الدكتور نجوغو بن مبكي صمب من السنغال
تعتبر الدساتير التي يتحاكم إليها الشعوب في كل الدول من أهم العقود الاجتماعية واخطرها، فهي التي تنظم شؤون حياتهم المختلفة من سياسية واجتماعية واقتصادية، وتصبغها بصبغتها الأيديولوجية والدينية،
ولذلك فإن الدول تولي دساتيرها اهتماما بالغا وتنزلها منزلة رفيعة وتجتهد في صياغتها وتاليفها، ثم تحيطها بهالة من التقديس والاحترام، لكونها رمز السيادة والاستقلال وعلامة التحضر والمدنية.
ودستور كل دولة تبنى على الاسس العقدية والفكرية التي يؤمن بها من يتحاكم إليها من الشعوب والمجتمعات، أو هكذا ينبغي أن يكون.
وعلى الرغم من كون أغلب سكان السنغال من المسلمين، ومن تمتع زعماء المسلمين بنفوذ ظاهر ومكانة اجتماعية مرموقة، وذلك منذ قرون عديدة وأزمنة مديدة، فإن العلمانيين هم الذين بأيديهم زمام الأمور ومقاليد الحكم، وهم لا يرقبون في مؤمن إلا ولا ذمة، ولا يرون للدين قدرا ولا حرمة، وما قصة قانون الأحوال الشخصية السنغالي عنا ببعيدة، وفي تلك القصة من الدروس والعبر ما لو وعاها زعماء الطرق الصوفية وقادة الجمعيات الإسلامية لأورثتهم يقظة وصحوة فهبة قوية فمكنة.
وها هو التاريخ يعيد بعض فصوله اليوم وبنو علمان يجمعون أمرهم وكيدهم لتمرير قوانين خطيرة جدا، الهدف منها يتلخص في القضاء على البقية الباقية من القيم والأخلاق الاسلامية التي يتشبث بها هذا المجتمع المغلوب على أمره، بعد أن سلخوا من كل فضيلة، وبلوا بكل فاحشة ورذيلة، وهذا ليس بمستغرب ممن يؤمن بفصل الدين عن الدولة والشريعة عن الحياة والقرآن عن السلطان،
بل المستغرب هو موقف المسلمين من هذه الخطوة المتقدمة من التغريب الإجباري والعلمنة القهرية لشؤون الحياة والاحياء، وهذا السكوت المطبق عن تمدد وانتشار حركات تحرير المرأة، وجمعيات المثليين، وتواطؤ الساسة والمشرعين!!!
ولك أن تتساءل هل ولاة أمور المسلمين في بلدنا على علم ودراية بما يسعى إليه هؤلاء ، أم لا؟ أو أنهم عاجزون عن فعل شيء يعذرون به عند ربهم ، و يوقفون به المفسدين عند حدهم، أم وصلوا إلى ما وصل إليه أهل الكتاب من قبلهم من قسوة القلوب، وترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر،
وتحقق فيهم ما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم من الوقوع في المهلكات من حكم الأمراء بغير ما أنزل الله، وترك الجهاد في سبيل الله، وإيثار الدنيا على الآخرة؟؟؟
ومهما يكن من أمر فإن واجب الربانيين في هذه الجولة من معارك الوجود والشهود بينهم وبين حملة المشاريع التغريبية لا يختلف عن واجبهم في كل زمان او مكان يشهد انحرافا جماعيا من مبادئ الدين وتحللا سافرا عن ربقة الأخلاق والقيم، قال تعالى ( وترى كثيرا منهم يسارعون في الإثم والعدوان واكلهم السحت لبئس ما كانوا يعملون * لو لا ينهاهم الربانيون والأخبار عن قولهم الإثم واكلهم السحت لبئس ما كانوا يصنعون ).
ولعل واجب الوقت يتمثل في التالي :
أولا : العودة الصادقة بالأمة الإسلامية إلى الدين .
وذلك بتجديد فهم الدين في قلوبهم وتطبيقه في واقعهم
ثانيا : إحياء فريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وحراسة الشعائر والشرائع،
ثالثا : التوعية بمكائد أعداء الأمة، والإعداد الكامل والشامل لكل أنواع المعارك التي تشن ضد الإسلام والمسلمين.
رابعا : توحيد كلمة المسلمين وتقوية الجبهة الداخلية للأمة الاسلامية، ونبذ الخلافات والصراعات التي تفت من قواها وتذهب ريحها وتفشل مشاريعها في التنمية والتقدم والشهادة على الناس.
والله ولي التوفيق.
بقلم نجوغو مبكي صمب
أضف تعليقاً