هنا إفريقيا: إليكم (13) من علماء أفريقيا الشباب الأكثرين ذكاءً

 

يشارك العلماء في الفحوصات المخبرية في معهد بحوث الثروة الحيوانية, بكينيا. الصورة: Ventures Africa

في الشهر الماضي, جرى في داكار بالسنغال, التجمع العالمي الأول للعلماء الأفارقة، المعنون بـ “منتدى أينشتاين التالي”، بمشاركة أكثر من ألف شخص من أكثر من مئة دولة، ليشكّل النقاش العالمي الأكثر أهمية حتى اليوم لتشجيع المواهب العلمية الأفريقية والاستفادة منها.

كان من بين المندوبين مجموعة صغيرة مكونة من “الزملاء” الأفارقة الشباب الذين تم اختيارهم لآثار أعمالهم ولعرض بعض الأبحاث الفريدة التي يقوم بها ويجريها العلماء والتكنولوجيين الأفارقة.

تبدو سيرهم الذاتية في الوهلة الأولى اعتيادية، لكنها بعد إمعان النظر إليها وإلى نشاطاتهم, تبدو كسير لأبطال خارقين. وتشمل هذه السير أبحاثا من شأنها أن تساعد على تنبؤ بـ”تفشي بيولوجي” من المحتمل أن يحدث، وإنشاء المفاعلات الحيوية التي يمكن أن تنقذ إمدادات المياه للمدينة، وأسباب المرض والمناعة وتوقع السلوك العالمي من خلال أنظمة تكنولوجيا المعلومات.

ومنها أيضا تحدّي نظريات آينشتاين على “خصائص الكم” ، وتطوير أفضل الأدوات العلاجية والتشخيصية لمكافحة السل والأمراض المتصلة بفيروس نقص المناعة البشرية (HIV) وتطبيقات ذكية أخرى من الممكن أن تسدّ الفراغ بين البشر وكميات كبيرة من البيانات.

ولكن, من هم ؟ إليكم هؤلاء العلماء الموهوبين:

1- نوبل بانادا : أوغندا، جامعة ماكيريري، هندسة المعالجة الحيوية.

 

نوبل بانادا

إن مجال بحث “نوبل” هو “هندسة المعالجة الحيوية” ، وعلى وجه التحديد نمذجة الرياضيات من النظم البيولوجية والتفاعلات.

تعتبر القدرة على التنبؤ بما قد يحدث بناء على الملاحظات البيولوجية الجارية قبل حدوثها أمرا مهما جدا للوقاية والسيطرة, خصوصا في الدول التي تفتقر إلى الموارد اللازمة لاحتواء تفشي المرض. قاد “نوبل” فريقا ابتكروا أول عربة من نوعها للمُزارِع منخفضة التكلفة ذات أغراض متعددة في أوغندا, وفي عام 2015 تم تكريمه كعالم شاب في المنتدى الاقتصادي العالمي في داليان بالصين.

وفي مجال بحث إدارة النفايات، يأتي “نوبل” في المرتبة 35 عالميا وفي المرتبة الثانية في أفريقيا – وفقا لتصنيف الباحث العلمي من جوجل.

2- محمد مصطفى فال: السنغال، الرياضيات، المعهد الأفريقي لعلوم الرياضيات (AIMS).

 

محمد مصطفى فال

من حيث البحث، بدأ مصطفى في الرياضيات التطبيقية وهي ميكانيكا الموائع و الميكانيكا الصلبة. وانتقل الى الرياضيات البحتة وهي تحليل هندسي يربط المعادلات التفاضلية الجزئية والهندسة التفاضلية.

يرى مصطفى أن الرياضيات تساعدك على فهم محيطك مما يتيح حل مشكلة تحديات هامة مع أقل التمويل؛ وهي أداة ينبغي للدول “النامية” الاستفادة منها. ويأمل مصطفى فهم التفاعل بين الهندسة غير المحلية وآليات الكم النسبية (RQM).

3- جوزيف بن غيلون: السنغال، الفيزياء الرياضية / خصائص الكم، معهد ماكس بلانك للفيزياء الجاذبية، معهد ألبرت أينشتاين.

 

جوزيف بن غيلون

إن مجال بحث جوزيف هو الفيزياء الرياضية ولا سيما “خصائص كم المادة”. في وقتنا الحاضر، هناك إجماع واسع بين علماء الفيزياء، أنه على مسافات صغيرة جدا أصغر بكثير من أجزاء الذرة، لم تعد هندستنا للزمكان (الزمان-مكان) في الشكل المُلاحَظ حولنا. وهذا يشير إلى أن قوانين “ألبرت آينشتاين” فاشلة في هذا النطاق الضيق جدا. فكان بناء نماذج متسقة مع فهم هذا الكم باستخدام سيناريوهات الرياضية هو محور بحث جوزيف.

ولعمله الرائد في ” Renormalisation on Tensor Field Theory and the discovery of their generic asymptotic freedom”، حصل على جائزة العالم الشاب في الفيزياء الرياضية 2015-2017 من قبل الاتحاد الدولي للفيزياء البحتة والتطبيقية في سويسرا.

4- إيفلين غيتاو : كينيا، المناعة الخلوية، الأكاديمية الأفريقية للعلوم.

 

إيفلين غيتاو

ركزت دراسات إيفلين على المناعة الخلوية، باحثة في تغيرات مستويات البروتين كعلامات المرض الشديد حيث أنها تستخدم أدوات البروتين لتحديد اختلافات البروتين في البلازما والسائل النخاعي للأطفال الذين يعانون من الملاريا الدماغية مقارنة مع الأطفال الذين يعانون من الأمراض الدماغية الأخرى. وتشير التقديرات إلى أن حوالي 40-50٪ من الأمراض المعدية لم تشخص بعد في مستشفيات إفريقيا جنوب الصحراء ويرجع سبب ذلك إلى القيود المفروضة على التقنيات التقليدية مثل الثقافة الميكروبيولوجية لمسببات الأمراض من عينات المرضى، فضلا عن ارتفاع تكلفة التقنيات التي تعتمد عليها الجزيئية الأكثر حساسة.

إن معرفة السبب الدقيق للمرض يساهم في جمع وتحسين قرارات علاجه، والحد من وفيات ومضاعفات, وتؤدي إلى علاجات وقائية محددة. وللقيام بذلك، ترى إيفلين أن أفريقيا بحاجة إلى تبني تقنيات جديدة لتحسين أدائها حول كيفية تشخيص الأمراض الشائعة.

هذا، وقد لعبت إيفلين دورا رئيسيا في المساعدة لإنشاء منصة التقنية اللازمة لإجراء بحوث منافسة دوليا حول تسبب المرض والمناعة, في “كيليفي” بكينيا.

5- حساني غويي : السنغال، الأمن السيبراني، جامعة ميريلاند.

 

الدكتور حساني غويي (يسار) مع رئيس السنغال ماكي صال (يمين).

يركز بحث حساني الحالية على التحقيق بنهج قائم على العلم حول الأمن وأداء نظم المعلومات والاتصالات واسعة النطاق. هدفه إقامة نظريات وتطوير نماذج، واقتراح خوارزميات التي يمكن استخدامها لتصميم وتشغيل نظم الاتصالات التي بها ( أ) يمكن التنبؤ للسلوك العالمي، ( ب ) وإدارة مخاطر الأحداث الكارثية وتخفيفها، (ج) ويمكن قياس فعالية إجراءات الرقابة.

كان من حلم حساني أيضا تنفيذ مشروع (EAU) , أي تمكين الجامعات الأفريقية. وكان هدف (EAU) هو “تطوير منصة تعاونية تتيح تبادل المعرفة ونقل التكنولوجيا بين الباحثين الأفارقة والباحثين في جميع أنحاء العالم.”

6- موحلوفيني جاكسون ماراكالالا: جنوب أفريقيا، الأمراض المعدية, وأبحاث السل، جامعة كيب تاون وكلية هارفارد للصحة العامة.

موحلوفيني جاكسون ماراكالالا

يركز بحث جاكسون على تطوير أفضل الأدوات العلاجية والتشخيصية لمكافحة السل والأمراض الانتهازية الأخرى المتعلقة بفيروس نقص المناعة البشرية. وقد نُشر له في مجلات عالمية محكمة وقَدّم أعماله في المؤتمرات الدولية.

في عام 2014، كان جاكسون عضوا في مؤتمر الكومنولث للعلوم, الأول من نوعه والذي يهدف إلى استخدام العلم لمعالجة المشاكل في دول الكومنولث. وتم تشريفه كعالم شاب في منتدى 2015 للاقتصاد العالمي -اجتماع الأبطال الجدد في الصين. كما أنه دُعِي أيضا للمشاركة في يوم الكومنولث للعام 2015 في لندن حيث التقى فيه بالملكة اليزابيث الثانية ودوق ادنبره.

7- ويلفريد انديفون: الكاميرون, الديناميات البيولوجية، المعهد الأفريقي لعلوم الرياضيات (AIMS).

 

ويلفريد انديفون

إن محور أبحاث ويلفريد هو جهاز المناعة – وهو جهاز معقد للغاية مكوّن من الخلايا والأنسجة، والأنظمة التي يحمينا ضد الأمراض. وبناء على وصفه الوظيفي، كان الجهاز المناعي في معظمه مفيدا، ولكنه في بعض الأحيان يتعرض للأعطال فيصبح ضارا. ففهم الآليات التي تحكم سير عمل جهاز المناعة هو المفتاح لتعزيز قدرته على حمايتنا ضد الأمراض (كتصميم اللقاحات)، وإعادته إلى طبيعته.

وعليه, تسعى أبحاث ويلفريد إلى تطوير وترقية هذا الفهم من خلال تطبيق التفكير الرياضي لتصميم التجارب التي تفحص جوانب محددة من الجهاز المناعي، إضافة إلى تحليل وتفسير البيانات. وتشمل التطبيقات التي يتبعها تصميمَ لقاح معدّل للملاريا، وتطوير تكنولوجيات لتوقُّع الاستعداد المناعي لمواجهة أمراض معينة بحيث يمكن الوقاية منها قبل ظهور أعراضها.

8- أكسل انغونغا : الكاميرون ، تقنيات الويب الدلالي / البيانات الكبيرة ، (AKSW) ، جامعة لايبزيغ.

 

ويلفريد انديفون

المجال الرئيسي لأبحاث أكسل هو تقنيات الويب الدلالي، والتي تهدف إلى تسهيل تطوير البيانات الذكية ومساعدة البشر على تأدية مهام معقدة متنوعة مثل تعلم مواضيع جديدة وتحليل كميات كبيرة من البيانات أو حتى عمليات الجراحة.

كانت رؤيته هي تطوير التطبيقات الذكية التي من شأنها أن تسد الفراغ بين البشر وكميات كبيرة من البيانات. وبالتالي ستدعم التقنيات الناتجة منها تطوير نظم المعلومات في مجال الطب الحيوي والزراعة والتعليم بتكلفة منخفضة، وبالتالي تعزيز فرص وتكافئ البيانات لأفريقيا.

9- حالود أَوْلا أَوْلُووَا : نيجيريا، الفيزياء الرياضية في جامعة هارفارد وجامعة لاغوس.

 

حالود أَوْلا أَوْلُووا (يسار) مع الرئيس الرواندي (يمين)

كان حالود أصغر شخص يحصل على درجة الدكتوراه في الرياضيات في أفريقيا. وتتركز أبحاثه على التحليل الوظيفي، مع التركيز على نظرية النقطة الثابتة التي لديها تطبيقاتها في تحسين الاستفادة من مخصصات الموارد مثل الشبكة، والطاقة والقوى العاملة والموازنة العامة. ولتحسين أداء الخطط الشاملة تأثيرٌ هائل على شبكة النقل (مراقبة حركة المرور، وبناء طرق لتخفيف الازدحام المروري)، والخدمات التي تقدمها المستشفيات والإنتاجية الصناعية والميزانيات الوطنية مع الأخذ في الاعتبار مختلف القيود الاقتصادية والمالية والاجتماعية.

10- تُولُولَّا (تولو) أوني: نيجيريا، علم الأوبئة في المناطق الحضرية وطب الصحة العامة، جامعة كيب تاون، كلية الصحة العامة والطب العائلي.

 

الدكتورة تُولُولَّا (تولو) أوني (يسار) مع الرئيس السنغالي

تعمل تولو على تأسيس مبادرة أبحاث للمدن الصحية والعدالة (RICHE)، وهي برنامج أبحاث متعددة التخصصات للبحوث الصحية في المناطق الحضرية في أفريقيا.

تحقق أبحاثها في التحضر والصحة وانتقال صحة السكان, ويهدف إلى المساهمة بشكل كبير في المعرفة القائمة على تغير أنماط المرض وآثاره على صحة ورفاهية السكان في سياق التحضر. وعلى وجه الخصوص، يستكشف عملها التفاعل بين الأمراض المعدية وغير المعدية المزمنة، وتأثير البيئة المادية والاجتماعية والاقتصادية على الوضع الصحي للسكان الذين يعيشون في المناطق الحضرية غير المخططة لها.

11- ألتا شوت : جنوب أفريقيا ، ارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب في السكان الأفارقة، مجلس البحوث الطبية في جنوب أفريقيا.

 

ألتا شوت

كعضو في فريق أبحاث ارتفاع ضغط الدم في أفريقيا (HART)، قامت ألتا بالعديد من الاكتشافات العلمية موضّحةً الزيادة الكبيرة في مخاطر إصابة الأفارقة بأمراض القلب. كما أنها أيضا أشارت إلى أن ارتفاع ضغط الدم في أفريقيا تصعب السيطرة عليها بالدواء وذلك بسبب التحديات في النظم الصحية. ومن ثم تحلم ألتا بإيجاد “علاج” بديل، مع بدء الوقاية من سن مبكر.

12- كومينست (كومي) ويلدرمريام : إثيوبيا، علوم الحاسب الآلي / الأنظمة المعرفية للتعليم والرعاية الصحية ، آي بي إم للبحوث في أفريقيا – كينيا.

 

كومينست (كومي) ويلدرمريام

إن مهنة بحث وتعليم كومي في مجال التنمية تركز على خلق حلول مبتكرة فعالة. وكان يطوّر حلولا مستندة إلى الأدلة التي تهدف إلى تحويل التعليم في أفريقيا إلى شيء مخصص حسب قدرات كل طفل. إن النجاح في التعليم سينتج علماء المستقبل الأفارقة، وينتج مواطنين قادرين على المنافسة ووضع قارتهم في المستوى العالمي.

13- أماندا ويلتمان: جنوب أفريقيا، علم الكون الفيزيائي، جامعة كيب تاون.

 

الدكتورة أماندا ويلتمان

أدت رغبة أماندا لحل المشاكل إلى أن تجد نفسها في ملعب الكون والفيزياء النظرية. وهي شهيرة لاقتراحها “مجالات الحرباء” . وقد خلق عملها فروع أبحاث جديدة في علم الكونيات والفيزياء التجريبية. وتركز أبحاثها في الوقت الحالي على شرح ومراقبة مكونتين من أكبر المكونات المجهولة في الكون، وهما: الطاقة المظلمة والمادة المظلمة.

المصدر: مجمع الأفارقة, صحف إفريقية + موقع منتدى أينشتاين التالي.

 

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *