photo254565022782564462رئيس اتحاد علماء إفريقيا الدكتور سعيد برهان عبد الله يلقى كلمة الاتحاد في الحفل الافتتاحي للمؤتمر العلمي الثاني بالخرطوم لجماعة أنصار السنة المحمدية في السودان بعنوان ” الدعوة في إفريقيا – الآفاق والتحديات ” وتحت شعار ” الإسلام سلام وأمان لإفريقيا ” في قاعة الصداقة في الخرطوم يوم الجمعة 15 رجب 1437هـ الموافق 21/4/2016م  

وقد جاءت كالتالي


بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله الذي دعا إلى دار السلام ، وأخرج الناس من الظلمات بنور الإسلام ، وأرشدهم به إلى جميع سبل الهدى ودرجات التمام
والصلاة والسلام على خير الأنام سيدنا ونبينا ومولانا محمد أحسن من دعا وعمل واستقام وعلى آله الطيبين الطاهرين وأصحابه الغر الميامين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم القيام
أما بعد /
صاحب الفخامة المشير عمر حسن أحمد البشير المعظم رئيس جمهورية السودان
أصحاب المعالي والسعادة
أصحاب السماحة والفضيلة
أيها الحفل البهيج
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فكم أنا سعيد بالوقوف أمام وجوهكم النيرة ومشاركتكم في هذه المناسبة الطيبة التي نشكر الله سبحانه وتعالى الذي يسر لنا هذا الاجتماع المبارك والذي دعت إليه جماعة أنصار السنة المحمدية الموفقة لجمع كلمة العاملين في الدعوة إلى الله للتباحث في قضاياها الشائكة خاصة تلك التي تتعلق بهذه القارة .
إن هذا المؤتمر العلمي الثاني عن الدعوة الإسلامية في أفريقيا الآفاق والتحديات تحت شعار الإسلام سلام وأمان لأفريقيا ، قد أتى في وقته وعقد في مكانه .
فالأحداث المتلاحقة والمحزنة التي تشهدها أفريقيا هذه الأيام شرقها وغربها شمالها وجنوبها والتي تهدد هويتها الإسلامية وتسعى إلى محو جميع الجهود المبذولة لنشر الدين عن بكرة أبيها ، وتشويه صورة هذا الدين الحنيف أمام أبنائه وأتباعه قبل أعدائه ، هذه الأحداث تتطلب تكاتفا وتعاونا من جميع أبناء الأمة لمواجهتها وكشف زيفها ودفع شبهاتها .
وهو تكاتف مطلوب من قادة الأمة وعلمائها ودعاتها ومفكريها ليوضحوا الصورة الصحيحة لهذا الدين ويدعو الناس إليه ليستحقوا الخيرية التي هي سمة هذه الأمة إذا قامت بواجباتها (كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله).
فقد آن الأوان لتجاوز الخلافات الجانبية ونسيان القضايا الجزئية ، لتجتمع الكلمة ونقف صفا واحد كالبنيان المرصوص لنواجه العدو المشترك ونجد الحلول الناجعة للقضايا الكبرى للأمة .
فإذا كان أمامنا تنصير نشط وتشيع يعمل بالتقية تارة وبالمجاهرة أخرى ، وتغريب واستلاب من ناحية أخرى وتدمير لأخلاق الشباب ونهب ممنهج لخيرات الأمة ، لم يبق للانشغال بالاختلافات الفرعية والمنهجية حيز كبير من وقتنا وجهدنا .
وعقد هذا المؤتمر في مكانه المناسب ، لأن السودان هي قلب أفريقيا المسلمة النابض ، والحاضنة لتيار الدعوة الإسلامية فيها بجامعاتها العريقة التي تفوج إلى أفريقيا قوافل العلماء الذين يتخرجون منها كل عام ، وبمؤسساتها الدعوية ذات الانتشار الواسع ، وبالروح الإسلامي العالي والحس الدعوي الذي يتمتع به قادتها .
وما لمسناه في أثناء مشاركتنا في الملتقى الثالث عشر للمنتدى الإسلامي مع شركائها في أفريقيا وافتتاح المركز الإسلامي بالخرطوم ، وما نشاهده اليوم ونحن نفتتح هذا المؤتمر المبارك لأكبر برهان على صحة ما أقول .
فرغم الأعباء الثقيلة التي لا يجهلها أحد إلا أن الرجل الأول في الدولة يأبى إلا أن يشارك بشخصه الكريم وفكره النير في هذه المناشط الدعوية موجها ومؤيدا ومشرفا .
فأصالة عن نفسي ونيابة عن أعضاء اتحاد علماء أفريقيا من العلماء والمفتيين ومدراء الجامعات وعمداء الكليات والباحثين المنتمين إلى اثنتين وأربعين دولة من دول أفريقيا جنوب الصحراء نيابة عن هؤلاء جميعا أعبر عن عميق الشكر والتقدير لدولة السودان ولرئيس جمهورية السودان ولشعب السودان الكريم على كل ما يولونه من رعاية ودعم ومساندة لقضايا أفريقيا الدينية والاجتماعية والسياسية وغبرها.
ونشكر جماعة أنصار السنة المحمدية التي أدركت أن لاتحاد علماء أفريقيا موقعا معتبرا في كل القضايا المتعلقة بالشأن العلمي والدعوي في القارة ، ففسحت له المجال وأشركته في هذا المؤتمر بأبحاث أعضائه ومناقشاتهم الثرة والمفيدة.
صاحب الفخامة أيها الحفل الكريم
اسمحوا لي أن أبين هنا أن هذا الاتحاد الذي تم تأسيسه عام 2011 وانطلقت أعماله في مدينة باماكو بجمهورية مالي ليس كيانا بديلا عن الكيانات العلمية والدعوية القائمة في أركان القارة ، وإنما هو كيان قام لتنسيق جهود هذه الكيانات وإبرازها ، وجعله مرجعا علميا يتحدث عن قضايا جنوب الصحراء وتشجيع وتقوية دور العلماء والدعاة في أوطانهم ليزيد تأثيرهم الإيجابي في توجيه المجتمعات الإفريقية نحو التعايش السلمي بين مختلف مكوناتها إلى جانب تقديم الفتوى الموزونة المؤصلة والجماعية عند الحاجة إليها .
كما أن هذا الاتحاد ليس كيانا منغلقا على نفسه وإنما هو الامتداد الطبيعي للجهود المباركة التي تقوم بها المؤسسات الإسلامية العريقة العاملة في هذه المنطقة . وإذا تحدثنا عن أفريقيا المسلمة جنوب الصحراء فالسودان هي البوابة الكبرى إليها المأوى الأول للراغبين في طلب العلم والخير عموما في جو من الهدوء والاستقرار ، فالسودان إذن بالنسبة لأفريقيا جنوب الصحراء هي المصدر والمورد.
وهذا ما أدركته مبكرا المؤسسات العلمية والدعوية في هذه البلاد ، فالقائمون عليها يسعون دائما إلى تقوية هذا الاتحاد الناشئ والتعريف به وعقد الشراكات معه كل في مجال تخصصه ، فشكر الله سعيهم وأحسن مثوبتهم .
فللسودان رئيسا وحكومة وشعبا شكرنا وتقديرنا ودعواتنا الخالصة لهم بالتوفيق والسداد والازدهار والتقدم المستمر.
كما نشكر شكرا جزيلا القائمين على هذا المؤتمر على ما لقيناه من حسن استقبال وكرم الضيافة وجودة التنظيم لكل مراحله .
والله نسأل أن يحفظ قائد هذه البلاد ويرزقه البطانة الصالحة التي تعينه على الخير ليبقى سندا قويا للخير أينما كان ويقيه وشعبه من كيد الكائدين وحقد الحاقدين ،كما نسأله سبحانه وتعالى أن يحفظ الأمة الإسلامية من كل سوء
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *