عنوان الخطبة

معد الخطبة

تاريخ المقترح لإلقاء الخطبة

المراجعة والنشر

شروط الصلاة

مكتب الأمانة العامة

23/01/1447هـ  الموافق 18/07/2025م

الأمانة العامة

 

الخطبة الأولى

الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونتوب إليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، وصفيه من خلقه بلغ الرسالة وأدّ  الأمنة ونصح الأمة وكشف الله به الغمة  صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه والتابعين لهم بإحسان وسلم.

أما بعد:

عباد الله: لتصحيحِ المسارِ، وإبراز المعالِم الحقَّة وتجلِيَة الشِّعار، وبيان المنهَج الوضَّاح الذي كانَ عليه سلَفُنا الصالحُ – رحمهم  الله – يجب أن نتعلم ديننا بالأدلةـ، ومما يجهله كثير من العامة شروط صحة  الصلاة، وهي:

1 ـ طهارة الخبث و الحدث الأكبر والأصغر: لقوله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُوا ﴾ المائدة 06

وقال ابن عرفة: من شروط الصلاة رفع الحدثين أو التيمم وطهارة الخبث في ثوبه وبدنه ومكانه

 2ـ ستر العورة: ﴿ يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ ﴾  الأعراف 31

ومنه حديث استئذان أبوبكر وعمر ثم  لما اسئذن عثمان ستر فخذه e

وهي من الرجل ما بين السرة إلى الركبة فإن لم يجد إلا إزارا اتزر به أو ثوبا واسعا التحف به.

والحرة كلها عورة إلا وجهها وكفيها والساتر الحصيف لا الشاف ومن لم يجد إلا حريرا أو نجسا صلى به.

3ـ الإسلام: بناء على أن الكفار مخاطبون بفروع الشريعة وهو المشهور فتجب الصلاة على الكافر ولا تصح منه بالإجماع لفقد الإسلام. وقيل إنه شرط في الوجوب والصحة وإذا أسلم الكافر والمرتد لم يجب عليهما قضاء ما خرج وقته من الصلوات في حال الكفر ويجب عليهما أن يصليا ما أسلما في وقته.

 4 ـ  دخول وقت الصلاة:  فلا تجب الصلاة قبل الوقت إجماعا ولا تصح أيضا لقوله تعالى:

﴿ فَإِذَا اطْمَأْنَنْتُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا ﴾ النساء103

ومنه حديث عمر أن أَبَا مَسْعُودٍ يَقُولُ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ e  يَقُولُ (نَزَلَ جِبْرِيلُ فَأَمَّنِي فَصَلَّيْتُ مَعَهُ ثُمَّ نزل ….) الحديث المسند المستخرج على صحيح الإمام مسلم

عباد الله بما أن دخول الوقت شرط من صحة الصلاة شرط فإن تأخيرها يعتبر إثما عظيما، ﴿فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا ﴾ مريم  59

5ـ من شروط الصلاة استقبال القبلة  (الكعبة)  مع الأمن و القدرة: والقدرة ليخرج المريض والمجاهد  والمربوط ومن تحت الهدم وقولنا: والذكر ليخرج الناسي وقال ابن عرفة: واستقباله الكعبة فرض في الفرض إلا لعجز قتال أو مرض أو ربط أو هدم أو خوف لصوص أو سباع انتهى. ﴿ وَمِنْ حَيْثُ خَرَجْتَ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ ﴾ البقرة (150)

عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ قَالَ: ” (( صَلَّيْتُ مَعَ النَّبِيِّ eإِلَى بَيْتِ الْمَقْدِسِ سِتَّةَ عَشَرَ شَهْرًا، حَتَّى نَزَلَتِ الْآيَةُ الَّتِي فِي الْبَقَرَةِ: ﴿ وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ ﴾ [البقرة: 150]، فَنَزَلَتْ بَعْدَمَا صَلَّى النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ “، فَانْطَلَقَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ، فَمَرَّ بِنَاسٍ مِنَ الْأَنْصَارِ وَهُمْ يُصَلُّونَ، فَحَدَّثَهُمْ بِالْحَدِيثِ فَوَلَّوْا وُجُوهَهُمْ قِبَلَ الْبَيْتِ))  قال ابن بشير في باب صلاة المريض: فإن عجز عن استقبال القبلة بنفسه حول إليها فإن عجز عن تحويله سقط حكم الاستقبال.

6ـ العقل فلا تجب على مجنون: ولا تصح صلاة المجنون ولا السكران. قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى حَتَّى تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ ﴾ النساء 43

أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.

الخطبة الثانية

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبة وسلم.

 عباد الله إن من شروط صحة الصلاة

وأما شروط الوجوب دون الصحة فاثنان.

1ـ البلوغ: فلا تجب على من لم يبلغ لكن تصح منه الصلاة ويؤمر بها بالسبع ويضرب عليها عشرا  كما جاء في السنة: عن عبدالله بن عمرو رضي الله عنه قال قَال : رَسُولُ اللَّهِ e: (مُرُوا أولادَكم بالصلاةِ و هم أبناءُ سبعِ سِنِينَ ، واضرِبوهم عليها وهم أبناءُ عشرِ سِنِينَ ، وفَرِّقُوا بينهم في المضاجعِ).  صحيحه الألباني

2. عدم الإكراه فلا تجب على من أكره على تركها لكن تصح منه إن فعلها وإن لم يصلها وجب عليه قضاؤها عند زوال الإكراه.

هذا وصلُّوا وسلِّموا على خير البرية، وأزكى البشرية: محمد بن عبد الله، اللهم صلِّ وسلِّم وبارِك على عبدك ورسولك محمد، وعلى آله الطيبين الطاهرين، وصحابته الغُرِّ الميامين، ومن سار على نهجهم واتبعهم يا رب العالمين، رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ .  ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم، وتُب علينا إنك أنت التواب الرحيم.

سبحان ربك رب العزة عما يصفون، وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله رب العالمين.

IMG_20250714_130310_281نعي وفاة رئيس نيجيريا السابق محمد بخاري في لندن المزيد…

في يوم الأحد،  الثاني عشر من شهر يوليو، أعلن عن وفاة رئيس نيجيريا السابق، محمد بخاري في لندن إثر مرض خفيف. وبهذا المصاب الجلل، يتقدم اتحاد علماء إفريقيا بأخلص التعازي إلى الشعب النيجيري الشقيق وإلى أسرة الفقيد ، وإلى العالم الإسلامي قاطبة كان واحدا من أبرز القيادات الإسلامية المشتهرين بالنزاهة والأمانة، سائلا المولى عز وجل أن يغفر  له ويرحمه.

وقد رفع مكتب الأمانة العامة للاتحاد أمس الاثنين 20 محرم 1447ه الموافق 15 يوليو 2025م  باسم الرئيس وكافة الأعضاء خطاب تعزية إلى العناوين البريدية للرئاسة والخارجية النيجيرية.

“إنا لله وإنا إليه راجعون “

ويجدر بالذكر أن وفدا رفيع المستوى من اتحاد علماء إفريقيا قام بمقابلة معه في 01 سبتمبر 2015م في أبوجا وذلك لتقديم التهنئة له بمناسبة انتخابه رئيسا لجمهورية نيجيريا الفيدرالية، وتعريفه بالاتحاد. وهذه بعض صور اللقاء

Pix. 6: President Muhammadu Buhari flanked by the President, Union of African Scholars, Dr. Said Bourhani and the Permanent Secretary Ministry of Interior, Alhaji Abdulkadir Magaji (3r) while from the left, Secretary General, Supreme Council for Shariah in Nigeria, Mall. Nafiu Baba Ahmad; Head of Research, Studies & Translation Committee, Dr. Abdul-Razzaq Abdul-Majeed Alaro and Member of the delegation, Sheikh Abdullah Bala Lao watched during an audience the President granted Islamic Scholars at the State House, Abuja. Photo by Abayomi Adeshida 01/09/2015 5 Pix. 4: President Muhammadu Buhari welcoming the President, Union of African Scholars, Dr. Said Bourhani while from the left, the Secretary General, Dr. Seydou Madibaba Sylla; Secretary General, Supreme Council for Shariah in Nigeria, Mall. Nafiu Baba Ahmad; Head of Research, Studies & Translation Committee, Dr. Abdul-Razzaq Abdul-Majeed Alaro and Member of the delegation, Sheikh Abdullah Bala Lao watched during an audience the President granted Islamic Scholars at the State House, Abuja. Photo by Abayomi Adeshida 01/09/2015

في لقاء علمي رفيع المستوى استقبل مجلس الهيئة العلمية للمجمع  الجزائري للغة العربية برئاسة الأستاذ الدكتور الشريف مريبعي مدير المركز النيجيري للبحوث العربية ورئيس الاتحاد الإفريقي للمستعربين ورئيس لجنة الإعلام والعلاقات باتحاد علماء إفريقيا البروفيسور الخضر عبد الباقي محمد في مقر المجمع بالجزائر العاصمة للتباحث في واقع جهود خدمة اللغة العربية وثقافتها في نيجيريا والبلدان الإفريقية المجاورة ، وعقب اللقاء أعلن رئيس المجمع قرار مجلس الهيئة العلمية للمجلس بشأن منح البروفيسور الخضر عبد الباقي محمد درع كبار علماء اللغة العربية نظرا  لمكانته العلمية ولجهوده المتواصلة في خدمة اللغة العربية نشرا وتعريفا ودفاعا عنها” 

وقد وصلت رسائل التهاني بهذه المناسبة من فضيلة الشيخ الأستاذ الدكتور سعيد برهان رئيس اتحاد علماء أفريقيا و العالم الفقيه إمام وخطيب الجامع الوطني الكبير في أبوجا البروفيسور إبراهيم مقري والعالم الفقيه شيخ سدنة العلم والعلماء بإمارة الورن إمام وخطيب الجامع الوطني الكبير في أبوجا الشيخ الدكتور عبد القادر السلماني ومن محدث الديار النيجيرية الشيخ البروفيسور محمد الثاني عمر رينجير ومن رئيس المجلس الأعلى للشريعة في نيجيريا الشيخ البروفيسور بشير علي

ونسأل الله له مزيد التوفيق والنجاح.

13 12

1114 03 02 01

 

04 05

المجمع الجزائري للغة العربية يم12نح رئيس لجنة الإعلام والعلاقات باتحاد علماء إفريقيا درع كبار علماء اللغة العربية المزيد…

عنوان الخطبة

معد الخطبة

تاريخ المقترح لإلقاء الخطبة

المراجعة والنشر

أركان الإسلام

الشيخ أحمد علوان الشهيمي

16/01/1447هـ  الموافق 11/07/2025م

الأمانة العامة

 

الخطبة الأولى:

إنَّ الحمدَ لله، نَحمَدُهُ سبحانه ونستعينُه، ونعوذُ بالله من شرورِ أنفسِنا ومن سيئاتِ أعمالِنا، من يهدِهِ الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهدُ أن لا إلهَ إلا اللهُ وحدَه لا شريكَ له، وأشهدُ أنَّ محمدًا عبدُه ورسولُه، وصلِّ اللهم وسلم على نبينا محمد وآله وصبحه، ومَن تبِعه بإحسان إلى يوم الدين.

أما بعد:

فإن خير الحديث كتابُ الله، وخير الهدي هديُ محمد ، وشرَّ الأمور محدثاتها، وكلَّ محدثة بدعةٌ، وكلَّ بدعة ضلالةٌ، وكلًّ ضلالة في النار.

﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾ النساء 1﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ﴾ آل عمران 102

عباد الله، ما قام بناء إلا بأركانه، فإن اختل أحد هذه الأركان تهاوى البناء وتداعى، وقوة البناء وضَعفه من قوة أركانه ومتانتها، وكذلك يكون الضعف، ففي صحيح البخاري قَالَ رَسُولُ اللَّهِ : (بُنِيَ ‌الإِسْلَامُ عَلَى خَمْسٍ: شَهَادَةِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، وَإِقَامِ الصَّلَاةِ، وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ، وَالحَجِّ، وَصَوْمِ رَمَضَانَ).

 الإسلام هو الدين وأركانه خمس بها يقوم، وعليها يكون بناؤه، فمن حقَّقها على ما أمر الله به ورسوله، قام دينه، وصح إيمانه، فإن أخلَّ بشيءٍ منها تهاوى دينه، ولهذا كان كفار قريش لعلمهم بمعنى (لا إله إلا الله)، ما رَضُوا أن يقولوها؛ لأنها تلزمهم بإخلاص الدين لله وحده؛ قال تعالى على لسانهم: ﴿أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلَهًا وَاحِدًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ﴾ ص 5.

 وشهادة أن محمدًا رسول الله تقتضي تصديقه فيما أخبر وطاعته فيما أمر، واجتناب ما نهى عنه وزجر، وأن تكون عبادة الله تباعًا لما جاء به من عند ربه، ففي صحيح مسلم أن رَسُولَ اللهِ يَقُولُ: (مَا ‌نَهَيْتُكُمْ ‌عَنْهُ، فَاجْتَنِبُوهُ وَمَا أَمَرْتُكُمْ بِهِ فَافْعَلُوا مِنْهُ مَا اسْتَطَعْتُمْ)، فلا تصح العبادة إلا بهذين الشرطين الإخلاص والمتابعة.

 إنَّ الشهادتين يدخل بها المرء الإسلام، وهي مفتاح الجنة؛ قال رسول الله ﷺ: (من كان ‌آخرُ ‌كلامهِ لا إله إلا اللهُ دخل الجنة)؛ رواه أبو داود.

 أما عمود الدين الذي عليه يقوم، فقَالَ : (َأْسُ ‌الْأَمْرِ ‌الْإِسْلَامُ، وَعَمُودُهُ الصَّلَاةُ، وَذِرْوَةُ سَنَامِهِ الْجِهَادُ)؛ رواه النسائي 

 فهي أظهر أركانه وأكثرها تَكرارًا في اليوم والليلة، فهي الصلاة، وإقامتها أن تكون كاملة الشروط والأركان والواجبات، لا يختل منها شيء كما أقامها رسول الله القائل: (صَلُّوا ‌كَمَا ‌رَأَيْتُمُونِي أُصَلِّي) رواه البخاري.

 وأن يؤديها حيث ينادى بها، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: جَاءَ أَعْمَى إِلَى رَسُولِ اللَّهِ ، فَقَالَ: إِنَّهُ لَيْسَ لِي قَائِدٌ يَقُودُنِي إِلَى الصَّلَاةِ، فَسَأَلَهُ أَنْ يُرَخِّصَ لَهُ أَنْ يُصَلِّيَ فِي بَيْتِهِ، فَأَذِنَ لَهُ، فَلَمَّا وَلَّى دَعَاهُ قَالَ لَهُ: (‌أَتَسْمَعُ ‌النِّدَاءَ بِالصَّلَاةِ؟، قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: فَأَجِبْ) النسائي

 وحذَّر الله عباده من التهاون في أدائها: ﴿فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ * الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ﴾ الماعون 4-5

وفي صحيح مسلم قال رَسُولَ اللهِ : (‌تِلْكَ ‌صَلَاةُ ‌الْمُنَافِقِ، يَجْلِسُ يَرْقُبُ الشَّمْسَ حَتَّى إِذَا كَانَتْ بَيْنَ قَرْنَيِ الشَّيْطَانِ، قَامَ فَنَقَرَهَا أَرْبَعًا، لَا يَذْكُرُ اللهَ فِيهَا إِلَّا قَلِيلًا)، كحال من يضع المنبه على وقت العمل ليقوم وقد مضى وقت الصلاة، وقد: ﴿فَإِذَا قَضَيْتُمُ الصَّلَاةَ فَاذْكُرُوا اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِكُمْ فَإِذَا اطْمَأْنَنْتُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا ﴾ النساء 3، وفي صحيح مسلم قال النَّبِيَّ : (إِنَّ بَيْنَ الرَّجُلِ وَبَيْنَ الشِّرْكِ وَالْكُفْرِ ‌تَرْكَ ‌الصَّلَاةِ).

 والركن الثالث: حق الله في المال أن تؤديه لمستحقيه بالمقدار المخصص لكل صِنفٍ في وقته: ﴿وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ﴾ الأنعام 14.

 أما الرابع: فهو الصيام لله؛ كما فيصحيح البخاريمن الحديث القدسي قَالَ اللَّهُ: (كُلُّ ‌عَمَلِ ‌ابْنِ ‌آدَمَ لَهُ، إِلَّا الصِّيَامَ، فَإِنَّهُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ).

  والركن الخامس: هو حج بيت الله الحرام، واستجابةً لنداء أبينا إبراهيم عليه السلام في قوله تعالى: ﴿ وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ ﴾ الحج 27. ويكون على مَن له استطاعة؛ لقوله تعالى: ﴿ فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَقَامُ إِبْرَاهِيمَ وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ ﴾ آل عمران 97

فإن مرَّ على العبد وقت الحج وهو عنده الاستطاعة، وجَب عليه الحج، وأَثِمَ على تفريطه، فلا يعلم ما يحدث له بعد ذلك من موانع أو صوارف تَمنعه من الحج.

 قلت ما سمعت وأستغفر الله العظيم لي ولكم من كل ذنب، إنه هو الغفور الرحيم.

الخطبة الثانية:

الحمد لله رب العالمين، هادي عباده للطريق القويم والصراط المستقيم، وصلِّ اللهم وسلم على خير الخلق أجمعين وقائدهم على الصراط المستقيم.

 أما بعد:

أيها المؤمنون، هذه أركان الإسلام الخمسة التي بُنيَ عليها الدين، فمن أقامها صلح دينه، فلا ينبغي لعاقلٍ أن يفرطَ في شيء منها، ويحرص كل الحرص على تعلُّمها وتعليمها لمن وكَّله الله أمره: (كُلُّكُمْ ‌رَاعٍ، وَكُلُّكُمْ مَسْؤُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ)، وأن يقيموها كما أمر الله بها ورسوله؛ قال تعالى: ﴿ وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ﴾ العنكبوت 69.

وصلوا وسلموا على نبيكم فقد أمركم بذلك ربكم في محكم تنزيله وقال سبحانه: ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا﴾ الأحزاب 56.

اللهم صل وسلم على عبدك ورسولك محمد وعلى آله وأصحابه وأزواجه وذرياته وكل من سلك مسلكه واهتدى بهديه وتمسك بسنته إلى يوم الدين …

اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا إتباعه وأرنا الباطن باطلا وارزقنا اجتنابه …………………..والحمد لله رب العالمين.

في يوم الإثنين 7 يوليو 2025، نظمت إذاعة دامبي Dembé الدورة الأولى من مسابقة المؤذنين، بمبادرة مميزة من الإذاعة، وبمشاركة عدد من المتسابقين إلى جانب الووجهاء والمؤثرين في الساحة الدينية، وكذلك بعض أعضاء الاتحاد في دولة المقر.

وقد شارك الدكتور سعيد محمد بابا سيلا في تقييم الأداء كعضو في لجنة التحكيم.

وفي ختام المسابقة، تُوّج الفائز الأول بجائزة تذكرة لأداء العمرة، وسط حضور جماهيري مميز.

صورة 04 01 02 03

صورةمشاركة الأمين العام لاتحاد علماء إفريقيا الدكتور سعيد محمد بابا سيلا في الدورة الأولى من مسابقة المؤذنين التي نظّمتها إذاعة دامبي باماكو المزيد….

عنوان الخطبة

معد الخطبة

تاريخ المقترح لإلقاء الخطبة

المراجعة والنشر

الزكاة حكم وأحكام، وصوم يوم عاشوراء

الشيخ علي بن عبد الرحمن الحذيفي خطيب المسجد النبوي

08/01/1447هـ  الموافق 04/07/2025م

الأمانة العامة

الخطبة الأولى

الحمد لله، الحمد لله الغني الحميد، ذي العرش المجيد، أحمدُ ربي وأشكُره، وأتوبُ إليه وأستغفِرُه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له فعَّالٌ لما يُريد، وأشهد أن سيدَنا ونبيَّنا محمدًا عبدُه ورسولُه المنصورُ بأعظم التأييد، اللهم صلِّ وسلِّم وبارِك على عبدك ورسولِك محمدٍ، وعلى آله وصحبِه المُتَّبعين للأمر الرشيد.

أما بعد:

فاتقوا الله تعالى بفعل الخيرات، وترك السيئات.

أيها المسلمون: اعلموا أن تعاليم الدين الحَنيف ترجعُ كلُّها إلى أمورٍ ثلاثةٍ، هي: الإحسان إلى النفس، والإحسان إلى الخلق، وكفُّ الأذى والشرِّ عن الخلق.

الإحسانُ إلى النفس بأنواع العبادات، والإحسانُ إلى الخلق بأنواع الخير، قال الله تعالى: ﴿وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ﴾ البقرة 195، وقال تعالى: ﴿وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ﴾ البقرة 190، وقال عز وجل: ﴿إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ﴾ النحل 90.

ووصفَ الله المؤمنين بالإحسان إلى النفس، والإحسان إلى الخلق، وبكفِّ الأذى والشرِّ عن الناس، فقال تعالى: ﴿وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ﴾ التوبة 71، وقال تعالى: ﴿وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا﴾ الفرقان 63.

عباد الله: إن الزكاةَ عبادةٌ لله جعلها الله في المال حقًّا مفروضًا على المسلم، لأصحاب الزكاة الثمانية، لا منَّة فيها للغنيِّ على الفقير، فرضَها الله للتكافُل الاجتماعيِّ بين المُسلمين، وأوجبَها لقضاء حاجات الفقراء والمساكين؛ إحسانًا إلى الخلق، وثوابًا لفاعلِها، ولها منافعُ كثيرة، ولها مقاصِدُ عظيمة، فمن ذلك:

تطهير القلوب من الشُّحِّ والبُخل والرَّذائِل، قال الله تعالى: ﴿خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلَاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ﴾  التوبة 103.

وأداءُ الزكاة يجتثُّ داءَ الحسَد من القلوب الذي يكونُ بسبب التفاضُل في الدنيا، والحسدُ مرضٌ خبيثٌ يحمِلُ على البغي والعُدوان، والظلم والبغضاء بين المُجتمع، وفي الحديث: (دبَّ إليكم داءُ الأُمم قبلَكم: الحسد والبغضاء، فإياكم والحسد؛ فإنه يأكلُ الحسنات كما تأكلُ النارُ الحطَب)؛ رواه أبو داود.

وأداءُ الزكاة يُورِثُ التعاطُفَ والتراحُمَ بين المسلمين، ويضمنُ التكافُلَ الاجتماعيَّ، والمحبَّةَ بين الغنيِّ والفقيرِ.

والزكاةُ ركنٌ من أركان الإسلام، مقرونةٌ بالصلاة في كتاب الله وفي سُنَّة رسولِ الله ﷺ، فتُقبلُ هذه مع هذه.

وقد أعطَى الله المالَ الكثيرَ، وفرضَ الزكاةَ وهي مالٌ قليلٌ، قال الله تعالى: ﴿وَأَنَّهُ هُوَ أَغْنَى وَأَقْنَى﴾ النجم 48، وقال تعالى: ﴿وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ﴾ النحل 53، وقال عز وجل: ﴿وَاتَّقُوا الَّذِي أَمَدَّكُمْ بِمَا تَعْلَمُونَ ۞ أَمَدَّكُمْ بِأَنْعَامٍ وَبَنِينَ ۞ وَجَنَّاتٍ وَعُيُونٍ﴾ الشعراء 132- 134، وقال تعالى: ﴿وَآتُوهُمْ مِنْ مَالِ اللَّهِ الَّذِي آتَاكُمْ﴾ النور 33.

ومن شُكر الله على المال: إخراجُ الزكاة منه، والزكاةُ تزيدُ في المال ولا تُنقِصُه، وتحفظُه من الهلَكَة والآفات، قال الله تعالى: ﴿وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ﴾ سبأ 39.  وفي الحديث: (ما هلكَ مالٌ في برٍّ ولا بحرٍ إلا بمنعِ زكاتِه). وعن ابن عمر t قال: قال رسولُ الله ﷺ: (… وما منعَ قومٌ زكاةَ أموالهم إلا حُبِسَ عنهم القطرُ من السماء، ولولا البهائمُ لم يُمطَروا)؛ رواه ابن ماجه.

والفقراءُ يُخاصِمون الأغنياءَ يوم القيامة إذا منَعُوهم الزكاة، يقولون: ربَّنا! جعلتَ المالَ عند هؤلاء، فمنَعُونا حقَّنا، فيقضِي الله بينهم بحُكمه.

وقد وعدَ لله المُزكِّي أعظمَ الثواب على أداء الزكاة، قال تعالى: ﴿وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ﴾ المؤمنون 4، وذكرَ مع الزكاة أعمالاً غيرَها، وبيَّن الثوابَ بقوله: ﴿أُولَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ ۞ الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ﴾ المؤمنون 10، 11.

وقال تعالى: ﴿إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ ۞آخِذِينَ مَا آتَاهُمْ رَبُّهُمْ إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُحْسِنِينَ ۞كَانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ ۞ وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ ۞ وَفِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ﴾ الذاريات15- 19.

بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفَعَني وإياكم بما فيه الآيات والذكر الحكيم، ونفعنا بهدي سيِّد المُرسلين وقولِه القويم، أقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنبٍ، فاستغفروه، إنه هو الغفور الرحيم.

الخطبة الثانية

الحمد لله رب العالمين، الرحمن الرحيم، مالك يوم الدين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له الرزاقُ ذو القوة المتين، وأشهد أن نبيِّنا وسيِّدنا محمدًا عبدُه ورسولُه، اللهم صلِّ وسلِّم وبارِك على عبدك ورسولك محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.

أما بعد:

فاتقوا الله حقَّ التقوى، وتمسَّكوا من الإسلام بالعُروة الوُثقَى.

عباد الله: لقد توعَّد الله من منعَ زكاةَ ماله بالعذابِ الأليم، فقال تعالى: ﴿وَوَيْلٌ لِلْمُشْرِكِينَ ۞ الَّذِينَ لَا يُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ بِالْآخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ﴾ فصلت 6، 7، وقال تعالى: ﴿وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلَا يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ ۞ يَوْمَ يُحْمَى عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَى بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنُوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ هَذَا مَا كَنَزْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ فَذُوقُوا مَا كُنْتُمْ تَكْنِزُونَ﴾ التوبة 34، 35.

وكل مالٍ أُدِّيَت زكاتُه خرجَ صاحبُه من هذا الوعيد.

وعن أبي هريرة t قال: قال رسولُ الله ﷺ: (ما من صاحبِ كنزٍ لا يُؤدِّي زكاتَه إلا مُثِّلَ له يوم القيامة شُجاعًا أقرع – يعني: ثُعبانًا -، فيأخذُ بلهزَمَتيه – يعني: شِدقَيه -، فيقول: أنا كنزُك، أنا مالُك)؛ رواه البخاري ومسلم.

وصاحبُ الإبل والبقر والغنم التي لا يُؤدِّي صاحبُها زكاتَها يُبطحُ لها، فتطؤُه، كما جاء في “صحيح مسلم”.

وتجبُ الزكاة في الذهب والفضَّة، وما يقوم مقامهما من العُملات الورقيَّة إذا بلغَ كلُّ منهما نِصابًا، أو بلغَا نِصابًا بمجموعهما.

والزكاةُ تجبُ في الإبل والبقر والغنَم ببلوغِ النِّصاب، وتجبُ في الخارِجِ من الأرض، وتجبُ في عروض التجارة فتُقوَّمُ بثمن، ويُخرَج رُبع عُشر العروض، ومن كان عليه دَينٌ أدَّى دَينَه، وما بقِيَ يُزكِّيه، وإذا لم يُخرِج دَينَه فيُزكِّي ما تحت يدِه.

ونِصابُ الذهب عِشرون مِثقالاً، ووزنُه خمسةٌ وثمانون جِرامًا، ونِصابُ الفضَّة مائتا درهَم، ووزنُه خمسمائة وخمسةٌ وتسعون جِرامًا، أو ما يقومُ مقامَهما من العُملة الورقيَّة، وقيمةُ نِصاب الذهب أو الفضَّة تختلفُ بالعُملة الورقيَّة في الزمان.

والذي ينضبِط هو أن يُخرِج اثنين ونِصفًا في المائة، فمن أخرجَ من المائة اثنين ونِصفًا، ومن الألف خمسةً وعشرين، ومن المليون خمسةً وعشرين ألفًا فقد برِئَت ذمَّتُه، وما زادَ على النِّصاب يجبُ أن يُزكَّى بحسابِه، وليس فيما بعد النِّصاب وقصٌ؛ بل يُزكَّى ما زادَ على النِّصابِ في الذهبِ والفضَّة بحسَبِه.

وعلى المُسلم أن يتفقَّهَ في الزكاة، وأن يسألَ أهلَ العلم عن تفاصيلِها؛ ليُؤدِّي حقَّ الله في مالِه، ومن زكَّى مالَه المُتقدِّم الذي حالَ عليه الحولُ، والمتأخِّر كلَّ سنةٍ في وقتٍ وفي شهرٍ كشهرِ رمضان أجزأَهُ ذلك.

يا ابنَ آدم! مالُك ما قدَّمتَه، ومالُ غيرك ما أخَّرتَه، ولو أن الأغنياءَ أخرَجوا زكاة أموالهم لما بقِيَ فقيرٌ وسائلٌ، فاعتبِرُوا بمن سبَقَكم من القرون الهالِكة الذين عذَّبَهم الله بأموالِهم، واعتبِروا بمن بلغَتكم أخبارُهم فلم تنفعهم أموالُهم. والمالُ إما أن تترُكَه، وإما أن يترُكَك.

وقد شرعَ الله غيرَ الزكاة نفقاتٍ واجِبةً، أو مُستحبَّة، وحثَّ ربُّنا على الإنفاقِ في سُبُل الخير، فقال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لَا بَيْعٌ فِيهِ وَلَا خُلَّةٌ وَلَا شَفَاعَةٌ﴾ البقرة 254.

عباد الله: إن يومَ عاشوراء، مع كونِه يومَ النصرِ لموسى وقومِه، على الطاغيةِ فرعون وقومِه، فإنه مع ذلك من أيامِ الله التي جعلَ لها من الفضل العظيم ما جاء في الحديث الذي أخرجه الإمامُ مُسلم بن الحجاج – رحمه الله – في “صحيحِه”، عن أبي قتادةَ t، أن رجُلًا سألَ النبيَّ ﷺ عن صيامِ يومِ عاشوراء، فقال ﷺ: (إني أحتسِبُ على الله أن يُكفِّر السنةَ التي قبلَه)، ومن السُّنَّة : أن يُصامَ يومٌ قبلَه، أو يومٌ بعدَه.

عباد الله: ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا﴾ الأحزاب 56 وقد قال ﷺ «من صلَّى عليَّ صلاةً واحدةً صلَّى الله عليه بها عشرًا».

فصلُّوا وسلِّموا على سيِّد الأولين والآخرين وإمام المرسلين.

اللهم صلِّ على محمدٍ وعلى آل محمدٍ، كما صلَّيت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، إنك حميدٌ مجيد، اللهم بارِك على محمدٍ وعلى آل محمدٍ، كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، إنك حميدٌ مجيد.

اللهم وارضَ عن الصحابة أجمعين، وعن التابعين ومن تبِعَهم بإحسانٍ إلى يوم الدين، اللهم وارضَ عنا معهم بمنِّك وكرمِك ورحمتِك يا أرحم الراحمين.

اللهم أعِزَّ الإسلام والمسلمين، وأذِلَّ الكفر والكافرين…

اللهم اغفِر لأمواتنا، وأموات المسلمين، ونوِّر قبورَهم، وضاعِف حسناتهم، وتجاوَز عن سيئاتهم يا رب العالمين.

عباد الله: واذكروا الله العظيم الجليل يذكركم، واشكروه على نعمه يزِدْكم، ولذكرُ الله أكبر، والله يعلم ما تصنعون.

مشروع خطب الجمعة في إفريقيا
رقم الخطبة عنوان الخطبة معد الخطبة تاريخ المقترح لإلقاء الخطبة المراجعة والنشر
226 حرمة شهر الله المحرم وعاشوراء الشيخ أسامة خياط خطيب المسجد الحرام 01/01/1447هـ  الموافق 27/06/2025م الأمانة العامة

 

الموضوع: “حرمة شهر الله المحرم وعاشوراء

الحمد لله جعل التقوَى خيرَ زاد، أحمدهُ – سبحانه – وأشكرُه، والشكرُ حقٌّ واجبٌ له على كلِّ العباد، وأشهدُ أن لا إله إلا اللهُ وحدَه لا شريكَ له، ولا نظيرَ ولا أنداد، وأشهدُ أن سيِّدنا ونبيَّنا محمدًا عبدُه ورسولُه، شفيعُ المُوحِّدين يومَ التناد، اللهم صلِّ وسلِّم على عبدِك ورسولِك محمدٍ، وعلى آلهِ وصحبِه ذوي البرِّ والتُّقَى والرشاد.

 

أما بعد:

فاتَّقُوا الله – عباد الله -، ﴿وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ﴾ البقرة: 281.

ذلك اليوم الذي تُكشَفُ فيه السرائِر، وتُعلَنُ المُخبَّآت المكنونات في الصدور، يومَ تُوضَعُ موازينُ العدل، وتُنشَرُ صحائِفُ الأعمال، ويُحاسَبُ فيه الخلائِقُ على النَّقيرِ والقِطمِير، ولا يَظلِمُ ربُّك أحدًا، ﴿وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِن كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ﴾ الأنبياء: 47.

يوم تعنُو الوجوهُ للحي القيوم، وتذِلُّ أعناقُ الجبابِرة للإلهِ الحقِّ الفردِ الصمد، ذي العظمةِ والجلال، فيقول – وقولُه الحقُّ -: “أنا الملِك، أنا الديَّان، لمن المُلكُ اليوم؟ لله الواحدِ القهار”، ﴿الْيَوْمَ تُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ لَا ظُلْمَ الْيَوْمَ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ﴾ غافر: 17.

يومَ تسقطُ كلُّ القِّيم، إلا قيمةَ التقوَى، وتزُولُ الفوارِق، إلا فوارقَ الباقياتِ الصالحات، وتهوِي كلُّ المعايير، إلا مِعيارَ العملِ المبرُور، ﴿فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلَا أَنسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلَا يَتَسَاءَلُونَ * فَمَن ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ * وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ فِي جَهَنَّمَ خَالِدُونَ﴾ المؤمنون: 100- 103.

يوم يتجهَّمُ الخليلُ لخليلِه، ويُعرِضُ عنه، ويتنكَّر القريبُ لأقربِ الناسِ إليه، وأرفَعِهم منزلةً عنده، وأعلاهم مقامًا لدَيه، ﴿الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ﴾ الزخرف: 67، ﴿يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ * وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ * وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ * لِكُلِّ امْرِئٍ مِّنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ﴾ عبس: 34- 37.

فأعِدُّوا لهذا اليوم عُدَّتَه، وخذُوا له أُهبَتَه. فمن صدَقَ يقينُه جدَّ، ومن علِمَ قُربَ الغايةِ استعدَّ.

 

عبادَ الله: إنَّ إشراقَ شمسِ شهرِ اللهِ المُحَرَّم هو مطلعُ عامٍ جديدٍ، وبدايةُ مرحلةٍ من مراحِلِ العمر، تبعثُ على السعادةِ والغِبطَة، وتُشيعُ السُّرورَ في جنَبَاتِ النفس، أن منَّ الله على عبده، فأمدَّ له في أجَلِه، وأطالَ في عُمُره، حتى أدرَكَ ما قعَدَ بغيره الأجلُ عن إدراكِه، وحظِيَ بما حُرِمَ منه من أمسى رَهِينَ قبره، من أهلِه وإخوانِه وأحبَّته وعُشرائِه.

وتلكَ نعمةٌ ما أجلَّها، ومنَّةٌ ما أعظَمَها، وما أعظمَ حقَّ المُنعِم بها – سبحانه – في وجوبِ الشُّكرِ له عليها، باغتِنام فُرصَتها لاستِصلاحِ ما فسَد، وتدارُكِ ما فاتَ، واستِكمالِ ما نقَص، بالسعيِ إلى التَّرقِّي في مدارجِ الباقياتِ الصالحات، واستِباقِ الخيرات.

وإن خيرَ ما يقَعُ به الشُّكرُ لله ربِّ العالمين المُنعِم بهذا الإمدادِ والفُسحةِ في الأجل: أن يبدأُ المسلمُ عامَه بالصيام التي تُرَوَّضُ فيه النفسُ على كبحِ جِماحِها إزاءَ الشهوات المُحرَّمة، والنَّزَواتِ والشطَحَات، وتسمُو به لبلوغِ الكمالاتِ الروحية، وتغدُو به أقربَ إلى كلِّ خيرٍ يُحبُّه الله ويرضَاه، وأبعَدَ عن كلِّ شرٍّ حذَّر منه ونهى عنه.

وإنَّ للصيام في هذا الشهر – يا عباد الله – مزِيَّةً وفضلًا عظيمًا، أخبَرَ عنه رسولُ الهُدى – صلواتُ الله وسلامُه عليه -، بقوله في الحديث الذي أخرجه الإمام مسلمُ بن الحجاج – رحمه الله – في “صحيحه”، عن أبي هريرةَ – رضي الله عنه -، أن رسولَ الله – صلى الله عليه وسلم – قال: (أفضلُ الصيامِ بعدَ رمضان: شهرُ اللهِ المُحَرّم، وأفضلُ الصلاةِ بعدَ الفريضة: صلاةُ الليل).

والصومُ حين يقعُ في شهرٍ حرامٍ فإن الفضلَ يقترِنُ فيه بالفضلِ، فيتأكَّدُ فعلُه بشرفِه في ذاتِه، وبشرفِ زمانِه، وإن آكَدَ الصيامِ في هذا الشهرِ: صومُ يومِ عاشوراء، ذلك اليوم الذي نصرَ الله فيه موسى – عليه وعلى نبيِّنا أفضلُ الصلاة والسلام -، ومن معه من المؤمنين، على الطاغيةِ فرعون الذي عَلَا في الأرض، وجعلَ أهلهَا شِيعًا يستضعِفُ طائفةً منهم، يُذبِّحُ أبناءَهم، ويستحيِي نساءَهم، والذي تمادَى به الطغيانُ حتى بلَغَ به أن قال لهم: ﴿مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرِي﴾، وقال لهم: ﴿أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى﴾.

فكان عاقِبتَه الإهلاكُ بالغرَقِ في اليَمِّ جزاءَ استِكبارِه، واستِكبارِ جنوده في الأرض بغيرِ الحقِّ، وكان أن قَصَّ الله نبأَ نهاية طُغيانه، وقَطعِ دابرِ ظُلمِه في قرآنٍ يُتلَى؛ ليكونَ عبرةً للمُعتِبِرين، وذِكرَى لمن كان له قلبٌ أو ألقَى السمعَ وهو شهيد.

عباد الله: إن يومَ عاشوراء، مع كونِه يومَ النصرِ لموسى وقومِه، على الطاغيةِ فرعون وقومِه، فإنه مع ذلك من أيامِ الله التي جعلَ لها من الفضل العظيم ما جاء في الحديث الذي أخرجه الإمامُ مُسلم بن الحجاج – رحمه الله – في “صحيحِه”، عن أبي قتادةَ – رضي الله عنه -، أن رجُلًا سألَ النبيَّ ﷺ عن صيامِ يومِ عاشوراء، فقال ﷺ: (إني أحتسِبُ على الله أن يُكفِّر السنةَ التي قبلَه)، ومن السُّنَّة – يا عبادَ الله -: أن يُصامَ يومٌ قبلَه، أو يومٌ بعدَه.

فخُذُوا بحظِّكم من هذا الخير، وعظِّموا ما عظَّمَه الله من أيامٍ، باتِّباع سُنَّةِ خيرِ الورَى – صلواتُ الله وسلامُه عليه -، واقتِفاءِ أثَره، والاهتِداءِ بهَديِه، والحَذَرِ من الابتِداعِ في دينِ الله ما لم يأذَن به الله، وما لم يشرَعه رسولُ الله ﷺ ، ﴿وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا﴾ الأحزاب: 71.

نفعَني اللهُ وإياكم بهدي كتابِه وبسُنَّة رسولِه ﷺ، أقولُ قولي هذا، وأستغفِرُ الله العظيمَ الجليلَ لي ولكم ولكافَّةِ المسلمين من كل ذنبٍ، إنه هو الغفورُ الرحيم.

 

 

 

الخطبة الثانية:

إنَّ الحمدَ لله نحمدُه ونستعينُه ونستغفرُه، ونعوذُ بالله من شرورِ أنفُسِنا، وسيئاتِ أعمالِنا، من يهدِه الله فلا مُضِلَّ له، ومن يُضلِل فلا هادِيَ له، وأشهدُ أن لا إله إلا اللهَ وحده لا شريكَ له، وأشهدُ أن محمدًا عبدُه ورسولُه، اللهم صلِّ وسلِّم عليه وعلى آله وصحبِه، وسلِّم تسليمًا كثيرًا.

 

أما بعد، فيا عباد الله:

أخرج الإمامُ مسلمٌ في “صحيحه” بإسنادِه، عن عبد الله بن عباس – رضي الله عنهما -، أنّه لما قيل لرسولِ الله ﷺ: إن هذا اليوم – يعني: يوم عاشُوراء -، إن هذا اليوم تُعظِّمُه اليهودُ والنصارَى، قال ﷺ: (لئِن بقِيتُ إلى قابِلٍ لأصُومَنَّ التاسِعَ)، فلم يأتِ العام القابِل حتى تُوفِّي رسولُ الله ﷺ.

وفي “صحيحِ الإمام مسلمٍ” أيضًا، عن الحكمِ بن الأعرج أنه قال: انتهيتُ إلى ابنِ عباس – رضي الله عنهما – وهو مُتوسِّدٌ رِداءَه في زمزمَ. فقلتُ له: أخبِرْني عن صومِ يوم عاشوراءَ، فقال: “إذا رأيتَ هلالَ مُحرَّمٍ فاعدُدْ، وأَصبِح اليومَ التاسعِ صائِمًا”، قلتُ: هكذا كان رسولُ اللهِ ﷺ  يصُومُه؟ قال: “نعم”.

وقد استشكلَ قومٌ هذا، مع ثُبوتِ الأمرِ بصومِ يومِ عاشوراء، وهو اليومُ العاشرُ من شهرِ اللهِ المُحرَّم، ومن تأمَّلَ مجموعَ روايات حديثِ ابن عباسٍ – رضي الله عنهما – تبيَّن له وجهُ الصوابِ فيه، وارتفَعَ عنه الإشكالُ، وتبيَّن له أيضًا سَعةُ علمِ ابن عباسٍ – رضي الله عنهما -، ودِقَّةُ فقهِه.

فإنه كما قال الإمامُ ابن القيم – رحمه الله -: “إنه لم يجعَل عاشوراء هو اليومَ التاسع؛ بل قال للسائِلِ: صُم اليوم التاسع، واكتَفىَ – رضي الله عنهما – بمعرفَةِ السائِلِ أن يومَ عاشوراء هو اليومُ العاشر، الذي يَعُدُّه الناسُ كلُّهم أنه يوم عاشوراء.

فأرشَدَ السائِلَ إلى صيام التاسع منه، وأخبَرَ أن رسولَ الله ﷺ كان يصُومُه كذلك؛ إما لأنه الأَولَى، أو أنه أخبَرَ بفعلِ النبي ﷺ، لأنه – عليه الصلاة والسلام – أمرَ به، وعزَمَ على صيامِه في المستقبل، وكلُّ هذه الآثار يُصدِّقُ بعضُها بعضًا، ويُؤيِّدُ بعضُها بعضًا.

فمراتِبُ صومِه ثلاثةٌ: أكمَلُها: أن يُصامَ قبلَه يومٌ وبعده يوم، ويلِي ذلك: أن يُصامَ التاسعُ والعاشرُ، وعليه أكثرُ الأحاديث، ويلِي ذلك: إفرادُ العاشرِ وحدَه بالصوم”.

 

فاتَّقُوا الله – عباد الله -، واغتنِمُوا هذا الفضلَ العظيم، واحرِصُوا على إدراكِ هذا الخير العَمِيم، وخُذُوا منه بأوفرِ النصيبِ تفُوزُوا بالأجرِ الكريمِ، والثوابِ الجزيل، من الجوادِ الكريم، ذي الإجلالِ والإكرام، والطَّولِ والإنعام.

واذكُرُوا على الداوم أن الله تعالى قد أمرَكم بالصلاةِ والسلامِ على خير الأنام، فقال في أصدقِ الحديث وأحسنِ الكلام:

﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا﴾ الأحزاب: 56.

اللهم صلِّ وسلِّم على عبدك ورسولك محمدٍ، وارضَ اللهم عن خلفائِه الأربعة: أبي بكرٍ، وعُمر، وعُثمان، وعليٍّ، وعن سائِرِ الآلِ والصحابةِ والتابعين، ومن تبِعَهم بإحسانٍ إلى يوم الدين، وعنَّا معهم بعفوِك وكرمِك وإحسانِك يا أكرم الأكرمين.

﴿رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ﴾ الأعراف: 23.

﴿رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ﴾ البقرة: 201.

وصلِّ اللهم وسلِّم على نبيِّنا محمدٍ، وعلى آلهِ وصحبهِ أجمعين، والحمدُ لله ربِّ العالمين.