مشروع خطب الجمعة في إفريقيا | ||||
رقم | عنوان الخطبة | معد الخطبة | التاريخ المقترح لإلقاء الخطبة | المراجعة والنشر |
28 | د. سعيد محمد بابا سيلا ـــ عضو الاتحاد في مالي | 19 /05 /1443هـ الموافق 24 /12 /2021م | الأمانة العامة |
الموضوع: ” المسلم وأعياد غير المسلمين ”
الحمد لله الذي هدانا لدين الإسلام؛ آمرين بالمعروف ناهين عن المنكر مؤمنين بالله؛ ومقتفين لسنة نبيينا ورسولنا وشفيعنا عند ربنا؛ محمد بن عبد الله؛ تركنا على المحجة البيضاء؛ ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك؛ فصلوات الله وسلامه عليه؛ وعلى آله وأصحابه وأتباعهم بإحسان إلى يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم.
أما بعد:
عباد الله ! يقول ربنا جل وعلا مخاطبا نبيه r ]قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ[ الأنعام : 162 وهذا أمر له r ولمن يريد أن يكون تحت لوائه يوم القيامة.
يقول جلّ وعلا لنبيه r: ]ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِنَ الْأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ @ إِنَّهُمْ لَنْ يُغْنُوا عَنْكَ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَإِنَّ الظَّالِمِينَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُتَّقِينَ [الجاثية 18-19. ويقول سبحانه: ]فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَنْ تَابَ مَعَكَ وَلَا تَطْغَوْا إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ [ هود 112.
هذه الآيات كلها تدل على أن الواجب علينا نحن المسلمين هو الاستسلام لله في كل مظاهر حياتنا؛ في أفراحنا وأتراحنا؛ في أعيادنا ومناسبتنا؛ وفي شأننا كلها.
قارنوا هذا بما يقع فيه بعض المسلمين في هذه الأيام؛ خلال أعياد النصارى في الميلاد ورأس السنة؛ وإسلام المسلم يمنعه أن يشارك في هذه الأعياد بما لا خلاف في ذلك عند علماء الإسلام؛ فالموضوع حري بالتناصح بين المسلمين؛ والنبي r قال لنا: (الدِّينُ النَّصِيحَةُ) فلا ينبغي لنا أن نتوقف عن النصح لأن بعض الناس لم يقبل بها.
وقد ذكر النبي صلى الله عليه وسلم مثلا لنفسه في النصيحة؛ عَنْ جَابِرٍ t، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ r: (مَثَلِي وَمَثَلُكُمْ كَمَثَلِ رَجُلٍ أَوْقَدَ نَارًا، فَجَعَلَ الْجَنَادِبُ وَالْفَرَاشُ يَقَعْنَ فِيهَا، وَهُوَ يَذُبُّهُنَّ عَنْهَا، وَأَنَا آخِذٌ بِحُجَزِكُمْ عَنِ النَّارِ، وَأَنْتُمْ تَفَلَّتُونَ مِنْ يَدِي) متفق عليه.
وإذا نصح المسلم أخاه في هذا الباب؛ أو تكلم واعظ في إذاعة؛ أو خطب خطيب في خطبة؛ يرتفع بعض الأصوات؛ بترك الحديث في هذا الباب للتعايش بين الناس والوحدة الوطنية والتسامح؛ وهذا خلط كبير بل تضليل للناس؛ فتحقيق العدل والتسامح والتعاون بل والإحسان بين الجيران في الحي والمدينة والقرية مع اختلاف أديانهم أمر أقره الإسلام بل ضرب فيه أروع الأمثل؛ لقد تعامل نبينا r مع اليهود؛ بل مات ودرعه مرهون عند يهودي؛ وكان له خادم يهودي يخدمه فمرض فعاده النبي r في بيت أبيه كما ورد فيما رواه البخاري بسنده عن أنس رضي الله عنه قال : (كَانَ غُلاَمٌ يَهُودِيٌّ يَخْدُمُ النَّبِيَّ r، فَمَرِضَ، فَأَتَاهُ النَّبِيُّ r يَعُودُهُ، فَقَعَدَ عِنْدَ رَأْسِهِ، فَقَالَ لَهُ: «أَسْلِمْ»، فَنَظَرَ إِلَى أَبِيهِ وَهُوَ عِنْدَهُ فَقَالَ لَهُ: أَطِعْ أَبَا القَاسِمِ r، فَأَسْلَمَ، فَخَرَجَ النَّبِيُّ r وَهُوَ يَقُولُ: «الحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْقَذَهُ مِنَ النَّارِ»).
أما العبادات بما فيها الأعياد فأمر مختلف كليا فيكفي المسلم والمسلمة في هذا الباب هذه النصوص؛ يقول الله تعالى: ]قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ (1) لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ (2) وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ (3) وَلَا أَنَا عَابِدٌ مَا عَبَدْتُمْ (4) وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ (5) لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ[ وهذا لأصحاب الأعياد المشتركة.
وقال تعالى :]وَذَرِ الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَهُمْ لَعِبًا وَلَهْوًا وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَذَكِّرْ بِهِ أَنْ تُبْسَلَ نَفْسٌ بِمَا كَسَبَتْ لَيْسَ لَهَا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيٌّ وَلَا شَفِيعٌ وَإِنْ تَعْدِلْ كُلَّ عَدْلٍ لَا يُؤْخَذْ مِنْهَا…[ الأنعام: 70
ويقول الله تعالى: ]لِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنْسَكًا هُمْ نَاسِكُوهُ فَلَا يُنَازِعُنَّكَ فِي الْأَمْرِ وَادْعُ إِلَى رَبِّكَ إِنَّكَ لَعَلَى هُدًى مُسْتَقِيمٍ @ وَإِنْ جَادَلُوكَ فَقُلِ اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا تَعْمَلُونَ @ اللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ[ الحج: 67
ومن أحاديث النبي r عن ثابت بن الضحاك قال: نذر رجل على عهد رسول الله r أن ينحر إبلا ببوانة فأتى رسول الله r فأخبره فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (هَلْ كَانَ فِيهَا وَثَنٌ مِنْ أَوْثَانِ الْجَاهِلِيَّةِ يُعْبَدُ؟ “قالوا: لا قال: ” هَلْ كَانَ فِيهَا عِيدٌ مِنْ أَعْيَادِهِمْ؟ ” قالوا: لا فقال رسول الله r: ” أَوْفِ بِنَذْرِكَ، فَإِنَّهُ لَا وَفَاءَ لِنَذْرٍ فِي مَعْصِيَةِ اللهِ، وَلَا فِيمَا لَا يَمْلِكُ ابْنُ آدَمَ) رواه أبو داود وابن ماجه ؛ وصححه الألباني.
بارك الله لي ولكم في القرآن الكريم ، ونفعني بما فيه من الآيات والذكر الحكيم .
الخطبة الثانية:
الحمد لله على إحسانه والشكر له على امتنانه؛ والصلاة والسلام على خير خلقه وعلى آله وصحبه، أما بعد:
إخوة الإسلام !
بعد كل هذا أخي المسلم أختي المسلمة إن كنت تريد أن تلقى محمدا صلى الله عليه وسلم على حوضه وألا تكون ممن يزاد عن الحوض كما يزاد البعير الضال فكن متمسكا بسنته متبعا له مهما تغير الناس وتبدلوا.
مرة أخرى أقول تستطيع أن تعيش مع غير المسلمين في سلام تكون عادلا معه ومحسنا إليه في أمور الدنيا والعيش محافظا على حقوق الجيرة أو القرابة، أما في أمور الدين ومنها الأعياد فليكن شعارك ” لكم دينكم ولي ديني”
ومرجع الانكباب على ما نراه من الاحتفال بهذه الأعياد إلى ثلاث أمور :
- الجهل بأحكام الدين وعدم الاهتمام بها.
- ضعف الدين واتباع الهوى من أجل التمتع بالملذات مهما كان من أكل وشرب وموبقات …
- الشعور بالدونية والتبعية من الغالب للغالب؛ وإلا فقد كان ولا زال في بعض مجتمعاتنا أصحاب ديانات وثنية لنا قرابة ولهم أعيادهم مثل (فودو وكومو…)، وما ورد من التفريق بين أهل الكتاب وغيرهم ليس منه هذه التي خاض فيها بعض الناس.
أضف إلى ذلك ما يحدث في الاحتفال بهذه الأعياد غالبا من المعاصي والموبقات، ومنها:
- حفلات الغناء والرقص والفجور.. .
- شرب الخمور …
- إزعاج الناس تلك الليلة بالألعاب النارية وأصواتها…
اللهم وفقنا لما فيه الخير لنا في ديننا ودنيانا ؛ ألا وصلوا على البشير النذير.
أضف تعليقاً