مشروع خطب الجمعة في إفريقيا | ||||
رقم | عنوان الخطبة | معد الخطبة | التاريخ المقترح لإلقاء الخطبة | المراجعة والنشر |
46 | د. عثمان صالح تروري – الاتحاد في مالي | 07 /09 /1443هـ الموافق 08/04 /2022م | الأمانة العامة |
الموضوع: ” بعض مفطرات الصوم وآدابه وسننه ”
الحمد لله الذي أذاق الطائعين حلاوة الطاعة، وعلق قلوب المؤمنين بالمساجد والجماعة، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وفق من شاء للصيام والقيام، وهيأ لهم سبيل الوصول إلى دار السلام، وأشهد أن سيدنا محمدا عبده ورسوله إمام المتقين وأفضل الصائمين، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه إلى يوم الدين.
أما بعد: فاتقوا الله عباد الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون، وأخلصوا عملكم لله ولا تتعلقوا بغيره سبحانه، فإنه قد خلقكم لعبادته.
واعلموا أنه قد حل عليكم أجلّ مواسم العبادة، موسم التجارة مع الله، فإنه موسم لا يضاهيه موسم من مواسم الدنيا، لأن الخسارة فيه خسارة أبدية دائمة.
أخي الكريم: بعد أن علمت في الخُطب الماضية كيف تستقبل شهر رمضان، وعلمت فرضية صيامه على كل مسلم بالغ عاقل غير معذور شرعا، فزد اليوم على علمك – حفظك الله – أن للصوم مفطرات وسننا وآدابا، وسنتناول بعضها في هذا الموقف:
أما مفطرات الصوم، فهي:
1- الأكل والشرب قصدا، سواء كان الطعام أو الشراب مفيدا أم ضارا .
2- ما في معنى الأكل أو الشرب، ومن ذلكم: القطرة في الأنف التي تصل إلى الحلق، لما روي عن النبي ﷺ لم أنه قال (وَبَالِغْ فِي الِاسْتِنْشَاقِ إِلَّا أَنْ تَكُونَ صَائِمًا) والإبر المغذية، وحقن الدم في المريض لأن الدم غاية الأكل والشرب فكان له حكمهما . ( ابن عثيمين ) ، وإذا كان الإبر غير مغذية فلا حرج .
3- الجماع، لقوله تعالى (أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ….. ) البقرة 187، فدلت الآية بمفهومها على تحريم الجماع في نهار الصيام.
فمن جامع أهله في نهار رمضان فعليه التوبة، والاستغفار، والكفارة، ولذا على الصائم أن يحذر عما يوقعه في هذا الإثم العظيم.
4- إنزال المني اختيارا يقظة بمباشرة أو استمناء، لأنه في معنى الجماع، وهو من الشهوة التي يدعها الصائم كما في حديث النبي ﷺ (يدعُ شهوتَه وطعامَه وشرابَه مِنْ أجلي) أما من احتلم فأمنى فصومه صحيح.
5- التقيؤ عمدا، لقوله ﷺ (مَنْ ذَرَعَهُ الْقَيْءُ فَلَيْسَ عَلَيْهِ قَضَاءٌ، وَمَنْ اسْتَقَاءَ عَمْدًا فَلْيَقْضِ) أبو داود وصححه الألباني.
6 – خروج دم الحيض أو النفاس، لما روي عن أبي سعيد مرفوعا (أَلَيْسَ إِذا حَاضَتْ لَمْ تُصَلِّ وَلَمْ تَصُمْ) البخاري .
7 – إخراج الدم بحجامة، أو فصد، أو سحب للتبرع به أو لإسعاف مريض ونحو ذلك ، لقوله ﷺ (أَفْطَرَ الْحَاجِمُ وَالْمَحْجُومُ) رواه أحمد وصححه الألباني.
وأما خروج الدم بنفسه كالرعاف أو خروجه بقلع سن ونحوه فلا يفطر.
ولا يضر بالصوم شيء مما يلي: اللعاب، خروج المذي، الطيب، الكحل، معجون الأسنان مع الحذر من وصوله الحلق، استعمال القطرة في العين والأذن في أصح قولي العلماء، أخذ دم يسير للتحليل، تذوق الطعام للحاجة دون بلعه.
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ﴿شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ﴾ البقرة 185
الخطبة الثانية:
الحمد لله معين الصابرين، ومجزل الجزاء للصائمين، وأصلي وأسلم على أفضل من صام وصان صومه وعلم أمته فأحسن تعليمه.
عباد الله: أما آداب الصوم وسننه فمنها ما يلي:
- كف اللسان والجوارح عن المحارم، قال رسول الله ﷺ: (الصيام جنَّة، فإذا كان يومُ صومِ أحدكم، فلا يرفث، ولا يجهل، فإن امرؤٌ سابَّه فليقل: إني امرؤ صائم) م. ع.، و قال أيضا ﷺ: (مَنْ لَمْ يَدَعْ قَوْلَ اَلزُّورِ وَالْعَمَلَ بِهِ، وَالْجَهْلَ، فَلَيْسَ لِلَّهِ حَاجَةٌ فِي أَنْ يَدَعَ طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ) البخاري.
- المبادرة بالفطر عند تحقق الغروب لقوله ﷺ: (لاَ يَزالُ النَّاسُ بِخَيْرٍ مَا عَجَّلُوا الْفِطْرَ) البخاري
- تأخير السحور والحرص عليه فعَنْ أَنَسٍ عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ تَسَحَّرْنَا مَعَ النَّبِيِّ ﷺ ثُمَّ قَامَ إِلَى الصَّلَاةِ قُلْتُ كَمْ كَانَ بَيْنَ الْأَذَانِ وَالسَّحُورِ قَالَ: (قَدْرُ خَمْسِينَ آيَةً) البخاري 1787
- قيام الليل، فعنه ﷺ: (من قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر) البخاري
- تفطير الصائمين: قال ﷺ: (مَنْ فَطَّرَ صَائِماً، كَانَ لَهُ مِثْلُ أجْرِهِ، غَيْرَ أنَّهُ لاَ يُنْقَصُ مِنْ أجْرِ الصَّائِمِ شَيْءٌ) الترمذي، وحسنه.
وفقني الله وإياكم لاغتنام الأوقات بالطاعات، وحمانا من فعل المنكر والسيئات، وهدانا صراطه المستقيم، وجنبنا صراط أصحاب الجحيم، وجعلنا ممن يصوم رمضان، ويقومه إيمانا بالله، واحتسابا لثواب الله إنه جواد كريم. أقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم، ولكافة المسلمين من كل ذنب فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
أضف تعليقاً