُقُكَ حُسْنَ الظَّنِّ بِاللهِ ؛ فَإنَّ ذَلِكَ أَقْرَبُ إلى الفَرَجِ” [الفرج بعد الشدة، للتنوخي: ١/١٥٤].

 

أَيُّهَا المُؤْمِنُونَ: حُسْنُ الظَّنِّ بِاللهِ يَمْلَأُ قَلْبَ المؤمِنِ سُرُورًا وَطُمَأْنِيْنَةً، وَيُحَقِّقُ لِصَاحِبِهِ كَرَامَةً رَبَّانِيَّةً، قَالَ النَّبِيُّ ﷺ: «يَقُوْلُ اللهُ تَعَالَى: أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِيْ بِيْ» [متفق عليه]، وفي رِوَايَةٍ: «إِنْ ظَنَّ بِي خَيْرًا فَلَهُ، وَإِنْ ظَنَّ بِي شَرًّا فَلَهُ» أخرجه الإِمَامُ أَحْمَدُ في المسند وصَحَّحَهُ الأَلْبَانِيُّ.  قَالَ ابْنُ حَجَرٍ –رَحِمَهُ اللهُ- فِي الفَتْحِ: “أَيْ: قَادِرٌ عَلَى أَنْ أَعْمَلَ بِهِ مِا ظَنَّ أَنِّي عَامِلٌ بِهِ”. وَحُسْنُ الظَّنِّ باللهِ دَلِيْلٌ عَلَى كَمَالِ الإِيْمَانِ وَحُسْنِ الإِسْلَامِ، وَبُرْهَانٌ عَلَى سَلَامَةِ القَلْبِ وَطَهَارَةِ النَّفْسِ، وَمُتَضَمِّنٌ لِلِافْتِقارِ إِلَى اللهِ تَعالَى، وَالْإِذْعانَ لَهُ، وَلَا يَأْتِي إِلَّا عَنْ مَعْرِفَةٍ بِاللهِ تَعَالَى وَعَظِيمِ مَغْفِرَتِهِ وَسَعَةِ رَحْمَتِهِ. قَالَ عَبْدُ اللهِ بِنُ مَسْعُودٍ رضي الله عنه: “وَالَّذِيْ لَا إِلَهَ غَيْرُهُ مَا أُعْطِيَ عَبْدٌ مُؤْمِنٌ شَيْئًا خَيْرًا مِنْ حُسْنِ الظَّنِّ بِاللهِ ، وَالَّذِيْ لَا إِلَهَ غَيْرُهُ لَا يُحْسِنُ عَبْدٌ بِاللهِ  الظَّنَّ إِلَّا أَعْطَاهُ اللهُ ظَنَّهُ، وَذَلِكَ بِأَنَّ الخَيْرَ فِي يَدِهِ”.

 

أَيُّهَا المُؤْمِنُونَ: إِنَّ سُوْءَ الظَّنِّ بِاللهِ مِنْ أَعْظَمِ الذُّنُوبِ وَأَخْطَرِهَا، وَقَدْ ذَكَرَ اللهُ سُبْحَانَهُ أَنَّ سُوْءَ الظَّنِّ بِهِ مِنَ الأَسْبَابِ الـمُوْجِبَةِ لِعَذَابِهِ وَغَضَبِهِ وِالطَّرْدِ مِنْ رَحْمَتِهِ، فَقَالَ تَعَالَى: ﴿وَيُعَذِّبَ ٱلۡمُنَٰفِقِينَ وَٱلۡمُنَٰفِقَٰتِ وَٱلۡمُشۡرِكِينَ وَٱلۡمُشۡرِكَٰتِ ٱلظَّآنِّينَ بِٱللَّهِ ظَنَّ ٱلسَّوۡءِۚ عَلَيۡهِمۡ دَآئِرَةُ ٱلسَّوۡءِۖ وَغَضِبَ ٱللَّهُ عَلَيۡهِمۡ وَلَعَنَهُمۡ وَأَعَدَّ لَهُمۡ جَهَنَّمَۖ وَسَآءَتۡ مَصِيرًا﴾[الفتح: 6]. وَسُوْءُ الظَّنِّ بِاللهِ  مِنْ أَعْظَمِ أَسْبَابِ الرَّدَى وَالخُسْرَانِ، قَالَ تَعَالَى: ﴿وَذَٰلِكُمۡ ظَنُّكُمُ ٱلَّذِي ظَنَنتُم بِرَبِّكُمۡ أَرۡدَىٰكُمۡ فَأَصۡبَحۡتُم مِّنَ ٱلۡخَٰسِرِينَ﴾ [فصلت: 23]. اللَّهُمَّ أَقِلِ الْعَثْرَةَ، وَعَافِ مِنَ الزَّلَّةِ، وَجُدْ بِحِلْمِكَ وَمَغْفِرَتِكَ عَلَى مَنْ لَمْ يَرْجُ غَيْرَكَ، وَلَمْ يَثِقْ إِلَّا بِكَ؛ فَإِنَّكَ وَاسِعُ الْمَغْفِرَةِ، لَيْسَ لَنا مَهْرَبٌ إِلَّا إِلَيْكَ.

 

قَدْ قُلْتُ مَا سَمِعْتُمْ.. وَأَسْتِغْفِرُ اللهَ العَلِيَّ العَظِيمَ لِي وَلَكُمْ وَلِسَائِرِ المسلمينَ، فَاستَغْفِرُوهُ وَتُوْبُوا إليهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيْمُ.

 

 

الخطبة الثانية:

الحَمْدُ للهِ الَّذِيْ لا يَخِيبُ مَنْ رَجاهُ، وَمَنْ تَوَكَّلَ عَلَيْهِ كَفاهُ، وَمَنْ وَثَقَ بِهِ لَمْ يَكِلْهُ إِلَى غَيْرِهِ، تَوَاضَعَ كُلُّ شَيْءٍ لِعَظَمَتِهِ، وَاسْتَسْلَمَ كُلُّ شَيْءٍ لِقُدْرَتِهِ، وَذَلَّ كُلُّ شَيْءٍ لِعَزَّتِهِ، وَأَشْهدُ أَنْ لَا إِلَهَ إلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيْكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُوْلُهُ، صَلَوَاتُ اللهِ وَسَلَامُهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ وَمَنْ سَارَ عَلَى طَرِيْقِهِمْ وَاقْتَفَى. أَمَّا بَعدُ عِبادَ الله: فَأُوصِيكُمْ وَنَفْسِيَ بِتَقْوَى اللهِ وَإِحْسَانِ الظَّنِّ بِهِ، وَحُقَّ لِلْعَبْدِ أَنْ يُحْسِنَ الظَّنَّ بِسَيِّدِهِ؛ وَلِمَ لا؟! وَهُوَ الْقَائِلُ سُبْحانَهُ فِي مُحْكَمِ التَّنْزِيلِ: ﴿قُلۡ يَٰعِبَادِيَ ٱلَّذِينَ ‌أَسۡرَفُواْ ‌عَلَىٰٓ أَنفُسِهِمۡ لَا تَقۡنَطُواْ مِن رَّحۡمَةِ ٱللَّهِۚ إِنَّ ٱللَّهَ يَغۡفِرُ الذنوب جَمِيعًاۚ إِنَّهُۥ هُوَ ٱلۡغَفُورُ ٱلرَّحِيمُ﴾ [الزمر: ٥٣].

 

عِبَادَ اللهِ: إِنَّ حُسْنَ الظَّنِّ بِاللهِ لا يَتَعارَضُ مَعَ الْخَوْفِ مِنَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ؛ قالَ أَبُو سُلَيْمَانَ الدَّارَانِيُّ: ‌‌”مَنْ حَسُنَ ظَنُّهُ بِاللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، ثُمَّ لَا يَخَافُ اللَّهَ فَهُوَ مَخْدُوعٌ” [حسن الظن بالله لابن أبي الدنيا: ص40]، فَالوَاجِبُ عَلَى الـمُؤمِنِ أَنْ يَحْذَرَ أَشَدَّ الحَذَرِ مِنْ سُوْءِ الظَّنِّ بِاللهِ، وَأَنْ يُحْسِنَ ظَنَّهُ بِرَبِّهِ ، مَعَ الْخَوْفِ مِنْهُ سُبْحانَهُ، وَيَرْجُوَ رَحْمَتَهُ وَمَغْفِرَتَهُ وَأَنْ يَخْشَى عَذَابَهُ، وَأَنْ يَجْتَهِدَ فِي طَاعَةِ اللهِ وَطَاعَةِ رَسُوْلِهِ ﷺ، لِأَنَّهُ كُلَّمَا اجْتَهَدَ فِي الطَّاعَةِ صَارَ أَقْرَبَ إِلَى حُسْنِ الظَّنِّ، وَكُلَّمَا سَاءَتْ أَعْمَالُهُ كَانَ أَقْرَبَ إِلَى سُوْءِ ظَنِّهِ بِمَوْلاه. فَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «إِنَّ اللَّهَ يَقُولُ: أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِى بِي وَأَنَا مَعَهُ إِذَا دَعَانِي» [رواه مسلم].

 

 

يقولُ ابْنُ الْقَيِّمِ رَحِمَهُ اللهُ: “وَكُلَّمَا كَانَ الْعَبْدُ حَسَنَ الظَّنِّ بِاللَّهِ، حَسَنَ الرَّجَاءِ لَهُ، صَادِقَ التَّوَكُّلِ عَلَيْهِ، فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُخَيِّبُ أَمَلَهُ فِيهِ الْبَتَّةَ، فَإِنَّهُ سُبْحَانَهُ لَا يُخَيِّبُ أَمَلَ آمِلٍ، وَلَا يُضَيِّعُ عَمَلَ عَامِلٍ”.

 

فَلَا تَظْنُنْ بِرَبِّكَ ظَنَّ سُوءٍ        فَإِنَّ اللهَ أَوْلَى بِالجَمِيلِ

                                                                                                                                                                                                                        

أيُّها المُؤمِنُونَ: صَلُّوا وَسَلِّمُوا عَلَى نَبِيِّكُم كَمَا أَمَرَكُمْ بِذلِكَ رَبُّكُمْ، فَقَالَ عَزَّ وَجَلَّ:

﴿إِنَّ اللهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا﴾ [الأحزاب: 56].

 

اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ عَلَى عَبْدِكَ وَرَسُولِكَ نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ، وَأَهْلِ بَيْتِهِ الطَّاهِرِينَ، وَارْضَ اللَّهُمَّ عن الصَّحَابَةِ أَجْمَعِينَ، وَعَنِ التَّابِعِينَ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ، وَعَنَّا مَعَهُمْ بِمَنِّكَ وَإِحْسَانِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ. اللَّهُمَّ أَعِزَّ الإِسْلاَمَ وَالْمُسْلِمِينَ، وَاجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آمِنًا مُطْمَئِنًّا، وَسَائِرَ بِلاَدِ الْمُسْلِمِينَ.

اللَّهُمَّ رَحْمَتَكَ نَرْجُو فَلاَ تَكِلْنَا إِلَى أَنْفُسِنَا طَرْفَةَ عَيْنٍ، وَأَصْلِحْ لَنَا شَأْنَنَا كُلَّهُ.

اللَّهُمَّ وَاغْفِرْ لِلْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ، وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ، الْأَحْيَاءِ مِنْهُمْ وَالْأَمْوَاتِ.

اللَّهُمَّ آمِنَّا فِي أَوْطَانِنَا، وَانْصُرْ جُنُودَنَا، وَأَيِّدْ بِالْحَقِّ إِمَامَنَا وَوَلِيَّ أَمْرِنَا، اللَّهُمَّ وَفِّقْهُ وَوَلِيَّ عَهْدِهِ إِلَى مَا تُحِبُّ وَتَرْضَى، وَخُذْ بِنَوَاصِيهِمْ لِلْبِرِّ وَالتَّقْوَى.

اللَّهُمَّ أَصْلِحْ لَنَا دِينَنَا الَّذِي هُوَ عِصْمَةُ أَمْرِنَا، وَأَصْلِحْ لَنَا دُنْيَانَا الَّتِي فِيهَا مَعَاشُنَا، وَأَصْلِحْ لَنَا آخِرَتَنَا الَّتِي إِلَيْهَا مَعَادُنَا، وَاجْعَلِ الْحَيَاةَ زِيَادَةً لَنَا فِي كُلِّ خَيْرٍ وَالْمَوْتَ رَاحَةً لَنَا مِنْ كُلِّ شَرٍّ يَا رَبَّ الْعَالَمِينَ.

 

سُبْحانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ، وَسَلامٌ عَلَى المرْسَلِينَ، وَالْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعَالمينَ.