مشروع خطب الجمعة في إفريقيا | ||||
رقم | عنوان الخطبة | معد الخطبة | التاريخ المقترح لإلقاء الخطبة | المراجعة والنشر |
221 | عِيدِ الأَضْحَى المُبَارَكِ 1446هــ | قسم المشاريع | 10/12/1446هـ الموافق 06/06/2025م | الأمانة العامة |
الموضوع:” عِيدِ الأَضْحَى المُبَارَكِ ”
الحَمدُ لِلَّه، جَعَلَنَا مِنْ خَيْرِ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاس، وَمَنَّ عَلَيْنَا بِلِبَاسِ الإيمَانِ خَيْرِ لِبَاس..
اللَّه أَكْبَر اللَّه أَكْبَر، لا إلَه إلَّا اللَّه، وَاَللَّه أَكْبَر اللَّه أَكْبَر ولله الْحَمْد..
نَحْمَدُهُ سُبحَانَهُ علَى مَا هَدَانَا، ونَشكُرُهُ تعالَى علَى مَا أَعْطَانَا وأَوْلانَا، ونَشهَدُ أَنْ لا إلهَ إلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَه، يَعْلَمُ سِرَّنَا وجَهْرَنَا، ولا يَخْفَى عَلَيْهِ شَيءٌ مِنْ أمرِنَا، ونَشهَدُ أنَّ مُحَمَّدًا عَبدُهُ ورَسُولُه، أَشْفَقَ علَيْنَا ونَصَحَنَا، وعلَى البَيْضَاءِ تَرَكَنَا، صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ، وعلَى آلِهِ وصَحْبِهِ وسَلَّمَ تَسلِيمًا كَثِيرا..
أَمَّا بَعْدُ:
فأُوصِي نَفْسِي وإيَّاكُمْ بتقوَى اللَّه تَعَالَى، اتَّقُوا اللَّهَ عِبادَ اللَّه، اتَّقُوهُ حَقَّ التَّقْوَى، فَبِتقواهُ: تَسْمُو الضَّمَائِرُ، وتُقْبَلُ الشَّعَائِر، وبِهَا النَّجَاة؛ يَومَ تُبْلَى السَّرَائِر؛ ﴿ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا وَنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيًّا﴾ مريم 72.
أيُّها المُسْلِمُون: هنيئًا لكُمْ هَذَا العِيد، وبارَكَ اللهُ يَومَكُمُ المَجِيد، تقبَّلَ اللهُ منكمُ الطَّاعات، وأدَامَ عليكُمُ المَسَرَّات، وأعَادَ هَذَا العِيدَ عَلَيْنَا وعليكُمْ وَعَلَى المُسلِمينَ بالخَيرِ والسَّعادة، والعَفْوِ والعَافِيَة.
اللهُ أَكْبَر .. اللَّه أكبرُ؛ فِي أَدْبَارِ الصَّلوَات، اللَّه أَكْبَر؛ فِي العَشْرِ المُبارَكَات، اللَّه أَكْبَر؛ فِي العِيدِ وُفّي عَرَفَات.. اللَّه أَكْبَر؛ عِندَ إلقَاءِ الجَمَرَات، وباسمِ اللهِ واللهُ أَكْبَر؛ عِندَ ذَبْحِ الأُضْحِيَات.. اللَّه أَكْبَر؛ عِندَ مُحَاذَاةِ الحَجَر، وَاَللَّه أَكْبَر؛ عِندَ إرَادَةِ السَّفَر.. وَاَللَّه أَكْبَر، أكبرُ مِنْ كُلِّ شَيء، ذَاتًا وقُدْرَةً وقَدْرا، وعِزَّةً ومَنَعَةً وجَلَالا ﴿وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيٌّ مِنَ الذُّلِّ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيرًا﴾ الإسراء 111. فاللهُ أكبَرُ كَبِيرًا، والحمدُ للهِ كَثِيرًا، وسُبحَانَ اللهِ بُكرةً وَأَصِيلَا.
يَومُكُمْ هذَا؛ يَومُ إعلَانِ التَّوحِيد، والبرَاءَةِ مِنَ الشِّرك: ﴿وَأَذَانٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ أَنَّ اللَّهَ بَرِيءٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُ﴾ التوبة 3؛ فامْلَؤُوا قُلُوبَكُمْ تَعظِيمًا لِلَّه؛ وحُبًّا وتَوحِيدا، وإِجْلَالاً لَهُ؛ وخَوْفًا وتَمْجِيدا.. اسْتَشْعِروا عَظَمَتَهُ سُبحَانَه، وأَنتُمْ تَرْكَعُونَ لَهُ وَتَسْجُدُون، واسْتَشْعِروا عَظَمَتَهُ عَزَّ وَجَلَّ وأَنتُم تُضَحُّونَ لَهُ وَتَتَهَادَوْنَ.. اسْتَشْعِروا عَظَمَتَهُ سُبحَانَهُ وعَظِيمَ تَدْبيرِه: فيمَا يَمُرُّ بِكُمْ مِنْ أحدَاث، ومَا تَرَونَهُ مِنْ تَقَلُّبَاتِ النَّاسِ والأُمَم؛ سُبحَانَهُ وبحمدِه: ﴿كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْن﴾ الرحمن 29؛ ﴿لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا﴾ الطلاق 12.
اللهُ أَكْبَر؛ خَضَعَتْ لِعَظَمَتِهِ الجِبَاه، وَاَللَّه أَكْبَر؛ طَابَتْ بذِكْرِه الشِّفَاه.. حَقُّ اللهِ عَلَى العِبَاد؛ أَنْ يَعْبُدُوهُ ولاَ يُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا، قَال ﷺ: (أَتَدْرِي مَا حَقُّهُمْ عَلَيْهِ إذَا فَعَلُوا ذَلِك؟.. أَنْ لَا يُعَذِّبَهُمْ) مُتَّفَق عَلَيْه. ألَا فقُومُوا بِحَقِّ اللهِ عليكُم، واجْعَلُوا اللهَ ذُخْرَكُم ومَلْجَأَكُم، ومَقْصِدَكُمْ ومَفْزَعَكُم، أَكْثِرُوا مِنَ اللَّهَجِ بذِكْرِهِ وشُكْرِه، فمَا مِنْ عِبَادَةٍ عُبِدَت، ولا فَرِيضَةٍ فُرِضَت؛ إلَّا لِذِكْرِهِ وتَعْظِيمِه، وإجْلَالِهِ وتَوْحِيدِه، هُو المُسْتَحِقُّ وحدهُ لأكمَلِ الثَّناء، وأجَلِّ الحَمْدِ والتَّعظِيم، تَعَالَى وتَقَدَّس، وجَلَّ وعَزَّ؛ أنْ يكونَ لَه شَرِيكٌ أَو نَظِير، أَو وَالِدٌ أَو ولَد: ﴿قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ* اللَّهُ الصَّمَدُ* لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ* وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ﴾ سورة الإخلاص.
مَنْ تعَلَّقَ بهِ كفَاه، ومَنِ اعْتَمَدَ عَليهِ وقَاه، ومَنْ لجَأ إليهِ حَفِظَهُ وتوَلاَّه، هُوَ المَلاذُ عِندَ الشَّدَائد، والمَلْجَأُ عِندَ المصَاعِب، مَنِ الَّذِي دَعَاهُ فلَمْ يُـجِبْه، ومَنِ الَّذِي سَأَلهُ فلَمْ يُعْطِه، ومَنِ الَّذِي ناجَاهُ فَخيَّبَه، ومَنِ الَّذِي تَقرَّبَ إليهِ فأبْعَدَه؛ هُو سُبْحَانَه كَاشِفُ الضُّر، ومُجِيبُ المُضْطَر، ألَا لَهُ الخَلْقُ وَالْأَمْر: ﴿وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِنْ يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ فَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ * وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ﴾ الأنعام 17-18.
اللَّه أَكْبَر؛ كَمْ أَوْلَى مِنَ الآلاءِ والمِنَن، وَاَللَّه أَكْبَر؛ كَمْ أَبْلَى مِنَ البَلاءِ الحَسَن.
مَنْ عَرَفَ اللهَ وعَظَّمَه؛ أَدْرَكَ أنَّ الدُّنْيا دَارُ بَلاءٍ وعُبُور، ولَيْسَتْ دَارَ نَعِيمٍ وَحُبُور، ﴿وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ﴾ آل عمران 185، ﴿يَا قَوْمِ إِنَّمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا مَتَاعٌ وَإِنَّ الْآخِرَةَ هِيَ دَارُ الْقَرَارِ﴾ غافر 39. مَنْ عَرَفَ اللهَ وعَظَّمَه؛ أَدْرَكَ أنَّ الدُّنْيا ليسَتْ دارَ تَقَاطُعٍ وتَدَابُر، وليسَتْ مكَانَ تَبَاغُضٍ وتَحَاسُد.. مَنْ عَرَفَ حقيقةَ الدُّنيا، وآمنَ بالآخرةِ ولِقَاءِ اللَّه: أدَّى الأمَانة، وأحسَنَ الجِوَار، وعَادَ الْمَرِيض، ووَصَلَ الرَّحِم، وأطعَمَ الجَائع، وأعطَى الفَقِير، ووَفَّى حَقَّ الأَجِير، وحاسَبَ نفسَهُ قبلَ الحِسَاب، وأدَّى الحقوقَ مَا دامَ فِي زَمَنِ المُهْلَة، واحتَسَبَ عِندَ اللهِ: عفْوَهُ عمَّنْ ظلمَه.. مَنْ عَرَفَ اللهَ: اسْتَوصَى بأهلِ بَيتِهِ خيرًا، واحتَسَبَ عِندَ مَوْلَاه: نَفَقَتَهُ عَلَى أهلِهِ وعِيَالِه؛ كمَا فِي الْحَدِيث: (دِينَارٌ أَنْفَقْتَهُ فِي سَبيلِ اللَّه، ودِينَارٌ أَنْفَقْتَهُ فِي رَقَبَة، ودِينَارٌ تَصَدَّقْتَ بهِ عَلَى مِسْكِين، ودِينَارٌ أَنْفَقْتَهُ عَلَى عِيَالِك، أعظَمُها أجرًا الَّذِي أَنْفَقْتَهُ عَلَى أَهْلِك) عن أبي هريرة t، رواه مسلم.
اللَّه أَكْبَر اللَّه أَكْبَر، لا إلَه إلَّا اللَّه، وَاَللَّه أَكْبَر اللَّه أَكْبَر ولله الْحَمْد..
عِبادَ اللَّه: وإنَّ مِنْ تَعْظِيمِ اللَّه: تَعْظِيمَ هَذَا اليَومِ، وما يَتْلُوهُ مِنَ الأيَّامِ المَعْدُودَات؛ ﴿ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوب﴾ الحج 32. فاقْدُرُوهَا حَقَّ قَدْرِها، واعمُرُوها بطَاعَةِ اللهِ وذِكرِه، وأكثِرُوا فِيهَا مِنْ حَمدِه وشُكرِه، ﴿وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ﴾ البقرة 203.
فَاَللَّه أَكْبَر .. اللَّه أَكْبَر كبيرًا، والحمدُ لِلَّه كثيرًا، وسبحان اللَّه بُكرةً وَأَصِيلَا، وصلَّى اللَّه وسلَّم عَلَى نبِيّنا مُحمدٍ وَعَلَى آلِه وصحبِه وسلَّم تسليمًا كثيرًا.
وأستغفِرُ اللهَ لِي وَلِكَم، ولسائرِ المسلمينَ مَن كلِّ ذنبٍ، فاستغفِروه وكَبِّرُوهُ وَتُوبُوا إلَيْه، إنَّه كَان لِلْأَوَّابِين غَفُورًا.
الخطبة الثانية
الحمدُ للهِ ربِّ العَالمين، وأشهدُ أنْ لا إلهَ إلَّا اللهُ وليُّ الصَّالِحِين، وَأَشْهِد أنَّ محمدًا عبدُه ورسولُه الْأَمِين، بلَّغَ الرِّسَالة، وأدَّى الأمَانة، وجاهَدَ فِي اللهِ حَقَّ جِهادِه حَتَّى أتاهُ الْيَقِين، صلَّى اللَّه عَلَيْه وَعَلَى آلِه وَصَحِبَه أَجْمَعِين.
أمَّا بَعْدُ:
فاتَّقوا اللهَ عِبادَ اللَّه؛ فتقوَى اللهِ مِفتَاحُ الْأَخْلَاق، وبَابُ الْأَرْزَاق، ﴿وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِب﴾ الطلاق 2-3. الصَّبرُ عَنْ محَارِمِ اللَّه؛ أيسَرُ مِنَ الصَّبرِ عَلَى عَذَابِه، ومَنْ رَغِبَ فِي المكْرُمَات؛ فَلْيَجْتَنِبِ الـمُحَرَّمات.
اللَّه أَكْبَر اللَّه أَكْبَر، لا إلَه إلَّا اللَّه، وَاَللَّه أَكْبَر اللَّه أَكْبَر ولله الْحَمْد..
وإنَّ مِنْ أجَلِّ الأعمَالِ فِي هذهِ الأيَّام: التقَرُّبَ إِلَى اللهِ بذَبْحِ الأضَاحِي، وَهْي سُنَّةُ أَبِينَا إبْرَاهِيم، ونبيِّنا محمَّدٍ عَلَيْهِمَا الصَّلاةُ والسَّلام.. مَا عَمِلَ ابنُ آدمَ يَومَ النَّحرِ عمَلاً أحَبَّ إِلَى اللهِ مِنْ إرَاقَةِ دَمٍ.. واللهُ بكَرَمِهِ يُخْلِفُهَا عَلَى عَبدِهِ رَحْمَةً مِنهُ وفَضْلًا، ويُسَنُّ لمَن أرادَ أنْ يُضَحِّي أنْ يختَارَ مِنَ الأضَاحِي أطيَبَها وأفضَلَها، وأسمَنَها وأكرَمَها.. فاختارُوا لأنفُسِكم، واجتَنِبوا المَعِيبَ مِنْهَا، وأخْلِصُوا للهِ أعمَالَكُم، تقبَّلَ اللهُ ضحَاياكُم.
وأيامُ الذَّبْحِ أَرْبَعَة؛ تبدأُ مِنْ بعدِ صَلاةِ العيدِ إِلَى غُروبِ شمسِ آخرِ أيّامِ التَّشْرِيق، وهُوَ اليومُ الثّالثَ عَشَر، والذَّبحُ فِي يَومِ العيدِ أفضلُ ممَّا بعدَه، ومَنْ كَان يُحسِنُ الذَّبحَ فلْيَذْبَحها بنَفْسِه، ويُسمِّي ويُكبِّر؛ لَمَّا ثَبَتَ فِي الصَّحِيحَيْن أنَّ النبيَّ ﷺضَحَّى بكبشَينِ أملَحَينِ أقرَنَين، ذَبَحَهُما بيدِهِ وسمَّى وكبَّر. والسُّنَّةُ أنْ يأكُلَ مِن أُضحيتِه، ويُهدِي مِنها، ويَتَصَدَّق.
فبَادِرُوا إِلَى سُنَّةِ رَسُولِكم، مَنْ أقْدَرَهُ اللهُ عَلَى هذهِ السُّنَّةِ ولَمْ يَعْزِمْ؛ فلْيَسْتَعِنْ باللهِ ولا يَعْجَز، ومَنْ كانَ قَد عَزَمَ عَلَى الأُضْحِيَة؛ فلْيَحْمَدِ اللهَ ولْيَطِبْ بِهَا نَفْسًا، وليَشْكُرِ اللهَ عَلَى تَوفيقِه..
وكبِّرُوهُ رحمكمُ اللَّه: عَلَى مَا هَدَاكُم، ﴿لَنْ يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنْكُمْ كَذَلِكَ سَخَّرَهَا لَكُمْ لِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَبَشِّرِ الْمُحْسِنِينَ﴾ الحج 37.
اللَّه أَكْبَر اللَّه أَكْبَر، لا إلَه إلَّا اللَّه، وَاَللَّه أَكْبَر اللَّه أَكْبَر ولله الْحَمْد..
عبادَ اللَّه: هذَا يَومُ التَّسَامُح، يَومُ التَّصَافُح، يومُ التَّرَاحُم.. فتَصَافَحُوا، وتَسَامحوا، وترَاحَمُوا، وَكُونُوا عِبادَ اللهِ إخوانًا، كُونُوا لِقَرَابَاتِكُمْ وأَهْلِيكُمْ وجِيرَانِكُم؛ كَمَا تحبُّونَ أنْ يكونَ اللهُ لَكُم، فالجَزاءُ مِنْ جِنْسِ العَمَل، ومَنْ غَدَا مِنكُم مِنْ طَريقٍ فَلْيَرجِعْ مِنْ طَريقٍ أُخرَى إنْ تيسَّرَ لَهُ ذَلِك؛ اقْتِدَاءً بسُنَّةِ سَيِّدِ المُرسَلِينَ.
اللَّه أَكْبَر اللَّه أَكْبَر، لا إلَه إلَّا اللَّه، وَاَللَّه أَكْبَر اللَّه أَكْبَر ولله الْحَمْد..
تَقَبَّلَ اللهُ طَاعَاتِكُمْ وصَالِحَ أعمَالِكُمْ، وَتَقَبَّلَ صَدَقَاتِكُم ودُعَاءَكُمْ وَضَحَايَاكُم، وضَاعَفَ حَسَنَاتِكُم، وَجَعَلَ عِيدَكُمْ مُبَارَكًا، وأيّامَكُمْ أَيَّامَ سَعَادَةٍ وَفَضْلٍ وَإحْسَانٍ وَعَافِيَة ..
أَعَادَ الله عَلَيْنَا جميعًا وعلَى المُسلِمِينَ مِنْ بَرَكَاتِ هَذَا العِيد، وجَعَلَنَا فِي القِيَامَةِ مِنَ الآمِنِين، واحَشَرَنَا تحتَ لِوَاءِ سَيِّدِ المُرْسَلِين.
اللَّهُمَّ أَعْطِنَا ولا تَحْرِمْنَا اللَّهُمَّ أَكْرَمَنَا ولا تُهنا اللَّهُمَّ أَعِنَّا وَلا تُعِنْ عَليْنَا اللَّهُمَّ انْصُرْنَا عَلَى مَنْ بَغَى عَلَيْنَا، اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ عَيْشَ السُّعَدَاءِ، وَمَوْتَ الشُّهَدَاءِ، وَالحَشْرَ مَعَ الأَتْقِيَاءِ، وَمُرَافَقَةَ الأَنْبِيَاءِ، اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ مِنَ الْخَيْرِ كُلِّهِ عَاجِلِهِ وَآجِلِهِ، مَا عَلِمْنَا مِنْهُ وَمَا لَمْ نَعْلَمْ، وَنَعُوذُ بِكَ مِنَ الشَّرِّ كُلِّهِ عَاجِلِهِ وَآجِلِهِ، مَا عَلِمْنَا مِنْهُ وَمَا لَمْ نَعْلَمْ.
اللَّهُمّ صلِّ وسلِّم وبارِك عَلَى عبدِك ورسولِك نبيِّنا مُحَمَّد، وَعَلَى آلِه وَأَزْوَاجِه وذُرِّيَّته، وارضَ اللَّهُمّ عَن الْخُلَفَاء الرَّاشِدِين: أَبِي بكرٍ، وعُمر، وعُثمان، وعليٍّ، وَعَن سَائِر الصحابةِ أَجْمَعِين، والتابعين وَمَنّ تبِعَهم بإحسانٍ إِلَى يَوم الدّين، وعنَّا مَعَهُم بِعَفْوِك وَإِحْسَانِك يَا أَكْرَم الْأَكْرَمِين.
اللَّهُمّ أعِزَّ الإسلام وَالْمُسْلِمَين، وأذِلَّ الشِّرْك والمشركين، واحمِ حوزةَ الدّين، وَانْصُر عِبَادَك الْمُؤْمِنِين ..
اللَّهُمّ آمِنَّا فِي أَوْطَانِنَا، وأصلِح أَئِمَّتِنَا وَوُلَاة أُمُورِنَا. اللَّهُمّ يَا حَيّ يَا قَيُّوم، اشْف مرضانا وَمَرْضَى الْمُسْلِمِين، وَارْحَم مَوْتَانَا وَمَوْتَى المسلمينَ يَا رَبّ الْعَالَمِين.
اللَّهُمّ احْفَظ الْحَجَّاج وَالْمُعْتَمِرِين، ورُدَّهم إِلَى أَهْلِيهِم سَالِمِين غَانِمِين، وَتَقْبَل مِنَّا ومنهم صَالِح الْقَوْل وَالْعَمَل، بِرَحْمَتِك يَا أَرْحَم الرَّاحِمِين.
﴿رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ﴾
سُبْحَان رَبِّك رَبّ الْعِزَّة عَمَّا يصِفون، وسلامٌ عَلَى المُرسلين، والحمدُ لِلَّه رَبّ الْعَالَمِين.
أضف تعليقاً