التاريخ 2/3/1439هـ الموافق 20/11/2017م

بيان اتحاد علماء إفريقيا حول أحوال المهاجرين في ليبيا
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وأصحابه أجمعين وبعد:
يقول الله سبحانه وتعالى { وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا } (الإسراء: 70)
انطلاقاً من الآية الكريمة والتزاماً برسالة اتحاد علماء إفريقيا واهتمامه بالقضايا والأحداث العامة في إفريقيا فإننا نعبّر عن الصدمة الشديدة لما أوردته تقارير إعلامية ومقاطع مرئية تظهر مهاجرين أفارقة يباعون بمزاد علني في الأسواق في ليبيا، ويعرب الاتحاد عن ألمه للوضع الذي وصلت إليه أوضاع المهاجرين من شباب إفريقيا في ليبيا التي باتت مرتعا لظاهرة اندثرت منذ عشرات السنين.
ويدعو الاتحاد جميع الدول المعنية بعبور الأفارقة إلى أن تتحمل مسؤولية المهاجرين وضمان حقوقهم في التمتع بالحماية من التعذيب ومن المعاملة اللاإنسانية أو المهينة سواء في مرافق الاستقبال أو الاحتجاز.
ويناشد اتحاد علماء إفريقيا الاتحاد الإفريقي إلى التعاون مع السلطات الليبية في تسريع العمل لإنجاز القوانين والإجراءات الخاصة بمنع الهجرة غير الشرعية وتفعيل تلك القوانين والإجراءات ؛ سدا للذرائع المؤدية إلى هذه الظاهرة البغيضة؛ لأنّه لو لا وجود هؤلاء المهاجرين على أراضي ليبيا لما كانت هناك فرصة للمهربين والسماسرة ولما كانت هناك متاجرة في الأساس.
ويطالب الاتحاد حكومات الدول الإفريقية بالقيام بمسؤولياتها تجاه شعوبها وتحسين ظروف الشباب للحد من ظاهرة المغامرة بحياتهم في الصحراء وفي البحار وبين أيدي السماسرة.
ويرفض الاتحاد مساعي بعض الجهات لتوظيف معاناة المهاجرين، للابتزاز والضغط على دول بعينها لتحقيق أهداف ومصالح سياسية لجهات أجنبية .
كما يرفض الاتحاد محاولات البعض استغلال تلك الممارسات الشنيعة من قبل فئة لا تمثل إلا نفسها للنيل من الإسلام والعرب أو غيرهم ، وإثارة النعرات العنصرية التي يرفضها الإسلام جملة وتفصيلا ؛ ويقول الباري جل وعلا : { يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ } [الحجرات:3] .
وصلى الله وسلم على سيدنا ومحمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.

           الرئيس                                                  الأمين العام 
الدكتور / سعيد برهان عبد الله            الدكتور / سعيد محمدبابا سيلا          
                                                   

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *