مشروع خطب الجمعة في إفريقيا
رقم الخطبة عنوان الخطبة معد الخطبة تاريخ المقترح لإلقاء الخطبة المراجعة والنشر
81

توحيد الألوهية

د. عبدالله عوض الأسمري خطيب جامع عمر بن عبد العزيز بجدة 10/04/1444هـ  الموافق 04/11/2022م الأمانة العامة

الموضوع : توحيد الألوهية

الخطبة الأولى:

إن الحمد لله؛ نحمده ونستعينه ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فهو المهتد، ومن يضلل فلن تجد له وليًّا مرشدًا، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبدُ الله ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين وتابعيهم وسلم تسليمًا كثيرًا.

  • يَا أيّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ [آل عمران:102]، يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا [النساء:1]، يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا [الأحزاب:70-71].

أما بعد: فإن أهم أمر نتكلم به في هذه الخطبة هي حق الله على العباد؛ حيث إن أعظم وأول واجب على العباد هو التوحيد: توحيد الألوهية؛ ومن أجله خلق الله السماوات والأرض والجن والإنس والجنة والنار، وأُنزلت الكتب السماوية، وأُرسلت الرسل وشُرعت الشرائع. وانقسم الناس في هذا الأمر إلى سعيد وشقي، ومن أجل هذا يبعث الله الناس جميعًا يوم القيامة، ويضع الموازين وينصب الصراط على متن جنهم، كل ذلك من أجل لا إله إلا الله وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ * مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ * إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ [الذاريات:56 -58]، وهي أول دعوه الرسل -عليهم الصلاة والسلام-.

 

عباد الله: إن الأمر العظيم الذي يجب أن يحققه المسلم في حياته؟ هو توحيد الألوهية ومعناه إفراد الله بالعبادة دون غيره، وهو أن نؤمن ونعتقد اعتقادًا جازمًا في قلوبنا أن الله -عز وجل- هو المستحق للعبادة دون سواه، وأن نقصده ونفرده بالعبادة من الأعمال الظاهرة فنتوجه بها لله وحده؛ مثل الدعاء والصلاة والزكاة والصوم والحج والعمرة، وغيرها وكذلك الأعمال الباطنة نوجهها لله وحده مثل  الرجاء والخوف والمحبة والتوكل والرغبة والرهبة، وغير ذلك من العبادات التي يحبها الله من الأقوال والأعمال.

ومعنى “لا إله إلا الله”: لا معبود بحق إلا الله، “ولا إله إلا الله” تتضمن ركنين؛ الركن الأول “لا إله” أي إبطال كل الآلهة التي تُعْبَد من دون الله -تعالى- أيًّا كانت، والكفر بها حتى وإن كان نبيًّا من الأنبياء أو المرسلين أو ملكًا من الملائكة المقربين. والركن الثاني “إلا الله” إثبات العبادة لله -تعالى- فلا يستحق العبادة ولا توجه العبادة إلا لله وحده لا شريك معه.

وهذه حقيقة التوحيد فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لَا انْفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ [سورة البقرة: 256]، فيجب الكفر بكل المعبودات دون الله، والإيمان بالله وحده دون غيره.

نسأل الله -عز وجل- أن يحقّق توحيدنا بالله -عز وجل-، ونعوذ به أن نشرك به ونحن نعلم ونستغفره مما لا نعلم.

أقول ما سمعتم، وأستغفر الله العظيم لي ولكم فاستغفروه؛ إنه هو الغفور الرحيم

 

 

الخطبة الثانية:

الحمد لله رب العالمين، والصلاة  والسلام على محمد صلى الله عليه وآله وصحبه أجمعين.

 

وبعد: اعلموا أن لا إله إلا الله لها شروط يجب الإيمان بها وهي :

1- العلم: أي معرفة معناها، وهو العلم أن الله هو المستحق للعبادة وحده، ونكفر بغيره من المعبودات، ونعتقد أنها باطلة جميعاً إلا الله.

2- اليقين: أي أنك تتيقن أن الله هو المعبود المستحق للعبادة وحده، وأنه خالق الكون كله؛ فإن الشك في الله من صفات المنافقين.

3- القبول: وهو أن نقبل عبادة الله وحده ونكفر بكل المعبودات الأخرى.

4- الانقياد: والتسليم أي تنقاد وتطيع الله وحده وتسلم أمرك لله وحده.

5- الإخلاص: أي تقصد بالعبادة وجه الله تعالى دون غيره، وترغب الأجر من الله.

6- الصدق: أي أن تقول لا إله إلا الله صادقاً من قلبك، فمن قالها بلسانه ولم يصدق بها قبله كان منافقاً كاذباً.

7- المحبة: أي تحب هذه الكلمة فتحب الله -عز وجل- حتى يحبك الله.

8- الكفر بالطاغوت أي تكفر بكل الآلهة، وتبرأ من كل معبود سوى الله -عز وجل-.

عباد الله: يجب على المسلم أن يحقق توحيد الألوهية وهو الاعتقاد الجازم بأن الله هو المستحق للعبادة وحده، ويحقق شروطها المذكورة، وأن لا يقدح هذا التوحيد بأي قادح من أنواع الشرك؛ فمن يذهب يعتقد في السحرة أو الكهان أو المنجمين أو غيرهم؛ فقد تأثر توحيده، وربما أخرجه من الدين إلى  الشرك والكفر.

نسأل الله -عز وجل- أن يحيينا على لا إله إلا الله، ويميتنا على لا إله إلا الله، ويبعثنا على لا إله إلا الله، وأن يحقق لنا  التوحيد الخالص، وأن يرينا الحق حقاً ويرزقنا اتباعه ويرينا الباطل باطلاً ويرزقنا اجتنابه؛ إنه ولي ذلك والقادر عليه.

ألا وصلوا على سيدنا محمد كما أمركم الله -عز وجل-: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا [الأحزاب:56].

اللهم أعز الإسلام والمسلمين، اللهم أبرم لهذه الأمة أمر رشد يعز فيه أهل طاعتك، ويذل فيه أهل معصيتك.

اللهم لا تدع لنا ذنبًا إلا غفرته، ولا همًّا إلا فرَّجته، ولا دَيْنًا إلا قضيته، ولا عسرًا إلا يسَّرته، ولا مريضًا إلا شفيته.

اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات، اللهم آتنا في الدنيا حسنة، وفي الآخرة حسنة، وقنا عذاب النار، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، وصلِّ اللهم وسلم على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

 

 

 

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *