مشروع خطب الجمعة في إفريقيا | ||||
رقم | عنوان الخطبة | معد الخطبة | التاريخ المقترح لإلقاء الخطبة | المراجعة والنشر |
42 | د. عثمان صالح تروري ـــ عضو الاتحاد في مالي | 08 /08 /1443هـ الموافق 11/03 /2022م | الأمانة العامة |
الموضوع: ” التأسي بالنبي صلى الله عليه وسلم في شهر شعبان ”
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد ألا إله إلا الله وحدَه لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، وصفيه وخليله وأمينه على وحيه، ومبلِّغُ الناس شرعه، وصلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد:
فمعاشر المؤمنين: اتقوا الله – تعالى- حقَّ التقوى؛ فعند الله للأتقياءِ المزيد، ولهم النجاةُ يومَ الوعيد: ]وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ غَيْرَ بَعِيدٍ @ هَذَا مَا تُوعَدُونَ لِكُلِّ أَوَّابٍ حَفِيظٍ @ مَنْ خَشِيَ الرَّحْمَنَ بِالْغَيْبِ وَجَاءَ بِقَلْبٍ مُنِيبٍ @ ادْخُلُوهَا بِسَلَامٍ ذَلِكَ يَوْمُ الْخُلُودِ @ لَهُمْ مَا يَشَاءُونَ فِيهَا وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ[ ق 31-36
أيها الأحبة في الله: إن من فضل الله تعالى على عباده أن جعل في أعمارهم مواسم الخير التي فيها ينشر رحمته ويعظم كرمه ويغدق نعمته، ولذا كان من خير الناس من عمره الله فشاهد كثيرا من تلك المواسم الخيرية واغتنمها،عن أَبي صَفوان عبد الله بنِ بُسْرٍ الأسلمي رضي الله عنه، قَالَ : قَالَ رَسُول الله r (خَيرُ النَّاسِ مَنْ طَالَ عُمُرهُ، وَحَسُنَ عَمَلُهُ) رواه الترمذي ، وَقالَ : حديث حسن.
أيها الأحبة في الله: إنكم اليوم في يوم الجمعة الثانية من شهر شعبان الذي يبشر بقدوم شهر رمضان، وهو شهر ثبت له فضل في نصوص السنة الصحيحة، ومن ذلك ما يلي:
– أن فيه ترفع أعمال العباد إلى رب العالمين، روى الترمذي وغيره أن رسول الله r قال: (ذَلِكَ شَهْرٌ يَغْفُلُ النَّاسُ عَنْهُ بَيْنَ رَجَبٍ وَرَمَضَانَ وَهُوَ شَهْرٌ تُرْفَعُ فِيهِ الأَعْمَالُ إِلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ) وحسنه الألباني.
– أن في نصفه يغفر الله للمؤمنين الصالحين عَنْ أَبِي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ رضي الله عنه عَنْ رَسُولِ اللَّهِ r قَالَ: (إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى لَيَطَّلِعُ فِي لَيْلَةِ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ، فَيَغْفِرُ لِجَمِيعِ خَلْقِهِ إِلَّا لِمُشْرِكٍ أَوْ مُشَاحِنٍ) رَوَاهُ ابْنُ مَاجَهْ. صححه الألباني، صحيح الجامع حديث رقم (1819). مشاحن: أي مخاصم لمسلم أو مهاجر له .
أيها المؤمنون: إن قبول العمل مبني على شرطين هما:إخلاص النية لله،والتأسي بالنبي صلى الله عليه وسلم، ومن أعمال التأسي بالنبي صلى الله عليه وسلم في شهر شعبان ما يلي:
1/ التكلف في عد أيام الشهر محافظة لرمضان فعن عائشة رضي الله عنها تقول: (كان رسول الله يتحفظ من شعبان ما لا يتحفظ من غيره … ) أبو داود وصححه الألباني.
2/ الإكثار من الصيام فيه، فعَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: (كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَصُومُ حَتَّى نَقُولَ لَا يُفْطِرُ وَيُفْطِرُ حَتَّى نَقُولَ لَا يَصُومُ فَمَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم اسْتَكْمَلَ صِيَامَ شَهْرٍ إِلَّا رَمَضَانَ وَمَا رَأَيْتُهُ أَكْثَرَ صِيَامًا مِنْهُ فِي شَعْبَانَ) م . ع
– وعَنْ أَبِي سَلَمَةَ قَالَ سَأَلْتُ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا عَنْ صِيَامِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَتْ: (كَانَ يَصُومُ حَتَّى نَقُولَ قَدْ صَامَ وَيُفْطِرُ حَتَّى نَقُولَ قَدْ أَفْطَرَ وَلَمْ أَرَهُ صَائِمًا مِنْ شَهْرٍ قَطُّ أَكْثَرَ مِنْ صِيَامِهِ مِنْ شَعْبَانَ كَانَ يَصُومُ شَعْبَانَ كُلَّهُ كَانَ يَصُومُ شَعْبَانَ إِلَّا قَلِيلًا) رواه مسلم .
– عن عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أَبِي قَيْسٍ حَدَّثَهُ أَنَّهُ سَمِعَ عَائِشَةَ تَقُولُ: (كَانَ أَحَبَّ الشُّهُورِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ يَصُومَهُ شَعْبَانُ بَلْ كَانَ يَصِلُهُ بِرَمَضَانَ) النسائي وصححه الألباني .
3/ الإسراع بالقضاء فيه لمن كان عليه شيء من صيام العام الماضي، فعَنْ أَبِي سَلَمَةَ قَالَ سَمِعْتُ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا تَقُولُ: (كَانَ يَكُونُ عَلَيَّ الصَّوْمُ مِنْ رَمَضَانَ فَمَا أَسْتَطِيعُ أَنْ أَقْضِيَ إِلَّا فِي شَعْبَانَ قَالَ يَحْيَى الشُّغْلُ مِنْ النَّبِيِّ أَوْ بِالنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم) م . ع
4/ وأخيرا التخطيط والاستعداد بما في الوسع لشهر رمضان، وهو موسم الخيرات، فالتاجر الفطن يعد البضاعة قبل موسم التجارة، وكذا المؤمن الكيس يعد بضائعه للتجارة مع الله، ولذا كان بعض السلف يسمون شعبان بشهر القراء، لأن القراء كانوا يكثرون فيه من مراجعة القرآن لإحياء نهار وليالي رمضان به.
اللهم وفقنا للعمل بهدي نبيك في شهر شعبان، وأبلغنا شهر رمضان بالأمن والأمان والصحة والعافية والتوبة النصوح، والحرص والجد في طاعتك، يالعزيز يالغفار، يا رب العالمين …………
الخطبة الثانية:
الحمد لله على نعمه، والشكر له على توفيقه، والصلاة والسلام على أفضل خلقه
عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: (لاَ تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَمُرَّ الرَّجُلُ بِقَبْرِ الرَّجُلِ فَيَقُولُ يَا لَيْتَنِى مَكَانَهُ) رواه البخاري ومسلم. وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال:
(سيأتي عليكم زمان لو وجد أحدكم فيه الموت يباع لاشتراه) عمدة القارئ.
والسبب في ذلك ما ذكر في رواية أبي حازم انه يقع البلاء والشدة حتى يكون الموت الذي هو أعظم المصائب أهون على المرء فيتمنى أهون المصيبتين في اعتقاده وبهذا جزم القرطبي ( فتح الباري)
أيها المؤمنون: إنه حديثٌ عظِيم تضمَّن ما يورِث الخوف على أهل آخر الزمان، حديثٌ جليل تضمَّن من تصوير حالنا ما لا يخفى على القاصي والداني، إنه من تنبؤات من لا ينطق عن الهوى، ]إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَى [النجم4.
واعلموا – رحمكم الله – أن الله أمركم بأمرٍ بدأ فيه بنفسه، وثنَّى بملائكته المُسبِّحة بقُدسِه، وأيَّه بكم – أيها المؤمنون -، فقال – جل وعلا:
]يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا[ الأحزاب 56.
اللهم صلِّ وسلِّم على عبدك ورسولك محمد، وعلى آله وأصحابه التابعين، ومن تبِعَهم بإحسانٍ إلى يوم الدين، وعنَّا معهم بعفوك وجودك وكرمك يا أرحم الراحمين.
اللهم أعِزَّ الإسلام والمسلمين، وأذل الكفر والكافرين، اللهم أعِزَّ الإيمان والمؤمنين، وأذل الإلحاد والملحدين.
اللهم أعِزَّ التوحيد والموحدين، وأذل الشرك والمشركين، اللهم أعز السنة والمتمسكين، وأذل البدعة والمبتدعين.
اللهم انصر دينك وكتابك وسنة نبيك وعبادك المؤمنين. وصلى الله على نبينا محمد وسلم والحمد لله رب العالمين.
أضف تعليقاً