مشروع خطب الجمعة في إفريقيا | ||||
رقم الخطبة | عنوان الخطبة | معد الخطبة | تاريخ المقترح لإلقاء الخطبة | المراجعة والنشر |
166 | كيف تؤدي مناسك الحج والعمرة | د. عثمان صالح تروري ـــ عضو الاتحاد في مالي | 16/11/1445هـ الموافق 24/06/2024م | الأمانة العامة |
الموضوع ” كيف تؤدي مناسك الحج والعمرة”
إِنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ، مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، أفضل من حج واعتمر وأمر أمته بأخذ مناسكهم عنه، صلى الله عليه وعلى آله وأزواجه أمهات المؤمنين وأصحابه ما لبى ملب بحج بيت ربه.
أَمَّا بَعْدُ:
فاتقوا الله أيها المؤمنون، وتذكروا بمفارقتكم أهليكم إلى الحج يوم مفارقتكم لهم إلى القبور، وتزودوا فإن خير الزاد التقوى.
وبعد أن أحرمتم من الميقات، وأكثرتم من التلبية على الطريق إلى مكة ، فعند دخولكم فيها فاستعروا عظمة تلك البلدة، وهي خير بلاد الأرض وأحبها إليه وإلى رسوله كما قال صلى الله عليه وسلم (إِنَّكِ، لَخَيْرُ أَرْضِ اللَّهِ، وَأَحَبُّ أَرْضِ اللَّهِ إِلَيَّ…) ابن ماجة .
- وإذا وصلتم مكة ففي الغالب يتوجه الحجاج إلى منازلهم، ثم منها إلى المسجد الحرام لإتمام العمرة ويتم ذلك على النحو التالي:
- إذا دخلت المسجد فعليك بالالتزام بآداب المسجد من: تقديم اليمنى، الدعاء،……
- تقطع التلبية قبل بدء الطواف ومن السنة أن يكشف الرجل عن كتفه الأيمن جاعلا وسط ردائه تحت إبطه الأيمن وطرفيه على كتفه الأيسر
- ثم تبدأ الطواف من الحجر الأسود، فإذا تسنى لك الوصول إلى الحجر الأسود فقبله، وإلا فأشر إليه قائلا الله أكبر، والطواف يكون بسبعة أشواط
- وأثناء الطواف تذكر الله وتدعوه بما تشاء من خيري الدنيا والآخرة،
- وإذا وصلت الركن اليماني إن تيسر لك فاستلمه دون تقبيل وإلا فواصل ولا تشر إليه، ويسن الدعاء بقوله: ]رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ[ بين الركن اليماني والحجر الأسود .
- ويسن للرجال الرمل في الأشواط الثلاثة الأولى (وهو الإسراع في المشي مع تقارب الخطي) وهذا في طواف القدوم فقط.
- وإذا اكتملت الأشواط السبعة يغطي الرجال أكتافهم المكشوفة
- تصلي ركعتين خلف المقام إن تيسر وإلا ففي أي مكان من المسجد، تقرأ في الأولى بسورة الكافرون وفي الثانية بالإخلاص.
- وبعد الفراغ من ذلك يسن الشرب من ماء الزمزم .
- وبعد ذلك تتوجه إلى المسعى بدء بالصفا ،وعند الصعود على الصفا يسن قول : (إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ، نَبْدَأُ بِمَا بَدَأَ اللَّهُ بِهِ)،
- ثم تصعد الصفا وتقف عليه مستقبلا الكعبة وتحمد الله تعالى وتكبره ثلاثا وتدعو وتكثر من الدعاء رافعا يديك قائلا : (لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ، أَنْجَزَ وَعْدَهُ، وَنَصَرَ عَبْدَهُ، وَهَزَمَ الْأَحْزَابَ وَحْدَهُ).
- ثم تنزل من الصفا قاصدا المروة وتدعو وتذكر الله تعالى بما تشاء وتسعى سبعة أشواط ، فمن الصفا إلى المروة شوط ، ومن المروة إلى الصفا شوط وهكذا .
- ويسن للرجال الإسراع بين الضوئين الأخضرين ( بطن الوادي ).
- وإذا صعدت المروة فافعل مثل ما فعلت على الصفا
- وإذا كملت سبعة أشواط فعلى الرجال الحلق أو القصر، والحلق أفضل، وعلى النساء قصر قدر أنملة.
- وبهذا تتحلل من العمرة وتنتظر الحج.
وأثناء هذا الانتظار عليكم بالحرص على الصلاة في المسجد الحرام، والإكثار من الطواف بالبيت، فعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ t قَالَ: قَالَ: رَسُولُ اللَّهِ r (صَلَاةٌ فِي مَسْجِدِي هَذَا أَفْضَلُ مِنْ أَلْفِ صَلَاةٍ فِيمَا سِوَاهُ إِلَّا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ وَصَلَاةٌ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ أَفْضَلُ مِنْ مِائَةِ أَلْفِ صَلَاةٍ فِيمَا سِوَاهُ ) رواه أحمد .
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ r يَقُولُ: (مَنْ طَافَ بِالْبَيْتِ وَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ كَانَ كَعِتْقِ رَقَبَةٍ) رواه ابن ماجه .
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ]الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ[ البقرة 197
قلت ما أصغيتم إليه والله تعالى أسأل المغفرة والرحمة لي ولكم، إنه ولي ذلك والقادر عليه.
الخطبة الثانية
الحمد لله الذي فرض حج بيته الحرام، والصلاة والسلام على رسوله خير الأنام
أيها المؤمنون: فإذا أتم الحاج المعتمر عمرته، وانتظر الحج فإن أعمال حجه يبدأ من اليوم الثامن إلى اليوم الثالث عشر من ذي الحجة، والأعمال المشروعة في هذه الأيام هي كالتالي:
* أعمال اليوم الثامن :
- الإحرام للحج في المنزل قائلا: لبيك حجا
- الخروج إلى منى وقت الضحى، وفي الغالب يبدأ الحجاج الخروج من الليل لأجل الزحمة.
- وإذا وصل منى صلى فيه الظهر والعصر والمغرب والعشاء قصرا بلا جمع، والفجر.
* أعمال اليوم التاسع ( يوم عرفة ) :
- الخروج إلى عرفة وقت الضحى
- الوقوف فيه من الزوال وصلاة الظهر والعصر فيه جمعا وقصرا، وعرفات كلها موقف.
- الإكثار من الدعاء والذكر فيه بعد الصلاة إلى الغروب، وليكثر من قول: لا إله الله وحده لا شريك له ….. ، لما رواه مالك عن طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ كَرِيزٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ r: (قَالَ أَفْضَلُ الدُّعَاءِ دُعَاءُ يَوْمِ عَرَفَةَ وَأَفْضَلُ مَا قُلْتُ أَنَا وَالنَّبِيُّونَ مِنْ قَبْلِي لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ ) ويستقبل القبلة عند الدعاء .
وقد ورد فضل يوم عرفة في أحاديث كثيرة منها ما روي عَنْ ابْنِ الْمُسَيَّبِ t قَالَ قَالَتْ عَائِشَةُ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ r قَالَ: (مَا مِنْ يَوْمٍ أَكْثَرَ مِنْ أَنْ يُعْتِقَ اللَّهُ فِيهِ عَبْدًا مِنْ النَّارِ مِنْ يَوْمِ عَرَفَةَ وَإِنَّهُ لَيَدْنُو ثُمَّ يُبَاهِي بِهِمْ الْمَلَائِكَةَ فَيَقُولُ مَا أَرَادَ هَؤُلَاءِ) مسلم
- مغادرة عرفة عند الغروب إلى المزدلفة وصلاة المغرب والعشاء فيها والمبيت بها
* أعمال اليوم العاشر ( يوم العيد ) :
- صلاة الفجر بالمزدلفة، والإكثار من ذكر الله بعد الصلاة بالمشعر الحرام
- مغادرة المزدلفة إلى منى قبل طلوع الشمس
- التقاط سبع حصيات على الطريق إلى منى
- رمي جمرة العقبة بالحصيات السبع ويكبر مع كل حصاة
- ذبح الهدي
- حلق الرأس أو قصره والحلق أفضل
- طواف الإفاضة بالكعبة، وهو مثل الأول إلا أنه لا يكشف الكتف، ولا يسرع في الأشواط الثالثة الأولى.
- يصلى ركعتين بعد الطواف، ثم يسعى بين الصفا والمروة كما فعل في العمرة.
- ولا بأس من تقديم هذه الأعمال بعضها على بعض، فمن أدى ثلاثة منها تحلل تحللا أصغر فيباح له كل المحظورات إلا النساء، ومن أداها كلها فقد تحلل تحللا أكبر ويباح له كل المحظورات حتى النساء
- العودة إلى منى للإقامة
* أعمال اليوم الحادي عشر والثاني عشر والثالث عشر :
- الإقامة في منى والإكثار من ذكر الله تعالى أثناءها
- رمي الجمرات بعد الزوال من كل يوم، وصفة رمي الجمرات كالآتي:
× يبدأ بالجمرة الدنيا فيرميها بسبع حصيات ويكبر مع كل حصاة، وإذا رماها تنحى يمينا ووقف مستقبلا القبلة، ودعا طويلا
× ينتقل إلى الجمرة الوسطى ويرميها بسع حصيات مثل الأولى، ثم يتنحى يمينا مستقبلا القبلة ويدعو طويلا
× ثم ينتقل إلى جمرة العقبة ( الأخيرة ) ويرميها بسبع حصيات كالسابقة ، ولا يدعو بعده.
فإذا اكتمل له يومان أو ثلاثة نزل مكة، وقد انتهى له حجه، وإذا تقرر سفره طاف البيت طواف وداع، لما روي عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ:
( أُمِرَ النَّاسُ أَنْ يَكُونَ آخِرُ عَهْدِهِمْ بِالْبَيْتِ إِلَّا أَنَّهُ خُفِّفَ عَنْ الْحَائِضِ ) البخاري وليس من المشروع الخروج من المسجد على الظهر.
فهكذا يؤدى الحج والعمرة، والله تعالى نسأل أن يوفقنا جميعا لحسن أدائهما، وأن يتقبله منا بقبول حسن، وأن يرفع به درجاتنا في الذين أنعم عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالين وحسن أولئك رفيقا، وصلى الله على سيدنا محمد وسلم وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
أضف تعليقاً