المؤتمر الدولي الثاني حول الإعلام والإرهاب: الوسائل والاستراتيجيات نظمتها جامعة الملك خالد بأبها
المهرجان الخطابي للاحتفال باليوم العالمي للغة العربية
المؤتمر العام الأول لخريجي جامعة إفريقيا العالمية بالخرطوم السودان
المؤتمر العام الأول لخريجي جامعة إفريقيا العالمية بالخرطوم السودان
الملتقى الدعوي العلمي الخامس في نيامي.
زيارة المندوب الجهوي للجنة الدولية للصليب الأحمر الدولي لمنطقة الساحل وشمال إفريقيا لمكتب الأمانة العامة لاتحاد علماء إفريقيا
مشاركة بعض أعضاء اتحاد علماء إفريقيا في الملتقى الثقافي الثاني حول المساجد بالخرطوم – السودان
الندوة العلمية الدولية حول حماية السكان المدنيين في النزاعات المسلحة في الشريعة الإسلامية والقانون الدولي الإنساني المنعقد في النيجر بتاريخ 15-نوفمبر-17
لمؤتمر العام الثاني للاتحاد بمكة المكرمة اليوم الثلاثاء 3-4 ذو الحجة 1439ه الموافق ل 14-15 أغسطس 2018 برعاية لجنة الدعوة في إفريقيا
كانت بحيرة تشاد نقطة التقاء الحدود التي صنعها المستعمر بعد اتفاقية سنة 1893م والتي بموجبها فُصل بين نيجيريا والكاميرون وتشاد والنيجر , أو بالأصح بين مناطق نفوذ الدول الاستعمارية الثلاث , فرنسا وبريطانيا والمانيا .
خاضت خلالها المقاومة التشادية حروب طويلة المدى ضد المستعمر الفرنسي دامت أكثر من سبع سنوات كانت سجالاً بين الطرفين, و كان أخرها المعركة الشهيرة التي وقعت بالقرب من مدينة ( قصيري ) قُتل فيها القائد الفرنسي ( لامي ) وجرح الأمير ( رابح ) الذي توفي على أثر هذه الجروح سنة 1900م واستطاعت القوات الفرنسية احتلال عاصمته ( ديكوا )
ثم قاد لواء المقاومة بعد الأمير رابح أبنه ( فضل الله ) الذي قاوم الاستعمار بعد أبيه إلى أن قُتل شهيدا مثل أبيه سنة 1909م وتم القضاء على المقاومة بعد معركة ( عين جالا ) عام 1911م .
على أثر هذه المعركة قررت الحكومة الفرنسية إطلاق أسم تشاد على هذه المنطقة وتم ضمها إلى منطقة أفريقيا الاستوائية الفرنسية التي شملت إضافة إلى تشاد , الغابون , والكاميرون والكونغو , وأفريقيا الوسطى وبذلك تم اتصال مناطق المستعمرات الفرنسية مع بعضها واصبحت تمثل منطقة جغرافية متصلة دون فواصل طبيعية أو سياسية .
أراد الفرنسيون أن يستوطنوا في البلاد ويجعلوا من اهلها رعايا أذلة . فلم يجدوا لهم عدواً كالإسلام الدين الذي يقف كالطود العظيم الذي يحول دون تحقيق اهدافهم في الاستعمار والاستقرار والاستغلال.
فعمد المستعمر إلى إعداد خطة محكمة للنيل من خصمهم – الاسلام – فدعوا جميع العلماء من مختلف جهات تشاد وأوهموهم بأن اللقاء حول إدارة البلاد وكيفية تصريف شئونها . ولكن الخديعة والغدر كانا وراء هذه الدعوة الخبيثة حيث تم جمع ما يقارب من أربعمائة عالم في مدينة ( أبشة ) في اقليم ( واداي ) سنة 1917م وتم القضاء عليهم بدم بارد في مرة واحدة .
عُرفت هذه المذبحة الشنيعة بمذبحة ( كبكب ) وهو دليل على المعنى الحقيقي الشامل للمذبحة لعدم نجاة أحد من العلماء, ودليل على أن المستعمر أجهز على الجميع ولم يبقي أحد منهم .
لم تُنكر سلطات الاستعمار الفرنسي ما قامت به من جريمة نكراء في حق العماء المسلمين في تشاد بل قامت بتبرير تلك الجريمة بمبرر أقبح مما فعلته اياديها الأثمة الظالمة حين أعلنت دون حرج؛ إن فٍعلتها جاءت للقضاء على الرجعية وأوكارها – المتمثلة في دين الإسلام وعُلمائه ودعاته – وقد آن للبلاد أن تتحرر من كل قيد يفرضه الدين – الإسلامي – والأخلاق المنبثقة عنه وعن تعاليمه .
ولم تكتفي قوات المستعمر الفرنسي بمذبحة ( كبكب ) بل شرعت في تتبع وملاحقة من بقي من معلمي القرآن والمربين والوعاظ والعلماء الذين لم تطالهم يد غدر المستعمر في مذبحة ( كبكب ) بسبب عدم تواجدهم أثناء مباشرة الجريمة حتى اضطروهم إلى الهروب والنجاة بأنفسهم إلى خارج البلاد ,واستمرت محاربة الدين الاسلامي في تشاد وفق خطة ممنهجة و محكمة طويلة المدى وضعها المستعمر تقوم على طريقين :
الأولى مباشرة :
عن طريق نشر الدعاية ضد الإسلام في شريعته وتشويه الرموز التي تمثله باعتباره دين رجعية وتخلف وهو دخيل على المنطقة جاء من مناطق اخري بعيدة لا صلة لها بالمنطقة أراد أصحابه أن يكون ذريعة لبقائهم في البلاد وبسط نفوذهم عليها ؛ وأن العالم لم يعد بحاجة إليه وأن البديل يمكن فيما يقدمه المستعمر الأوربي , ووصفه بالاعتقاد البالي الذي لم يعد يصلح في هذا العصر وأن البديل هو ما يقدمه المستعمر من قيم وأفكار وثقافة .
الثاني غير مباشر
وهو الأخبث من خلال تبني مشروع نشر الفساد والدعوة إلى التفسق والتحلل والدعوة إلى الاختلاط والسفور وتقديمها على أنها علامات التحضر ومواكبة العصر والطريق إلى التقدم ؛ كما ساهمت حكومة الاستعمار الفرنسية في نشر المخدرات والخمور وفتح محلات الرذيلة ونشر الصحف والافلام الإباحية .
كما عمل الفرنسيين على إبقاء أبنا الشعب التشادي بعد القضاء على العلماء ومداس التعليم في حالة من الجهل والفقر مع معاناة المرض والتخلف وحرمانهم من الدخول في المدارس الحكومية التي تشرف عليها حكومة الاستعمار ؛ بل بلغ بالمستعمر الفرنسي أنه لا يسمح للمواطنين التشاديين العلاج في المستشفيات التي يشرف عليها – المنصرون – إلا الذين يعتنقون الديانة المسيحية ؛ لهذا وصل الحد من وحشية المستعمر وتجرده من أبسط معاني الإنسانية التي يُحرم فيها الإنسان من أبسط حقوقه في التعليم والعلاج . بل جعل من العلاج وسيلة ابتزازا لتحويل وإخراج أهل تشاد من المسلمين من دينهم الذي هو دين أباءهم وأجدادهم إلى الدين المسيحي مقابل العلاج أو جرعة من الدواء تبقيهم على قيد الحياة !!!!! وكانت فرنسا تسعى لامتصاص واحتواء كل مكون ثقافي أو اجتماعي من السكان المحليين إلى الثقافة الفرنسية وهو ما عرف بالثقافة ( الفرانكو فونية ). التي انتجت جيل طالب باستقلال البلاد عن فرنسا و قيام جمهورية تشاد سنة 1960واعلان دستور ينص على ان اللغة الفرنسية هي اللغة الرسمية للبلاد !!!!.
(*) كاتب وباحث في الدراسات الإسلامية، عضو هيئة علماء ليبيا وعضو رابطة علماء أهل السنة
أضف تعليقاً