مشروع خطب الجمعة في إفريقيا | ||||
رقم الخطبة | عنوان الخطبة | معد الخطبة | تاريخ المقترح لإلقاء الخطبة | المراجعة والنشر |
80 | عبودية الكائنات لله تعالى | د. عبد المحسن بن محمد القاسم خطيب المسجد النبوي | 03/04/1444هـ الموافق 28/10/2022م | الأمانة العامة |
الموضوع : عبودية الكائنات لله تعالى
الخطبة الأولى
إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهدِه الله فلا مُضِلَّ له، ومن يُضلِل فلا هاديَ له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلَّى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلَّم تسليمًا كثيرًا.
أما بعد:
فاتقوا الله – عباد الله – حقَّ التقوى؛ فمن اتَّقى ربَّه ارتقَى درجات، وطابَ مآلُه بعد الممات.
أيها المسلمون: اتَّصفَ الله تعالى بصفات الكمال والجمال، وتنزَّه من كل عيبٍ ونقصٍ، هو غنيٌّ عما سِواه من المخلوقات وهي مُفتقِرةٌ إليه، قال – سبحانه -: إِنْ تَكْفُرُوا أَنْتُمْ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا فَإِنَّ اللَّهَ لَغَنِيٌّ حَمِيدٌ [إبراهيم: 8].
ذو الجلال والكبرياء، ذلَّ له كل شيءٍ وأسلمَ طوعًا وكرهًا، استسلمَ له المؤمنُ بقلبِه وظاهره، والكافرُ مُستسلمٌ له كرهًا بالتسخير والقهر، قال – عز وجل -: وَلَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ [آل عمران: 83].
دانَ الجميعُ لله، فمن في السماوات والأرض والطير كلُّها تُصلِّي لله وتعبُد بحسب حالِها اللائِق بها، قال – عز وجل -: أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُسَبِّحُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالطَّيْرُ صَافَّاتٍ كُلٌّ قَدْ عَلِمَ صَلَاتَهُ وَتَسْبِيحَهُ [النور: 41].
وتدخلُ الملائكةُ كل يومٍ البيتَ المعمور في السماء تُصلِّي فيه لله، قال – عليه الصلاة والسلام – في حديث الإسراء: «فرُفِع لي البيتُ المعمور، فسألتُ جبريلَ، فقال: هذا البيتُ المعمورُ يُصلِّي فيه كل يومٍ سبعون ألف ملَك إذا خرَجوا لم يعودوا إليه آخرَ ما عليهم»؛ متفق عليه.
وجميعُ الكائنات تسجُد خاضِعةً ذليلةً لله، قال – عز وجل -: أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ وَكَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ [الحج: 18].
قال شيخ الإسلام – رحمه الله -: “ولا يجبُ أن يكون سجود كل شيءٍ مثلَ سجود الإنسان”.
والدوابُّ والملائكةُ تسجُد خوفًا من الله، قال تعالى: وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ دَابَّةٍ وَالْمَلَائِكَةُ وَهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ (49) يَخَافُونَ رَبَّهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ [النحل: 49، 50].
والشمسُ تذهبُ كل يومٍ تحت العرش وتسجُد لله، قال – عليه الصلاة والسلام – لأبي ذرٍّ حين غربَت الشمسُ: «أتدرِي أين تذهب؟». قلتُ: الله ورسولُه أعلم. قال: «فإنها تذهبُ حتى تسجُد تحت العرش»؛ متفق عليه.
قال ابن العربي – رحمه الله -: “ولا مانعَ من قُدرة الله أن يُمكَّن كلُّ شيءٍ من الحيوان والجمادات أن يسجُد له”.
بل كلُّ ما له ظلٌّ في الكون يسجُد لله، قال – سبحانه -: أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى مَا خَلَقَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ يَتَفَيَّأُ ظِلَالُهُ عَنِ الْيَمِينِ وَالشَّمَائِلِ سُجَّدًا لِلَّهِ وَهُمْ دَاخِرُونَ [النحل: 48].
ومع صلاة المخلوقات لله وسُجودهم له فإنهم يُسبِّحونه، قال تعالى: تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ [الإسراء: 44].
والرعد يُسبِّح بحمده وجلاً منه، والنملُ يُقدِّسُ الله ويُنزِّهُه عن الشريك والمثيل، قال – عليه الصلاة والسلام -: «قرصَت نملةٌ نبيًّا من الأنبياء، فأمرَ بقريةِ النمل فأُحرِقَت، فأوحَى الله إليه: أن قرصَتك نملةٌ أحرقتَ أمةً من الأمم تُسبِّح؟!»؛ متفق عليه.
والنباتُ يُسبِّح الله وحده، قال ابن القيم – رحمه الله -: “فتبارك الله ربُّ العالمين الذي يعلمُ مساقِط تلك الأوراق ومنابِتها، فلا تخرجُ منها ورقةٌ إلا بإذنه، ولا تسقُط إلا بعلمِه، ومع هذا فلو شاهَدَها العبادُ على كثرتها وتنوُّعها وهي تُسبِّح بحمد ربِّها مع الثمار والأفنان والأشجار لشاهَدوا من جمالِها أمرًا آخر، ولرأوا خِلقتَها بعينٍ أخرى، وليعلموا أنها لشأنٍ عظيمٍ خُلِقَت”.
وكلُّ ذرَّةٍ في الكون تُوحِّدُ الله، قال تعالى: وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ [الإسراء: 44]. قال ابن كثيرٍ – رحمه الله -: “وهذا عامٌّ في الحيوانات والجمادات والنباتات”. وكيفيةُ التسبيح لا يعلمُها إلا الله، قال – عز وجل -: وَلَكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ [الإسراء: 44].
ومع تسبيحِ الحجارة لله تهبِطُ من علوِّها خشيةً لله خاضعةً مُنكسِرةً له، قال – عز وجل -: وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ [البقرة: 74].
والسماءُ والأرضُ مُطيعةٌ لله مُمتثلةٌ أمرَه، قال لهما: استجِيبَا لأمري طائعتَين أو مُكرهتَين قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ [فصلت: 11].
وصخرةٌ تحرَّكت حين صعِد عليها النبي – صلى الله عليه وسلم – وأكابرُ صحابته، قال أبو هريرة – رضي الله عنه -: كان رسولُ الله – صلى الله عليه وسلم – على حِراء – جبل بمكّة – هو وأبو بكرٍ وعمرُ وعثمانُ وعليٌّ وطلحةُ والزُّبير، فتحرَّكت الصخرةُ، فقال رسولُ الله – صلى الله عليه وسلم -: «اهدأ فما عليك إلا نبيٌّ أو صدِّيقٌ أو شهيدٌ»؛ رواه مسلم.
بل اهتزَّ جبلٌ بأكمله لما صعِدَه النبي – صلى الله عليه وسلم – مع خلفاء راشِدين، قال أنسٌ – رضي الله عنه -: صعِد النبي – صلى الله عليه وسلم – أُحُدًا ومعه أبو بكرٍ وعُمر وعُثمان، فرجَفَ بهم، فضربَه برِجلِه، قال: «اثبُت أُحُد، فما عليك إلا نبيٌّ أو صِدِّيقٌ أو شهِيدان»؛ رواه البخاري.
قال ابن المُنيِّر – رحمه الله -: “وهذه هزَّةُ الطرَب، ولهذا نصَّ على مقام النبُوَّة والصدِّيقيَّة والشهادة التي تُوجِبُ سُرورَ ما اتَّصَلت به”.
ومن أطاعَ الله ورسولَه وهو مؤمنٌ فإن جبلَ أُحُد يُحبُّه، قال – عليه الصلاة والسلام -: «أُحُدٌ جبلٌ يُحبُّنا ونُحبُّه»؛ رواه البخاري.
قال النووي – رحمه الله -: “أُحُدٌ يُحبُّنا حقيقةً، جعلَ الله تعالى فيه تمييزًا يحبّ به”.
وكان عند آل رسول الله – صلى الله عليه وسلم – حيوانٌ وحشيٌّ إذا دخل النبي – صلى الله عليه وسلم – بيتَه لم يتحرَّك الحيوان لئلا يُؤذِي النبي – صلى الله عليه وسلم -.
وجميعُ المخلوقات سِوى العاصِي من الثَّقَلين يعلمُ أن محمدًا رسول الله، قال جابرٌ – رضي الله عنه -: أقبَلنا مع رسول الله – صلى الله عليه وسلم – من سفَرٍ، حتى إذا دفعنا إلى حائطٍ من حيطان بني النجار، إذا فيه جملٌ لا يدخلُ الحائطَ أحدٌ إلا شدَّ عليه – أي: هاجَ عليه -.
فذكروا ذلك للنبي – صلى الله عليه وسلم -، فجاء حتى أتى الحائط، فدعا البعيرَ فجاء واضِعًا مِشفراه – وهي كالشَّفَة من الإنسان -، وضعَ مِشفراه إلى الأرض حتى بركَ بين يدي النبي – صلى الله عليه وسلم -، فقال النبي – صلى الله عليه وسلم -: «هاتُوا خِطامَه» فخطمَه ودفعَه إلى صاحبِه، ثم التفتَ النبي – صلى الله عليه وسلم – إلى الناس وقال: «إنه ليس شيءٌ بين السماء والأرض إلا يعلمُ أني رسولُ الله إلا عاصِي الجنّ والإنس»؛ رواه أحمد.
ومن كان من علماء الإسلام فإن من في السماوات والأرض والحِيتان تدعُو له بالمغفرة، قال – عليه الصلاة والسلام -: «وإن العالِم ليستغفِرُ له من في السماوات ومن في الأرض، والحِيتان في جوف الماء»؛ رواه أبو داود.
وشجرُ الغرقَد يُوالِي المُؤمنين وينصُرُهم، قال – عليه الصلاة والسلام -: «تُقاتِلون اليهودَ حتى يختبِئَ أحدُهم وراءَ الحجر، فيقول: يا عبدَ الله! هذا يهوديٌّ ورائِي فاقتُله»؛ متفق عليه.
ومنا ما يُلبِّي بتلبِيَة المُسلم، قال – عليه الصلاة والسلام -: «ما من مُسلمٍ يُلبِّي – أي: في الحجّ أو العُمرة – إلا لبَّى من عن يمينِه أو عن شِماله من حجرٍ أو شجرٍ أو مَدَرٍ – أي: طين – حتى تنقطِع الأرضُ من ها هنا وها هنا»؛ رواه الترمذي.
وتبكِي السماءُ والأرضُ حُزنًا على فراقِ المؤمن، قال – سبحانه – عن قوم فرعون: فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّمَاءُ وَالْأَرْضُ وَمَا كَانُوا مُنْظَرِينَ [الدخان: 29].
قال ابن عباس – رضي الله عنه -: “إذا فقدَ المؤمنُ مُصلاَّه من الأرض التي كان يُصلِّي فيها ويذكُر الله فيها بكَت عليه السماءُ والأرض”.
وأما العُصاةُ فإن المخلوقات تتأذَّى منهم، وإذا ماتوا استراحَت منهم؛ مُرَّ على النبي – صلى الله عليه وسلم – بجنازةٍ فقال: «مُستريحٌ ومُستراحٌ منه». قالوا يا رسول الله! ما المُستريحُ والمُستراحُ منه؟ قال: «العبدُ المؤمنُ يستريحُ من نصَب الدنيا وأذاها إلى رحمة الله، والعبادُ الفاجرُ يستريحُ منه البلاد والعباد والشجرُ والدوابُّ»؛ متفق عليه.
والشركُ بالله أعظمُ الذنوب، وإذا سمعَت الجمادات شركًا به تعالى فزِعَت عظمةً لله لانتِقاص حقِّه في الألوهية، قال – سبحانه -: وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا (88) لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئًا إِدًّا (89) تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنْشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدًّا [مريم: 88- 90].
قال ابن كثيرٍ – رحمه الله -: “أي: يكادُ يكونُ ذلك عند سماعِهنَّ هذه المقالة من فجَرة بني آدم إعظامًا للربِّ وإجلالاً؛ لأنهم مخلوقاتٌ ومُؤسَّساتٌ على توحيده”.
ونطقَ طائرٌ بالإنكار على المُشركين من بني آدم لشِركهم بالله، ودعاهم إلى التوحيد، قال الهُدهُد لسليمان – عليه السلام -: وَجِئْتُكَ مِنْ سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ (22) إِنِّي وَجَدْتُ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ (23) وَجَدْتُهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ فَهُمْ لَا يَهْتَدُونَ (24) أَلَّا يَسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُخْفُونَ وَمَا تُعْلِنُونَ [النمل: 22- 25]. ولما كان الهُدهُد داعيًا إلى الخير وعبادة الله وحده والسجود له؛ “نُهِي عن قتله”؛ رواه أحمد.
أيها المسلمون: فالكلُّ من الملائكة والجمادات والنباتات والحيوانات نطقَ بتنزيه الله وتوحيده، وسجدَ لله وأطاعَه، وحقيقٌ ببني آدم أن يكون كذلك.
وإذا حقَّق الإنسانُ العبوديةَ كان أشرفَ المخلوقات، ومن أشركَ به كانت الدوابُّ أتمَّ منه، قال – سبحانه -: أُولَئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ [الأعراف: 179].
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ [الزمر: 67]. بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني الله وإياكم بما فيه من الآياتِ والذكرِ الحكيم، أقول ما تسمَعون، وأستغفر الله لي ولكم ولجميع المُسلمين من كل ذنبٍ، فاستغفِروه.
الخطبة الثانية
الحمد لله على إحسانه، والشكرُ له على توفيقِهِ وامتِنانِه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له تعظيمًا لشأنِه، وأشهد أن نبيَّنا محمدًا عبدُه ورسولُه، صلَّى الله عليه وعلى آله وأصحابه، وسلَّم تسليمًا مزيدًا.
أيها المسلمون: المخلوقاتُ ذليلةٌ لله قانتةٌ له، ويحرُم أن يُدعَى شيءٌ منها من دون الله، قال – سبحانه -: لَا تَسْجُدُوا لِلشَّمْسِ وَلَا لِلْقَمَرِ وَاسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَهُنَّ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ [فصلت: 37].
ومع قُنوتها لله فهي مُسخَّرةٌ لنا لنستعينَ بها على طاعته، قال – عز وجل -: وَسَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مِنْهُ [الجاثية: 13]. ومن أطاعَ ربَّه رفعَه الله وأعلى مكانته.
ثم اعلموا أن الله أمرَكم بالصلاةِ والسلامِ على نبيِّه، فقال في مُحكَم التنزيل: إِنَّ اللهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الذِيْنَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيْمًا [الأحزاب: 56]. اللهم صلِّ وسلِّم وزِد وبارِك على نبيِّنا محمدٍ، وارضَ اللهم عن خلفائه الراشدين الذين قضَوا بالحق وبه كانوا يعدِلون: أبي بكرٍ، وعُمر، وعُثمان، وعليٍّ، وعن سائر الصحابةِ أجمعين، وعنَّا معهم بجُودِك وكرمِك يا أكرم الأكرمين.
اللهم أعِزَّ الإسلام والمسلمين، وأذِلَّ الشرك والمشركين، ودمِّر أعداء الدين، واجعل اللهم هذا البلد آمِنًا مُطمئنًّا رخاءً وسائر بلاد المسلمين.
اللهم أصلِح أحوالَ المسلمين في كل مكان، اللهم احقِن دماءَهم، واصرِف عنهم الفتن ما ظهر منها وما بطَن، اللهم ولِّ عليهم خيارَهم، واصرِف عنهم شرَّ شِرارهم، واجعَل ديارَهم ديارَ أمنٍ وإيمانٍ يا قوي يا عزيز.
اللهم من أرادَنا أو أراد الإسلام أو المسلمين بسُوءٍ فأشغِله في نفسه، واجعل كيدَه في نجره، والقِ الرُّعبَ في قلبِه.
رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ [البقرة: 201].
اللهم وفِّق إمامنا لهُداك، واجعَل عملَه في رِضاك، ووفِّق جميعَ ولاة أمور المسلمين للعملِ بكتابك، وتحكيمِ شرعك يا ذا الجلال والإكرام.
عباد الله: إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ [النحل: 90].
فاذكروا الله العظيم الجليل يذكركم، واشكروه على آلائه ونعمه يزِدكم، ولذكر الله أكبر، والله يعلم ما تصنعون.
أضف تعليقاً