بسم الله الرحمن الرحيم

مدخل: إن الإرهاب ظاهرة تستحق التوقف والتأمل والدراسة ؛ لمعرفة أسبابها ودوافعها ونتائجها على التعايش السلمي بين أفراد المجتمع , قد أصبح الإرهاب من القضايا الخطيرة على التعايش السلمي في مختلف المجالات وفئات المجتمع ، وبخاصة في وسط فئات الشباب  وبات يهدد الأمن والسلم والاستقرار في العديد من بقاع العالم ، وبات يهدد كيان بعض المجتمعات في وحدتها الوطنية ، ويفجر الصراعات التي من شأنها تعطيل حركة تقدم المجتمع  ، ومن ثم تعرقل التنمية والتطور العلمي والاقتصادي.

والإرهاب من المفردات الأكثر تداولاً وترددًا في وسائل الإعلام على مدار الساعة في هذه الأيام ، ويشهد العالم أجمع في هذا العصر موجات إرهابية كثيرة وخطيرة متنوعة ، فليس هناك بلد في العالم إلا وقد اكتوى بنار هذا الوباء ، حيث تباينت أشكاله وتنوعت صوره .

وباشر العمليات الإرهابية أفراد وجماعات وعصابات ، فليس للإرهاب لغة ، وليس له وطن ، وليس له لون .

إن الإرهاب ظاهرة عالمية تشمل العالم كله ، ولا تقتصر على قطر دون قطر  ويعتبر كذلك ورقة ضاغطة تستخدمها الدول الغربية ضد المسلمين , وتحاول إلصاقها بالعالم العربي الإسلامي المعاصر ، ومن هنا فإنّ محاولة التشخيص والعلاج أصبح ضروريا وذلك بمعرفة أسبابها ،

تعريف الإرهاب لغة :

كلمة (الإرهاب) مشتقة من الفعل المزيد (أرهب) ، ويقال : (أرهب فلانًا) أي : خوَّفه وفزَّعه ، وقال الراغب الأصفهاني : الرَّهْبة والرُّهُب : مخافة مع تحرز واضطراب [1]قال تعالى : ((َواضْمُمْ إِلَيْكَ جَنَاحَكَ مِنَ الرَّهْبِ  ))[2].

 

ولو نظرنا في المعاجم العربية ، والقواميس اللغوية ، نجد أنها خلت من كلمة (إرهاب) ، والتعريف بها وفق المفهوم المعاصر .

ومصطلح (الإرهاب) ترجمة حرفية للكلمة الفرنسية (terrorisme) ، التي استحدثت أثناء الثورة الفرنسية ، وهي ترجمة حرفية أيضًا للكلمة الإنجليزية (terrorisme) ، ويعتقد أن الترجمة الصحيحة للمصطلح الأجنبي هي كلمة (إرعاب ، وإخافة شديدة) ، وليس (إرهابًا)
وقد وردت مادة (رهب) ومشتقاتها في حوالي ثماني آيات في القرآن الكريموعندما ننظر في التراث الفكري ، والعقدي – والسياسي والفقهي ،نجد بأن هذا التراث أيضًا خلا من التعرض لذكر أي تعريف معتبر لهذا المصطلح ، بل إن نصوص الكتاب والسنة تجاوزت صياغة أي تعريف منضبط له.

وهي 1ـ  قوله تعالى :((يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَوْفُوا بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ))  [3]
2ـ قوله تعالى:  ((وَلَمَّا سَكَتَ عَنْ مُوسَى الْغَضَبُ أَخَذَ الأَلْوَاحَ وَفِي نُسْخَتِهَا هُدًى وَرَحْمَةٌ لِلَّذِينَ هُمْ لِرَبِّهِمْ يَرْهَبُونَ))  [4]

3ـ قوله تعالى:  ((وَقَالَ اللَّهُ لا تَتَّخِذُوا إِلَهَيْنِ اثْنَيْنِ إِنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ))[5]

4ـ قوله تعالى :  ((وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ))  [6]

5ـ قوله تعالى:  ((قَالَ أَلْقُوا فَلَمَّا أَلْقَوْا سَحَرُوا أَعْيُنَ النَّاسِ وَاسْتَرْهَبُوهُمْ وَجَاءُوا بِسِحْرٍ عَظِيمٍ))  [7]

6ـ قوله تعالى :  ((اسْلُكْ يَدَكَ فِي جَيْبِكَ تَخْرُجْ بَيْضَاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ وَاضْمُمْ إِلَيْكَ جَنَاحَكَ مِنَ الرَّهْبِ فَذَانِكَ بُرْهَانَانِ مِنْ رَبِّكَ إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ))  [8]

7ـ قوله تعالى: ((لأَنْتُمْ أَشَدُّ رَهْبَةً فِي صُدُورِهِمْ مِنَ اللَّهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لا يَفْقَهُونَ))  [9]

8ـ قوله تعالى :  ((فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَى وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ))  [10]

وهذه الآيات لا يمكن أن يؤخذ من أيّ منها ، على أدنى تحديد لمصطلح الإرهاب وفق المفهوم المعاصر ؛ إذ نجد أن هناك معاني متعددة ، وفق السياق التي جاءت في تلك الآيات  تختلف من آية لأخرى ، غالبها تدل على معان عظيمة مرغوب فيها .

ولذلك نجد أن بين استخدام المعاصرين لمادة (رهب) وما اشتق منها ، وبين استعمالات هذه المادة ، وما اشتق منها في نصوص الشارع بونًا شاسعًا .

ولو درسنا مادة (رهب) ، وما اشتق منه في ألفاظ الكتاب والسنة لوجدنا أنها تشتمل على معان عظيمة.

أما المعاني السيئة من الاعتداء على الخلق والجرائم العامة والخاصة ، فتدل عليها ألفاظ شرعية دقيقة تبنى عليها أحكام في غاية الانضباط .

 

تعريف الإرهاب في الاصطلاح :

لقد حاول بعض المفكرين تعريف الإرهاب ، والأعمال الإرهابية ، كما حاولت بعض الاتفاقيات الدولية والإقليمية تعريف الإرهاب وما يتصل به من أعمال ، ومن ضمن التعريفات :

1ـ ما ذكره البعض بأنه : (القتل ، والاغتيال ، والتخريب ، والتدمير ، ونشر الشائعات ، والتهديد ، وصنوف الابتزاز ، والاعتداء … وأي نوع يهدف إلى خدمة أغراض سياسية واستراتيجية ، أو أي أنشطة أخرى تهدف إلى إشاعة جو من عدم الاستقرار ، والضغوط المتنوعة) [11]

2ـ ويعرف د. عصام رمضان المتخصص في القانون الدولي الإرهاب بأنه : (استخدام أو تهديد باستخدام العنف ضد أفراد ، ويعرض للخطر أرواحًا بشرية بريئة ، أو تهديد الحريات الأساسية للأفراد لأغراض سياسية بهدف التأثير على موقف أو سلوك مجموعة مستهدفة بغض النظر عن الضحايا المباشرين) [12]

3ـ وقد عرف مجلس وزراء الداخلية والعدل العرب الإرهاب في الاتفاقية العربية لمكافحة الإرهاب الصادرة عام 1998م في القاهرة كما يلي :

(الإرهاب كل فعل من أفعال العنف أو التهديد أيًّا كانت بواعثه أو أغراضه ، يقع تنفيذًا لمشروع إجرامي فردي أو جماعي ، ويهدف إلى إلقاء الرعب بين الناس ، أو ترويعهم بإيذائهم ، أو تعريض حياتهم أو أمنهم للخطر ، أو إلحاق الضرر بالبيئة أو بأحد المرافق أو الأملاك العامة أو الخاصة ، أو اختلاسها أو الاستيلاء عليها ، أو تعريض أحد الموارد الوطنية للخطر)[13]

4ـ تعريف المجمع الفقهي : حيث لم يغفل عن أهمية هذا الاصطلاح ، بالإضافة إل ضرورة كشف اللبس والغموض الذي أحاط به ، الأمر الذي حمل بعض الجهات على استخدامه في منحى بعيد كل البعد عن الصواب . فشرع المجمع في إيجاد تعريف واضح ، من منظور إسلامي ، وسطي عادل وموزون ، فعرفه المجمع الفقهي على أنه : (العدوان الذي يمارسه أفراد أو جماعات أو دول بغيًا على الإنسان (دينه ، ودمه ، وعقله ، وماله ، وعرضه) ، ويشمل صنوف التخويف والأذى ، والتهديد والقتل بغير حق ، وما يتصل بصور الحرابة وإخافة السبل ، وقطع الطريق ، وكل فعل من أفعال العنف أو التهديد ، يقع تنفيذًا لمشروع إجرامي ، فردي أو جماعي ، يهدف إلى إلقاء الرعب بين الناس ، أو ترويعهم بإيذائهم ، أو تعريض حياتهم ، أو حريتهم ، أو أمنهم ، أو أحوالهم للخطر ، ومن صنوفه إلحاق الضرر بالبيئة أو بأحد المرافق والأملاك العامة أو الخاصة ، أو تعريض أحد الموارد الوطنية ، أو الطبيعية للخطر ، فكل هذا من صور الفساد في الأرض الذي نهى الله – سبحانه وتعالى – عنه)[14]

إن التباين الكبير في تعريف مصطلح الإرهاب ناتج عن التباين في العقائد وفهم الناس للحياة

ولم يستطع الباحثون الحصول على تعريف محدد للإرهاب ؛ نظرًا لعدم ضبطه ومعرفة نوع العنف الذي يميزه على غيره ، ولعدم وجود معيار ثابت يمكن الرجوع إليه في مفهومه ، ولعدم القدرة على تحديد المعاني الداخلة في هذا المصطلح .

ويمكن القول بأن الإرهاب له ثلاث خصائص مهمة وهي :

1ـ استخدام العنف أو التهديد باستخدامه .

2ـ خلق حالة من الذعر وعدم الأمن في المجتمع .

3ـ تحقيق أهداف سياسية أو اجتماعية.

أسباب الإرهاب :

الإرهاب والعنف لم يأت اعتباطًا ولم ينشأ جزافًا بل له أسبابه ، فلا نستطيع الجزم بأن هناك سببًا واحدًا أدى إلى ظهور هذا الفكر ، ولقد تعددت الاتجاهات والمدارس الفكرية التي تناولت دراسة أسباب ظاهرة الإرهاب ، فهي أسباب كثيرة ومتداخلة تفاعلت على المدى البعيد ، فأنشأت في النهاية فكرًا متطرفً , ولكن يرى الباحثون في هذا المجال أن أسباب الإرهاب تنطلق من بعدين رئيسين ، هما :

أ‌- البعد المحلي للدول ، وهو المستوى الداخلي لكل دولة .[15]

ب‌- البعد العام ، وهو المستوى الدولي .
أ- البعد المحلي : المستوى الداخلي  يرى بعض الباحثين أن أسباب الإرهاب يعزى إلى البيئة التي يعيش فيها الإنسان ، والمؤثرات التي تتدخل في تكون نمط حياته ، أو تؤثر فيها ، ومن تلك الأسباب :

1ـ  أسباب تربوية وثقافية : فأي انحراف أو قصور في التربية يكون الشرارة الأولى التي ينطلق منها انحراف المسار عند الإنسان ، ويجعل الفرد عرضة للانحراف الفكري ومناخًا ملائمًا لبث السموم الفكرية لتحقيق أهداف إرهابية .

2ـ أسباب اجتماعية : فانتشار المشكلات الاجتماعية والتفكك الأسري يدفع الفرد إلى الانحراف في السلوك ، والتطرف في الآراء ، والغلو في الأفكار ، بل ويجعل المجتمع أرضًا خصبة لنمو الظواهر الخارجة عن الطبيعة البشرية .

3ـ أسباب اقتصادية : فكلما كان دخل الفرد يفي بمتطلباته ومتطلبات أسرته كان من رضاه واستقراره الاجتماعي ثابتًا ، وعلى العكس إذا كان دخله قليلاً كان مضطربًا وغير راضٍ عن مجتمعه ، هذه الحالة من الشعور يولد عند الإنسان حالة من التخلي عن المسؤولية الوطنية .

4ـ أسباب سياسية : فوضوح المنهج السياسي واستقراره ، والعمل وفق معايير وأطر محددة ، يخلق الثقة والقناعة ، ويبني قواعد الاستقرار الحسي والمعنوي لدى الفرد ، كما أن الغموض في المنهج والتخطيط في العمل يزعزع الثقة ، ويخلق حالة من الصدام بين المواطنين والقيادة السياسية تقوم جماعات وأحزاب ، وهذا وجه من وجوه انتشار الإرهاب[16]

أسباب نفسية : فهناك دوافع تدميرية نفسية متأصلة في الفرد ، وتضخم الأنا العليا بسبب الشعور المتواصل بوخز الضمير ، أو الإحباط في تحقيق بعض الأهداف أو الرغبات ، أو الوصول إلى المكانة المنشودة ، فهذه العوامل النفسية تؤدي إلى ارتكاب الأعمال الإرهابية ، نتيجة لخلل في التكوين النفسي أو العقلي أو الوجداني ، سواء مكتسب أو وراثي

ب- البعد العام : المستوى الدولي ، نتيجة لعدة أسباب منها :

1ـ ظهور منظمات وهيئات كثيرة في العالم تسجل رسميًا في دولة من دول العالم لأهداف وأغراض إنسانية أو تعليمية محددة ، وقد يوجد إمكانية لبعض أفراد تلك المنظمات في سوء استخدام تلك التبرعات .

2ـ التقدم العلمي والتقني في مجال شبكات الاتصال ، الذي مكن أعضاء تلك الخلايا والشبكات الإرهابية من الحصول على معدات وأجهزة فنية متقدمة .

3ـ التناقضات في موقف بعض دول العالم تجاه ظاهرة الإرهاب .

4ـ وجود ما يسمى بحركات المقاومة للفكر السائد في بعض الدول أو للنظام الحاكم فيها .

5ـ تفشي ظاهرة الفقر والبطالة في كثير من دول العالم .هذه نماذج من الأسباب العامة لظهور ظاهرة الإرهاب على المستوى الدولي .

إن للإرهاب أثر سلبي خطير على كيان الأمة الإسلامية وغيرها وتعايشها السلمي ومستقبلها, فقد وصف رسول الله صلى الله عليه وسلم آثارها بكلمة جامعة بليغة بقوله: ((فإنما أهلك من كان قبلكم الغلو في الدين)) [17] أي التطرف في الدين , فهو هلاك في كل شيء على مستوى الأفراد وعلى مستوى المجتمعات إنه هلاك للأنفس والممتلكات والبلاد والعباد , فالتعايش السلمي بين مختلف الشعوب والأعراق والجماعات الدينية والعشائر والقبائل  أصبح ضرورة ملحة في المرحلة المقبلة من تطور الحضارة , لأن تفاقم أعمال العنف والتطرف في المجتمع , قد يترك البصمات السالبة على وحدة المجتمع وتنميته وأمنه ,  لذا يجب معالجة التطرف لضمان أمن الأفراد والمجتمع ثم التنمية في كل المجالات الاقتصادية والثقافية وغيرهما وبدون التعايش السلمي لا يمكن التقدم في أي مجال .

الحلول والعلاج

ولمكافحة ظاهرة الارهاب سبل عدة منها :

1ـ اهتمام بدور الأسرة والمدرسة  في التربية , واختيار الصديق الصالح للأبناء , لأن كثير من الشباب قد انجرفوا وراء  التيارات المنحرفة الضالة , بسبب غياب دور الأسرة والمدرسة في التربية الصحيحة , والأسرة هي المحصن الأول للشباب ومربيتهم على الاستقامة ولاعتدال والرفق والتعايش السلمي ونبذ التطرف الذي يؤدي العنف والفتن  , إن التربية الصالحة للأبناء من الأسرة أو المدرسة  هي التي تحصنهم  ضد التطرف والإرهاب , و بها يتم القضاء على الأفكار المنحرفة , وكذلك يجب اختيار الأصدقاء الصالحين , وبخاصة في مرحلة المراهقة

2ـ  محاربة الجهل وزيادة التفقه في الدين ونشر العلم الصحيح بين أفراد المجتمع خاصة فيما يتعلق بقضايا الولاء والبراء وتكفير معين .

3ـ اهتمام بدور المرأة في الحياة الاجتماعية العامة وغيرها من القضايا المعاصرة .

4ـ على العلماء  بذل جهودا جبارة في توضيح الوسطية المطلوبة في كل المجالات سواء كانت دينية أم ثقافية أم سياسية من خلال أقوالهم وأفعالهم وفتاويهم لأنها سبب التعايش السلمي ومنع التطرف والإرهاب بين أفراد المجتمع .

5ـ تأصيل منهج الوسطية ومعالجة الغلو والتطرف والتعصب الديني .

6ـ تنمية الوازع  الديني لدى أفراد المجتمع والاهتمام بالناشئة على تعلم القرآن وحفظه

7ـ توفير الأئمة والخطباء واعيين للإسلام إقامة دورات توعية لهم.

8ـ إقامة الندوات والمؤتمرات التي تؤصل منهج الحق وتنبذ التطرف والإرهاب .

9ـ  التصدي للحملات الإعلامية الباطلة لتهمة إلصاق الإرهاب بالإسلام

10ـ إنشاء مراكز ومعاهد إسلامية في مختلف أنحاء العالم ، هدفها نشر الدين بالصورة الصحيحة ، والدعوة إليه بالحكمة والموعظة الحسنة

11ـ اهتمام الدولة بالشباب والعمل على تسهيل الوظائف لهم لحصانتهم وحمايتهم من الانحراف .

الخاتمة

ومن خلال هذا البحث يمكن التوصل إلى النتائج التالية :

1ـ أن مصطلح الإرهاب هو من أكثر المصطلحات استقطابًا للجدل القانوني والدولي في تحديد مفهومه واستجلاء عناصر هذا المفهوم ومكوناته .

2ـتعدد الاتجاهات التي تناولت دراسة أسباب ظاهرة الإرهاب ، ولكنها تتفق في القول بأن ظاهرة الإرهاب مركبة معقدة ، ولها أسباب كثيرة ومتداخلة ، بل وتتنوع الاستنتاجات بحسب اختصاص الباحثين .

3ـ وسطية الإسلام شاملة جامعة لكل أمور الدين والدنيا والآخرة ، بل إنها وجه من وجوه الإعجاز فيه وصلاحيته لكل زمان ومكان .

4ـ نبذ الشريعة الإسلامية الغراء للغلو والتطرف وأمرها بالسماحة واليسر والاعتدال والوسطية

التوصيات :

1ـ ضرورة قيام العلماء بجهود منسقة في شرح رسالة الإسلام ويسره وسماحته في مواجهة الصورة النمطية المرتسمة في أذهان الكثيرين عن الإسلام وتعاليمه وشرائعه وشعائره.

2ـ تفعيل دورات مراكز البحوث بالجامعات ، ووزارة التربية والتعليم في دراسة جميع جوانب ظاهرة الإرهاب مع إيجاد أفضل السبل للتعامل معها وفق رؤية علمية

3ـ نشر الوعي الإسلامي وتأصيل منهج الوسطية بالتعامل مع المؤسسات الدعوية والعلمية في البلاد الإسلامية والعربية .

4ـ تضمين المقررات الدراسية في المراحل الدراسية المختلفة مواضع تركز على وسطية الإسلام

وسماحته وحضارته وسمو شرائعه وتعاليمه ، وتعريف النشأ بمخاطر الإرهاب والتطرف ، وخطرها على الفرد والمجتمع .

5ـ ضرورة فهم نصوص القرآن الكريم وصحيح السنة النبوية الشريفة ، والتي أساء البعض فهمها في الماضي والحاضر نتيجة لفصل هذه النصوص عن الملابسات التي أحاطت بظهور الإسلام وتكالب الأعداء عليه وعدوانهم على أهله ، وتصحيح المفاهيم الخاطئة التي تخالف مجمل نصوص القرآن والسنة في ظل وسطية الإسلام .

6ـ أن نشر الثقافة الوسطية والتسامح ، ونبذ التطرف والإرهاب والفرقة والاختلاف مسؤولية تقع على كاهل الأمة الإسلامية .

 

والحمد لله رب العالمين ، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .

 

 

المصادر والمراجع

1ـ الإمام أحمد بن محمد بن حنبل  , المسند تحيق  شعيب الأرناؤرط وآخرون , مؤسسة الرسالة

2ـ الراغب الأصفهاني  , مفردات ألفاظ القرآن  , تحقيق صفوان داوودي , دار القلم  2009م

3ـ مجلة البحوث الإسلامية  تصدر من الرئاسة العامة للبحوث العلمية والإفتاء , السعودية  , عدد 96 , 1414  هـ

4ـ مجمع الفقه الإسلامي , الدورة السادسة عشر  بمكة المكرمة ، من 21 إلى 26 / 10 / 1422هـ ، الموافق : 5 إلى 10 / 1 / 2002 م

 

[1] ـ الراغب الأصفهاني  , مفردات ألفاظ القرآن  , تحقيق صفوان داوودي , دار القلم  2009م ص366

[2] ـ  القصص: 32

[3]ـ البقرة :40

[4] ـ الأعراف: 154

[5] ـ النحل: 51

[6] ـ الأنفال: 60

[7] الأعراف : 116

[8] ـ القصص :32

[9] ـ الحشر :13

[10] ـ الأنبياء :9

[11] ـ

[12] ـ مجمع الفقه الإسلامي ,  الدورة السادسة عشرة  بمكة المكرمة ، من 21 إلى 26 / 10 / 1422هـ ، الموافق :         5 إلى 10 / 1 / 2002م

[13] ـ المصدر السابق

[14] ـ  المصدر السابق

[15] ـ مجلة البحوث الإسلامية  , عدد 96 ص 254

[16] ـ المصدر السابق ص 255

[17] ـ رواه الإمام أحمد (1/ 215)

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *