الخطبة الأولى:
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، اللهم صل على محمد وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم في العالمين، إنك حميد مجيد، وسلم تسليما كثيرا، أما بعد: فأوصيكم ونفسي بتقوى الله عز وجل فإنه وصية الله للأولين والآخرين ﴿وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُواْ اللّهَ﴾ النساء 131.
ثم اعلموا رحمكم الله أن القلب يمرض كما يمرض البدن، ويصدأ كما تصدأ المرآة، ويجوع كما يجوع البطن، وأمراض القلب كثيرة وهي تختلف حسب نوع المؤثرات التي تحيط به، وكلما قويت المؤثرات على القلب قوي المرض واشتد حتى يغلف ويُطمس ويقفل ويطبع عليه ويزيغ عن الحق، وعندها تكون حالة موت القلب التي هي أسوأ الحالات؛ لأنها تنقل صاحبها من الإيمان إلى ضده، وتجعله في مرتبة البهائم والعياذ بالله.
ومن أشد هذه الأمراض التي تصيب القلوب مرض قسوة القلب، وهو مرض خطير تنشأ عنه أمراض، وتظهر له أعراض، ولا يسلم من ذلك إلا من سلمه الله وأخذ بالأسباب:
يقول تعالى مخاطبا اليهود: ﴿ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُم مِّن بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً﴾ البقرة 74.
الأعراض:
ولقسوة القلب أعراض ومظاهر تدل عليها، وهي تتفاوت من حيث خطورتها وأثرها على صاحبها، ومن أهم هذه المظاهر :
التكاسل عن الطاعات وأعمال الخير، فالصلاة يؤديها مجرد حركات لا خشوع فيها، بل يضيق بها ذرعا كأنه يحمل عبئا ينوء به ظهره ويريد التخلص منه سريعا،
وقد وصف الله المنافقين فقال: ﴿وَلاَ يَأْتُونَ الصَّلاَةَ إِلاَّ وَهُمْ كُسَالَى وَلاَ يُنفِقُونَ إِلاَّ وَهُمْ كَارِهُونَ﴾ التوبة 54. وقال: ﴿وَإِذَا قَامُواْ إِلَى الصَّلاَةِ قَامُواْ كُسَالَى﴾ النساء 142
عدم التأثر بآيات القرآن الكريم والمواعظ: فهو يسمع آيات الوعد والوعيد فلا يتأثر ولا يخشع قلبه ولا يخبت، كما أنه يغفل عن قراءة القرآن، وعن سماعه ويجد ثقلاً وانصرافاً عنه، مع أن الله تعالى يقول: ﴿فَذَكِّرْ بِالْقُرْآنِ مَن يَخَافُ وَعِيدِ﴾ ق 45
ومدح الله المؤمنين بقوله: ﴿إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ﴾ الأنفال 2.
عدم تأثره بشيء مما حوله من الحوادث كالموت والآيات الكونية: والعجائب التي تمر عليه بين حين وآخر، فهو يرى الأموات ويمشي في المقابر وكأن شيئاً لم يكن، وكفى بالموت واعظاً، ويرى ويسمع الزلازل والكوارث ولا يبالي، قال تعالى ﴿أَوَلاَ يَرَوْنَ أَنَّهُمْ يُفْتَنُونَ فِي كُلِّ عَامٍ مَّرَّةً أَوْ مَرَّتَيْنِ ثُمَّ لاَ يَتُوبُونَ وَلاَ هُمْ يَذَّكَّرُونَ﴾ التوبة 126
وقال تعالى: ﴿فَلَوْلا إِذْ جَاءهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُواْ وَلَـكِن قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ﴾ الأنعام 43
إيثار الدنيا على الآخرة: فتصبح الدنيا همه وشغله الشاغل، وتكون مصالحه الدنيوية ميزاناً في حبه وبغضه وعلاقاته مع الناس.
يضعف فيه تعظيم الله جل جلاله: وتنطفئ الغيرة في قلبه، وتقل جذوة الإيمان، ولا يغضب إذا انتهكت محارم الله، فيرى المنكرات ولا يحرك ساكناً، ويسمع الموبقات وكأن شيئاً لم يحدث، لا يعرف معروفاً، ولا ينكر منكراً، ولا يبالي بالمعاصي والذنوب.
الوحشة التي يجدها صاحب القلب القاسي: وضيق الصدر والشعور بالقلق والضيق بالناس، ولا يكاد يهنأ بعيش أو يطمئن، فيظل قلقاً متوتراً من كل شيء، يغضب لأتفه الأسباب أو بلا سبب.
أن القلب القاسي تمنعه القلب من أن تجد الرحمة إليه سبيلا، فلا يرحم فقيرا، ولا يعبأ لحال يتيم ذي مقربة أو مسكين ذي متربة.
أسباب قسوة القلب:
تلك أعراض القلب القاسية أما أسبابها فكثيرة أيضا ومتعددة وبعضها أكثر خطورة من الآخر، وتزداد القسوة كلما تعددت الأسباب، ولعل أهم هذه الأسباب ما هي:
1- حب الدنيا والركون إليها ونسيان الآخرة: وهذا من أعظم الأسباب التي تقسي القلوب، فإن حب الدنيا إذا طغى على القلب ضعف إيمانه شيئاً فشيئاً حتى تصبح العبادة ثقيلة مملة، ويجد لذته وسلواه في الدنيا وحطامها حتى ينسى الآخرة أو يكاد، ويغفل عن هادم اللذات، ويبدأ عنده طول الأمل، وما اجتمعت هذه البلايا في شخص إلا أهلكته.
وللدنيا شُعب ٌ ما مال القلب إلى واحدة منها إلا استهوته لما بعدها، ثم إلى ما بعدها حتى يبتعد عن الله عز وجل، وعندها تسقط مكانته عند الله، ولا يبالي الله في أي وادي من أودية الدنيا هلك والعياذ بالله.
إن هذا العبد نسي ربه وأقبل على الدنيا، فعظم ما لا يستحق التعظيم، واستهان بما يستحق الإجلال والتكريم، فلذلك كانت عاقبته من أسوأ العواقب.
2- الغفلة : وهي داءٌ وبيل، ومرض خطير إذا استحوذ على القلوب، وتمكن من النفوس، واستأثر على الجوارح والأبدان أدى إلى انغلاق كل أبواب الهداية، وحصول الطبع والختم على القلوب ﴿أُولَئِكَ الَّذِينَ طَبَعَ اللّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ﴾ النحل 108. يقول ابن القيم –رحمه الله- واصفاً حال أكثر الخلق : (ومن تأمل حال هذا الخلق وجدهم كلهم إلا قليل ممن غفلت قلوبهم عن ذكر الله تعالى، واتبعوا أهواءهم، وصارت أمورهم ومصالحهم فرطاً، أي فرطوا فيما ينفعهم ويعود بصالحهم، واشتغلوا بما لا ينفعهم بل يعود بضررهم عاجلاً و آجلاً) اهـ
وأخبر الله تعالى عن أصحاب الغفلة أنهم أصحاب قلوب قاسية لا ترق ولا تلين، ولا تنتفع بشيء من الموعظة ، فهي كالحجارة أو أشد قسوة، ولهم أعين يشاهدون بها ظواهر الأشياء، ولكنهم لا يبصرون بها حقائق الأمور، ولا يميزون بها بين المنافع والمضار، ولهم آذان يسمعون بها الباطل كالكذب والغناء والفحش والغيبة والنميمة، ولا ينتفعون بها في سماع الحق من كتاب الله وسنة نبيه محمد صلى الله عليه وآله وسلم فأنى لهؤلاء الفوز والنجاة وتلك حالهم، وأنى لهم الهدى والاستقامة وتلك طريقتهم يقول سبحانه: ﴿وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِّنَ الْجِنِّ وَالإِنسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لاَّ يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لاَّ يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لاَّ يَسْمَعُونَ بِهَا أُوْلَئِكَ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُوْلَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ﴾ الأعراف 179.
3- مصاحبة أصدقاء السوء، والجلوس في الأجواء الفاسدة: وهذا السبب من أكثر الأسباب تأثيراً، وذلك لأن الإنسان سريع التأثر بمن حوله، فالشخص الذي يعيش في وسط يعجُ بالمعاصي والمنكرات، ويجالس أناساً أكثر حديثهم عن المحرمات، ويكثرون المزاح والضحك والنكات وسماع الغناء ورؤية المسلسلات الماجنة، هذا الشخص لا بد أن يتأثر بهؤلاء الجلساء وطبعه يسرق من طبعهم، فيقسو قلبه، ويعتاد على هذه المنكرات
عَنِ المَرءِ لا تَسأَل وَسَل عَن قَرينَهُ _ فَكُلُّ قَرينٍ بِالمُقارِنِ يَقتَدي.
4- كثرة الوقوع في المعاصي والمنكرات بحيث تصبح شيئاً مألوفاً: فإن المعصية ولو كانت صغيرة تمهد الطريق لأختها حتى تتابع المعاصي ويهون أمرها، ولا يدرك صاحبها خطرها، وتتسرب واحدة وراء الأخرى إلى قلبه، حتى لا يبالي بها، ولا يقدر على مفارقتها ويطلب ما هو أكثر منها، فيضعف في قلبه تعظيم الله وتعظيم حرماته، ولهذا يقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم (إِذَا أَذْنَبَ الْعَبْدُ نُكِتَ فِي قَلْبِهِ نُكْتَةٌ سَوْدَاءُ، فَإِنْ تَابَ صُقِلَ مِنْهَا، فَإِنْ عَادَ زَادَتْ حَتَّى تَعْظُمَ فِي قَلْبِهِ، فَذَلِكَ الرَّانُ الَّذِي ذَكَرَهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ ﴿ كَلاَّ بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِم مَّا كَانُوا يَكْسِبُونَ﴾) المطففين 14، رواه أحمد والترمذي وحسنه الألباني.
5- نسيان الموت وسكراته، والقبر وأهواله : وعذابه ونعيمه، ووضع الموازين، ونشر الدواوين، والمرور على الصراط، ونسيان النار وما أعد الله فيها لأصحاب القلوب القاسية.
علاج قسوة القلب:
أيها الإخوة المؤمنون، بعد أن وقفنا على مظاهر هذا الداء وأسبابه، وفحصنا المرض، نقف على سُبل علاجه، والأسباب التي تجعله رقيقاً منكسراً خاشعاً لخالقه عز وجل، يُقبل على الله بعد أن كان معرضا عنه ، ويقف عند حدوده بعد أن كان مجترئاً عليها.
إن نعمة رقة القلب من أجل النعم وأعظمها، وما من قلب يُحرم هذه النعمة إلا كان صاحبه موعوداً بعذاب الله فقد قال سبحانه ﴿فَوَيْلٌ لِّلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُم مِّن ذِكْرِ اللَّهِ﴾ الزمر 22، وما رق قلب لله وانكسر إلا كان صاحبه سابقاً إلى الخيرات، مشمراً إلى الطاعات، أحرص ما يكون على طاعة الله ومحبته.
أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية:
الحمد لله …
أيها المسلمون من الأمور التي تزيل القسوة عن القلب منها ما يلي:
1- تعلم العلم الشرعي من القرآن والسنة الذي يعين على المعرفة بالله تعالى وتوحيده:
فمن عرف ربه حق المعرفة رق قلبه، ومن جهل حق ربه قسا قلبه، ولا يكون القلب قاسياً إلا إذا كان صاحبه من أجهل العباد بالله عز وجل وبحقه في التوحيد وإخلاص العبادة له عز وجل، وكلما عظم الجهل بالله وبحقوقه كان العبد أكثر جرأة على حدوده ومحارمه، وكلما وجدت الشخص يديم التفكير في ملكوت الله، ويتذكر نعم الله عليه التي لا تعد ولا تحصى، وجدت في قلبه رقة.
2- تذكر الموت وما بعده:
من سؤال القبر وظلمته ووحشته وضيقه، وأهوال الموت وسكراته، ومشاهدة أحوال المحتضرين وحضور الجنائز، فإن هذا مما يوقظ النفس من نومها، ويوقفها من رقادها، وينبهها من غفلتها، فتعود إلى ربها وترق، ولهذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يوصي أصحابه بذكر الموت فيقول: (أَكْثِرُوا ذِكْرَ هَادِمِ اللَّذَّاتِ) رواه البخاري. ويقول سعيد بن جبير رحمه الله: (لو فارق ذكر الموت قلبي لخشيت أن يفسد علي قلبي).
3- زيارة القبور والتفكر في حال أهلها:
وكيف صارت أجسادهم تحت التراب وكيف كانوا يأكلون ويتمتعون ويلبسون ما لذ وطاب فأصبحوا تحت التراب في قبورهم، وتركوا ما ملكوا من أموال وبنين، ويتذكر أنه قريباً سيكون بينهم، وأن مآله هو مآلهم، ومصيره هو مصيرهم، فزيارة القبور عظة وعبرة، وتذكير وتنبيه لأهل الغفلة، ولهذا قال النبي r (كُنْتُ نَهَيْتُكُمْ عَنْ زِيَارَةِ الْقُبُورِ أَلَا فَزُورُوهَا، فَإِنَّهُ يُرِقُّ الْقَلْبَ، وَتُدْمِعُ الْعَيْنَ، وَتُذَكِّرُ الْآخِرَةَ، وَلَا تَقُولُوا هُجْرًا) رواه الحاكم وصححه الألباني، ومن نظر إلى القبور وإلى أحوال أهلها انكسر قلبه ورق، وذهب ما به من القسوة، وأقبل على ربه إقبال صدق وإخبات.
4- النظر في آيات القرآن الكريم :
والتفكر في وعده ووعيده وأمر ونهيه، فما قرأ عبد القرآن وكان عند قراءته حاضر القلب مفكراً متدبرا إلا وجدت عينه تدمع، وقلبه يخشع، ونفسه تتوهج إيماناً من أعماقها، وما تلا عبد القرآن حق تلاوته أو استمع إلى آياته إلا وجدته رقيقاً قد خفق قلبه واقشعر جلده من خشية الله ﴿اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُّتَشَابِهًا مَّثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاء وَمَن يُضْلِلْ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ﴾ الزمر 23.
وقال تعالى: ﴿أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا﴾ محمد 24.
5- تذكر الآخرة والتفكر في القيامة وأهوالها:
والجنة وما أعد الله فيها للطائعين من النعيم المقيم، والنار وما أعد الله فيها للعاصين من العذاب المقيم، فإن ذلك يذهب الغفلة عن القلوب، ويحرك الهمم الساكنة والعزائم الفاترة، فتقبل على ربها إقبال المنيب الصادق، وعندها يرق القلب.
6- الإكثار من ذكر الله والاستغفار:
فإن للقلب قسوة لا يذيبها إلى ذكر الله تعالى، فينبغي للعبد أن يداوي قسوة قلبه بذكر الله تعالى، وقد قال رجل للحسن: (يا أبا سعيد أشكو إليك قسوة قلبي) . قال: (أذِبه بالذكر). وهذا لأن القلب كلما اشتدت به الغفلة اشتدت به القسوة، فإذا ذكر الله تعالى ذابت تلك القسوة كما يذوب الرصاص في النار، فما أذيبت قسوة القلب بمثل ذكر الله تعالى . يقول ابن القيم رحمه الله : (صدأ القلب بأمرين: بالغفلة والذنب، وجلاؤه بشيئين بالاستغفار والذكر …).
قال تعالى: ﴿الَّذِينَ آمَنُواْ وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللّهِ أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ﴾ الرعد 28
7- زيارة العلماء الربانيين الصالحين وصحبتهم ومخالطتهم والقرب منهم :
فهم يأخذون بيدك إن ضعفت، ويذكرونك إذا نسيت، ويرشدونك إذا جهلت، إن افتقرت أغنوك، وإن دعوا الله لم ينسوك، قال تعالى ﴿وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا﴾ الكهف 28
8- محاسبة النفس:
فإن الإنسان إذا لم يحاسب نفسه ويعاتبها وينظر في عيوبها، ويتهمها بالتقصير لا يمكن أن يدرك حقيقة مرضها، وإذا لم يعرف حقيقة المرض فكيف يتمكن من العلاج ؟! لهذا لا بد من تذكير النفس بضعفها وافتقارها إلى خالقها، وإيقاظها من غفلتها، وتعريفها بنعم الله عليها، ومراقبتها ومحاسبتها على كل صغيرة وكبيرة حتى يسهل عليه قيادها والتحكم فيها.
9- العطف على الفقراء والمساكين والأرامل والمسح على رأس اليتيم.
10- الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
11- بر الوالدين والإحسان إليهما. – الدعاء والإلحاح على الله سبحانه.
12- الإكثار من الدعاء واللجوء إلى الله فقد قال تعالى ﴿وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ﴾ غافر 60. وكان من دعاء النبي عليه الصلاة والسلام: (يَا مُقَلِّبَ الْقُلُوبِ ثَبِّتْ قَلْبِي عَلَى دِينِكَ)
ألا وصلوا وسلموا على البشير النذير، نبينا محمد السراج المنير، اللهم صل وسلم عليه وعلى آله وأصحابه، وعلى خلفائه أبي بكر وعمر وعثمان وعلي وعنا معهم بكرمك يا أرحم الراحمين.
اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، ودمر أعداء الدين، اللهم فرج هم المهمومين من المسلمين، ونفس كرب المكروبين، واقض الدين عن المدينين، واشف مرضانا ومرضى المسلمين.
اللهم اغفر لجميع موتى المسلمين…الأحياء منهم والأموات.. وأقم الصلاة.