مشروع خطب الجمعة في إفريقيا
رقم الخطبة عنوان الخطبة معد الخطبة تاريخ المقترح لإلقاء الخطبة المراجعة والنشر
129 زلزال واعصار آيات واعتبار الشيخ سعد بن سعيد الصفار 30/02/1445هـ  الموافق 15/09/2023م الأمانة العامة

 

الموضوع:” زلزال واعصار آيات واعتبار !! “

الحمدُ لله خَلَقَ فقدَّر، سُبْحَانَهُ مَا أَقْوى سُلطانَه، وَأَوسَعَ حِلمَهُ وغُفرَانَهُ، سبَّحت لَهُ السَّمواتُ وأَمَلاكُهَا، وَالنُّجُومُ وأَفْلاكُهَا، والأَرَضُونَ وسُكَّانُها، أَشْهَدُ ألَّا إلَهَ إلَّا اللهُ وَحدَهُ لا شَريكَ لَهُ، أَظْهَرَ الأَدِلَّةَ على قُدرتِهِ وجلاَّها، وتَوَعَّدَ الظَّالِمِينَ والْمُفْسِدِينَ بِالنَّارِ وَلَظَاهَا، وَأَشْهَدُ أَنَّ نَبِيَّنَا مُحَمَّدًا عَبدُ اللهِ وَرَسُولُهُ، خَيرُ البَرِيَّةِ وَأَزْكَاهَا، صلَّى اللهُ وسلَّمَ وَبَارَكَ علَيهِ، وَعلى آلِهِ وَأَصَحَابَهِ، وَمَنْ تَبِعَهُم بإحسانٍ إلى يومِ الدِّينِ.

 أما بعد:

فَاتقُوا اللهَ، واعلَموا أنَّهُ بالتَّقوى تُدفَعُ البَلايَا، وتُرفَعُ الرَّزَايَا، ﴿إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ﴾ النحل 128 

إِخْوَةَ الْإِيمَانِ: تَمُوجُ الْأَرْضُ بِالْكَوَارِثِ وَالْمُتَغَيِّرَاتِ، وَيَتَفَاجَأُ الْبَشَرُ بِالْتَّغَيُّرَاتِ، آيَاتٌ كَوْنِيَّةٌ تَضْرِبُ الْبَشَرَ هُنَا وَهُنَاكَ؛ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ وَيَتَضَرَّعُونَ: ﴿فَلَوْلَا إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا﴾ الأنعام 43.

 

فَمِن قُدرَةِ اللَّهِ وَعَظَمَتِهِ أَن يَأذَنَ لِلأَرضِ فَتَضطَرِبَ بِأَهلِهَا، أَوْ تَأْتِيَ رِيحٌ عَاصِفٌ فِيهَا هَلاكٌ عَظِيمٌ، أَو يُنْزِّلَ مَاءً فيهِ غَرقٌ أَليمٌ! فَتَخِرُّ عَلَيهِم السُّقُفُ مِن فَوقِهِم؛ وَتَنْهَارُ الأَرْضُ مِنْ تَحْتِهِمْ، لِيُرِيَهُم سُبحَانَهُ مِن آيَاتِ قُدرَتِهِ مَا يَحصُلُ لَهُم بِهِ التَّذَكُّرُ وَالِاعتِبَارُ، وَالتَّوبَةُ وَالِاستِبصَارُ، فَتُفِيقَ النُّفُوسُ بَعدَ غَفلَتِهَا، وَتَلِينَ القُلُوبُ بَعدَ قَسوَتِهَا.

 

عِبَادَ اللهِ: الزَّلَازِلُ وَالأَعَاصِيرُ والْفَيَضَانَاتُ، مِن أَمرِ اللَّهِ تَعَالَى وَجُنْدْهِ، يُصِيبُ بِهَا مَن شَاءَ مِن عِبَادِهِ! إما عذابا وهلاكا، أو رحمة وابتلاء.

فَفِي مَطْلَعِ الأُسْبُوعِ الْمَاضِي أَمَرَ اللهُ الأَرْضَ أنْ تَتَحَرَّكَ وَتَهْتَزَّ عَلى إخْوَانِنَا فِي بِلادِ الْمَغْرِبِ! والرِّيحَ أَنْ تَثُورَ عَلى إخْوَانِنَا فِي لِيبِيا، فَفِي ثَوَانٍ مَعْدُودَةٍ! تَزَلْزَلَتِ الأَرْضُ بِقُوَّةٍ بَالِغَةٍ! وَعَصَفَتْ رِيحٌ عَاتِيَةٌ! لِتُدَمِّرَ كلَّ شيء بأمر ربها! فَصَارَتِ قُرىً خَبَرًا بَعْدَ عَيَانٍ! أَمَّا القَتْلَى والْجَرْحَى وَمَنْ هُمْ تَحْتَ الأَنْقَاضِ وَفِي الْعَرَاءِ فَعَشَرَاتُ الآلاف! وَالخَسَائِرُ بِالْمِلَيَارَاتِ! فَتَحَوَّلَتْ تِلْكَ الْمُدُنُ النَّاضِرَةُ العَامِرَةُ خَرَابًا يَبَابًا! وَتَبَدَّلَ الأَمْنُ خَوفًا ورعبا! وَالحَيَاةُ مَوتًا وَبُؤسًا! وَاسْتَبَدَّ الأَلمُ بِالجَمِيعِ حتَّى خُيِّلَ إليهِمْ أَنَّ القِيَامَةَ قَامَتْ! وَأَنَّ الدُّنْيَا انْتَهَتْ!.

 

عِبَادَ اللهِ: وَالْمُؤمِنُونَ على يَقِينٍ تَامٍّ أَنَّ أَفْعَالَ اللهِ سُبْحَانَهُ تَتَضَمَّنُ حِكَمًا بَالِغَةً، وَإنْ غَابَتْ عَن عُقُولِنَا! كَمَا قَالَ رَبُّنَا: ﴿َمَا نُرْسِلُ بِالآيَاتِ إِلاَّ تَخْوِيفًا﴾ الإسراء 59

 

وَإِنّمَا كَانَتْ هَذِهِ الزَّلَازِلُ تَخوِيفًا لِأَنّ اللَّهَ تَعَالَى عَذَّبَ بِهَا أَقوَامًا وَجَعَلَهَا سَبَبًا لِهَلَاكِهِم؛ كَمَا قَالَ سُبحَانَهُ: ﴿فَأَخَذَتهُمُ الرَّجفَةُ فَأَصبَحُوا فِي دَارِهِم جَاثِمِينَ ﴾ الأعراف 78، قَالَ ابنُ القَيّمِ رَحِمَهُ اللَّهُ : ” فَإِنّهُ سُبحَانَهُ لَا يَزَالُ يُحدِثُ لِعِبَادِهِ مِنَ الآيَاتِ مَا يُخَوِّفُهُم بِهَا وَيُذَكّرُهُم بِهَا ” .

وَإِنّمَا يَكُونُ التّخوِيفُ بِهَذِهِ الآيَاتِ وَالوَعِيدُ بِهَا إِذَا جَاهَرَ النَّاسُ بِالمَعَاصِي، وَأَعلَنُوا بِالفَوَاحِشِ، وَكَثُرَ فِيهِمُ الخَبَثُ، وَقَلَّ فِيهِم النّاصِحُونَ، فَحِينَئِذٍ يَكُونُ ظُهُورُ هَذِهِ الزَّلَازِلِ وَعِيدًا مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ لِأَهلِ الأَرضِ: ﴿ أَفَأَمِنَ الَّذِينَ مَكَرُوا السَّيّئَاتِ أَن يَخسِفَ اللَّهُ بِهِمُ الأَرْضَ أَو يَأتِيَهُمُ العَذَابُ مِن حَيثُ لاَ يَشعُرُونَ ﴾ النحل 45، ﴿ إِن نَّشَأ نَخسِفْ بِهِمُ الأَرْضَ أَو نُسقِطْ عَلَيهِم كِسَفاً مِّنَ السَّمَاء إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِّكُلِّ عَبدٍ مُّنِيبٍ ﴾ سبأ 9.

 

واللهُ عَزَّ وَجَلَّ قَالَ وَهُوَ أَصْدَقُ الْقَائِلِينَ : ﴿مَا أَصَابَ مِن مُصِيبَةٍ في الأَرضِ وَلا في أَنفُسِكُم إِلاَّ في كِتَابٍ مِن قَبلِ أَن نَبرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللهِ يَسِيرٌ  لِكَيلا تَأسَوا عَلَى مَا فَاتَكُم وَلا تَفرَحُوا بِمَا آتَاكُم وَاللهُ لا يُحِبُّ كُلَّ مُختَالٍ فَخُورٍ﴾ الحديد 22، وَحِينَ تَقَعُ مِثلُ هَذِهِ الأَحدَاثِ وَالمَصَائِبِ، فَإِنَّ النَّاسَ يَختَلِفُونَ في تَلَقِّيهَا، وَتَتَضَارَبُ آرَاؤُهُم في تَفسِيرِهَا، فَمِن مُذِيعٍ لَهَا لِيُحَصِّلَ سَبقًا في نَقلِ الخَبرِ فَحَسبُ، إِلى شَامِتٍ بِالمُبتَلَينَ وَظَانٍّ بِهِم ظَنَّ السَّوءِ، إِلى مَن يَرَى أَنَّ ذَلِكَ أَمرٌ طَبِيعِيٌّ وَحَدَثٌ كَونيٌّ، لا يَخرُجُ عَن أَسبَابٍ مَادِّيَّةٍ مَعرُوفَةٍ، وَقَلِيلٌ هُم أُولَئِكَ المُوَفَّقُونَ، الَّذِينَ يَنظُرُونَ لِمَا يَحصُلُ بِنُورٍ مِمَّا نَزَلَ في الكِتَابِ أَو ثَبَتَ في السُّنَّةِ، لِيَتَعَامَلُوا مَعَ هَذِهِ الأَحدَاثِ وَالمَصَائِبِ بِمَا يَقتَضِيهِ المَقَامُ وَتَستَدعِيهِ الحَالُ، وَمَا يَجِبُ عَلَيهِم نَحوَهَا مِنِ اعتِبَارٍ وَاتِّعَاظٍ، وَخَوفٍ مِنَ العُقُوبَاتِ، وَاستِعدَادٍ لِمَا قَد يَحصُلُ مِن مُفَاجَآتٍ. 

أيُّها الْمُؤمِنُونَ: صَدَقَ اللهُ العَظِيمُ: ﴿وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً ﴾، فَأَينَ التَّطوُّرُاتُ العِلْمِيُّةُ، وَالأَقْمَارُ الصِّنَاعِيُّةُ، عَنْ صَدِّ تِلْكَ الزَّلازِلِ أَو الرِّيحِ أو التَّنَبُؤِ لهَا قَبْلَ وُقُوعِهَا ؟ حَقًّا إنَّها رَسَالةٌ لِمَنْ اغْتَرَّ بِعِلْمِهِ! بَأَنَّهُ ضَعِيفٌ أَمَامَ قُدرةِ اللهِ، عَاجِزٌ عَنْ دَفْعِ أَمْرٍ كَتَبَهُ اللهُ، فَلَيْسَ بِمُعْجِزٍ فِي الْأَرْضِ، وَأَنَّهُ يَبْقَى فَقِيرًا ذَلِيلًا، مَا لَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ، فَإِذَا أَرَادَ اللهُ شَيئًا فَإِنّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ، حِينَهَا لَا يَملِكُ أَيَّ بَشَرٍ أَن يُسَكِّنَ الأَرضَ إِذَا تَحَرَّكَت، وَلَا يَمنَعَ البَلَايَا إِذَا تَحَقَّقَتْ !

 

عِبَادَ اللهِ: مَا أَعْظَمَ قُدْرَةَ الْخَالِقِ سُبْحَانَهُ! وَمَا أَشَدَّ بَطْشَهُ! تَعَالَتْ عَظَمَتُهُ، وَجَلَّتْ قُدْرَتُهُ، ﴿إِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِقَوْمٍ سُوءًا فَلَا مَرَدَّ لَهُ  وَمَا لَهُم مِّن دُونِهِ مِن وَالٍ ﴾ الرعد 11، لَا رَادَّ لِقَضَائِهِ وَلَا معقب لحكمه ، خَرَّتْ لِعَظَمَةِ اللَّهِ الْجِبَالُ الرَّاسِيَاتُ ، وَتَشَقَّقَتْ مِنْ خَشْيَتِهِ الصُّخُورُ الْقَاسِيَاتُ، فكَمْ نَحْنُ بِحَاجَةٍ إِلَى أَنْ نَسْتَشْعِرَ عَظَمَةَ ربنا : ﴿وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ  سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ عَمَّا يُشْرِكُونَ﴾ الزمر 67

 

نَسْأَلُ اللَّهَ تَعَالَى أَنْ يَجْعَلَنَا مِمَّنْ يَتَّعِظُ بالأيات، وَأَنْ يَهْدِيَنَا سَوَاءَ السَّبِيلِ، وَأَنْ يَحْفَظَنَا مِنْ طَوَارِقِ الدَّهْرِ وَفَوَاجِعِ الزَّمَانِ، إِنَّهُ سَمِيعٌ قَرِيبٌ مُجِيبٌ.

أستغفِر اللهَ لي ولكم، فاستغفروه إنَّه هو الغَفُورُ الرَّحيمُ.

 

 

الخطبة الثانية

الحَمدُ لِلَّهِ لَا يَسكُنُ شَيءٌ وَلَا يَتَحَرَّكُ إِلَّا بِتَقدِيرِهِ، خَلَقَ كُلَّ شَيءٍ فَجَعَلَهُ طَوعَ أَمرِهِ وَتَدبِيرِهِ، أَشهَدُ أَن لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، خَضَعَتْ لَهُ الرِّقَابُ وَذَلَّتْ لَهُ الْصِّعَابُ، وَأَشهَدُ أَنَّ مُحَمّدًا عَبدُ اللهِ وَرَسُولُهُ، الْتَّقِيُّ الأَوَّابُ، صَلّى اللَّهُ وَسَلَّم وَبَارَكَ عَلَيهِ وَعَلَى جَمِيعِ الآلِ والأصْحَابِ.

 أَمّا بَعدُ:

فَاتَّقُوا اللَّهَ عِبَادَ اللَّهِ حَقَّ التَّقوَى، وَرَاقِبُوهُ فِي السِّرِّ وَالنّجوَى.

يا مُؤمِنُونَ: وَمِنْ حِكَمِ اللَّهِ تَعَالَى فِي وُقُوعِ هَذِهِ الزَّلَازِلِ التَّذكِيرُ بِزَلزَلَةِ السّاعَةِ وَهَولِهَا العَظِيمِ، وَالدَّلَالَةُ عَلَى قُربِهَا وَصِدقِ وُقُوعِهَا: فَقَد أَخبَرَ النَّبِيُّ ﷺ أَنّ السّاعَةَ لَنْ تَقُومَ حَتَّى تَكثُرَ الزَّلَازِلُ، وَالمُرَادُ بِكَثرَتِهَا: شُمُولُهَا وَدَوَامُهَا، كَمَا قَالَ الحَافِظُ ابنُ حَجَرٍ رَحِمَهُ اللَّهُ.

فَحُدُوثُ الزَّلَازِلِ مُذَكِّرٌ بِالزِّلزَالِ الأَعظَمِ، قَالَ تَعَالَى: ﴿يا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُم إِنَّ زَلزَلَةَ السَّاعَةِ شَيءٌ عَظِيمٌ * يَومَ تَرَونَها تَذهَلُ كُلُّ مُرضِعَةٍ عَمَّا أَرضَعَت وَتَضَعُ كُلُّ ذاتِ حَملٍ حَملَها وَتَرَى النَّاسَ سُكارى وَما هُم بِسُكارى وَلكِنَّ عَذابَ اللَّهِ شَدِيدٌ﴾ الحج 1-2

اهتَزّتِ الأَرضُ مِن ذَنبٍ سَرَى فِيهَا  # فَارْتَجَّ نَائِمُهَا وَارْتَاعَ صَاحِيهَا

وَالهَزُّ قَدْرَ ثَـــــــــــوَانٍ قَــــــــــضَّ مَضْجَعَنَا  #  فَكَيفَ بِالهَزَّةِ الكُبرَى توَافِيهَا؟

 

عِبَادَ اللهِ: فِي مِثْلِ تِلْكَ الأَحْدَاثِ تَظْهَرُ الْوِحْدَةُ الإسْلامِيَّةُ والأُخُوُّةُ الإيمِانِيَّةُ فِعْلاً: ﴿ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ ﴾.

فلاَ نَغْفُلَ عن الدُّعَاءِ لإِخْوَانِنَا بِأَنْ يَرْحَمَ اللهُ مَوْتَاهُمْ، وَيَشْفِيَ مَرْضَاهُمْ، وَيَرْفَعَ مَا بِهِمْ مِنْ ضُرٍّ وَبَلاَءٍ، إِنَّهُ وَلِيُّ ذَلِكَ وَالْقَادِرُ عَلَيْهِ.

اللَّهُمَّ إنَّا نَعُوذُ بكَ من الغَلاءِ، والوَبَاءِ، والرِّبا، والزَّلازِلِ، وَسُوءِ الفِتَنِ. ر

رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُوْنَنَّ مِنَ الخَاسِرِيْنَ ….

 

 

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *