مؤتمر اتحاد علماء أفريقيا: حدث علمي ودعوي استثنائي.

انطلق يوم السبت 28 شوال 1446هـ الموافق 26 أبريل 2025م أعمال مؤتمر اتحاد علماء إفريقيا في دكار عاصمة السنغال، وبرعاية كريمة من رئيس الجمهورية السيد بشير جوماي جخار فاي حفظه الله ورعاه، وبمشاركة وازنة من علماء أتوا من جميع الدول الأعضاء ، وبعض المؤسسات العلمائية الدولية.

 

يُعد مؤتمر اتحاد علماء إفريقيا حدثًا علميًا ودعويًا ذا خصوصية فريدة، تنبع من عدة اعتبارات استراتيجية. ولعل من أبرز هذه الخصوصيات أن المؤتمر يخص اتحاد علماء من أفريقيا، ولأفريقيا، وفي داخل أفريقيا.

 

فجميع المشاركين فيه هم من أبناء قارتنا الحبيبة، أفريقيا، وتحديدًا من منطقة أفريقيا جنوب الصحراء، تلك المنطقة ذات الدلالات الجغرافية، والتاريخية، والسياسية العميقة، والتي تكاد تُعد “شبه قارة” لما تتمتع به من تميز ثقافي وحضاري مستقل.

هؤلاء العلماء، جميعهم، يكنّون لأفريقيا حبًا خالصًا وتقديرًا صادقًا؛ كما أن أفريقيا تبادلهم الحب وتفخر بانتمائهم. فما أكرمهم من أبناء بررة، وما أصدقهم من مواطنين مخلصين!

 

ومما يلفت النظر أن أغلب هؤلاء العلماء قد تلقوا تعليمهم العالي في جامعات دولية خارج القارة السمراء. غير أن قلوبهم لم تغادر مواطنهم أبدًا؛ فقد عادوا بكل فخر وعزم للمشاركة في نهضة بلادهم، والعمل على تطويرها في مختلف المجالات الحيوية: العلمية، والثقافية، والاقتصادية، والاجتماعية.

 

إن هذا الحدث العلمي المميز يجيب بوضوح عن كثير من الأسئلة الملحة حول:

مدى ولاء النخبة العلمية الشرعية في أفريقيا.

اهتمامهم العميق بقضايا أوطانهم.

مستوى وعيهم بالتحديات الكبرى والمشكلات العويصة التي تواجه قارتهم.

 

وهكذا يتجلى المؤتمر ليس مجرد لقاء علمي، بل مشروع ولاء وانتماء، وتجديد لعهد العلماء بمسؤولياتهم تجاه شعوبهم، ونهضتهم، ومستقبلهم المشرق بإذن الله.

 

كتبه المفتش الدكتور انجوغو صمب
عضو لجنة التربية في اتحاد علماء إفريقيا

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *