مشروع خطب الجمعة في إفريقيا | ||||
رقم | عنوان الخطبة | معد الخطبة | التاريخ المقترح لإلقاء الخطبة | المراجعة والنشر |
52 | الدكتور عثمان صالح تروري – عضو الاتحاد | 12/10/1443هـ الموافق 13/05/2022م | الأمانة العامة |
الموضوع:” كيف تستعد للحج ووقفات مع فضل سيد المرسلين ”
الحمد لله حمدا يليق بجلاله وعظيم سلطانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، شهادة من قالها صدقا وعدلا نال بها جنات ربه، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله اختار يثرب دارا لهجرته، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ما حج حاج البيت الحرام ونال رضوان ربه.
أما بعد :
فاتقوا عباد الله، وراقبوه في سركم وعلنكم، وأطيعوا الله وأطيعوا رسوله لعلكم ترحمون: ]وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا [ النساء 69
أيها المؤمنون: من توفرت فيه شروط وجوب الحج وأراد الحج فينبغي له القيام بالأمور التالية استعدادا له:
1 / إخلاص النية لله تعالى، وهو أن يقصد بحجه وعمرته وجه الله تعالى والتقرب إليه قال الله عز وجل: ]قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ @ لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ [ الأنعام 162-163
وليحذر كل الحذر من قصد حطام الدنيا، أو المفاخرة، أو حيازة الألقاب، أو الرياء والسمعة، أو اتخاذ الحج عادة … فإن ذلك كله سبب في بطلان العمل وعدم قبوله، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه: (أَنَا أَغْنَى الشُّرَكَاءِ عَنْ الشِّرْكِ مَنْ عَمِلَ عَمَلًا أَشْرَكَ فِيهِ مَعِي غَيْرِي تَرَكْتُهُ وَشِرْكَهُ) مسلم.
2 / التوبة إلى الله تعالى: ويقصد بها الإنابة إلى الله تعالى من الشرك والمعاصي والإقلاع عنها والندم على ما مضى والعزيمة على عدم العودة إليها وإن كان عنده مظالم للناس ردها وتحلل منها . قال الله تعالى ].. وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ [ النور 31.
3 / انتخاب نفقة طيبة من مال حلال، فقد روي مسلم في صحيحه عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ r: (أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ اللَّهَ طَيِّبٌ لَا يَقْبَلُ إِلَّا طَيِّبًا وَإِنَّ اللَّهَ أَمَرَ الْمُؤْمِنِينَ بِمَا أَمَرَ بِهِ الْمُرْسَلِينَ فَقَالَ يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنْ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ وَقَالَ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ ثُمَّ ذَكَرَ الرَّجُلَ يُطِيلُ السَّفَرَ أَشْعَثَ أَغْبَرَ يَمُدُّ يَدَيْهِ إِلَى السَّمَاءِ يَا رَبِّ يَا رَبِّ وَمَطْعَمُهُ حَرَامٌ وَمَشْرَبُهُ حَرَامٌ وَمَلْبَسُهُ حَرَامٌ وَغُذِيَ بِالْحَرَامِ فَأَنَّى يُسْتَجَابُ لِذَلِكَ).
والحج عبادة ودعاء، فدل هذا الحديث على أن أكل الحرام مانعة لاستجابة دعوة الداعي .
4 / التفقه في أحكام الحج والعمرة والسؤال عما أشكل عليه حتى يكون حجه على بصيرة وفق المنهج النبوي الشريف، فإن من شروط قبول العمل متابعة النبي صلى الله عليه وسلم وموافقته بفعله، فقد كان يقول لأصحابه في الحج: ( خذوا عني مناسككم .. )، ولا تتم المتابعة إلا بالعلم.
كما ينبغي له أيضا تعلم أحكام السفر و آدابه وخاصة في الطهارة والصلاة، مثل كيفية الصلاة في متن الطائرة، والجمع بين صلاتين، والتيمم …….
5 / اتخاذ رفقة صالحة، فإن المرء برفيقه وأحسن رفاق المرء في الحج العلماء المخلصون ……………
6 / كتابة الوصية ورد الودائع والوفاء بالديون قدر الإمكان، فعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ r قَالَ: (مَا حَقُّ امْرِئٍ مُسْلِمٍ لَهُ شَيْءٌ يُوصِي فِيهِ يَبِيتُ لَيْلَتَيْنِ إِلَّا وَوَصِيَّتُهُ مَكْتُوبَةٌ عِنْدَهُ ) البخاري ومسلم .
7 / توديع الأهل والوصية لهم بالتقوى عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ وَدَّعَنِي رَسُولُ اللَّهِ r (فَقَالَ أَسْتَوْدِعُكَ اللَّهَ الَّذِي لَا تَضِيعُ وَدَائِعُهُ) ابن ماجه .
8 / دعاء الله تعالى التوفيق والقبول والاستعانة به تعالى في حسن أداء الحج.
9 / وينبغي طلب الدعاء من الحاج وغيره من المسافرين، فقد روي عَنْ ابْنِ عُمَرَ عَنْ عُمَرَ أَنَّهُ اسْتَأْذَنَ النَّبِيَّ r فِي الْعُمْرَةِ فَقَالَ أَيْ أُخَيَّ أَشْرِكْنَا فِي دُعَائِكَ وَلَا تَنْسَنَا) رواه الترمذي وقَالَ هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ .
ولنحذر في طلب دعواتنا من الألفاظ غير الشرعية، ومن ذلك: قول بعض الناس: أعرض همي على رسول الله صلى الله عليه وسلم، أو اكتب اسمي على الكعبة، وكذلك إعطاء الدخن للحجاج على أن يعطوه لطيور فاطمة …………..
قلت قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية:
الحمد لله المبدئ المعيد، من هداه فهو السعيد السديد، ومن أضله فهو الطريد البعيد، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ذو العرش المجيد، والبطش الشديد، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله البشير النذير، أشرف من أظلَّت السَّماء، وأقلَّت البِيدُ، صلى الله عليه وسلم تسليمًا كثيرًا وعلى آله وأصحابه أولي العون على الطاعة والتأييد، صلاةً دائمةً في كل حين تنمو وتزيد.
فعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِي اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُمَا: أَنَّ رَجُلا مِنَ الأَنْصَارِ كَانَ لَهُ فحلانِ فاغَتَلَمَا، فَأَدْخَلَهُمَا حَائِطًا فَسَدَّ عَلَيْهِمَا الْبَابَ، ثُمَّ جَاءَ إِلَى النَّبِيِّ r فَأَرَادَ أَنْ يَدْعُوَ لَهُ وَالنَّبِيُّ r قَاعِدٌ وَمَعَهُ نَفَرٌ مِنَ الأَنْصَارِ فَقَالَ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ إِنِّي جِئْتُ فِي حَاجَةٍ، وَإِنَّ فَحْلَيْنِ لِي اغْتَلَمَا فَأَدْخَلْتُهُمَا حَائِطًا، وسَدَدْتُ الْبَابَ عَلَيْهِمَا، فَأُحِبُّ أَنْ تَدْعُوَ لِي أَنْ يُسَخِّرَهُما اللَّهُ لِي، فَقَالَ لأَصْحَابِهِ: (قُومُوا مَعَنَا، فَذَهَبَ حَتَّى أَتَى الْبَابَ،فَقَالَ: افْتَحْ، فَأَشْفَقَ الرَّجُلُ عَلَى النَّبِيِّ r، فَقَالَ: افْتَحْ، فَفَتَحَ الْبَابَ فَإِذَا أَحَدُ الْفَحْلَيْنِ قَرِيبٌ مِنَ الْبَابِ، فَلَمَّا رَأَى النَّبِيَّ r سَجَدَ لَهُ، فَقَالَ النَّبِيُّ r: ائْتِنِي بِشَيْءٍ أَشَدُّ بِهِ رَأْسَهُ، وأُمْكِنُكَ مِنْهُ، فَجَاءَ بحطامٍ فَشَدَّ بِهِ رَأْسَهُ، وأَمْكَنَهُ مِنْهُ، ثُمَّ مَشَيَا إِلَى أَقْصَى الْحَائِطِ إِلَى الْفَحْلِ الآخَرِ، فَلَمَّا رَآهُ وَقَعَ لَهُ سَاجِدًا، فَقَالَ لِلرَّجُلِ: ائْتِنِي بِشَيْءٍ أَشَدُّ بِهِ رَأْسَهُ، فَشَدَّ رَأْسَهُ وأَمْكَنَهُ مِنْهُ، فَقَالَ: اذْهَبْ فَإِنَّهُمَا لا يَعْصيانِكَ، فَلَمَّا رَأَى أَصْحَابُ النَّبِيِّ r ذَلِكَ، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، هَذَيْنِ فَحْلَيْنِ لا يَعْقِلانِ سَجَدَا لَكَ أَفَلا نَسْجُدُ لَكَ؟ قَالَ:لا آمُرُ أَحَدًا أَنْ يَسْجُدَ لأَحَدٍ، وَلَوْ أَمَرْتُ أَحَدًا يَسْجُدُ لأَحَدٍ لأَمَرْتُ الْمَرْأَةَ أَنْ تَسْجُدَ لِزَوْجِهَا) رواه الطبراني وصححه الألباني.
وعن أنس t: (أن النبي r أخذ حصيات في يده فسبحن حتى سمعنا التسبيح، ثم صيرهن في يد أبى بكر فسبحن حتى سمعنا التسبيح، ثم صيرهن في يد عمر فسبحن حتى سمعنا التسبيح، ثم صيرهن في يد عثمان فسبحن حتى سمعنا التسبيح، ثم صيرهن في أيدينا رجلا رجلا فما سبحت حصاة منهن ) رواه ابن عساكر
أيها المؤمنون: هذا هو رسول الله، هذا هو رسول الله تعظمه الدواب والجماد، صلى عليه بارئ العباد ما جرت الأقلام بالمداد.
اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه، ربنا آتنا في الدنيا حسنة، وفي الآخرة حسنة، وقنا عذاب النار، ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب، اللهم صل على محمد وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد، وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين.
أضف تعليقاً