الخطبة الأولى

الحمد لله يمن على عباده بمواسم الخير أفراحاً، ويدفع عنهم بلطفه أسباب الردى شروراً وأتراحاً، أحمده تعالى وأشكره شكراً يتجدد ويتألق غدواً ورواحاً، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، مبدع الكائنات أرواحاً وأشباحاً، وأشهد أن نبينا محمداً عبد الله ورسوله رافع لواء الدين دعوة وإصلاحاً، والهادي إلى طريق الرشاد سعادة وفلاحاً، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه خيار هذه الأمة تقىً وصلاحاً، والتابعين ومن تبعهم بإحسان ما تعاقبت الليالي والأيام مساءً وصباحاً، وسلم تسليماً كثيراً.

الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد

 أما بعد:

فإن يومكم هذا يوم مبارك كريم، يوم يتقرب فيه المسلمون إلى رب العالمين بالقرابين، وهو خاتم الأيام العشر الفاضلة، وسماه الله يوم الحج الأكبر؛ لأن أكثر أعمال الحج تكون فيه من رمي ونحر وحلق وطواف، وهو يوم عيد لغير الحجاج في جميع أصقاع العالم.

ومن حكم مشروعية العيد في الإسلام:شهود جمع المسلمين لصلاة العيد، ومشاركتهم في بركة الدعاء والخير المتنزل على جمعهم المبارك، والانضواء تحت ظلال الرحمة التي تغشى المصلين، والبروز لرب العالمين، إظهاراً لفقر العباد لربهم، وحاجتهم لمولاهم عز وجل، وتعرضاً لنفحات الله وهباته التي لا تُحد ولا تُعد، عَنْ أُمِّ عَطِيَّةَ رضي الله عنها قَالَتْ: (أَمَرَنَا رَسُولُ اللَّهِ ﷺ أَنْ نُخْرِجَهُنَّ فِى الْفِطْرِ وَالأَضْحَى الْعَوَاتِقَ وَالْحُيَّضَ وَذَوَاتِ الْخُدُورِ فَأَمَّا الْحُيَّضُ فَيَعْتَزِلْنَ الصَّلاَةَ وَيَشْهَدْنَ الْخَيْرَ وَدَعْوَةَ الْمُسْلِمِينَ، قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِحْدَانَا لاَ يَكُونُ لَهَا جِلْبَابٌ قَالَ: « لِتُلْبِسْهَا أُخْتُهَا مِنْ جِلْبَابِهَا ») رواه البخاري ومسلم.

الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد.

أيها المسلمون، ومن حكم العيد ومنافعه العظمى في الشريعة:التواصل بين المسلمين، والتزاور، وتقارب القلوب، وارتفاع الوحشة، وانطفاء نار الأحقاد والضغائن والحسد، وتأليف بين قلوبهم على التقوى، فالتراحم والتعاون والتعاطف والتآلف صفة المؤمنين فيما بينهم، كما روى البخاري ومسلم عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ tقَالَ، قَالَ: رَسُولُ اللَّهِ ﷺ(مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِى تَوَادِّهِمْ وَتَرَاحُمِهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ مَثَلُ الْجَسَدِ إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى)، وعن أبي الدرداء tقال: سمعت رسول الله ﷺيقول: (ابْغُونِيفي الضُّعَفَاءَ فَإِنَّمَا تُرْزَقُونَ وَتُنْصَرُونَ بِضُعَفَائِكُمْ)رواه الحاكم في المستدرك وصححه الذهبي.

والمحبة بين المسلمين والتواد غاية عظمى من غايات الإسلام، عن أبي هريرة tقال: قال رسول الله ﷺ: (لَا تَدْخُلُوا الْجَنَّة حَتَّى تُؤْمِنُوا , وَلَا تُؤْمِنُوا حَتَّى تَحَابُّوا أَلَا أَدُلّكُمْ عَلَى شَيْء إِذَا فَعَلْتُمُوهُ تَحَابَبْتُمْ : أَفْشُوا السَّلَام بَيْنكُمْ)رواه مسلم.

فبادروا في هذا اليوم المبارك إلى سلامة الصدورللمسلمين، فإن ذلكم نعيم الدنيا، وراحة البدن ورضوان الله في الأخرى، عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال: قيل: يا رسول الله، أي الناس أفضل؟ قال: (كُلُّ مَخْمُومِ الْقَلْبِ صَدُوقِ اللِّسَانِ) قالوا: فما مخموم القلب؟ قال: (هُوَ التَّقِيُّ النَّقِيُّ لَا إِثْمَ فِيهِ وَلَا بَغْيَ وَلَا غِلَّ وَلَا حَسَدَ)رواه ابن ماجه وصححه الألباني.

 

الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد.

بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، ونفعنا بهدي سيد المرسلين، وبقوله القويم، أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب فاستغفروه، إنه هو الغفور الرحيم.

 

الخطبة الثانية

الحمد لله على إنعامه، والشكر له على إحسانه، والصلاة والسلام على أفضل رسله

أيها المؤمنون: إن أعظم ما يتقرب به العبد إلى ربه في هذا اليوم المبارك وفي أيام التشريق ذبح الأضحية من بهيمة الأنعام: ]وَالْبُدْنَ جَعَلْنَاهَا لَكُمْ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ لَكُمْ فِيهَا خَيْرٌ فَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهَا صَوَافَّ فَإِذَا وَجَبَتْ جُنُوبُهَا فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْقَانِعَ وَالْمُعْتَرَّ كَذَلِكَ سَخَّرْنَاهَا لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ[ الحج 36، وعن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله ﷺ: (مَا عَمِلَ آدَمِيٌّ مِنْ عَمَلٍ يَوْمَ النَّحْرِ أَحَبَّ إِلَى الله مِنْ إِهْرَاقِ الدَّمِ إِنَّهَا لَتَأْتِييَوْمَ الْقِيَامَةِ بِقُرُونِهَا وَأَشْعَارِهَا وَأَظْلاَفِهَا وَإِنَّ الدَّمَ لَيَقَعُ مِنَ الله بِمَكانٍ قَبْلَ أَنْ يَقَعَ عَلَى الأَرْضِ فطِيبُوا بِهَا نَفْساً)رواه الترمذي وصحح الحاكم إسناده، وصححه الألباني في تحقيق مشكاة المصابيح.

والتقرب إلى الله بالأضاحي سنة متبعة من لدن أبينا خليل الرحمن إبراهيم عليه السلام إلى نبينا محمد ، قال تعالى: )وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ﴾ الصافات 107

ولقد أرشدنا النبي ﷺإلى آداب قيمة عند ذبح الأضاحي نجملها فيما يلي:

1/ لزوم إخلاص النية لله عند الذبح، قال تعالى:  )لَنْ يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنْكُمْ كَذَلِكَ سَخَّرَهَا لَكُمْ لِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَبَشِّرِ الْمُحْسِنِينَ﴾ الحج 37. 2/ عدم الذبح قبل الصلاة. 3/ سن السكين جيدا. 4/ عدم إظهار السكين للأضحية قبل ذبحه 5/ عدم ذبح الأضحية أمام أضاحي أخرى. 6/ سوق الأضحية برفق إلى مكان الذبح. 7/ وضع الأضحية على الجانب الأيسر متجها نحو القبلة.  8/ القول باسم الله والله أكبر عند الذبح. 9/ الأكل من الأضحية وإطعام الأهل والفقراء والمساكين منها.

عباد الله: بفضل الله تعالى اجتمع في يومكم هذا عيدان،عيد أسبوعي وهو الجمعة وعيد سنوي وهو الأضحى،فاجتمعت بذلك عبادتان جليلتان صلاة العيد وصلاة الجمعة، وبناء على الأحاديث المرفوعة إلى النبي ﷺ،وعلى هذه الآثار الموقوفة عن عدد من الصحابة رضي الله عنهم، فإن جمهور العلماء قرروا في المسألة ما يلي:

  • من حضر صلاة العيد فيرخص له في عدم حضور صلاة الجمعة، ويصليها ظهراً في وقت الظهر، وإن أخذ بالعزيمة فصلى مع الناس الجمعة فهو الأفضل لجمعه بين فضيلتين في ختام الأيام العشر الفاضلة.

  • من لم يحضر صلاة العيد فلا تشمله الرخصة، ولذا فلا يسقط عنه وجوب الجمعة، فيجب عليه السعي إلى المسجد لصلاة الجمعة.

  • يجب على إمام مسجد الجمعة إقامة صلاة الجمعة ذلك اليوم ليشهدها من شاء شهودها ومن لم يشهد العيد، إن حضر العدد التي تنعقد به صلاة الجمعة وإلا فتصلى ظهرا.

  • من حضر صلاة العيد وترخص بعدم حضور الجمعة فإنه يصليها ظهراً بعد دخول وقت الظهر.

  • لا يشرع في هذا الوقت الأذان إلا في المساجد التي تقام فيها صلاة الجمعة، فلا يشرع الأذان لصلاة الظهر ذلك اليوم. والله تعالى أعلم.

اللّهمّ يا عالم الخفيّات، ويا سامع الأصوات، وباعث الأموات، ويا مجيب الدّعوات، ويا قاضي الحاجات، يا خالق الأرض والسّماوات، أنت الله الأحد الصّمد، الّذي لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفؤا أحد، الوهّاب الّذي لا يبخل، والحليم الّذي لا يعجل، لا رادّ لأمرك، ولا معقّب لحكمك، نسألك أن تغفر ذنوبنا، وتنوّر قلوبنا، وتسكننا في دار كرامتك، إنّك على كلّ شيء قدير………….. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

الخطبة الثانية

الحمد لله على إنعامه، والشكر له على إحسانه، والصلاة والسلام على أفضل رسله

أيها المؤمنون: إن أعظم ما يتقرب به العبد إلى ربه في هذا اليوم المبارك وفي أيام التشريق ذبح الأضحية من بهيمة الأنعام: ]وَالْبُدْنَ جَعَلْنَاهَا لَكُمْ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ لَكُمْ فِيهَا خَيْرٌ فَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهَا صَوَافَّ فَإِذَا وَجَبَتْ جُنُوبُهَا فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْقَانِعَ وَالْمُعْتَرَّ كَذَلِكَ سَخَّرْنَاهَا لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ[ الحج 36، وعن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله ﷺ: (مَا عَمِلَ آدَمِيٌّ مِنْ عَمَلٍ يَوْمَ النَّحْرِ أَحَبَّ إِلَى الله مِنْ إِهْرَاقِ الدَّمِ إِنَّهَا لَتَأْتِييَوْمَ الْقِيَامَةِ بِقُرُونِهَا وَأَشْعَارِهَا وَأَظْلاَفِهَا وَإِنَّ الدَّمَ لَيَقَعُ مِنَ الله بِمَكانٍ قَبْلَ أَنْ يَقَعَ عَلَى الأَرْضِ فطِيبُوا بِهَا نَفْساً)رواه الترمذي وصحح الحاكم إسناده، وصححه الألباني في تحقيق مشكاة المصابيح.

 

 

والتقرب إلى الله بالأضاحي سنة متبعة من لدن أبينا خليل الرحمن إبراهيم عليه السلام إلى نبينا محمد ، قال تعالى: )وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ﴾ الصافات 107

ولقد أرشدنا النبي ﷺإلى آداب قيمة عند ذبح الأضاحي نجملها فيما يلي:

1/ لزوم إخلاص النية لله عند الذبح، قال تعالى:  )لَنْ يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنْكُمْ كَذَلِكَ سَخَّرَهَا لَكُمْ لِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَبَشِّرِ الْمُحْسِنِينَ﴾ الحج 37. 2/ عدم الذبح قبل الصلاة. 3/ سن السكين جيدا. 4/ عدم إظهار السكين للأضحية قبل ذبحه 5/ عدم ذبح الأضحية أمام أضاحي أخرى. 6/ سوق الأضحية برفق إلى مكان الذبح. 7/ وضع الأضحية على الجانب الأيسر متجها نحو القبلة.  8/ القول باسم الله والله أكبر عند الذبح. 9/ الأكل من الأضحية وإطعام الأهل والفقراء والمساكين منها.

 

 

عباد الله: بفضل الله تعالى اجتمع في يومكم هذا عيدان،عيد أسبوعي وهو الجمعة وعيد سنوي وهو الأضحى،فاجتمعت بذلك عبادتان جليلتان صلاة العيد وصلاة الجمعة، وبناء على الأحاديث المرفوعة إلى النبي ﷺ،وعلى هذه الآثار الموقوفة عن عدد من الصحابة رضي الله عنهم، فإن جمهور العلماء قرروا في المسألة ما يلي:

  • من حضر صلاة العيد فيرخص له في عدم حضور صلاة الجمعة، ويصليها ظهراً في وقت الظهر، وإن أخذ بالعزيمة فصلى مع الناس الجمعة فهو الأفضل لجمعه بين فضيلتين في ختام الأيام العشر الفاضلة.
  • من لم يحضر صلاة العيد فلا تشمله الرخصة، ولذا فلا يسقط عنه وجوب الجمعة، فيجب عليه السعي إلى المسجد لصلاة الجمعة.
  • يجب على إمام مسجد الجمعة إقامة صلاة الجمعة ذلك اليوم ليشهدها من شاء شهودها ومن لم يشهد العيد، إن حضر العدد التي تنعقد به صلاة الجمعة وإلا فتصلى ظهرا.
  • من حضر صلاة العيد وترخص بعدم حضور الجمعة فإنه يصليها ظهراً بعد دخول وقت الظهر.
  • لا يشرع في هذا الوقت الأذان إلا في المساجد التي تقام فيها صلاة الجمعة، فلا يشرع الأذان لصلاة الظهر ذلك اليوم. والله تعالى أعلم.

 

اللّهمّ يا عالم الخفيّات، ويا سامع الأصوات، وباعث الأموات، ويا مجيب الدّعوات، ويا قاضي الحاجات، يا خالق الأرض والسّماوات، أنت الله الأحد الصّمد، الّذي لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفؤا أحد، الوهّاب الّذي لا يبخل، والحليم الّذي لا يعجل، لا رادّ لأمرك، ولا معقّب لحكمك، نسألك أن تغفر ذنوبنا، وتنوّر قلوبنا، وتسكننا في دار كرامتك، إنّك على كلّ شيء قدير………….. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *