مشروع خطب الجمعة في إفريقيا
رقم الخطبة عنوان الخطبة معد الخطبة تاريخ المقترح لإلقاء الخطبة المراجعة والنشر
133 ذكر الله سبحانه د. أحمد بولي عضو الاتحاد  في مالي 28/03/1445هـ  الموافق 13/10/2023م الأمانة العامة

 

الموضوع:” ذكر الله سبحانه “

الخطبة الأولى  

الحمد لله محبّ ذاكريه ، نشهد أن لا إله إلا هو إله الأولين والآخرين .

ونصلي ونسلم على خير من ذكر الله محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .

 

أما بعد :

عباد الله فلنتزوّد من التقوى فإنّ خير الزاد التقوى ، ولنذكر ربَّنا ذكرا كثيرا مستمرا ،

 فقد حرّضنا الله تعالى على ذكره فقال سبحانه في محكم التنزيل ﴿ فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ البقرة 152  وقال جل وعلا ﴿وَاذْكُرْ رَبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعًا وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ وَلَا تَكُنْ مِنَ الْغَافِلِينَ الأعراف 205   قال تعالى ﴿ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُون    الجمعة 10

وقال جل وعلا  ﴿ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمً   الأحزاب 35

وقال سبحانه ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا * وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا ﴾   الأحزاب 41 ـ 42

قال تعالى ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ المنافقون 9

# عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال {{ مثل الذي يذكر ربّه والذي لا يذكره مثل الحيّ والميّت }}  رواه البخاري .

# عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : يقول الله تعالى

{{ أنا عند ظنّ عبدي وأنا معه إذا ذكرني ، فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي وإن ذكرني في ملإ ذكرته في ملإ خير منهم }}  أخرجه الشيخان

# عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم  :

{{ سبق المفـرّدون قالـوا : وما المفـرّدون يا رسول الله ؟ قال : الذاكـرون الله كثيرا والذاكـرات }} رواه مسلم .

# عن عبد الله بن بشر أنّ رجلا قال : يا رسول الله : إنّ شرائع الإسلام قد كثرت عليّ فأخبرني بشيء أتشبّث به ، قال : لا يزال لسانك رطباً من ذكر الله }}  رواه الترمذي وقال : حسن صحيح

# عن أبي الدرداء قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم {{ ألا أنبّئكم بخير أعمالكم وأزكاها عند مليككم وأرفعها في درجاتكم وخير لكم من إنفاق الذهب والفضة وخير لكم من أن تلقوا عدوّكم فتضربوا أعناقهم ؟ قالوا : بلى يا رسول الله ، قال : ذكر الله تعالى }}  رواه الترمذي وقال الحاكم إسناده صحيح

وقد أمر الله ذكره في أقسى الحالات فقال سبحانه ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴾  الأنفال 45 .

 

الأذكار المشروعة :

1 ـ القرآن الكريم أفضل ذكرٍ أُخرج للناس .

2 ـ وعن جابر رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : {{ أفضل الذكر لا إله إلا الله }}  أخرجه الترمذي وقال حسن صحيح

3 ـ عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : {{ كلمتان خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان حبيبتان إلى الرحمن : سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم }} متفق عليه .  .

4 ـ عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : {{ لأن أقول : سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر أحبّ إليَّ مما طلعت عليه الشمس }}  رواه مسلم .

5 ـ عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : {{ ألا أدلك على كنز من كنوز الجنة ، فقلت : بلى يا رسول الله ، قال : لا حول ولا قوة إلا بالله }}  متفق عليه .

5 ـ عن كعب بن عجرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال {{ معقبات لا يخيب قائلهن أو فاعلهن دبر كل صلاة مكتوبة : ثلاث وثلاثون تسبيحة ، وثلاث وثلاثون تحميدة وأربع وثلاثون تكبيرة }} رواه مسلم .   

هذا وعلينا أن نلتزم بالأذكار المشروعة التي وردت في الحالات المتنوعة . كحين النوم وحين الاستيقاظ من النوم وعند الأكل وبعد تمامه ، وعند دخول البيت وعند الخروج وعند الركوب وعند النزول وعند القيام والقعود وعند الجماع وغير ذلك .

 

إخوة الإيمان :

علينا أن نتجنّب الأذكار المبتدعة ، ففي السنة النبوية غنى عمّا سواها وما التزم ببدعة إلا وأهمل بجانبها سنة ، ولتعلموا عباد الله أن الذكر كما يكون باللسان يكون بالقلب ، وذلك بالتفكر في آيات الله وصفاته وعظم قدرته ، ومراقبته ، ويكون كذلك بالجوارح بالقيام لله والركوع والسجود والمشي إلى المساجد وإلى طلب الرزق الحلال .

فاذكروا الله يذكركم واشكروه يزدكم ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون .

 

الخطبة الثانية :

الحمد لله الذي بذكره تطمئنّ القلوب .

والصلاة والسلام على الرسول الذاكر وعلى آله وصحبه الذاكرين .

عباد الله :

إن السعادة مطلب البشريّة جمعاء قديما وحديثا، وقد طلبها الناس في المال والجاه والأولاد والزوجات ، فلم ينالوها في كل ما ذُكر ، وذلك لأنهم أخطؤوا الطريق إليه ، وإنما توجد في ذكر الله تعالى فقط قال سبحانه ﴿الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ﴾  الرعد 28

ولنعلم أنّ منشأ الشقاء في الدنيا والآخرة في الإعراض عن ذكر الله تعالى ، قال جلّ من قائل : ﴿ وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى﴾ طه 124

وقد ورد عن معاذ بن جبل

: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذ بيده وقال: يا معاذ والله إني لأحبك والله إني لأحبك فقال: أوصيك يامعاذ لاتدعن في دبر كل صلاة تقول: اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك }} صحيح ابن حبان وصحيح ابن خزيمة وصححه الألباني.

وصلوا ـ رحمكم الله ـ على محمد بن عبد الله، كما أمركم بذلك ربكم، قال تعالى: ﴿  إِنَّ ٱللَّهَ وَمَلَـٰئِكَـتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى ٱلنَّبِىّ يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ صَلُّواْ عَلَيْهِ وَسَلّمُواْ تَسْلِيماً ﴾ [الأحزاب:56].

اللهم صل وسلم وبارك على عبدك ورسولك محمد، وارض اللهم عن خلفائه الراشدين، الأئمة المهديين…

سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين .

 

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *