مشروع خطب الجمعة في إفريقيا | ||||
رقم | عنوان الخطبة | معد الخطبة | التاريخ المقترح لإلقاء الخطبة | المراجعة والنشر |
53 | د. أحمد عبد الله بُولي – عضو الاتحاد عضو الاتحاد في مالي | 19/10/1443هـ الموافق 20/05/2022م | الأمانة العامة |
الموضوع: ” فضل الحج ”
الحمد لله الذي بنعمته جعل الحجّ ركنا من أركان الإسلام يتلقى فيه المسلمون، نشهد أن لا إله إلا الله إله الأولين والآخرين.
والصلاة والسلام على خير من حجّ البيت وطاف وعلى آله وصحبه إلى يوم ينفع الحاجّين حجُّهم المبرور.
أما بعد :
عباد الله أوصيكم وإياي بتقوى الله عز وجل في الخلوة والجلوة، ولنعلم أن الله تعالى فرض على عباده المستطيعين الحجّ مرة واحدة في العمر، قال سبحانه:
]وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ [ آل عمران 97، وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: خطبنا رسول الله r فقال:
(يَا أَيهَا النَّاسُ قَدْ فَرَضَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ الْحَجَّ فَحُجُّوا، فَقَالَ رَجُلٌ أَكُلَّ عَامٍ؟ يَا رَسُولَ اللَّهِ فَسَكَتَ، حَتَّى قَالَهَا ثَلاثًا، فَقَالَ صلى الله عليه وسلم: لَوْ قُلْتُ نَعَمْ لَوَجَبَتْ وَلَمَا اسْتَطَعْتُمْ) مسلم
هذا، ويجب الحجّ على كل مسلم بالغ عاقل حرّ مستطيع داخل في وقت الحجّ (ووقت الحجّ يدخل بدخول شهر شوال)
ويزاد على ما سبق بالنسبة للمرأة (1) وجودها زوجا أو مَحرما أو ما ينوب عن ذلك كالرفقة المأمونة، (2) أن تكون غير معتدة.
من فضائل الحجّ :
@ عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أىُّ الأعمالِ أفضلُ، فقال: (الإيمانُ باللَّهِ، قيل : ثمّ ماذا ؟ قال : ثُمَّ حَجٌّ مَبرورٌ) راه الشيخان.
@ عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (مَنْ حَجَّ وَلَمْ يَرْفُثْ وَلَمْ يَفْسُقْ رَجَعَ كَيَوْمِ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ) راه الشيخان.
@ عن عبد الله بن مسعود قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (تَابِعُوا بَيْنَ الْحَجِّ وَالْعُمْرَةِ، فَإِنَّهُمَا يَنْفِيَانِ الْفَقْرَ وَالذُّنُوبَ كَمَا يَنْفِي الْكِيرُ خَبَثَ الْحَدِيدِ وَالذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ، وَلَيْسَ لِلْحَجِّ الْمَبْرُورِ ثَوَابٌ إِلَّا الْجَنَّةُ) رواه النسائي وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة.
@ عن أبي هريرة رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الْحُجَّاجُ وَالْعُمَّارُ وَفْدُ اللَّهِ، إِنْ دَعُوهُ أَجَابَهُمْ، وَإِنِ اسْتَغْفَرُوهُ غَفَرَ لَهُمْ) رواه النسائي وابن حبان وحسنّه الألباني.
@ عن عائشة رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (مَا مِنْ يَوْمٍ أَكْثَرَ مِنْ أَنْ يُعْتِقَ اللهُ فِيهِ عَبْدًا مِنْ النَّارِ مِنْ يَوْمِ عَرَفَةَ) أخرجه مسلم.
ما هو الحجّ المقبول عند الله تعالى ؟؟؟
لا شكّ أن كل مسلم يرجو الله واليوم الآخر يحبّ أن يكون حجّه مبروراً وذنبه مغفوراً، فدونكم شروط قبول الحج عند الله سبحانه:
1ــ أن يقصد المسلم بحجه وجه الله تعالى ولا يقصد به سمعة ولا رياءً، فالإخلاص شرط قبول الأعمال كلها، قال سبحانه: ]فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا [ الكهف 110، وقد ورد في الصحيحين (إنما الأعمال بالنيات).
2ــ أن يتعلّم أحكام الحجّ حتّى يكون حجّه على منهج الرسول عليه الصلاة والسلام فإن متابعته شرط لقبول الأعمال.
3ــ أن يكون ماله الذي يحجّ به من الحلال الطيب فالله طيب لا يقبل إلا طيباً، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إِنَّ اللهَ طَيِّبٌ لَا يَقْبَلُ إِلَّا طَيِّبًا وَإِنَّ اللهَ أَمَرَ الْمُؤْمِنِينَ بِمَا أَمَرَ بِهِ الْمُرْسَلِينَ فَقَالَ: يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنْ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ)، وقال تعالى: ]يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ [ رواه مسلم
4ــ أن يبادر بردّ المظالم إلى أصحابها مع استسماح المظلومين.
5ــ أن يتقي الله في حلّه وترحاله ويجعل نصب عينيه قوله تعالى: ]الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ [البقرة 197
فمن وُفّق إلى الالتزام بما ذكر فقد نال حجّا مبرورا الذي لا جزاء له إلا الجنة.
الخطبة الثانية:
الحمد لله الذي تفضّل على الحجّاج بالغفران والجنان.
والصلاة والسلام على من نصح الأمة فأخلص النصيحة.
إخوة الإيمان:
دونكم نصائح هامّة أثناء الحج:
1ــ الإكثار من الصلاة في المسجد النبوي لفضله الثابت في الحديث (صَلَاةٌ فِي مَسْجِدِي هَذَا، خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ صَلَاةٍ فِيمَا سِوَاهُ مِنْ الْمَسَاجِدِ، إِلَّا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ) الشيخان.
فإن حجّاجنا في الغالب يتوجّهون إلى المدينة النبوية، ولا يحسبنّ الذين فاتتهم الزيارة للمدينة أن ذلك مخلّ بحجهم، إذ لا تلازم بين الأمرين.
2ــ الإكثار من الصلاة في المسجد الحرام لفضله الثابت في الحديث (صَلاةٌ فِي مَسْجِدِي أَفْضَلُ مِنْ أَلْفِ صَلاةٍ فِيمَا سِوَاهُ إِلَّا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ، وَصَلَاةٌ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ أَفْضَلُ مِنْ مِائَةِ أَلْفِ صَلَاةٍ فِيمَا سِوَاهُ) أخرجه أحمد وابن ماجه وصححه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب.
3ــ الإكثار من الذكر والدعاء مع تغليب الجانب الأخرى في الأدعية في منى وعرفات والمزدلفة، وتجنب الأحاديث الفارغة.
4ــ التحلّي بالتسامح والعفو وتحمّل أذى الآخرين.
هذا وصلى الله وسلم على الرسول الكريم وعلى آله وصحبه أجمعين .
أضف تعليقاً