
مشروع خطب الجمعة في إفريقيا |
||||
رقم الخطبة |
عنوان الخطبة |
معد الخطبة |
تاريخ المقترح لإلقاء الخطبة |
المراجعة والنشر |
241 |
أحكام الطلاق والطلاق السني |
د. خالد بن سعود الحليبي |
18/04/1447هـ الموافق 10/10/2025م |
الأمانة العامة |
الموضوع: ” أحكام الطلاق و الطلاق السني “
﴿ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَلَهُ الْحَمْدُ فِي الْآخِرَةِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ ﴾ سبأ: 1، أحمده، وأشكره، وأتوب إليه، وأستغفره. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبدُه ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم تسليمًا. أما بعد
فاتقوا الله -عباد الله- وأطيعوه ﴿ يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ ﴾ ﴿ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ﴾ واستمسكوا بهدي نبيكم تلقوه يوم القيامة شفيعًا.
أيها الأحبة في الله: شرع الله الزواج ليكون هدأة للإنسان، وسكنًا لجسده وروحه، قال الله -تعالى-: (﴿ وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ﴾ الروم: 21.
والأصل فيه أن يكون مستقرًّا دائمًا حتى وفاة أحد الزوجين، ولِمَ لا (﴿ وَقَدْ أَفْضَى بَعْضُكُمْ إِلَى بَعْضٍ وَأَخَذْنَ مِنكُم مِّيثَاقًا غَلِيظا ﴾ النساء: 21.
ومع ذلك، فمن رحمته بأمة الإسلام: أن شرع لها الطلاق، و”حلُّ قيد النكاح أو بعضه”؛ أي بعض قيد النكاح إذا طلَّقها طلقة رجعيَّة، ولذلك اتفق العلماء على أصل مشروعيَّته، إلا أنَّ جمعًا من العلماء ذهبوا إلى أنَّ الأصل في الطلاق الحظر والمنع؛ قال شيخ الإسلام ابن تيمية: “إنَّ الأصل في الطلاق الحظر، وإنما أُبيح منه قدر الحاجة” مجموع الفتاوى: 32/ 293.
وقال رحمه الله أيضًا: “ولولا أنَّ الحاجة داعيةٌ إلى الطلاق لكان الدليل يقتضي تحريمه كما دلَّت عليه الآثار والأصول، ولكنَّ الله -تعالى- أباحَه رحمةً منه بعبادِه؛ لحاجتهم إليه أحيانًا” مجموع الفتاوى: 32/ 89.
ولكون الطلاق أصبح شائعًا للأسف الشديد، حتى بتنا نرى من الحالات سنويًّا يصعب عدها، فأصبح من الواجب بيان أحكامه التي تسرِي بحسب الأحكام الشرعيَّة الخمسة: “الوجوب، والاستحباب، والتحريم، والكراهة، والإباحة”؛ تبعًا للحال التي يكون عليها الزوجان، وفيما يَلِي بيانها بإيجاز:
الحالة الأولى: كون الطلاق واجبًا: وذلك كطَلاق الْمُولِي، وهو مَن حلف على الامتناع عن جماع زوجته؛ حيث يُمهَل أربعة أشهر، فإنْ رجَع وإلا وجَب عليه الطلاق.
ففي هذه الأحوال يجبُ إيقاع الطلاق، وإن امتنع الزوج عن ذلك أثم،
الحالة الثانية: يكون الطلاق مستحبًّا إذا تعذَّرتِ العِشرة بين الزوجين، أو صعُبت، ولذلك صور، منها:
-
: لو كانت الزوجة مُفرِّطة في حقوق الله -تعالى- الواجبة عليها؛ كالصلاة ونحوها، ولم يُجْدِ معها نصحٌ ووعظ.: الطلاق في حال الشقاق واستحالة العشرة الطيِّبة بين الزوجين،3. : إذا طلبت الزوجة المخالعة، وأصرَّت على هذه المطالبة، وتعذَّرت العشرة، ففي هذه الحال يُستحبُّ للزوج أنْ يطلق منعًا للضَّرر.
الحالة الثالثة: يكون الطلاق مُباحًا: عند الحاجة إليه؛ لسوء خُلق المرأة، وسوء عشرتها، أو التضرُّر بها من غير حُصول المصالح المقصودة في النكاح.
الحالة الرابعة: يكونُ الطلاق مكروهًا: إذا لم يكن ثمة حاجة إليه؛ لما فيه من إلحاق الضرر بالزوج وزوجته، والحِرمان من مصالح النكاح من غير حاجةٍ إليه، ولأنَّه مزيلٌ للنكاح المشتمِل على المصالح المندوب إليها فيكون مكروهًا، وقيل: هو محرم.
الحالة الخامسة: يكون الطلاق محرَّمًا: في حال إيقاعه على وجهٍ غير مشروع، كما لو طلَّقَها وهي حائض أو نُفَساء، أو في حال طهرٍ حصَل فيه جماع، أو طلَّقها ثلاث طلقات جميعًا -في رأي بعض العلماء- وهو الطلاق البدعي، وسيأتي بيانُه وصُوَرُه في مسائل لاحقة -بإذن الله تعالى-.
وينبغي لمن فكَّر في الطَّلاق، أو استُشِير فيه أنْ يستحضر هذه الأقسام الخمسة في أمْر الطلاق؛ كيلا يعجل في أمرٍ يُستحبُّ فيه التأنِّي، ولا يتأخَّر في أمر يتطلَّب العزم والإقدام؛ إذا تحقَّقت المصلحة الشرعيَّة فيه، وانعقدت الأسباب التي تُوجِبُه، ولكلِّ حالةٍ ما يُناسبها من الحكم.
على أن المؤمن يأخذ بالمأثور: “ما خابَ منِ استخارَ، ولا ندمَ منِ استشارَ، ولا عالَ منِ اقتصدَ”، فقد ثبت أن تسعين في المائة من الذين استشاروا لم يُطَلِّقوا، وأن تسعين في المائة من الذين طلَّقُوا لم يستشيروا، وقد تيسر ذلك بوجود مراكز أُسَرِيّة مختصة، ومكاتب الدعوة والإرشاد التي أُوكلت إليها فتاوى الطلاق، والله -تعالى- يقول في شأن الطلاق: (﴿ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ وَأَحْصُوا الْعِدَّةَ وَاتَّقُوا اللَّهَ رَبَّكُمْ لا تُخْرِجُوهُنَّ مِن بُيُوتِهِنَّ وَلا يَخْرُجْنَ إِلاَّ أَن يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُّبَيِّنَةٍ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَمَن يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ لا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْرا﴾ الطلاق: 1
فالعجلة تعقب الندامة، وآثار الطلاق أكبر وأكثر من أن تُحْصَر، فقد يتسبب في قطيعة الأرحام، وفشل تربية الأولاد، والاضطرابات النفسية، والجريمة، وأكثر من ذلك.
عباد الله: والطلاق ينقسمُ من حيث موافقته أو مخالفته للسُّنَّة إلى ثلاثة أقسام: طلاق سني، وطلاق بدعي، وطلاق لا سُنَّة فيه ولا بدعة.
فأما الطلاق السُّنِّي: فيمكن تعريفه بأنَّه: ما أذن الشرع فيه، ووافق أمر الله وأمر رسوله -صلَّى الله عليه وسلَّم- في إيقاعه صفةً وعددًا. وليس المقصود من وصف هذا الطلاق بالسني أنَّه مسنونٌ مستحبٌّ، بل المراد بَيان الوقت المشروع لإيقاع الطلاق بحيث يكون إيقاعه -عند العزم عليه- في الوقت المشروع وعلى الصفة المشروعة، وإذا التزَمَ الزوج المطلِّق بهذا الوقت المشروع في حال طلاقه فإنَّه يُثاب على التِزامِه بالأحكام الشرعيَّة التي حدَّدت الوقت الذي يكون فيه الطلاق مشروعًا.
أمَّا بالنسبة للوقت: فهو أنْ يكون في طهرٍ لم يحصل فيه جماع، أو في حال كون الزوجة حاملاً وقد تبيَّن كونها حاملاً. وأمَّا بالنسبة للعدد: فإنَّ الطلاق السني: أنْ يكون بطلقةٍ واحدة فقط حتى تنتهي العدَّة، قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ ﴾ الطلاق: 1، قال الطبري: “يعني تعالى ذكره: إذا طلقتم نساءكم فطلِّقوهن لطُهرهن الذي يحصينه من عدَّتهن طاهرًا من غير جماع، ولا تُطلِّقوهن بحيضهنَّ الذي لا يعتددن به من قُرئهن” [انظر: تفسير الطبري: 23/ 431].
قال ابن مسعود -رضِي الله عنه-: “مَن أراد الطلاق الذي هو الطلاق فليُطلِّقها تطليقةً ثم يدعها حتى تحيض ثلاث حِيَض” [أخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه: 4/ 5.
وعن سالم عن ابن عمر -رضي الله عنهما- أنَّه طلَّق امرأته وهى حائضٌ، فذكر ذلك عمرُ للنبيِّ -صلَّى الله عليه وسلَّم- فقال: “مُرْهُ فليُراجِعْها، ثم ليُطلِّقها طاهرًا أو حاملاً” [صحيح مسلم: 1471.
ومن هنا يتبين الفهم الخاطئ أن الحامل لا يقع عليها الطلاق، بل هي التي يقع عليها بلا خلاف بين أهل العلم.
اللهم فقّهنا في ديننا، وارزقنا السعادة في أسرنا، واكفنا شر شرارنا. عباد الله: توبوا إلى الله واستغفروه، إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية:
الحمد لله يتوب على من تاب، وأشهد أن لا إلا الله الواحد الوهاب، وأشهد أن محمدًا عبدُ الله ورسوله خيرُ من عبد ربه وأناب، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا إلى يوم الدين. أما بعد:
عباد الله: وأمَّا أدلَّة الطلاق السني من حيث العدد -وهو أنْ يكون بطلقةٍ واحدة- فكثيرةٌ منها: قول الله -تعالى-: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ وَأَحْصُوا الْعِدَّةَ وَاتَّقُوا اللَّهَ رَبَّكُمْ لَا تُخْرِجُوهُنَّ مِنْ بُيُوتِهِنَّ وَلَا يَخْرُجْنَ إِلَّا أَنْ يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ لَا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْرًا * فَإِذَا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ أَوْ فَارِقُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ وَأَشْهِدُوا ذَوَيْ عَدْلٍ مِنْكُمْ وَأَقِيمُوا الشَّهَادَةَ لِلَّهِ ذَلِكُمْ يُوعَظُ بِهِ مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا﴾ الطلاق: 1 .
ووجه الاستدلال: أنَّ الله -جلَّ وعلا- أمَر في الآية الأولى بالطلاق للعدَّة، وأمَر المطلِّق بالطلاق طلقةً واحدةً رجعيَّةً، فمَن تعدَّى ما حدَّ الله له بالطلاق الثلاث فقد ظلم نفسه؛ لأنَّه لا يدري لعلَّ الله يُحدِثُ بعد ذلك أمرًا؛ وهو الرغبة في الرجعة، فكان في ذلك تحريض على طلاق الواحدة والنَّهي عن الثلاث، ثم بيَّن سبحانه في الآية الثانية أنَّ مَن طلَّق كما أمره الله يكون له مخرج في الرجعة في العدَّة، أو أنْ يكون كأحد الخُطَّاب بعد العدَّة،
وورَد عن محمود بن لبيد قال: “أُخبر رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- عن رجلٍ طلَّق امرأته ثلاث تطليقات جميعًا، فغضب ثم قال صلَّى الله عليه وسلَّم: “أيُلعَبُ بكتاب الله وأنا بين أظهركم” رواه النسائي وصححه الألباني في غاية المرام في تخريج أحاديث الحلال والحرام: 261.
ووجه الاستدلال: أنَّ غضب النبي -صلَّى الله عليه وسلَّم- عندما أُخبر عن تَطلِيق ذلك الرجل لامرأته ثلاث طلقات جميعًا، دليلٌ على حُرمة جمع الثلاث؛ لأنَّ رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- لا يغضب إلا لحرام.
وورد عن عمر -رضِي الله عنه-: أنَّه كان إذا أُتِي برجلٍ طلق ثلاثًا أوجعه ضربًا.
وعن علي -رضِي الله عنه- قال: “لو أنَّ الناس أصابوا حدَّ الطلاق ما ندم رجلٌ على امرأةٍ، يطلقها واحدة، ثم يتركها حتى تحيض ثلاث حِيَض” أخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه: 4/ 5.
وعن ابن عباسٍ -رضي الله عنهما- أنَّه أتاه رجل فقال: إنَّ عمِّي طلَّق امرأته ثلاثًا، فقال: “إنَّ عمَّك عصى الله، فأندمه الله، فلم يجعل له مخرجًا” .أخرجه البيهقي في السنن الكبرى: 7/ 337..
وقد دلَّت هذه الآثار بمجموعها على أنَّ الصحابة -رضوان الله عليهم- يرَوْن تحريم طَلاق الثلاث مجموعةً، وأنَّ هذا الطلاق معصيةٌ لله -تعالى- وخلافٌ السُّنَّة.
والخلاصة -إخوتي في الله-: أنَّ طلاق السُّنَّة الذي يجبُ التقيُّد به طاعةً لله -تعالى- ورسوله -صلَّى الله عليه وسلَّم- لمن عزَم على الطلاق: أنْ يكون الطلاق في حال طُهْرٍ لم يحصل فيه جماع، أو في حال الحمل الذي تبين، وأنْ يكون بطلقةٍ واحدة فقط، وألا يتبعها بطلقةٍ أخرى حتى تنتهي عدَّتها.
نسأل الله -تعالى- أنْ يُفقِّهنا في الدِّين، وأنْ يُعلِّمنا ما ينفَعُنا، والله -تعالى- أعلمُ.
اللهم أعز الإسلام والمسلمين وأذل الشرك والمشركين، ودمر أعداء الدين، وأهلك الزنادقة والكافرين، وآمنا في أوطاننا، وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا، واجعلهم هداة مهتدين، حببهم لرعاياهم، وحبب رعايهم لهم، واجعل اللهم ولايات المسلمين فيمن خافك واتقاك واتبع رضاك يا أرحم الراحمين.

مشروع خطب الجمعة في إفريقيا |
||||
رقم الخطبة |
عنوان الخطبة |
معد الخطبة |
تاريخ المقترح لإلقاء الخطبة |
المراجعة والنشر |
240 |
النكاح أركانه وشروطه |
الدكتور بن علي بن عبد العزيز الشبل |
11/04/1447هـ الموافق 03/10/2025م |
الأمانة العامة |
النكاح أركانه وشروطه
الحَمْدُ للهِ نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ وَنَسْتَهْدِيْه، وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا، وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهَ، وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، شهادةً نرجو بها النجاة والفلاح، وأشهد أن نبينا محمدًا عبده ورسوله عبده المصطفى ونبيه المجتبى، فالعبد لا يُعبد كما الرسول لا يُكذَّب، فاللهم صلِ وسلم عليه، وعلى آله، وأصحابه، ومن سلف من إخوانه من المرسلين، وسار على نهجه واقتفى أثره إلى يوم الدين، وسلّم تسليمًا كثيرًا، أما بعد:
عباد الله!فإني أوصيكم ونفسي بتقوى الله، فاتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون.
عباد الله!يقول الله جَلَّ وَعَلا: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾ [النساء: 1].
إن من كمال هذه الشريعة ومن يسرها وسماحتها أن شرعت النكاح، ورغَّبت فيه، وحثت عليه، ولهذا في النكاح مقاصد عظيمة، أعظمها قضاء الوطر؛ ففي الصحيحين) يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغضُّ للبصر وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء ( يقول النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغضُّ للبصر وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء».
من مقاصد النكاح العظيمة تحقيق النسل بهذه الفطرة التي جعلها الله جَلَّ وَعَلا في هؤلاء الخلق.
ومن مقاصد النكاح أيضًا إيجاد المودة بالعشرة بين الزوجين، في تكوين هذه اللبنة الأساسية في المجتمع الذي ينشأ منه الأولاد والبنات، ثم الأحفاد والأجيال التي بعدها.
والنكاح يا عباد الله! له في شريعة الإسلام أركانٌ وشروط، فأركانه ثلاثة، وشروطه أربعة.
أركان النكاح:
الزوجان الخاليان من الموانع، فلا رضاعة بينهم ولا أخوة نسبٍ أو أبوةٍ بينهم، فإنه لا يصح في شريعتنا نكاح الأخت من النسب أو من الرضاعة، وكذلك نكاح الأب أو نكاح البنت، فإن هذا من أعظم المحرمات، ولا يوجد هذا إلا في شرائع الوثنيين من المجوس وأمثالهم.
الركن الثاني من أركان النكاح: الإيجاب؛ وهو قول ولي المرأة للرجل: زوجتك موليتي فلانة.
الركن الثالث: القبول؛ بأن يقول الزوج أو وليه إن كان صغيرًا أو وكيله إن كان غائبًا: قبلنا هذا الزواج، فهذه هي أركان النكاح الثلاثة.
أما شروطه فهي أربعة:
-
أولها: تعيين الزوجين؛ فيقال: زوجنا فلانًا من فلانة باسمهما، ولا يكون هذا بقول بعض الناس: زوجت ابني من إحدى بناتك إذا كان له أبناءٌ كثر وكان ذلك له بناتٌ كثر، فلا بد من تعيين الزوجين.
-
الشرط الثاني: لا بد من رضاهم؛ بأن يرضى الزوج بالزوجة وترضى المرأة بزوجها؛ فقال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لا تُنكح البكر حتى تُستأمر ولا تُنكح الثيب حتى تُستأذن»في البكر إذنها صماتها، وفي الثيب إذنها كلامها،قيل: ما إذنها؟ قال): «في البكر إذنها صماتها، وفي الثيب إذنها كلامها ( ولهذا لا يصح أن تُجبَر البنت على النكاح على ابن عمها، أو على قريبها وهي لا تريده، إذا كانت بالغة، أما من كانت دون البلوغ فإن أباها أشفق عليها وله أن يجبرها إذا كان في هذا مصلحةٌ ظاهرةٌ لها في نكاحها.
-
الشرط الثالث من شروط النكاح: هو تعيين الولي؛ فلا نكاح في شريعة الإسلام إلا بولي، من ولي المرأة؟ وليها أولًا أبوها، ثم وصيه، ثم جدها وإن علا، ثم ابنها وإن نزل، ثم أخوها الشقيق، ثم أخوها لأب، ثم عمها الشقيق، ثم عمها لأب، ثم ابن عمها الشقيق، ثم ابن عمها لأب، الأقرب فالأقرب، إلى ألا يكون للمرأة وليٌ بأن تكون مقطوعة من النسب كله فيكون وليها الحاكم الشرعي وهو القاضي، فلا نكاح في الإسلام إلا بولي، والله جَلَّ وَعَلا يقول: ﴿وَأَنْكِحُوا الْأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ ﴾ [النور: 32]، وهذا الخطاب موجهٌ لكم أيها الأولياء، والنبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صح عنه من غير وجهٍ أنه قال: «لا نكاح إلا بوليٍ وشاهدي عدل (ا نكاح إلا بوليٍ وشاهدي عدل» ) ، وقال عَلَيْهِ الصَّلاةُ وَالسَّلام: «أيما امرأةٍ نكحت نفسها بغير إذن وليها فنكاحها باطلٌ باطلٌ باطل.
-
الشرط الرابع من شروط النكاح: وجود الشاهدين العدلين، فهما ظاهران في العدالة لا يكونان متلبسان بكبيرة وفسق، يخرجانهما عن العدالة، وأولى ما يكون هؤلاء الشهود من محارم المرأة الذين يعرفون رضاها بهذا الزوج، لأن النكاح عقدٌ عظيمٌ في الإسلام، فلا بد من توثيقه بهذه الشهادة.
هذه يا عباد الله هي شروط النكاح وهي أركانه، فإذا تخلف ركنٌ من أركانه فالنكاح باطل، وإذا تخلف شرطٌ من شرائطه فالنكاح فاسد.
-
واعلموا -رحمني الله وإياكم- أنه يستحب في النكاح إعلانه وإظهاره وهو إشهاره؛ فإن عبد الرحمن بن عوفٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ لقي النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وفي وجهه أثر صفرة، قال: ما هذه يا عبد الرحمن؟ قال: إني تزوجتُ يا رسول الله، فقال عَلَيْهِ الصَّلاةُ وَالسَّلام: أولم ولو بشاة، وهذه الوليمة هي إشهار هذا النكاح حتى ترتفع الريبة، كيف يصاحب هذا الرجل هذه المرأة ولم يعلم الناس بنكاحهما، نعم الإشهار شرطٌ لكن الإشهار والإعلان هو مستحبٌ ما لم يبلغ حد السرف، والترف، وحد المفاخرة، فيقع عندئذٍ أصحابه في المحرم، قال الله جَلَّ وَعَلا: ﴿وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ ﴾[الأعراف: 31]، وقال جَلَّ وَعَلا: ﴿ إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا ﴾ [الإسراء: 27].
-
واعلموا -رحمني الله وإياكم- أنه لا يجوز في إعلان النكاح الضرب عليه بالطبول، أو بالأزمرة أو بغيرها مما يلعب به الناس، فإن هذه كلها من المعازف المحرمة، التي قال فيها النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في حديث أبي مالك الأشعري: «ليكونن من أمتي أقوامٌ يستحلون الحرى والحرير والخمر والمعازف» أخرجه البخاري في صحيحه تعليقًا. والله جَلَّ وَعَلا ذمَّ الذين يشترون بآيات الله ثمنًا قليلًا، ذمهم وعابهم، وقد حلف ابن مسعودٍ أنه الغناء، والغناء يكون غناءً بالكلام الفاحش، كما يكون غناءً بمصاحبته آلات المعازف، ولا يصح في النكاح إلا الدف للنساء خاصة، بشرط ألا يسمعه الرجال، فإن سمعوه وقع الجميع في الإثم.
-
فاتقوا الله جَلَّ وَعَلا وابنوا حياتكم وحياة أولادكم على أسسٍ شرعية، ليحل عليهم توفيق الله جَلَّ وَعَلا، واحذروا مقته وسخطه وعقوباته بما يختلقه الناس، بما يقلد به بعضهم بعضًا من معاصيه، سواءً في حد العرس، أو فيما يعدونه فيه من الأطعمة، أو فيما يكون فيه مصاحبًا له من المحرمات.
نفعني الله وَإِيَّاكُمْ بالقرآن العظيم، وما فيه من الآيات والذكر الحكيم، أقول ما سمعتم، وأستغفر الله لي ولكم، فاستغفروه إنه كان غفارًا.
الخطبة الثانية
الحَمْدُ للهِ عَلَىٰ إحسانه، والشكر له عَلَىٰ توفيقه وامتنانه، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهَ، وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، إعظامًا لشانه، وَأَشْهَدُ أَنَّ نَبِيَّنَا مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، الداعي إِلَىٰ رضوانه، صَلَّىٰ اللهُ عَلَيْهِ وعَلَىٰ آلِهِ وَأَصْحَابِهِ إِلَىٰ يوم رضوانه، وَسَلّمَ تَسْلِيْمًا كَثِيْرًا أَمَّا بَعْدُ:-
فاعلموا أن من منكرات الأفراح الظاهرة الشهيرة ما يتعلق بالنساء، ويا الله كم يقع فيهن وبينهن ومنهن أنواعٌ من المنكرات لا يرتضيها العقلاء، فضلًا عن أن ترتضيها شريعة الله الغراء، ومن ذلك يا عباد الله السرف في ما يكون من أطعمتهم من حلوى بأنواعها، وعصائر، وفطائر بأشكالها، فضلًا عن ما يكون فيها من الذبائح والولائم، والله جَلَّ وَعَلا نهانا عن البطر ونهانا عن السرف.
من منكرات النساء أيضًا ما يتعلق بدخول الرجال عليهن، ولا سيما عند الزفة والتشريعة، قال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إياكم» أي أحذركم، «إياكم والدخول على النساء»، قيل: يا رسول الله، أفرأيت الحمو –والحمو هو أخو الزوج أو قريبه-قال صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الحمو الموت» فإذا كان الحمو هو الموت إذًا غيره من باب أولى وأشد وأنكى.
ومن منكرات النساء في الأفراح يا عباد الله، وكذلك في مجامعهن في حفلاتهن وعزائمهن اللباس العاري، سواءٌ كان شفافًا أو كان ضيقًا أو كان قصيرًا، وهذا مما بُليت به نساء المسلمين، تقليدًا للفاجرات والكافرات وغير المسلمات، وقد حذرنا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من ذلك تحذيرًا عظيمًا فقال كما جاء في صحيح مسلم من حديث ابن عمر رَضِيَ اللهُ عَنْهُما قال صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «صنفان من أهل النار لم أرهما؛ رجالٌ معهم سياطٌ كأذناب البقر يضربون الناس ونساءٌ كاسياتٌ عاريات مائلاتٌ مميلات رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة لا يروحون رائحة الجنة»، كيف تكون المرأة كاسيةً عارية؟ تلبس لباسًا لكنه لا يستر عورتها، ولا يغطي مفاتنها إما أنه شفافٌ أو أنه مقطعٌ يظهر أكثر ظهرها أو صدرها أو بطنها، أو أنه مشقوقٌ يظهر ساقيها وفخذيها، أو يكون ضيقًا فيصف تقاطيع جسمها، وهذا مما بُليت به النساء كثيرًا، ولم يسلم من ذلك إلا من سلمه الله.
وهذا إن كان متوجهًا للنساء خاصة، إلا أنه لكم أيها الأولياء من الآباء والإخوان والأزواج متوجهٌ إليكم لأنكم رعاة، وكلكم راعٍ وكلكم مسؤولٌ عن رعيته، كما قاله النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
ومن المنكرات المتعلقة بالأفراح يا عباد الله هذا السرف العظيم من النساء فيما يتعلق بالتزين والزيين في شعورهن وفي وجوههن وفي أبدانهن، وكذلك ما يتعلق برسم الحواجب، وكذلك ما يتعلق بتركيب الرموش الصناعية أو الأظافر الصناعية، وكل هذا من المحرمات؛ فقد لعن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الواشمة والمستوشمة، ولعن صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الواصلة والمستوصلة، ولعن صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الناشرة، فهذه كلها محرمات يقلد فيها النساء بعضهن بعضًا بدعوى أنها تغير من شكلها أو تتجمل، وتجملها ليس لزوجها وإنما للنساء حتى يقلن: ما أحسنها، وما أجمل لبسها، وما أحسن زينتها.. وما إلى ذلك. هذه منكراتٌ عظيمة، فاتقوا الله، واحذروها يا عباد الله.
ثم اعلموا أنه جاء في الصحيحين عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن الله لما خلق الرحم ارتفعت فصار لها أنينًا تحت العرش، فقال جَلَّ وَعَلا: «وعزتي لأنصرنكِ»، وقالت: هذا مقام العائذ بك من القطيعة (أي من قطيعة الرحم)، فقال جَلَّ وَعَلا: “لأصلن من وصلك، ألا ترضين أن أصل من وصلك؟ وأن أقطع من قطعك؟» قالت: رضيتُ، قالت: رضيت.
ثم اعلموا رحمني الله وإياكم أن أصدق الحديث كلام الله، وخير الهدي هدي محمدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثةٍ بدعة، وكل بدعةٍ ضلالة، وعليكم عباد الله بالجماعة؛ فإن يد الله على الجماعة، ومن شذ شذ في النار، ولا يأكل الذئب إلا من الغنم القاصية.
)إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا[ الأحزاب 56
اللهم صلِّ على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم في العالمين إنك حميدٌ مجيد، اللهم عزًا تعز به الإسلام وأهله، وذلًا تذل به الكفر وأهله، اللهم أبرم لهذه الأمة أمر رشد يُعزُّ فيه أهل طاعتك ويُهدى فيه أهل معصيتك، ويؤمر فيه بالمعروف، ويُنهى فيه عن المنكر، يا ذا الجلال والإكرام، رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً، وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً، وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ، عباد الله! إنَّ الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى، وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي، يعظكم لعلكم تذكّرون، اذكروا الله يذكركم، واشكروه عَلَىٰ نعمه يزدكم، ولذكر اللَّه أَكْبَر، والله يعلم ما تصنعون.

زيارة الأستاذ الدكتور عبد المحسن بن زبن المطيري رئيس مجلس إدارة جمعية آيات الخيرية بالكويت لمقر الأمانة العامة لاتحاد علماء إفريقيا.
استقبلت الأمانة العامة برئاسة الأمين العام الدكتور سعيد محمد بابا سيلا ومساعد الأمين العام لشؤون المالية الشيخ الدكتور إبراهيم كونتاو المدير العام لمنظمة الفاروق في مالي والمدير التنفيذي المزيد…

زيارة الأستاذ الدكتور عبد المحسن بن زبن المطيري رئيس مجلس إدارة جمعية آيات الخيرية بالكويت لمقر الأمانة العامة لاتحاد علماء إفريقيا.
استقبلت الأمانة العامة برئاسة الأمين العام الدكتور سعيد محمد بابا سيلا ومساعد الأمين العام لشؤون المالية الشيخ الدكتور إبراهيم كونتاو المدير العام لمنظمة الفاروق في مالي والمدير التنفيذي الدكتور عمر بامبا فضيلة الأستاذ الدكتور عبد المحسن بن زبن المطيري رئيس جمعية آيات الخيرية ومرافقه الدكتور سمير عبد الله الأمين كوجو، وبحضور المدير التنفيذي لمنظمة الفاروق الدكتور يحي غوري، وذلك مساء يوم الجمعة 04/04/1447ه الموافق 26/09/2025م؛
وقد استهدفت هذه الزيارة الوقوف على مشروع مقر الاتحاد وتعزيز العلاقات الودية والتعاونية مع الاتحاد
.
وإليكم بعض اللقطات من الزيارة مع خالص الشكر والتقدير وتحيات مكتب الأمانة العامة لاتحاد علماء إفريقيا قسم الإعلام والمعلوماتية

الأمين العام والمدير التنفيذي وكثير من الأعضاء يشاركون في الموتمر الدولي حول اللغة العربية والحضارة الإسلامية بإفريقيا جنوب الصحراء
شارك الأمين العام الدكتور سعيد محمد بابا سيلا والمدير التنفيذي الدكتور عمر بامبا وكثير من الأعضاء في بلد المقر في الموتمر الدولي حول اللغة العربية المزيد…

الأمين العام والمدير التنفيذي وكثير من الأعضاء يشاركون في الموتمر الدولي حول اللغة العربية والحضارة الإسلامية بإفريقيا جنوب الصحراء
شارك الأمين العام الدكتور سعيد محمد بابا سيلا والمدير التنفيذي الدكتور عمر بامبا وكثير من الأعضاء في بلد المقر في الموتمر الدولي حول اللغة العربية والحضارة الإسلامية بإفريقيا جنوب الصحراء في باماكو – مالي يوم الخميس 25 سبتمبر 2025م حول موضوع: “اللغة العربية ودورها في الإنتاج المعرفي، ومواجهة قضايا التطرف الديني بمنطقة الساحل الإفريقي : المطلقات الفكرية واستراتيجيات المواجهة”. بالمركز الدولي للمؤتمرات بباماكو.
وقد جمع المؤتمر جملة من الباحثين والعلماء من خارج مالي وخارجها، مما كان للقاء فرصة للتنويه بدور اللغة العربية وإنتاج علمائها المعرفي، في تعزيز خطاب الوسطية والاعتدال لمواجهة الفكر المتطرف في الساحل الإفريقي.
وهذا قد حضر الحفل معالي وزير الشؤون الدينية والعبادة والعادات في مالي الدكتور محامدو عمر كوني و
أكاديميين وباحثين وقادة دينيين، بالإضافة إلى ممثلين عن المؤسسات الإسلامية والدبلوماسيين.
وركزت المناقشات على دور اللغة العربية في نقل المعرفة، ومساهمتها في منع ومكافحة التطرف والغلو في الدين من خلال التعليم والبحث والحوار.
وإليكم بعض اللقطات من الفعالية مع خالص الشكر والتقدير وتحيات مكتب الأمانة العامة لاتحاد علماء إفريقيا قسم الإعلام والمعلوماتية

مشروع خطب الجمعة في إفريقيا |
||||
رقم |
عنوان الخطبة |
معد الخطبة |
التاريخ المقترح لإلقاء الخطبة |
المراجعة والنشر |
239 |
نصائح عند استئناف الدراسة |
د. عثمان صالح تروري – عضو الاتحاد في مالي |
03 /04/1447هـ الموافق 26/09/2025م |
الأمانة العامة |
الموضوع: ” نصائح عند استئناف الدراسة “
إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، من يطع الله ورسوله فقد رشد، ومن يعص الله ورسوله فإنه لا يضر إلا نفسه ولن يضر الله شيئا.
أما بعد:
فوصية مني لكم ولنفسي يا لها من وصية، وهي تقوى الله تعالى في السر والعلن قال تعالى ﴿وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ وَإِنْ تَكْفُرُوا فَإِنَّ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَكَانَ اللَّهُ غَنِيًّا حَمِيدًا﴾ النساء 131.
أيها الأحبة في الله: إن طلب العلم من أشرف الأعمال وقد دل على ذلك نصوص الكتاب والسنة فعن قيس بن كثير قال: قدم رجل من المدينة على أبي الدرداء رضي الله عنه وهو بدمشق فقال ما أقدمك يا أخي ؟ فقال : حديث بلغني أنك تحدثه عن رسول الله ﷺ، قال: أما جئت لحاجة ؟! قال: لا، قال: أما قدمت لتجارة ؟! قال: لا.
قال: ما جئت إلا في طلب هذا الحديث، قال: فإني سمعت رسول الله ﷺ يقول: (مَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَبْتَغِي فِيهِ عِلْمًا سَلَكَ اللَّهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ وَإِنَّ الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا رِضَاءً لِطَالِبِ الْعِلْمِ وَإِنَّ الْعَالِمَ لَيَسْتَغْفِرُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ حَتَّى الْحِيتَانُ فِي الْمَاءِ وَفَضْلُ الْعَالِمِ عَلَى الْعَابِدِ كَفَضْلِ الْقَمَرِ عَلَى سَائِرِ الْكَوَاكِبِ إِنَّ الْعُلَمَاءَ وَرَثَةُ الْأَنْبِيَاءِ إِنَّ الْأَنْبِيَاءَ لَمْ يُوَرِّثُوا دِينَارًا وَلَا دِرْهَمًا إِنَّمَا وَرَّثُوا الْعِلْمَ فَمَنْ أَخَذَ بِهِ أَخَذَ بِحَظٍّ وَافِرٍ) أخرجه الترمذي (2682) .
وقال الإمام الأوزاعي – رحمه الله-:(( الناس عندنا هم أهل العلم ومن سواهم فلا شيء)) وقال سفيان الثوري-رحمه الله-:(من أراد الدنيا فعليه بطلب العلم)).
أيها المؤمنون: العلم بالتعلم والتعلم بالتعليم، والتعلم هو طلب العلم بسلوك طرق الحصول عليه، ومن أكبر وسائل الحصول على العلم إرسال الأولاد إلى المدارس، ولقد استأنفت المدارس دراستها في مستهل هذا الأسبوع فهنيئا للأولياء الذين أرسلوا أولادهم إلى المدارس، ومرحبا بالأولاد في مدارسهم، والله أسأل أن يعلمهم علما نافعا ويبارك فيهم وفي جهودهم.
عباد الله: إن العملية التعليمية تدور بين عدة أطراف أقواها المدرسون والتلاميذ، وإليهما أقدم النصائح التالية:
أولا: المدرسون
1/ كونوا مخلصين في أعمالكم، فإن الإخلاص سر نجاح العمل وسبب التوفيق في المهام، وبذل العلم النافع عبادة جليلة وهو من الصدقة الجارية التي ينتفع بها العبد بعد الممات، ومن شروط قبول العبادة إخلاص النية فيها، روى مسلم في صحيحه عن أبي هريرة ، أن رسول الله ﷺ قال: (إِذَا مَاتَ الإِنْسَانُ انْقَطَعَ عَنْهُ عَمَلُهُ إِلاَّ مِنْ ثَلاَثَةِ أَشْيَاءَ : مِنْ صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو لَهُ) قال العلماء معنى الحديث أن عمل الميت ينقطع بموته وينقطع تجدد الثواب له إلا في هذه الأشياء الثلاثة لكونه كان سببها.
2/ عليكم أن تشعروا بثقل الأمانة وعظم المسئولية، إنها أمانةُ تربيّةِ النّشء ومسئولية بناء أجيال! هذا النشء الذين هم اليوم صغار وغَدًا سيكونون كبارا، وهم اليوم طلاَّب وغدًا معلِّمون وخبراء ومهندِسون وأطبّاء وأهل عِلمٍ وفضل، وهم الذين سَينزلون في ميادينِ العَمل وسيصيرون حكاما وقادة في المستقبل، روى مالك في الموطأ عن ابن عمر عن رسول الله ﷺ قال: (كُلُّكُمْ رَاعٍ، وَكُلُّكُمْ مسْؤُولٌ عَنْ رَعِيَّتهِ: الإمَامُ رَاعٍ وَمَسْؤولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، والرَّجُلُ رَاعٍ في أهْلِهِ وَمَسْؤُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالمَرْأةُ رَاعِيَةٌ في بيْتِ زَوْجِهَا وَمَسْؤُولَةٌ عَنْ رَعِيَّتِهَا، وَالخَادِمُ رَاعٍ في مَالِ سَيِّدِهِ وَمَسؤُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، فَكُلُّكُمْ رَاعٍ وَمَسْؤُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ).
3/ كونوا قدوة لمن يتعلمون منكم ومعلمين بأخلاقكم قبل معارفكم، فالمعلم مؤدب ومرب يستفيد الطلاب من لحظه قبل لفظه، لذا كان المعلم الأول للأمة قدوة لهم، قال تعالى: ﴿لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا﴾ الأحزاب 21.
بارك الله لي ولكم في القرآن الكريم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم
أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية
الحمد لله الذي بالقلم علم الإنسان ما لم يعلم، والصلاة والسلام على أفضل من تعلم وعلم
ثانيا: أما التلاميذ فأوصيهم بما يلي:
1/ كونوا جادين واحرصوا على التفوق والإتقان من أول السنة إلى آخرها، فعن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله ﷺ قال (إِنَّ الله يُحِبُّ إِذَا عَمِلَ أَحَدُكُمْ عَمَلاً أَنْ يُتْقِنَهُ) الطبراني في الأوسط ( 897 ) وأبو يعلى في مسنده ( 4386 ).
2/ احفظوا أوقاتكم وأحسنوا تنظيمها واستغلوها بما ينفعكم، فعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ قَالَ النَّبِيُّ ﷺ (نِعْمَتَانِ مَغْبُونٌ فِيهِمَا كَثِيرٌ مِنْ النَّاسِ الصِّحَّةُ وَالْفَرَاغُ) رواه البخاري.
3/ كونوا محبين للعلم واصبروا له، فإن حب العلم دافع للجد في طلبه وميسر لسبل تحصيله، قال تعالى:(( وقل رب زدني علما )) ﴿.. يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ﴾ المجادلة 11.
اللهم اجعل هذا العام الدراسي عام علم ومعرفة، وتوفيق وتفوق، وازدهار وتفوق، وبركة ونجاح يا رب العالمين.
ألا وأكثروا من الصلاة والسلام على الرحمة المهداة، والنعمة المسداة، فإن من صل عليه مرة واحدة صل الله بها عشرا.
اللهم صل وسلم وبارك على عبدك ورسوله محمد وعلى آله وأصحابه وسلم.
اللهم أكفنا بحلالك عن حرامك، وبطاعتك عن معصيتك، وبحبك وحب رسولك عن حب من سواكما.
وأذقنا حلاوة الإيمان بطاعتك وطاعة رسولك صلى الله عليه وسلم.
اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه، يارب العالمين.
وصل الله وسلم على عبدك ورسولك محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين، والحمد لله رب العالمين.

حفل تخرج الدفعة الثانية لمركز ابن كثير للدراسات القرآنية والتربية والتكوين في باماكو_ مالي
يوم الأحد 21 سبتمبر 2025م تم حفل حفل تخرج الدفعة الثانية لمركز ابن كثير للدراسات القرآنية والتربية والتكوين الدفعة المسماة “الحاج مودي تانجا” رحمه الله برعاية الشيخ الأستاذ محمود كوما والسيدة الحاجة قومبا تانجا في المركز الإسلامي بحي حمد الله المزيد…

حفل تخرج الدفعة الثانية لمركز ابن كثير للدراسات القرآنية والتربية والتكوين في باماكو_ مالي
يوم الأحد 21 سبتمبر 2025م تم حفل حفل تخرج الدفعة الثانية لمركز ابن كثير للدراسات القرآنية والتربية والتكوين الدفعة المسماة “الحاج مودي تانجا” رحمه الله برعاية الشيخ الأستاذ محمود كوما والسيدة الحاجة قومبا تانجا في المركز الإسلامي بحي حمد الله.
يتميز مركز ابن كثير للدراسات القرآنية والتربية والتكوين بالتربية والتكوين بعد حفظ القرآن الكريم حيث يجمع بين حفظ القرآن الكريم والفقه والحديث والسيرة النبوية، وحفظ المتون مثل الشاطبية والجزرية، وله عناية بتقديم التكوين في كثير من مجالات العلم والحياة، وسيترك هذا المركز بصمة علمية واضحة من خلال أعماله الفذة مثل تفسير القرآن الكريم و التكوين في مجالات عدة.
هذا وقد بلغ عدد الخرجين لهذه الدفعة سبعة من حفظة كتاب الله العزيز.
هذا وقد وشارك في الحفل بعض أعضاء اتحاد علماء في بلد المقر منهم المدير التنفيذي الدكتور عمر بامبا ، و الشيخ الأستاذ هود بكاري كوني ، عضو اللجنة المحلية والدكتور إبراهيم جابي عضو لجنة الحوار والمساعي الحميدة في مكتب إدارة الاتحاد، والدكتور محمد البشير مودي سيلا مساعد الأمين العام للشؤون الإعلامية والعلاقات العامة في مكتب إدارة الاتحاد وحضر الحفل كثير من الشخصيات وممثلي الهيئات والجمعيات الإسلامية وممثلي المراكز ومدارس وحلقات تحفيظ القرآن الكريم ومديرو المدارس الإسلامية أو ممثليهم في البلد.
ويجدر الإشارة أن المركز من تأسيس الأستاذ الجامعي الأستاذ صالحين باتشيلي أحد الشباب النشطين في الساحة الدعوية والعلمية والاجتماعية في البلد .
و إليكم بعض اللقطات من الفعالية مع خالص الشكر والتقدير والاحترام وتحيات مكتب الأمانة العامة.