مشروع خطب الجمعة في إفريقيا | ||||
رقم | عنوان الخطبة | معد الخطبة | التاريخ المقترح لإلقاء الخطبة | المراجعة والنشر |
194 | قسم المشاريع | 04 /06 /1446هـ الموافق 06 /12 /2024م | الأمانة العامة |
الموضوع: “ بِرُّ الوَالِدَيْنِ “
الحَمْدُ للهِ الآمِرِ بِالبِرِّ وَالإِحْسَانِ، النَّاهِي عَن الإِثْمِ وَالعُدْوَانِ، أَحْمَدُهُ سُبْحَانَهُ أَنْ هَدَانَا لِلإِيمَانِ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيْكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ وَمَنْ تَبِعَهُمْ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّيْنِ، وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا كثيرًا.
أَمَّا بَعْدُ:
(يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ واحِدَةٍ وخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا ونِسَاءً واتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ والْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا) النساء 1.
عِبَادَ اللهِ: جُبِلَت النُّفُوْسُ عَلَى حُبِّ مَنْ أَحْسَنَ إِلَيْهَا، وَتَتَعّلَّقُ القُلُوْبُ بِمَنْ كَانَ لَهُ فَضْلٌ عَلَيْهَا، وَلَيْسَ أَعْظَمُ إِحْسَاناً وَلَا أَكْثَرُ فَضْلاً -بَعْدَ إِحْسَانِ اللهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى وَفَضْلِهِ- عَلَى الإِنْسَانِ مِنْ إِحْسَانِ وَالِدَيْهِ إِلَيْهِ وَفَضْلِهِمَا عَلَيْهِ، وَلِذَلِكَ قَرَنَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ حَقَّ الوَالِدَيْنِ بِحَقِّهِ سُبْحَانَهُ، وَالَّذِي هُوَ عِبَادَتُهُ وَتَوْحِيدُهُ وُالبَرَاءَةُ مِنَ الشِّرْكِ، وَمَا ذَلِكَ إِلَّا لِعِظَمِ حَقِّهِمَا، وَجَزِيلِ فَضْلِهِمَا، قَالَ اللهُ تَعَالَى: )وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا( [النساء: 36]. وَقَالَ -سُبْحَانَهُ-: )وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا( [الإسراء: 23].
وَعَن ابْنِ مَسْعُودٍ t قَالَ: سَأَلْتُ النبيَّ ﷺ: أيُّ العَمَلِ أحَبُّ إلى اللَّهِ؟ قالَ: “الصَّلاةُ علَى وقْتِها”، قالَ: ثُمَّ أيٌّ؟ قالَ: “برُّ الوالِدَيْنِ”، قالَ: ثُمَّ أيٌّ؟ قالَ: “الجِهادُ في سَبيلِ اللَّهِ”. متفق عليه. وَفِي هَذَا الحَدِيثِ الشَّرِيفِ تَصْرِيحٌ وَاضِحٌ بِأَنَّ بِرَّ الوَالِدَيْنِ مُقَدَّمٌ عَلَى الجِهَادِ فِي سَبِيلِ اللهِ الَّذِي هُوَ ذِرْوَةُ سَنَامِ الِإسْلَامِ وَالَّذِي رَتَّبَ لَهُ اللهُ -عَزَّ وَجَلَّ- مِنَ الأُجُورِ مَا لَيْسَ لِغَيْرِهِ.
هَذَانِ مَنْ لَيْسَ بَعْدَ اللهِ غَيْرُهُمَا # يُرْجَى رِضَــاهُ وَلَا يُعْصَى بِبُهْتَــــانِ
فَـلَا تَقُلْ لَهُمَـــا قَوْلاً يَسُــــوْؤُهُمَا # وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ مِنْ ذُلٍّ وَعِرْفَانِ
إِخْوَةَ الإِيْمَانِ: الوَالِدَانِ الـمُسْلِمَانِ بِرُّهُمَا وَاجِبٌ، وَالإِحْسَانُ إِلَيْهمَا مُتَعَيِّنٌ، وَطَاعَتُهُمَا مُتَحَتِّمَةٌ، أَمَّا إِذَا كَانَ الوَالِدَانِ غَيْرَ مُسْلِمَيْنِ فَإِنَّ اللهَ تَعَالَى أَرْشَدَنَا إِلَى مُصَاحَبَتِهِمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوْفاً حَتَّى لَوْ كَانَا يَأْمُرَانِ أَوْلَادَهُمَا بِمَا لَا يَرْضَاهُ اللهُ تَعَالَى، فَوَجَّهَنَا اللهُ سُبْحَانَهُ إِلَى عَدَمِ طَاعَتِهِمَا فِي الـمَعْصِيَةِ، مَعَ مُصَاحَبَتِهِمَا بِالـمَعْرُوفِ، كَمَا قَالَ جَلَّ وَعَلَا: ) وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا( [ لقمان: 15].
وَفِي الصَّحِيحَيْنِ عَن أَسْمَاءَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا قَالَتْ: قَدِمَتْ عَلَيَّ أُمِّي وَهِيَ مُشْرِكَةٌ فِي عَهْدِ رَسُولِ اللهِ e، فَاسْتَفْتَيْتُ رَسُوْلَ اللهِ e فَقُلْتُ: “إِنَّ أُمِّي قَدِمَتْ وَهِيَ رَاغِبَةٌ، أَفَأَصِلُ أُمِّي؟”، قَالَ: “نَعَمْ، صِلِي أُمَّكِ” متفق عليه. هَذَا فِي حَالِ الشِّرْكِ يَا عِبَادَ اللهِ؛ فَكَيْفَ يَكُونُ حَقُّهُمَا وَهُمَا مُسْلِمَانِ؟.
وَقَدْ سَطَّرَ سَلَفُ هَذِهِ الأُمَّةِ أَرْوَعَ الأَمْثِلَةِ وَأَجْمَلَ الدُّرُوسِ فِي بِرِّ الوَالِدَيْنِ: فَعَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، قَالَ: “بَلَغَتِ النَّخْلَةُ عَلَى عَهْدِ عُثْمَانَ بن عَفَّانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَلْفَ دِرْهَمٍ، فَعَمَدَ أُسَامَةُ بْن زَيْدٍ إِلَى نَخْلَةٍ فَنَقَرَهَا وَأَخْرَجَ جُمَّارَهَا فَأَطْعَمَهَا أُمَّهُ، فَقَالَوا لَهُ: مَا حَمَلَكَ عَلَى هَذَا؟ وَأَنْتَ تَرَى النَّخْلَةَ قَدْ بَلَغَتْ أَلْفًا، فَقَالَ: إِنَّ أُمِّي سَأَلَتْنِيهِ، وَلَا تَسْأَلُنِي شَيْئًا أَقْدِرُ عَلَيْهِ إِلَّا أَعْطَيْتُهَا” أخرجه الحاكم في المستدرك.
وَهَذَا حَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ، وَهُوَ مِنْ سَادَاتِ تَابِعِي التَّابِعِينَ، وَشَيْخُ الدِّيَارِ الـمِصْرِيَّةِ كَمَا وَصَفَهُ الإِمَامُ الذَّهَبِيُّ رَحِمَهُمَا اللهُ، كَانَ يَقْعُدُ فِي حَلْقَتِهِ يُعَلِّمُ النَّاسَ وَيَأْتِيهِ الطُّلَّابُ مِنْ كُلِّ مَكَانٍ لِيَسْمَعُوا عَنْهُ، فَتُنَادِيهِ أُمُّهُ وَهُوَ بَيْنَ طُلَّابِهِ: “قُمْ يَا حَيْوَةُ فَاعْلِف الدَّجَاجَ”، فَيَقُوْمُ مِن مَجْلِسِهِ وَيُنَفِّذُ أَمْرَهَا، وَيَتْرُكُ التَّعْلِيمَ، ثُمَّ يَعُودُ إِلَى طُلَّابِهِ إِذَا فَرَغَ مِمَّا طَلَبَتْهُ مِنْهُ أُمُّهُ.
عِبَادَ اللهِ: اعْلَمُوْا أَنَّ بِرَّ الوَالِدَيْنِ سَبَبٌ فِي سَعَةِ الرِّزْقِ، وَطُولِ العُمُرِ، وَالسَعَادَةِ فِي الحَيَاةِ، وَحُسْنِ الخَاتِمَةِ، والفَوْزُ فِي الآخِرَةِ.
أَعُوذُ بِاللهِ مِن الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ : )وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّـٰهُ وَبِٱلْوٰلِدَيْنِ إِحْسَـٰناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ ٱلْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَا أُفّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا *وَٱخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ ٱلذُّلّ مِنَ ٱلرَّحْمَةِ وَقُل رَّبّ ٱرْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِى صَغِيرًا * رَّبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا فِى نُفُوسِكُمْ إِن تَكُونُواْ صَـٰلِحِينَ فَإِنَّهُ كَانَ لِلاْوَّابِينَ غَفُوراً( . [ الإسراء: 23-25].
اللَّهُمَّ اجْعَلْنَا مِمَّنْ يَسْتَمِعُونَ القَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ، وَاحْفَظْنَا يَا رَبِّ مِن الفُحْشِ فِي الأَعْمَالِ وَزَلَّاتِ الأَلْسِنَةِ.
أَقُوْلُ قَوْلِيْ هَذَا.. واستَغْفِرُ اللهَ لِي وَلَكُمْ مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ فَاسْتَغْفِرُوهُ، إنَّهُ هُوَ الغَفُورُ الرَّحِيْمُ.
الخُطْبَةُ الثَّانِيَةُ
الحَمْدُ للهِ وَحْدَهُ، وَالصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى مَنْ لَا نَبِيَّ بَعْدَهُ.
أَمَّا بَعْدُ أَيُّهَا الـمُؤْمِنُونَ:
فَاتَّقُوا اللهَ تَعَالَى وَأَطِيعُوهُ، ﴿وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّـهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ﴾ [البقرة:281].
عِبَادَ اللهِ: إِنَّ لِلْوَالِدَيْنِ حُقُوْقاً عَظِيْمَةً عَلَى أَوْلَادِهِمَا، وَقَدْ جَاءَ التَّأْكِيْدُ عَلَى بَعْضِ صُنُوفِ البِرِّ بِالوَالِدَيْنِ فِي كِتَابِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَفِي سُنَّةِ نَبِيِّهِ e وَمِنْهَا: الدُّعَاءُ لَهُمَا، فَيَدْعُو الوَلَدُ لِوَالِدَيْهِ بِالرَّحْمَةِ وَالـمَغْفِرَةِ، وَالِهدَايَةِ وَالصَّلَاحِ، وَتَيْسِيرِ الأُمُورِ، وَحُسْنِ الخَاتِمَةِ، وَرِضَا اللهِ تَعَالَى عَنْهُمَا فِي حَالِ حَيَاتِهِمَا، وَيُكْثِرُ مِنْ ذَلِكَ بعْدَ مَوْتِهِمَا، فَعَنْ أَبِي أُسَيْدٍ مَالِكِ السَّاعِدِيِّ رt قَالَ: “بَيْنَا نَحْنُ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ إِذْ جَاءَهُ رَجُلٌ مِنْ بَنِي سَلِمَةَ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، هَلْ بَقِيَ مِنْ بِرِّ أَبَوَيَّ شَيْءٌ أَبَرُّهُمَا بِهِ بَعْدَ مَوْتِهِمَا؟” قَالَ: “نَعَمْ، الصَّلَاةُ عَلَيْهِمَا، -أي الدعاء لهما- وَالِاسْتِغْفَارُ لَهُمَا، وَإِنْفَاذُ عَهْدِهِمَا مِنْ بَعْدِهِمَا، وَصِلَةُ الرَّحِمِ الَّتِي لَا تُوصَلُ إِلَّا بِهِمَا، وَإِكْرَامُ َصَدِيقِهِمَا”رواه ابن حبان في صحيحه.
وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: “أَنَّ رجُلًا مِنَ الأَعْرابِ لَقِيَهُ بِطَرِيقِ مكَّة، فَسَلَّمَ عَلَيْهِ عَبْدُاللَّهِ بْنُ عُمرَ، وَحَمَلَهُ عَلَى حِمَارٍ كَانَ يَرْكَبُهُ، وَأَعْطَاهُ عِمَامَةً كَانَتْ عَلَى رأْسِهِ، قَالَ ابْنُ دِينَارٍ: فَقُلْنَا لهُ: أَصْلَحَكَ اللَّهُ! إِنَّهُمْ الأَعْرَابُ، وَهُمْ يَرْضَونَ بِاليَسِيرِ، فَقَالَ عبدُاللَّهِ بْنُ عُمَرَ: إِنَّ أَبَا هَذَا كَان وُدًّا لِعُمَرَ، وَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّه ﷺ يقول: “إِنَّ أَبرَّ البِرِّ صِلَةُ الرَّجُلِ أَهْلَ وُدِّ أَبِيه” رواه مسلم.
وَمِنْ بِرِّ الوَالِدَيْنِ: الصَّدَقَةُ عَنْهُمَا، قَدْرَ الـمُسْتَطَاعِ فِي شَتَّى أَوْجُهِ البِرِّ وَالخَيْرِ، كَبِنَاءِ مَسْجِدٍ، أَوْ حَفْرِ بِئْرٍ، أَوْ طِبَاعَةِ مُصْحَفٍ، أَوْ إِنْشَاءِ وَقْفٍ، أَوْ الـمُشَارَكَةَ فِيهِ، أَوْ إِطْعَامِ جَائِعٍ، أَوْ كِسْوَةِ مُحْتَاجٍ، أَوْ كَفَالَةِ يَتِيمٍ، وَغَيْرِ ذَلِكَ مِنْ أَوْجُهِ الخَيْرِ الـمُتَعَدِّدَةِ.
وَمِنْ حُقُوْقِ الوَالِدَيْنِ: إِجَابَةُ نِدَائِهِمَا دُوْنَ تَرَاخٍ، وَقَدْ رَأَى بَعْضُ العُلَمَاءِ أَن يَقْطَعَ الإِنْسَانُ صَلَاتَهُ إِذَا كَانَتْ نَافِلَةً، لِيُجِيْبَ نِدَاءَ وَالِدَيْهِ.
وَمِنْ تِلْكَ الحُقُوْقِ: التَّوَاضُعُ لَهُمَا، وَمُعَامَلَتُهُمَا بِرِفْقٍ وَلِيْنٍ، وَتَقْدِيمِهِمَا فِي الكَلَامِ وَالـمَشْيِ والطَّعَامِ والـمَجْلِسِ وَالـمَرْكَبِ، احْتَرَاماً لَهُمَا وَإِجْلَالاً لِقَدْرِهِمَا.
وَمِنْ حُقُوْقِهِمَا: خَفْضُ الصَّوْتِ عِنْدَ الحَدِيثِ مَعَهُمَا، وَعَدَمُ إِزْعَاجِهِمَا إِنْ كَانَا نَائِمَيْنِ، وَاسْتِعْمَالُ أَعْذَبِ الكَلِمَاتِ وَأَجْمَلِهَا عِنْدَ الحَدِيثِ مَعَهُمَا.
أَيُّهَا الإِخْوَةُ الـمُؤْمِنُوْنَ: اللهَ اللهَ فِي بِرِّ وَالِدِيْكُمْ وَالإِحْسَانِ إِلَيْهِمْ قَبْلَ فَوَاتِ الأَوَانِ، وَمَنْ كَانَ لَدَيْهِ تَقْصِيْرٌ فِي أَدَاءِ حُقُوْقِهِمَا، أَوْ وَقَعَ فِي شَيْءٍ مِن العُقُوْقِ فَلْيُبَادِرْ بِالتَّوْبَةِ قَبْلَ أَنْ تَقُوْلَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَى عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللهِ، وَعَلَى مَا قَصَّرْتُ فِي حَقِّهِمَا.
عِبَادَ اللهِ: صَلُّوا وَسَلِّمُوا -رَحِمَكُمْ اللهُ- عَلَى النَّبِيِّ الـمُصْطَفَى، وَالرَّسُولِ الـمُجْتَبَى، كَمَا أَمَرَكُمْ بِذَلَكَ الـمَوْلَى -جَلَّ وَعَلَا-، فَقَالَ تَعَالَى قَوْلاً كَرِيمًا:
﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا﴾ [الأحزاب: 56].
اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَى سَيِّدِ الأَوَّلِينَ وَالآخِرِينَ، وَرَحْمَةِ اللهِ لِلْعَالَمِينَ،
نَبِيِّنَا وَقُدْوَتِنَا وَسَيِّدِنَا مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، وَعَلَى آلِهِ الطَّيِّبِينَ الطَّاهِرِينَ،
وَزَوْجَاتِهِ الطَّاهِرَاتِ أُمَّهَاتِ الـمُؤْمِنِينَ، وَصَحَابَتِهِ الغُرِّ الـمَيَامِينِ، وَالتَّابِعِينَ وَمَنْ تَبِعَهُمْ بِإِحْسَانٍ إَلَى يَوْمِ الدِّيْنِ.
اللَّهُمَّ أَعِزَّ الإِسْلَامَ وَالـمُسْلِمِينَ، وَأَذِلَّ الشِّرْكَ وَالـمُشْرِكِينَ، وَدَمِّرْ أَعْدَاءَ الدِّينِ، وَاجْعَلْ هَذَا البَلَدَ آمِنًا مُطْمَئِنًّا، وَسَائِرَ بِلَادِ الـمُسْلِمِينَ.
أضف تعليقاً