مشروع خطب الجمعة في إفريقيا
رقم عنوان الخطبة معد الخطبة التاريخ المقترح لإلقاء الخطبة المراجعة والنشر
40

اليوم العالمي للمرأة في منظور الإسلام

د. عثمان صالح تروري ـــ عضو الاتحاد في مالي 01 /08 /1443هـ  الموافق 04/03 /2022م الأمانة العامة

 

الموضوع: ” اليوم العالمي للمرأة في منظور الإسلام

الحمد لله رب العالمين، أحمده سبحانه وأشكره أن جعلنا مسلمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له خلق الذكر والأنثى وجعل الفضل للمتقين، وأشهد أن محمد عبد الله ورسوله إلى الذكر والأنثى أجمعين، صلى الله عليه وعلى آله و على آله وأصحابه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين.

أما بعد: فيا أيها المؤمنون اتقوا الله تعالى ربكم الذي خلقكم وأكرمكم وفضلكم على كثير ممن خلق تفضيلا: ]يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا[ النساء 1

 

أيها المؤمنون: إن من أعظم النعم التي كرم اللَّه بها عباده المؤمنين أن شرع لهم شريعة قويمة وملة حنيفية، تنظم الإنسان والكون والحياة، تخاطب القلب والعقل والروح، وتحقق رغبات البدن دون تماد إلى شهوانية حيوانية، أو دون حرمان الرهبانية كما تمارسه النصرانية، وهذا الدين هو دين الفطرة، قال تعالى:

]فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ[ الروم 30 .
ومن محاسن هذه الشريعة القويمة تكريم المرأة وحمايتها والإحسان إليها، خلاف ما عليه الجاهلية الأولى من وأد البنات، وحرمان النساء من الميراث، واعتبارهن من سقط المتاع، وخلاف ما عليه الجاهلية الحديثة من دعوة للتحرير – كما يقولون – وللمساواة بين الرجل والمرأة، وتحميلها أعباء الحياة… فجاء هذا الدين حاكماً معتنيا بالنساء: ]وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ[ البقرة 228.  ومشفقا عليهن (النِّسَاءَ شَقَائِقُ الرِّجَالِ) ، وآمراً لهن (اسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ خَيْرًا) حاثاً بالخير إليهن (خَيرُكُم خَيرُكُم لأهَلِه، وأَنا خَيرُكُم لأهلِى) أخرجه الترمذى.  ومعتبرا المرأة أساس المجتمع، حيث هي الأم الحنون، والزوجة الصالحة، والأخت الفاضلة، فمن مدارسهن الحقيقية يتخرج الأبطال، وتتربى الأجيال، فهي المحور الحقيقي التي عليها صلاح المجتمع أو فساده.

 

أيها المؤمنون: إن لتكريم المرأة في الإسلام صورا عديدة، منها:

  • الأخذ بالفوارق الخلقية بين الرجل والمرأة: قال تعالى: ]وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالأُنثَى[ آل عمران 36، ومن مظاهر ذلك:
  • إناطة قوامة الأسرة بالرجل
  • التخفيف عن المرأة في بعض العبادات مع إعطائها أجر القائم بها
  • إسقاط فرضية بعض الواجبات عن المرأة مثل الجهاد وحضور المساجد
  • جعل المرأة مع الرجل سواء في الثواب والأجر قال تعالى: ]مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ[ النحل 97، وقوله تعالى: ]إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا[ الأحزاب 35

العدل في القسمة بين الأم الأنثى والأب الذكر، فقد جعل الإسلام الأم هي الأحق بحسن الصحبة من الأب فعن أبي هريرة قال: (جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ r، فقَالَ: مَنْ أَحَقُّ النَّاسِ بِحُسْنِ صُحْبَتِي؟، قَالَ: “أُمُّكَ”، فقَالَ: ثُمَّ مَنْ؟، قَالَ: “أُمُّكَ”، قَالَ: ثُمَّ مَنْ؟، قَالَ: “أُمُّكَ”، قَالَ: ثُمَّ مَنْ؟، قَالَ: “أَبُوكَ”). ابن حبان عل شرط الصحيحين

فالأم أحق بهذا لأنها تحمل وترضع وتنفس … فأي عدل بعد هذا !

  • صيانة عرض المرأة بأحكام منها:
  • وجوب الحجاب: ]وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا…[ النور 31
  • وجوب المهر: ]وَآتُوا النِّسَاءَ صَدُقَاتِهِنَّ نِحْلَةً…[ النساء 4
  • حق الاستئذان والرضا في الزواج: (الْأَيِّمُ أَحَقُّ بِنَفْسِهَا مِنْ وَلِيِّهَا، وَالْبِكْرُ تُسْتَأْذَنُ فِي نَفْسِهَا، وَإِذْنُهَا فِي صُمَاتِهَا) صحيح مسلم
  • إعطاؤها حق الملكية وحق التصرف في المال  كالرجل قال تعالى: ]لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالْأَقْرَبُونَ وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالْأَقْرَبُونَ مِمَّا قَلَّ مِنْهُ أَوْ كَثُرَ نَصِيبًا مَفْرُوضًا[ النساء 7
  • ضرب حقوق لها أيا كانت، أُما، أُختا، زوجة، بنتا……….

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: ]يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ[ الحجرات 13

بارك الله لي ولكم في الوحيين، ونفعني وإياكم بما فيهما من الذكر الحكيم، قلت ما قلت والله تعالى أسأل القبول .

 

 

الخطبة الثانية:

الحمد الذي جعل التقوى ميزان التفضيل بين الرجال والنساء، والصلاة والسلام على أفضل الخلق جمعاء

أيها المؤمنون: إن أصواتا ترفع، وإن ضجة توقد في اليوم الثامن من شهر مارس بدعوى أنه يوم عالمي للمرأة، فتحتفل فيه بعض النساء كل بما أوحت إليها شياطينها من ضروب الاحتفال، فبعضهن يضربن الكرة، وبعضهن يفعلن ما يفعل الرجال للدلالة أن المرأة مساوية للرجل ومن حرمها حق هذه المساواة فقد ظلمها ………

 

أيها المؤمنون: إن هذا الاحتفال ليس من ديننا بشيء فقد جاء أصله من النساء الكافرات اللاتي لا يقمن لدين وزنا، ولا لقيم كيلا، واتخاذ هذا اليوم يوما عالميا للمرأة كان من صناعة نساء أمريكا وأوروبا وذلك في 8 آذار سنة 1913م

 

أيها المؤمنون: إن في مثل هذا اليوم يعلن بتهمة الإسلام بأنه يظلم المرأة لأنه يقول بالحجاب والقرار في البيوت، ويقول بالختان ويقول …. ويقول، وينادى فيه بتحرير المرأة وبمساواته …. وإن الإسلام لبريء من هذه التهمة براءة الذئب من دم يوسف عليه السلام، فهو دين الفطرة والصراط المستقيم:

]وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ[ الأنعام 153

 

اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، ودمر أعداء الدين وانصر عبادك المجاهدين يارب العلمين، وصلى الله على نبينا محمد وسلم، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

 

 

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *